أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أوري فلطمان - حل الدولتين: بين الحق و-المشكلة الديمغرافية-















المزيد.....

حل الدولتين: بين الحق و-المشكلة الديمغرافية-


أوري فلطمان

الحوار المتمدن-العدد: 4634 - 2014 / 11 / 15 - 11:22
المحور: القضية الفلسطينية
    


في اطار النقاش حول مؤتمر الحزب الشيوعي، فإنني اقترح أن نخصص وقتا للتفكير من جديد، بشأن شعار "دولتان لشعبين"، ليس من باب أن خطة السلام التي نطرحها، لا تطرح حول الدولتين (وهي بالفعل تطرح)، وليس لأننا لا نؤيد حقوق الشعبين اللذين يعيشان في البلاد (ونحن نؤيد ذلك)، وإنما لأن استخدام هذه الصيغة، يسعى كثيرون إلى دس مضمون معاكس لبرنامجنا فيه، وبرأيي، علينا صياغة الشعار بما يعبر بالضبط عن برنامجنا





"بإمكانهم أن يكونوا الجيل الذي سيضمن للأبد الحلم الصهيوني، أو أن يكونوا أولئك الذين سيضطرون، للمثول أمام تحديات متزايدة ومتعاظمة في المستقبل، مع الأخذ بعين الاعتبار العامل الديمغرافي غربي نهر الأردن، فإن الطريق الوحيدة التي تستطيع إسرائيل من خلالها أن تصمد، وأن تزدهر كدولة يهودية وديمقراطية، هي بإقامة دولة فلسطينية مستقلة قادرة على الحياة"، هذا ما سمعه مئات الطلاب الجامعيين يوم 21 آذار 2013 في مباني الأمة في القدس، ولا يجري الحديث عن خطاب عضو كنيست أو وزير، من أحد أحزاب اليمين في إسرائيل، وإنما الخطاب الذي ألقاه رئيس الولايات المتحدة الأميركية، باراك أوباما، خلال زيارته إلى البلاد.
وحقا، فأحد التفسيرات التي نسمعها بشأن الحق بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، هو الادعاء الديمغرافي، وهو تفسير لا يطرحه فقط قادة القوة الامبريالية العظمى، وإنما أيضا قسما من معسكر اليسار الصهيوني.
فقد فسّر ياريف أوبنهايمر، السكرتير العام لحركة "السلام الآن"، والمرشح للكنيست في قائمة حزب "العمل"، أنه يدعم حل الدولتين، لأنه من دون ذلك، سيكون هنا "أغلبية عربية"، وحسب أقواله، فإن وضعا كهذا سيعني "خسارة الحلم الصهيوني... إنني أشعر أن على دولة إسرائيل أن تكون فيها أغلبية يهودية متينة" (صحيفة "هزمان هيروك" الصادرة عن الحركة الكيبوتسية يوم 14/8/2008)، كذلك الأمر السكرتير العام لحزب "العمل" عضو الكنيست حيليك بار، يعتقد انه "توجد غالبية تؤيد حل الدولتين للشعبين، على أساس سبب واحد بسيط جدا، كلنا صهاينة جيدون، وحل الدولتين، سيكون الحل الوحيد، الذي سيضمن الدولة الصهيونية واليهودية والديمقراطية" (خطاب في الكنيست يوم 22/7/2013).
كما سمعنا موقفا مشابها من حركة "عتيد كحول لفان" (مستقبل أزرق أبيض)، فرئيس الحركة هو غلعاد شير، الذي كان يرأس وفد المفاوضات الإسرائيلي مع الجانب الفلسطيني في السنوات 1999- 2001، في فترة اتفاق شرم الشيخ، وقمة كامب ديفيد، ومحادثات طابا، فقد جاء في وثيقة تأسيس الحركة: "إننا نؤمن بأنه فقط من خلال خلق واقع دولتين لشعبين، من الممكن أن نضمن أن تكون اسرائيل دولة ديمقراطية ذات أغلبية يهودية واضحة".
ومن الواضح بالنسبة لنا كشيوعيين، فإن نضالنا من أجل اقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب دولة اسرائيل، ليس نابعا من اعتبارات ديمغرافية، مثل "غالبية يهودية"، وإنما تعبيرا عن تأييدنا للحقوق الوطنية الصادقة للشعب العربي الفلسطيني، وكل شعوب المنطقة، ورفض الاحتلال وجرائمه، وهذا كتحصيل حاصل لوجهة النظر اللينينية، التي ترفع راية حق الشعوب في تقرير مصيرها.
ولهذا مطلوب منا أن نبرز الفوارق بين برنامج السلام الذي يطرحه الحزب الشيوعي الإسرائيلي، وبين التوجهات التي يطرحها الوسط واليسار الصهيوني، ونحن لا نطلب خلق واقع انفصال وتقوقع، بحسب مقولة إيهود باراك، "نحن هنا وهم هناك"، وإنما خلق واقع يكون فيه شعبي البلاد قادرين على تحقيق حقوقهم: في دولة فلسطين، التي ستكون تعبيرا لتقرير المصير للشعب العربي الفلسطيني، ودولة إسرائيل التي ستكون تعبيرا عن حق تقرير المصير للشعب اليهودي- الإسرائيلي.




*الطابع اليهودي للدولة*


كماركسيين، نحن نرفض النظرية الصهيونية بشأن وجود "الشعب اليهودي في العالم"، ونرى أن يهود فرنسا مثلا هم جزء من الشعب الفرنسي، ويهود روسيا هم جزء من الشعب الروسي.. وهكذا، وفي المقابل، فإن الصهيونية تدعي أن دولة اسرائيل هي دولة كل يهود العالم، ولهذا، فإنها تنظر إلى الجمهور العربي في اسرائيل، كضيف في وطنه، وحسب رؤيتهم، فإن اسرائيل هي دولة كل اليهود، حتى وإن لم يكونوا مواطنين فيها، وهي ليست دولة العرب، حتى وإن كانوا مواطنيها.
ولهذا، فإن طرحنا بشأن دولة إسرائيل، يجب أن يكون تعبيرا عن تقرير المصير للجمهور اليهودي- الإسرائيلي، وليست دولة كل يهود العالم، التي ستجر إلى مواجهة أيديولوجية صهيونية. إن هذا الطابع الذي نريده لإسرائيل، لا يتعارض مع الاعتراف بالجماهير العربية كأقلية قومية، تستحق الحقوق الجماعية والمدنية والمتبعة وفق القانون الدولي، كما أن رؤيتنا للمساواة، هي المساواة المدنية والقومية: أن يحظى العرب ليس فقط بحقوق كأفراد على أساس مواطنتهم، وإنما أيضا على أساس كونهم اقلية قومية.




*الجدل الفكري لا يتعارض مع التعاون السياسي*

حقيقة أن الحزب الشيوعي، كحزب مناهض للصهيونية، يواصل منهاضة خطاب الفكر الأيديولوجي الصهيوني، ويرفض ممارسات الحركة الصهيونية، لا يعني أنه لا يمكن التعاون مع أشخاص وحركات، تعرّف نفسها على أنها صهيونية، في مسائل سياسية عينية، عليها توافق بيننا.
فمثلا كنا شركاء في تنظيم مظاهرة موحدة، لقوى السلام في ساحة رابين، قبل عشرة أيام من التوصل لوقف اطلاق النار التي أنهت الحرب على غزة، وصحيح أن المنظمين الأساسيين في تلك المظاهرة كانوا من حركة ميرتس و"السلام والآن"، الذين تغيبوا عن المظاهرة التي نظمها حزبنا في نفس الساحة يوم 26 تموز، ولكننا فعلنا صحيحا حينما شاركنا في المظاهرة الموحدة، مع شعاراتنا ورسائلنا، وصحيح فعل رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، حينما عرض موقفنا من خلال خطابه على منصة المظاهرة.




*عن الشعارات*

تقرير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي للمؤتمر الـ 27، أكد صحة برنامجنا للسلام: اقامة دولة فلسطينية مستقلة، إلى جانب دولة إسرائيل، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود 4 حزيران 1967، واخلاء كافة المستوطنات، وتفكيك جدار الفصل، وتحرير الأسرى الفلسطينيين، وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين بموجب قرارات الأمم المتحدة.
صحيح أن غالبية الذين يعرّفون أنفسهم على أنهم مؤيدين لـ "دولتين للشعبين"، لا يؤيدون برنامجنا للسلام، وفي استطلاع للرأي نشر في صحيفة "هآرتس" يوم 7 تموز، قبل يوم من اندلاع الحرب على غزة، أعلن 60% من الإسرائيليين، أنهم يؤيدون هذا الشعار، ولكن في المقابل، غالبيتهم تعارض أن تكون عاصمتان في القدس، ولا يؤيدون اخلاء المستوطنات، ويطلبون ابقاء تعريف إسرائيل كـ "دولة يهودية"، ولهذا يطرح السؤال: حينما نرفع شعارنا "إسرائيل- فلسطين- دولتان لشعبين"، فهل يفهم الجمهور انها تعبر عن برنامج الحزب الشيوعي؟ أم أنه يعتقد أنها تعبر عن توجهات مثل تلك التي تطرحها "السلام الآن" حزب "العمل"؟
وفي اطار النقاش حول مؤتمر الحزب الشيوعي، فإنني اقترح أن نخصص وقتا للتفكير من جديد، بشأن شعار "دولتان لشعبين"، ليس من باب أن خطة السلام التي نطرحها، لا تطرح حول الدولتين (وهي بالفعل تطرح)، وليس لأننا لا نؤيد حقوق الشعبين اللذين يعيشان في البلاد (ونحن نؤيد ذلك)، وإنما لأن استخدام هذه الصيغة، يسعى كثيرون إلى دس مضمون معاكس لبرنامجنا فيه، وبرأيي، علينا صياغة الشعار بما يعبر بالضبط عن برنامجنا.



#أوري_فلطمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أوري فلطمان - حل الدولتين: بين الحق و-المشكلة الديمغرافية-