أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان حماني - اليوم العالمي للفلسفة... مناسبة لتصحيح مسار؟؟؟














المزيد.....

اليوم العالمي للفلسفة... مناسبة لتصحيح مسار؟؟؟


عدنان حماني

الحوار المتمدن-العدد: 4639 - 2014 / 11 / 20 - 00:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اليوم العالمي للفلسفة... مناسبة لتصحيح مسار !!!
تود هذه المقالة المتواضعة جدا أن تفكر في الدور الذي قد يلعبه " اليوم العالمي للفلسفة " في إعادة تصحيح العلاقة بين الفكر الفلسفي وبين ثقافتنا العربية ، هذه الأخيرة التي ، كما نعلم جميعا ، تكاد لا تفرق معنا للفلسفة والفكر الفلسفي ، فباستثناء الدروس التي تقدم أو تلقن داخل حجرات الدرس في المؤسسات التعليمية الثانوية ، وفي صالات نادرة المحاضرات التي تلقى في الجامعات ، يبقى الحديث عن الفلسفة بين الأوساط الإجتماعية والثقافية أمرا يمكن القول عنه أنه منعدم تماما ، فلا حديث عن الفلسفة أو بالأحرى عن القضايا التي يعالجون التفكير الفلسفي خارج أسوار الجامعة ببلداننا العربية ، بل إن الحديث عن الفلسفة يكاد يكون منعدما حتى داخل الفضاءات الجامعية نفسها ، اللهم في حالات نادرة .
حقا إن الفلسفة لتعرف وضعا حرجا جدا داخل مجتمعاتنا العربية ، والدليل على ذلك هو أن الفئة العريضة من مجتمعاتنا لازالت تنظر إلى الفلسفة بعين الريبة والتوجس ، وتنظر إلى الباحث في حقل الفلسفة على أنه مصاب بالجنون وأنه غريب عن مجتمعه ، وتنظر إلى الفلسفة على أنها مصدر للفتنة والإلحاد ، بل وتهتم بمواضيع لا تمت بصلة للعالم المعيش ، ناهيك عن المواقف المتشددة التي ترفض رفضا تدريس الفلسفة وعلومها للناشئة . حاصل القول إذن ، أن الفلسفة في العالم العربي لاتفرق سوى العداء التام ، وفي أحسن الأحوال التجاهل .
لقد هيمن هذا الموقف ولقرون طويلة جدا على فضاء الثقافة العربية الإسلامية ، فباستثناء مرحلتين يتم في غالب الأحيان الإشارة إليهما ، عرفت خلالهما الفلسفة تقدما واهتماما ، وهما : المرحلة المشرقية مع الخليفة المأمون العباسي الذي أنشأ بيت الحكمة ، والمرحلة المغربية مع الخليفة المنصور الموحدي ، تغيب كل ملامح التنوير والتقدم واإهتمام بالفلسفة ، بل وحتى هاتين المرحلتين يتبين لنا ومن خلال النبش الدقيق في الأسباب والدوافع التي حذت بهما إلى الإهتمام بالفلسفة رغم أنها كانت تمثل أنذاك مادة معرفية دخيلة وغريبة على الثقافة العربية الإسلامية ، يتبين لنا أن إهتمامهما بالفلسفة ما كان ليتم لولا تلك الصراعات السياسية والمذهبية التي عرفتها الساحة العربية الإسلامية حينها ، إلا أن كل ذلك لا يجب أن يمنعنا من القول أنهما مرحلتان عرفتا أنذاك تشجيعا واهتماما متزايدا بالفلسفة.
صحيح أن بعض الدول العربية اليوم توجد الفلسفة في جامعاتها ومدارسها ، لكن هذا لا يعني أنها حققت ذلك التأثير على الفرد وعلى المجتمع ، بل على العكس من ذلك كله ، بقي تأثير الفلسفة محدودا جدا يقتصر فقط على قلة قليلة من الأفراد ، فالحديث عن الفلسفة في بيئتنا ، كما قلت في البداية ، لا يغادر جدران الجامعات وحجرات الدرس بالمدارس الثانوية ، والسبب في ذلك هو الخطوات المحتشمة التي تخطوها هذه الدول للخروج بالفلسفة من الخفاء إلى اللاخفاء ، أي محاولة تبيئة الفلسفة من جهة ، وبسبب تردي طرق تدريسها ، وابتعاد المقررات والدروس عن القضايا الراهنة من جهة ثانية ، هذا ناهيك عن عملية الأدلجة التي تخضع لها هذه المقررات . وعليه ، يصبح الحديث عن " عودة الفاسفة إلى الشارع " أمرا مستبعدا وغير قابل للتحقق على الأقل في الفترة الراهنة ، فحتى أبسط الشروط لتحقيق ذلك غير متوفرة . ويبقى السؤال هو كيف نجعل الفلسفة تخرج من قوقعتها ؟ كيف نجعل للفلسفة تأثيرا على الرجل العربي ؟ كيف نجعل من مدارسنا وجامعاتنا ملاذا للفلسفة وللدرس الفلسفي ؟ والأهم من ذلك كله ، كيف لنا أن نغير نظرة الانسان العربي للفلسفة ؟
تبدو هذه الأسئلة أكثر إلحاحا خصوصا ونحن نلمسها في واقعنا الراهن ، ويبدو ، من جهة ثانية ، أن "اليوم العالمي للفلسفة " مناسبة للتفكير في مثل هذه الإشكالات التي تهم الأمة العربية حاضرا ومستقبلا . وعليه ، فلتحقيق هذا الهدف ينبغي في نظري ربط الفلسفة بمفهوم المواطنة الذي تسعى كل الدول العربية إلى تحقيقه ، ذلك أن تحقيق المواطنة بمعناها الصحيح لا يمكن أن يتم دون وجود بيئة تؤمن بقيم الإختلاف والتواصل من جهة ، وبالحق في الفلسفة والتفلسف من جهة ثانية ، ولما كانت الفلسفة ، كما يقال مع الفلاسفة قديمهم وحديثهم ، هي روح عصرها ، ولما كان الفيلسوف هو الآخر روح عصره ، فإن على الفيلسوف الذي ينتمي إلى البيئة العربية أن يجعل الفلسفة في ارتباط دائم وأبدي مع المجتمع ، أي أن عليه أن يجعل قضايا أمته ضمن اهتماماته الكبرى وأولوياته ، على الفيلسوف في عالمنا العربي أن يخرجنا من ذلك الكابوس الماضوي ويجعلنا نعي الحاضر الذي نعيشه ونطل على المستقبل الوافد ، على هذا الفيلسوف مسؤولية جعلنا نبتعد عن الماضي ونهتم بما هو آت (المستقبل ) ، ذلك أن الفيلسوف ، كما نعلم جميعا يمتاز بالرصانة والتفكير والتدبر ، وبالشمولية والكلية في طرح قضاياه ، وبالمثل على مدرسي الفلسفة أن يخرجوا الدرس الفلسفي من الرتابة القاتلة التي هو غارق فيها ، عليهم أن يرتقوا بالدرس الفلسفي إلى مستوى التحرر من استراتيجية التعلم ، ويخلصوه من الهيمنة النمطية للتكوين المهني ، كما أن عليهم أن يجعلوا من أسئلة الغاية والفائدة والمعنى أسئلة الواجهة ، وعندها بالفعل سيصبح هذا اليوم بمثابة لحظة للمراجعة والوقوف عند المنجزات والأهداف .
إن وجود مثل هذه الممارسات داخل بيئتنا العربية ، لكفيل بتغيير ذلك المسار الذي سارت عليه الفلسفة داخل بيئتنا من جهة ، وبتغيير نظرة الإنسان العربي للفلسفة وعلومها من جهة ثانية . وعليه ، يصبح لزاما علينا ، نحن المنتسبين لحقل الفلسفة ، العمل على إخراج "اليوم العالمي للفلسفة " من الغربو والصمت الذي يعيشه داخل مجتمعاتنا ، كما أننا مطالبون بأن نجعل لهذا اليوم مكانة وصدا داخل جامعاتنا ومؤسساتنا التعليمية ، ومن ثمه داخل محيطنا .



#عدنان_حماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان حماني - اليوم العالمي للفلسفة... مناسبة لتصحيح مسار؟؟؟