أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد العزيز فرج عزو - الشيخ إمام عمر القارئ والمصلح بين الناس















المزيد.....

الشيخ إمام عمر القارئ والمصلح بين الناس


عبد العزيز فرج عزو

الحوار المتمدن-العدد: 4637 - 2014 / 11 / 18 - 21:28
المحور: حقوق الانسان
    


ولد القارئ الكريم الشيخ إمام محمد عمر قارئ مسجد محمد أغا بحي عين شمس الشرقية بالقاهرة في الستينيات والسبعينيات من القرن الميلادي السابق في عام 1920 وقد نشأ هذا الرجل الطيب في أسرة طيبة تتصف بالتسامح الطيب مع الجيران من حوله وكل من يتعامل معهم من الناس في المنطقة وخارجها فهو من أسرة مصرية طيبة نشأت علي حب الوطن وحب الناس وحب القرآن الكريم ، وقد تعلم الشيخ إمام عمر تلاوة القرآن الكريم علي يد كبار علماء الأزهر في القراءات القرآنية وغيرهم في حي عين شمس والمطرية وغيرها فقد حفظ الشيخ إمام عمر تلاوة القرآن الكريم علي يد مشايخ كثيرون منهم الشيخ علي مسلم ( بكسر الميم وفتح السين ) قارئ للقرآن ومعلم للآلاف من المتعلمين في حي عين شمس في الفترة من ( 1930 وحتى يوم وفاته 1986 ) وقد تعلم الشيخ إمام عمر حفظ القرآن الكريم علي يد الشيخ علي مسلم في أعوام 1932 وحتى عام 1936 م ، وبعد ذلك أكمل قراءة القرآن الكريم بالقراءات القرآنية المختلفة علي يد الشيخ محمود معروف المعلم الكبير في حي المطرية في عام 1940 وحتى عام 1944 وبعد ذلك أتقن التلاوات القرآنية من قراءة حفص وورش ونافع وغيرها وقد التزم بالقراءة المعروفة حفص المتصلة السند إلي سيدنا محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم والتي يقرأ بها 95 % من العالم الإسلامي والأجنبي فهي قراءة مشهورة ومعروف مع العلم أن القراءات الاخري صحيحة من ورش وعامر وغيرها أم القراءات الشاذة فهي ليست متصلة السند إلي رسول الله وإنما إلي بعض التابعين .
فقد أتقن الشيخ إمام عمر قراءة حفص بطريقة ممتازة في عبادته وفي قراءاته في المناسبات الدينية وغير الدينية وفي المأتم وفي المساجد في قراءة قرآن الجمعة قبل صلاة الجمعة من كل اسبوع في مسجد محمد أغا وغيره من المساجد الاخري التابعة لوزارة الأوقاف وغيرها في فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي والتي كان يدعي إليها للقراءة فيها أيام الجمع وفي شهر رمضان من كل عام ، وقد طاف الشيخ إمام عمر كثير من المحافظات المصرية للتلاوة فيها في مساجدها وفي المأتم التي كان يدعو إليها من قبل أصحابها فقد كان الشيخ يلبي النداء ولا يشترط علي التلاوة في الأجر فهو يرضي بالقليل من الرزق .
وقد زامل الشيخ إمام عمر المشايخ القارئين للقرآن والمعلمين له أيضا أستاذه الشيخ علي مسلم والشيخ محمد عبد العال عزو والشيخ عبد العزيز حربي والشيخ أحمد العطاري والشيخ مأمون عرابي والشيخ عطية غباشي والشيخ إبراهيم الطناني وغيرهم .
فقد كان الشيخ عمر من واحد من هؤلاء النجوم المنسيين وسط القراء الكبار رغم أنهم لا يقلون عنهم حفظا وعلما للقرآن وأحكامه فقد الشيخ إمام عمر قارئ معروف في حي عين شمس والمطرية وغيرها ، فقد كان الشيخ موهوب وصاحب صوت جميل في تلاوته الخاشعة فهو بلبل من بلابل القرآن الكريم في مصرنا المحروسة من قبل الله تعالي فعندما تسمعه في أثناء تلاوته قبل وفاته أو في بعض الشرائط الموجودة عند أحبابه وأولاده وغيرهما فإننا نسمع قراءة عطرة بصوت جميل خاشع في التلاوة القرآنية التي يؤديها هذا الشيخ الجليل تدخل القلوب الطيبة فتزيدها خشوعا ورحمة ونورا.
فقد كان الشيخ إمام عمر رحمه الله واسع الاطلاع في علوم القرآن الكريم وفي أحكامه متنوع المعرفة يخدم كتاب الله تعالي وكذلك في الدعوة إلي الله ومحبة الوطن العزيز مصر فقد عرفت هذا الشيخ الجليل رحمه الله قبل وفاته بعشر سنين في كثير من المناسبات الدينية وفي المآتم في القاهرة وهو يتلو كلمات آيات الله البيانات الكريمات فقد كان موهبة في تلاوة القرآن الكريم وكانت الجماهير المستمعة إليه منبهرة بقراءاته العطرة فهو نجم من نجوم التلاوة المصرية رحمه الله تعالي .
فقد كان هذا الشيخ الطيب يمتاز بالسلوك الحسن والخلق القويم إضافة إلي أنه كان يتصف بالصدق والكرم والصحبة الطيبة ومساعدة المحتاجين لحفظ القرآن الكريم أو لأي مساعدة مالية
وكذلك كان يقوم بالصلح بين المتخاصمين من الناس رجالا ونساء عندما يعلم بذلك فانه كان يذهب متطوعا ومعه بعض الناس الطيبين من الجيران ليصلحوا بين الأزواج والجيران المتخاصمين وكان يوفق بينهم ابتغاء مرضات الله تعالي تحقيقا لقوله تعالي الذي قال
( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم ) .
وكان رحمه الله مزار لطلبة حفظ القرآن الكريم وللناس الطيبين فقد كان رحمه الله لا يحب الشهرة ولا الظهور ولا الرياء أمام الناس امتثالا لقول سيدنا النبي صلي الله عليه وسلم الذي قال ( إن لله خلقا خلقهم لحوائج الناس يفزع إليهم في حوائجهم أولئك الآمنون من عذاب الله يوم القيامة ) رواه الإمام السيوطي والطبراني في الجامع الصغير الجزء الأول ص 94 ورواه أيضا ابن أبي الدنيا في باب قضاء الحوائج من حديث ابن عمر رضي الله عنهما وقد رمز الإمام السيوطي رحمه الله هذا الحديث الطيب بدرجة حسن فهو حديث حسن صحيح .
فقد كان الشيخ إمام عمر رحمه الله يدعو الناس إلي المحبة في الله وفي الجوار وفي حب الوطن الغالي مصر وكان يقول للناس الدين هو المعاملة الطيبة بين كل الناس ، وكان ينهي الناس بالابتعاد عن الغلو والتطرف والإرهاب وكان يقول أن دين الإسلام وكل الأديان السماوية الصحيحة بريئة من كل هذه الأعمال وأصحابها فهي قد جاءت بالمحبة والرحمة أما هذه الأعمال فهي ليست من الدين وإنما ألصقت به في القديم علي يد المنافقين والظالمين الذين يريدون سفك الدماء بين البشر لمآرب دنيوية تحت مسمي الدين ظلما وعدوانا .
فقد كان يقول رحمه الله (إن الله تعالي وأنبيائه ورسله جميعا ادم وإدريس ونوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق وسليمان ولوط وصالح وموسي وعيسي ومحمد وغيرهم عليهم جميعا أفضل الصلاة والسلام براء من كل هؤلاء الإرهابيين والمتطرفين للبلاد والعباد في كل مكان في العالم اجمع ).
ومن أقوال الشيخ إمام عمر رحمه الله تعالي الآتي :
*حب الدين والوطن والناس من صفات الإنسان النبيل * الغلو والتطرف والإرهاب ليس من قواعد أي دين في العالم .
* اللقمة الحلال نجاه للعبد يوم القيامة.
* اليد العاملة والمحسنة للخير لكل الناس يحبها الله تعالي واليد العاطلة والتي ترفض العمل وهي قادرة لا يحبها الله تعالي .
* قضاء حوائج الناس لوجه الله فيها محبة الله تعالي لفاعلها .
* السامح والعفو بين الناس في الدنيا من صفات عباد الله الصالحين في الدنيا ومن صفات أهل الجنة في الآخرة .
* الصلح بين المتخاصمين رجالا ونساءا شيمة الناس المصلحة والصادقة والطيبة .
* الدفاع عن الوطن من أعداءه في الداخل والخارج فرض علي كل من يعيش فيه من أبنائه رجال ونساء .
توفي الشيخ أمام عمر قارئ القرآن الكريم بالقاهرة يوم 20/5/1992 عن عمر يناهز 72 سنة .
رحم الله هذا الشيخ الجليل رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته ورحمنا الله جميعا وجعلنا من أهل رحمته وعفوه ورضاءه .



#عبد_العزيز_فرج_عزو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرجم ليس شريعة سماوية وانما أفكار دواعشية دموية
- الدول التي تؤوي الارهابيين لا تحب السلام في الارض
- شركات البناء والتعمير هي المسئولة علي انهيار المصانع علي الع ...
- قتل الأنفس وضرب الابراج الكهربائية يا جماعة الارهاب إفساد في ...


المزيد.....




- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد العزيز فرج عزو - الشيخ إمام عمر القارئ والمصلح بين الناس