أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - ذياب فهد الطائي - دراسة اولية لرواية (كاباريهت ) لحازم كمال الدين















المزيد.....

دراسة اولية لرواية (كاباريهت ) لحازم كمال الدين


ذياب فهد الطائي

الحوار المتمدن-العدد: 4635 - 2014 / 11 / 16 - 13:59
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    



دراسة اولية لرواية (كاباريهت ) لحازم كمال الدين
ذياب فهد الطائي
ربما ، من الواجب ان نقف عند العنوان (كاباريهت ) فهو عتبة النص أو ثريا النص وفقا لما هو منسوب لبارت و الرواية لاعلاقة مباشرة لها باي شكل بالعنوان
اذا فالمعنى هنا ليس التعريف اللفظي او القاموسي الذي يشير الى ان (الكابريهت )هومشروع شخصي خاص لمجموعة من الممثلين شاع بعد الحرب العالمية الثانية وكان يسمى مسرح الفرجة، ولكنه مشروع مغلق على بنيته ،فالهدف منه هو ادخال البهجة الى قلوب المشاهدين عبر عروض مسرحية خفيفة
من هنا فان المعنى المقصود هو الدلالي والذي يدخل في عملية الاستعراض والإلهاء أي تجاوز الواقع المأساوي والقفز الى منظر مصنوع
ويريد المؤلف ان يقدم معادلا موضوعيا للعراق الجديد الذي هو ايضا مجموعة من المشاريع الخاصة لأحزاب وقوى سياسية مجازة من قبل سلطة البرلمان وتمارس ذات الافعال في عرض مشاهد متنوعة ولكنها تستدعي البكاء بدلا من الضحك او ربما (ضحك كالبكاء) وقيل قديما: شر البلية ما يضحك
((فكيفما قلبت الواقع اليوم في بغداد فستجد نوافذ مهشمة يمكن الاطلال منها على الفراديس الافلة حيث وحدة هارموني العتمة،وحدة ،مركزها التشتت ) ص11 ،
وربما الفارق الوحيد بين( الكابريهين ) لايكمن في النشاط الذي يمارسانه بل (مكان العمل ) فالأول يعمل في الساحات المكشوفة او في قاعات يدخلها من يرغب بالمشاهدة ، اما( الكابريهت العراق) فهو يعمل 24 ساعة يوميا وفي فضاء العراق
الرواية تنتمي الى ما يطلق علية بالنص المفتوح حيث يمكن قراءتها من اي مكان في النص وكأنك تشعر باللاتجانس ،وهي تتيح أ ن تربط اي حدث وأية كلمة مع بقية الأحداث والكلمات الأخرى فيها، ومن ثمّ فإن تأويل مقطع ما سينعكس على الأجزاء الأخرى،
من هنا فالرواية لا تقوم على مبدأ السبب والنتيجة ولا تقدم اجوبة لمئات الاسئلة التي يواجهها القارئ ، بل على العكس تزيد من ارباك القارئ العادي ، و كلما تقدم في القراءة تزداد حيرته ذلك لأن الشخصيات دائرية ولا تقدم توصيفات عادية ، وتبتعد عن شكل الرواية التقليدي فلا حبكة درامية تتقدم بتواتر القراءة
وشخوص الرواية المشحونين بالدلالات الرمزية ثلاثة ،داليا رشدي ،التي تولت مهمة( القص) في اكثر من 139 صفحة من صفحات الرواية ال143،وتقول عن نفسها انها خريجة كلية الفنون الجميلة عام 2002 وان ابيها فنان تشكيلي وان حالتهم ميسورة ، وتعيش العائلة في (جمهورية حي الجامعة ) وهي كاتبة مثيرة للجدل
والزوج الاول السندباد الذي تقدمه داليا في بداية الرواية على انه كاتب مرموق منع من النشر في ايام صدام حسين فاشتغل سائق تكسي... وبعد موته يعود في عام 2027 ،بعد رحلته الى سمرقند التي دامت سنة اعترضتها مغامرات الواق واق وبلاد السند والهند وعززتها تدريبات عسكرية معسلة بالمخدرات واصول فن الحب (ص 106)، والروائي هنا يقدم ما يعرف بالميتات المزيفة كما في خريف البطريرك لماركيز
ويعود في عام 2030 (ص29 )وهذه المرة على نحو موارب نفهمه من استعمال اسم الفاعل (عائد ) ليجد ان بغداد قد تحولت الى مدينة غريبة ،ترقص الفتيات فيها ببنطلونات الجينز ،(يطير البساط في الشوارع ،لافوضى ولا قوى يطلقها الامريكان من معاقلها وتحول العاصمة الى ساحة من الفضاعات)!!!
هنا يحدد حازم كمال الدين على لسان السندباد ان التاريخ المتوقع لتغير الاوضاع ومعافاة بغداد هو عام 2030 ويطلب منا الانتظار 16 سنة قادمة
كما يشير بوضوح الى ان ما يجري في العراق الجديد اليوم هو بفعل امريكي !!
الزوج الثاني علاء الدين (صديق السندباد ) والذي سلمه لعصابة الخطف ليستولي علي الفدية وتشير الراوية داليا رشدي انها اكتشفت ان علاء الدين (مخصي ) وهي اشارة رمزية الى مجموعة من الفاعلين في الحياة السياسية الجديدة في العراق، ""ما يميزهم عن غيرهم أنهم يحملون هويات مزدوجة ووجوه متعددة، ولهم أكثر من وطن. يدينون بالولاء المطلق إلى القوى الأجنبية، التي صنعتهم ودربتهم ووجهتم وأرسلتهم لتنفيذ المهمات السرية المنوطة بهم"".
وهناك شخصيات ثانوية تلعب ادوارا جانبية كعبد الله الطنطل والاب الفنان التشكيلي والذي يرفض ان يعرض لوحاته وعبد الحميد دبليو كلنتون وفكتور هيجو ، وابنتها (وديعه ) وهي في العموم تتمترس خلف الشخصيىة الرئيسة داليا رشدي، هذه الشخصيات تملأ فراغات الفضاء الروائي
قلت الرواية لم تنتهج خطا دراميا ولكنها التزمت بما يمكن ان أسميه خطا في القص تدور حوله الاحداث دونما تجانس، ولكن هذا اللاتجانس مقصود من المؤلف الذي فرض على داليا (القاصة ) ان تظل طوال زمن الرواية تحث تأثير كابوس لتقدم احداثا سريالية تبدو في بعض جوانبها متنافضة ،وتبرر داليا كل ذلك بتأثير رواية (يوليسيس )لجيمس جويس (ص11 )ويبررها الروائي ببحثه عن هرموني النشاز
السرد لدى داليا رشدي محاولة إثبات لوجود الذات أمام عالم الموجودات والتي تمثل في نظر القاصة حقيقة مصاغة بطريقة مشوشة وملتبسة ،وما تدونه (القاصة) وما تنشرة بناء على نصحية ابيها ، وما تناقشه مع السندباد ،هو تأكيد لوجود ذاتها وممارستها لكينونتها داخل ذلك الوجود. فالسرد في رواية حازم كمال الدين هو كينونة القاصة وربما تكون كينونة المؤلف نفسه
ذلك لأنك وانت تقرأ الرواية يسد عليك حازم كمال الدين مجال تراصف الحروف واقفا يصرخ بوجه (بارت) انا لن اموت ، ستجدني بقدسيتي المطلقة امامك
ويمكن ان اقول ان الرواية من عائلة ما بعد الحداثة لما تتسم به من لاعقلانية وتشويش مقصود وانتقالات عبر ازمان متناقضة لا تخضع لتسلسل منطقي
والرواية لم تخرج من (جمهورية حي الجامعة )الا ثلاث مرات ألأولى في حديث داليا عن عملها في دائرة طابو الرصافة والثانية وهي تتحدث عن السندباد في الاهوار والثالثة حينما تذهب الى ابو غريب وحدود الدولة الاسلامية
وكما هو معروف فالمكان في الرواية ،هو احد العناصر الفنية ، ولكنه في رواية حازم كمال الدين لا يمثل فضاء تفاعليا ويمكن اعتباره هنا بنية فوقية محايدة
و يمكن أن نطلق عليها مصطلح الفضاء الروائي، لأنه يشمل العلاقات بين الشخصيات والأحداث ،ومن الواضح ان كمال الدين لم يقف عند الحدود المكانية ليصفها او ليجعل منها عاملا مؤثرا في سياق السرد من جهة ،ولأنه جعل العراق كامل المكان الذي تتحرك فيه سياقات العمل الروائي من جهة ثانية ، كما انه يصر اننا نملك وعيا كافيا لمتابعة (القاصة ) مهما اشتطت في عملية اشتباك طروحاتها الحكائية وذلك من خلال التأطير المزدوج للعمل السردي والذي يدخلنا إلى عوالم خيالية لانستطيع مساءلتها عقلياً ولكننا نتقبلها ونتورط معها جمالياً، لتعمل فيما بعد.
لقد جعل كمال الدين المكان يتراجع ، ويكون علي هامش النص، أي يكون إطارا وحوافا، فيكتفي السارد بذكر إشارات مكانية بسيطة، تجعل القارئ يدرك إطار الأحداث الدائرة، لأن صناعة الحدث هنا تتأتي من معطيات أخري،ولكنه حرص ان يكون المكان دلالة من هنا اعطى للأماكن تسميات خاصة وموحية ، كجمهورية حي الجامعة وامارة الشعلة وسلطنة البياع وامارة التاجي ولكنه لم يقف عند أي منها عدا (دوقية حي العامل ) حيث وصف في نصف صفحة معمار (الدوقية ) ....(ص 24 )
ان خصوصية المكان هي التي تحدد عنصر الدلالة فيه ،اذ تكشف هذه الدلالة عن المجموعة التي تسكنه دون ان يضطر الى تسميتها ،فجمهورية حي الجامعة تمثل شعبا وحكومة مكون معين ودوقية حي العامل تمثل مكونا اخر
والزمن ايضا في الرواية يتقاطع ولا يرد تراتبيا وانما متداخلا يستعير الاشتغال عليه من بورخيس في مؤلفه( ألألف ) كما انه لايحمل دلالات موحية عدا ما جاء في اشارته الى عودة السندباد عام 2030 وتغير بغداد
وفي عملية تجزأت الرواية الى مواضيع، نتلمس اسلوب حازم كمال الدين في صناعة العملية السردية التي تتشكل بنائيا من مفهوم عمل المسرح الذي يتقنه المؤلف ، حتى انه فرض على داليا رشدي ان تعترف (كاستدراك في القص ) انها (تكتب القصة والمسرحية منذ نعومة اظفارها ) .....ص 9
وفي اخر جملة في اخر صفحة في الرواية تصرخ داليا رشدي بابيها :
سأصبح أحسن كاتبة بالعالم ، انتظر وسترى !!!!!!!!!!!!!
وأخيرا فالرواية المشحونة بالأفكار والرؤى والمتأثرة برواية الكاتب الايرلندي جيمس جويس في استخدام بعض العبارات البذيئة ، تظل ،على صغر حجمها (143صفحة ) ،رواية تصف واقع العراق الجديد كما هو اليوم ،عاريا ،تتفحصه عينا حازم كمال الدين بحيادية (قاسية ) ليقدم عبر حكاية الكابريهت تخطيطات تجريدية ربما تكون في المستقبل بانوراما لعصر لم يرغب به احد غير اصحاب الكابريه الكبير
انها عملية سرد خاصة لتفسير العلاقات داخل الكبارية (العراق ) ، من هنا فهي رواية افكار ورؤى وبالتأكيد ، كتبها حازم كمال الدين للقادرين على المتابعة ليدفع بالمتلقي على استنباط ألأسئلة من ثنايا النص السردي ،
رواية بدأت استهلالها بتعريف بطلتها لنفسها انها (تكتب) منذ نعومة اظفارها وتنتهي وهي تصرخ :سأصبح افضل كاتبة في العالم !!
وفي الختام لابد من الاشارة الى ان ابطال الرواية الرئيسين الثلاثة هم شخصيات دائرية عملت بناء على توجيهات الروائي على تدعيم الاركان والمحاور الاساسية للهيكل العام لبناء الرواية المعماري ولكنها في المقابل لا تمت بصلة الى المثقف العضوي كشخصيات فاعلة رغم انها تطرح جملة من الاسئلة الفكرية التي ربما قصدها المؤلف وليس الشخصيات التي كانت تتحرك مسرحيا بتوجيهات رمزية منه
ان الرواية تكشف عن واقع العراق الجديد كما اسلفت دون ان تتدخل في تحديد المسارات البديلة لأن ذلك ليس مهمتها، وهي الى ذلك تخيلا معرفياً في جوانب التجربة التي يعبرها( العراق الجديد ) من خلال حركة الشخصيات المتخيلة داخل إطار العمل الروائي الذي انجزه المؤلف باقتدار وحرفية عالية



#ذياب_فهد_الطائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واقع العلاقات العربية الهولندية
- نقد فلسفي


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - ذياب فهد الطائي - دراسة اولية لرواية (كاباريهت ) لحازم كمال الدين