أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن ميّ النوراني - أوقفوا الموت في وطني.. ودعوا الحب ينتصر














المزيد.....

أوقفوا الموت في وطني.. ودعوا الحب ينتصر


حسن ميّ النوراني
الإمام المؤسِّس لِدعوة المَجْد (المَجْدِيَّة)


الحوار المتمدن-العدد: 340 - 2002 / 12 / 17 - 04:14
المحور: الادب والفن
    


 

ها قد اشتدت علينا المحن.. فلتتقدم روح العقل المحب المستنير.. ويجلجل في غابة الخراب صوتها
أيها الفلسطينيون وأيها الإسرائيليون
أوقفوا نار الموت الذي يحصد أكباد الفلذات والزرع ويسحق أحلام الطفولة وورود الربيع في وجنات الصبايا وسواعد الشباب..
أوقفوا الموت الذي يحمل الدمار ويغذو شياطين الإنس ملوك الهلاك أعداء الحياة!!
إن الروح تناديكم.. في النار التي تأكل الطيبين منا لا تجعلوا من أنفسكم وأبنائكم ونسائكم حطبا إذا صار جمرا  يحرقكم، صارت لحومكم شواءً يتلذذ به أهل الجريمة وتتدلى كروشهم وتنتفخ في مخازن المال أرصدتهم!!
إذا أنتم أيها الطيبون قضيتم نحبكم اشتد صلب الجريمة التي تحرق كل غرٍّ وتحرق أفئدة الأمهات والآباء والزوجات والبنات والأبناء!!
أفيقوا أيها الضائعون هباءً في دخان المحرقة!!
الموت يزرع في أرض الروح خبائث الصنيع ويمضي يحصد الرؤوس التي تتدافع خلف لا شيء غير فنائها وعذابات الصباحات والأماسي النازفات من قلوب الثكالى واليتامى والأرامل!!
قفوا أيها الموغلون في دروب الظلمة.. ولتنهض رؤوسكم إلى أفق النور الواسع البديع!!
الخطب جلل!!
أيها المائتون فداء فلسطين أرض الأنبياء مهد المسيح مسرى النبي العربي..
الخطب جللٌ أيها المائتون في أرض تحكي عنها كتب أنها أرض الوعد للمختارين!!
أللموت مختارون؟!
تموتون في عشق تراب فيه بطون الدود فاغرة للباغي وإن العُمْيَ في الظلمة ذاهبون!!
تموتون فتضيق بنا الأرض وتحصدنا آلة شيطان من الأقاصي وعلى أجنحة الحقد تأتي لنكون العبيد ونكون المغفلين ويظل الشيطان ربّاً يستبد بالمظلومين الفقراء التائهين في المعابر المغلقة وفي أوحال ليل بارد مقيت؟!
إن الحياة هبة الحي الذي لا يموت.. ويكفر بالحي الذي لا يموت من يقتل عن طواعية واختيار هبة الحياة ويدفع رأسه ورؤوس الناس إلى مقصلة العدم.. فيفنى الطيبون ويتفرعن فاسداً مغرورون كذوبون!!
الذي وهب الحياة لنا، بالحب يهب الحياة!!
بالحب فلنحيا!!
وإذا انتصر الحب في فلسطين، نجعل من بلد النبوات سماوات مفتوحة يمطر منها الخير ويربو نموذجا للناس في الأقطار كافة ودعوة للحق الذي ينقض كل عدوان ويلغيه من قواميس العلاقات ويتطهر الإنسان من أرجاسه..
فلسطين وطنا لمن يعشقها فلتكن وطنا للكرام في نور بهجة الحب فيها يحيون جمعاً وإن يد الخير مع الجماعة..
وطنا واحدا للنور فلتكن فلسطين أرض تاريخ الروح.. وفي أفق النور المفتوح فليصنع الإنسان مجد كرامته!!
أرض فلسطين فلتكن حقلا نزرع فيه الحب ونحصد بهجة الحب منه لنا كلنا نحن العاشقين للدروب والسهوب والسفوح والتلال والشطآن والجبال التي صدحت فيها موسيقى المجد لإنسان حرٍّ كريم مدني الطباع أنيق النفس معطاء همام يقاوم بالروح كل بغيض وكل عدوان..
فهاتوا يا بنات وأبناء أمهاتي نجابه بالروح فسق الظلام ونفتح للناس عهدا في النور يرفل وفي حرية الحب الواعي تكون للنسوة والأطفال والرجال كرامة ورخاء!!
أوقفوا الموت أيها المتدحرجون بنا إلى قاع الخراب إن الموت لا يمضي لغير الخراب!!
أيها الجاثمون على عصابات شددتموها فوق جفون العيون.. فكفكوا النفوس من أغلال شيطان جهول حقود ظلوم مقيت..
وانطلقوا روحا تبني للإنسان في أرض عيسى ثورة الإيمان جنان النماء للعقول والسواعد فنرقص في بهجة الحب رقصة حرية الكريمات والكرام فتكون فلسطين كل فلسطين مسرى جديدا لنبي العدل محمد، وتكون أفقا مفتوحا على السماوات كلها ونكون للحب دار حجٍ ونكون ظلاً للتائهين في غربتهم ونكون لكل خير مصنعاً وفي كل نجدة في صدرها.. لنجني أطايب الثمر.. ثمار النفوس وثمار الشجر وجمال البديع تخلقه روح النور ومن جديد تنهض من فلسطين دعوة للإنسان عسى أن ينطلق متخففا من ضلالاته بريئا من أوهام ساقته للموت كما ينساق القطيع..
فلننطلق!!
إلى براءة الأزهار براءة الطفولة براءة الحب فللنطلقْ..
وعلى بحرك يافا يا مدينتي، وفوق تلال القدس يا تاريخنا فلنصدح بموسيقى الجمال وحرية الكريمات والكرام وعقول التشييد وأياديه فنبني لنا مستقبلا رغدا للعاشقين لك يا موطني يا فلسطين يا حلمي وطنا أرضا وسماوات للنور ومجد الإنسان!!
دعوا الحب ينتصر!!
واهزموا الموت الرابض في كهوف الماضي واحملوا الشمس والقمر إلى زوايا تعفنت في الظلام وفي الجهل وفي الحقد يحميها الشيطان الذي يدفعنا لنتدحرج من سافل إلى أسفل..
دعوا الحب ينتصر..
إن الحب شمس الحياة وهو القمر في صحراء لا تحنو على جائع ولا عليل ولا غرٍ ولا تائه..
دعوا الحب ينتصر.. إن الحب إذا أشرق في كهوف الجهل الحقود تبدد الجهل وذهب الروع واندحر الموت مهزوما وخاب رجاء الشيطان واندثر الظلام وجلجل صوت رضيعة ورضيع وإن حشد الرضيعات والرضعاء غدا يعلن النصر للحب الذي يجمع النسوة والأزواج في محاضن العشق المقهور في ضائقة الظلمة.. فينبثق النور من كل صيحة أولى وفي الأرض التي استباحها العدوان ينتشر ويسود..
فيا أيها الراكبون ظهور الموت إن الحرب نار تأكلنا وإني إلى سبيل الحب أدعوكم.. إن الحب سبيل الحياة التي سبيل الذي وهب الحياة هي أيضا..
الله وهب الحياة لا لنجعل الحياة وقود هلاكنا.. إنما الله بهجةً وسلاما وعدلا وكرامة وحرية وجمالا لنا جعل الحياة..
فهاتوا نهزم الموت الذي تزرعه الشياطين لنا ونحن في الغفلة نحصده!!
هلموا لنقلع زرع الموت ونحرث الأرض للحب فنخلق في الأرض بهجة الحب فتمضي ترسانة القتل ويزهو الحق بنصر الله المبين إذا ما صفا الزمان والمكان من رجس التاريخ وعار الإنسان وقامت للحب في النور دولة المجد العظيم..


دير البلح – غزة - فلسطين



#حسن_ميّ_النوراني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا الحب الشادي..
- أنا هنا مزروعُنْ ولنْ أُغادرْ
- لك ولأسرة -الحوار المتمدن- الاحترام والتقدير وبهجة الحب النو ...
- فلسفة الخير
- دعوة النُورانيَّة الله:الحرية المبتهجة بنورانيتها


المزيد.....




- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-
- إصدار كتاب جديد – إيطاليا، أغسطس 2025
- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن ميّ النوراني - أوقفوا الموت في وطني.. ودعوا الحب ينتصر