أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فهد احمد ابو شمعه - الاحزاب الدينية السياسية وفشل المشروع الديمقراطي العربي














المزيد.....

الاحزاب الدينية السياسية وفشل المشروع الديمقراطي العربي


فهد احمد ابو شمعه

الحوار المتمدن-العدد: 4635 - 2014 / 11 / 16 - 00:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


هل نحن العرب مؤهلين ثقافيا وناضجين سياسيا لممارسة الحياة الديمقراطية ؟ واقع الحال يقول لا .. بدليل انه مازالت التجربة الديموقراطية فى العالم العربي فاشلة , والبحث في اسباب فشلها يطول , فالديمقراطية ليست مجرد اسلوب حكم انما هي نهج وثقافة واستحقاق تراكمي مرتبط بتطور الوعي ان فشل الدول العربية جميعها باقامة اي نظام ديمقراطي حتى الان , هو امر مثير للاحباط , كما ان تقاعص الشعوب العربية عن المطالبة الجادة بالديمقراطية هو دليل على ان المجتمع لم ينضج كفاية للدرجة التي تؤهله لان يدرك ان الديمقراطية هي ضروره ملحة في هذا العصر الذي نعيش فيه .
ونحن في العالم العربي واقعين بين امرين خيرهما مر اما القبول بانظمة حكم شمولية و دكتاتورية في الغالب او ديمقراطية - في حال تحققت - ستجلب لنا احزابا دينية سياسية , ففي ظل الثقافة السلفية الملقنة والسائدة اليوم في المجتمعات العربية فان الاحتكام للديمقراطية ولصناديق الاقتراع على الاغلب سيجلب لنا احزابا دينية يكون اعتمادها في وصولها الى السلطة على اصوات العامه والاميين والمغيبين والذين تم ادلجتهم واستقطابهم عبر المساجد وفضائيات الاعلام السلفي , بل وصل الامر الى اصدار فتاوي بتكفير من يعطي صوتة لغير الحزب الديني , كما حدث في حملة الاخوان الانتخابية في مصر .. اذن فما جدوى اي ديمقراطية ان كانت ستأتي لنا باحزاب دينية الى سدة الحكم والتي بالتالي ستخضع المجتمع لاملاءات فقهية اجتهادية بحسب مزاج ابن تيمية وابن حزم .
لا يمكن للديمقراطية ان تتحق على اكمل وجه الا بتحقق وجهها الاخر وهو العلمانية اي بفصل الدين تماما عن الحياة السياسية كما لايمكن تحقيق العلمانية بشكل حقيقي وباكمل وجه الا بتحقق الديمقراطية فهما مفهومان متلازمان , تطبيق احدهما مشروط بتطبيق الاخر .
فالدين كجزء من البنية النفسية لنسبة كبيرة من الناس لا يمكن الغاءه من حياة البشر , وليس مطلوبا ذلك , ولكنه كشأن شخصي تتحقق استقلاليته بشكل افضل في ابعاد السياسة عنه بحيث لا تستخدمه طوائف او مذاهب او فئآت معينة وتحكم به بحسب فقهها الخاص وبحسب عقليتها وفهمها الخاص لنصوصه , وتتحكم في صياغته وادلجته على هواها , ناهيك عن الخلافات الذاتية العميقة بين الطوائف والمذاهب المتعددة في الدين الواحد حيث تدعي كل واحده منها بانها وحدها التي تمتلك الحقيقة الالهيه والدينية المطلقة الصالحة للحكم .
لا تضمر الاحزاب الدينية اي احترام للديمقراطية ولا تؤمن بها وهي ليست ضمن ثقافتها او مرجعيتها ولكنها تستغلها كبوابة للوصول الى سدة الحكم - اي ان قبولهم بمبدأ الديمقراطية ليس الا مناورة للوصول للحكم - ومن ثم محاولة العمل على تقويضها , وهم ايضا يعتبرون ان فوزهم في الانتخابات هو تفويض مطلق لهم لابتلاع الدولة , واعادة تشكيلها بحسب رؤياهم ومصالحهم وهذا مافعله الرئيس المصري الاخواني محمد مرسي حيث بمجرد وصوله الى السلطة بدأ بالعبث بالدستور وبطرح المشاريع التى من شأنها تمكين الاخوان من بسط كامل السيطرة على مؤسسات الدوله وعلى مجمل النواحي الحيوية في الدولة ( ولايعني هذا اني اؤيد الانقلاب العسكري الذي حدث ضد مرسي فان كان مرسي قد حاول قطع ايدي وارجل الديمقراطية فالانقلاب كان بمثابة اعدام تام لها ).
كذلك فعلت حماس كحزب ديني سياسي حين وصلت الى الحكم متسلقة على سلم الديمقراطية ولكنها سرعان ماضاقت ذرعا بالديمقراطية فقامت بانقلابها الدموي الذي احدث انقساما وشرخا في وحدة الصف الوطني الفلسطيني ونتج عنه آثارا سلبية خطيره على القضية الفلسطينية وما زال هذا الانقسام قائما ويعاني منه الشعب الفلسطيني وسيحول دون انجاز اي مشروع وطني تحرري مستقبلي متكامل .
كذلك فان مشكلة الاحزاب الدينية السياسية انها لا تمتلك برامج حقيقية لحل مشاكل المجتمع وتلبية احتياجات الناس , ولا تمتلك رؤيا او مشروع سياسي وطني مستقل بل في الغالب تنفذ اجندات خارجية مما يخضعها لاعتبارات متعدده , فلاتكون مصلحة الوطن بالضرورة على رأس اولوياتها , لذلك ستشكل الاحزاب الدينية السياسية باستمرار عقبة كأداء في طريق اي مشروع ديمقراطي عربي حقيقي .
بالاضافة الى ذلك فقد اجتمعت عدة عوامل عملت على عرقلة اي توجه نحو الديمقراطية في الوطن العربي :
قيام انظمة الحكم الشمولية على امتداد الوطن العربي طوال الوقت بعرقلة اي توجه نحو الديمقراطية كما قامت باضطهاد احزاب المعارضة ذات التوجه الديمقراطي العلماني متهمه اياها بالكفر حينا وبالعمالة لدول اجنبية حينا اخر وقد ساندها في ذلك رجال دين ممن اطلق عليهم لقب (وعاظ السلاطين ).
وعامل اخر هو نسبة الامية المرتفعة في دول الوطن العربي والامية تعني فيما تعنيه الجهل اي غياب الوعي , فلن يطالب بالديمقراطية شخص لايعي حقوقه جيدا .
وعامل الفقر ايضا الذي جعل من الديمقراطيه مطلبا غير ملح بالنسبة للانسان العربي الذي يكابد من اجل توفير لقمة العيش وادنى متطلبات الحياة فالبحث عن الديموقراطبة والمطالبة بها هو بالنسبة له ترف لايعنيه كثيرا وليس لديه الوقت ليرفع ظهره مطالبا به .



#فهد_احمد_ابو_شمعه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهمة المثقف المقدسة ودوره الطليعي الشديد الندرة
- نحو فهم افضل لاسباب تخلفنا - الجزء الثالث
- نحو فهم افضل لاسباب تخلفنا - الجزء الثاني
- نحو فهم افضل لاسباب تخلفنا - الجزء الاول
- الثقافة العربية وواقعها المأزوم
- ازدواجية الاخلاق والمعايير في المجتمع العربي
- في تعريف الحداثة وموقعنا منها
- نسبية الاخلاق وفلسفتها وعلاقتها بالدين
- نجيب محفوظ
- مأزق الاسطورة
- العلمانيه كحتميه لتطور الوعي


المزيد.....




- مشاهد جديدة من إنقاذ حصان علق فوق منزل بسبب فيضانات البرازيل ...
- مصر.. يوسف زيدان يرد على علاء مبارك مع استمرار جدل -زجاجة ال ...
- طريقة بسيطة لتحسين صحة الرجال في منتصف العمر
- خبير: روسيا والصين تبنيان عالما بديلا يضعف الغرب
- حصان بلا رأس وكلب بلا عينين.. لقطات طريفة لحيوانات أليفة في ...
- احتفالاً بالموسم الجديد للزراعة.. الثيران المقدسة في تايلاند ...
- البنتاغون جهز مسبقا دفعة من الأسلحة لأوكرانيا قبل الإعلان عن ...
- البيت الأبيض: لا مؤشرات لدينا تؤكد نيّة إسرائيل اجتياح رفح
- نائب فنزويلي: بوتين يعيد بناء العلاقات الدولية وسيدفن هيمنة ...
- -شجار- فريد من نوعه خلال حفل زفاف.. شقيقة العروس تنقض على أف ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فهد احمد ابو شمعه - الاحزاب الدينية السياسية وفشل المشروع الديمقراطي العربي