البروفيسورمحمود صالح الكروي - ملامح ومعطيات فكره السياسي

هشام محمد القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 4632 - 2014 / 11 / 13 - 21:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

هشام القيسي


البروفيسور محمود صالح الكروي :

ملامح ومعطيات فكره السياسي .




منذ مدة وأنا أحاول الشروع في الكتابة عن مفكر وباحث رفد الشأن السياسي المغاربي ونظمه السياسية بطروحات ومفاهيم ومعالجات عميقة وثرية ، عبر رؤى جسدت تألقه وتخصصه في النظم السياسية كهوية وأهداف وقيم من أجل الأرتقاء بالإنسان العربي وقضاياه وأسئلته المفتوحة . في نظرته حيوية وفي تعمقه معالجة وفي جدل علاقات عناصر كتاباته وضوح وارتباط صميم على جميع الأصعدة . ولعل هذا المسار هو واحد من أدق المسارات في التعاطي مع الفكر السياسي ومعضلاته وتطبيقاته في النظم السياسية بعيدا عن الضغوط ووسائل القوة والاغتراب .
ما يحمله من وعي لمسارات الذاكرة السياسية العربية والمغاربية ونظامها يؤهله لضبط العلاقة في مدها وجزرها . ذلكم هو البروفيسور محمود صالح الكروي استاذ النظم السياسية في جامعة بغداد والباحث المتخصص في الشأن السياسي المغاربي وتوجهاته .
وليس من قبيل الصدفة أن نجد ولادته في شرق الوطن العربي ودراساته واهتماماته في غربه كحقيقة موضوعية كامنة في وعيه ، وكمفكر عراقي عربي مساحة رؤاه تمتد حية نابضة فيها الوجود والفكر والحياة .
ينتمي الدكتور محمود صالح الكروي إلى قبيلة عربية عريقة النسب في تاريخ العرب تمتد جذورها إلى اليمن السعيد ومنها هاجرت إلى الجزيرة العربية ومنها انطلقت إلى باقي أجزاء الوطن العربي ، أنها قبيلة ( قيس ) . ولد في محافظة ديالى عام 1955 . أنهى فيها دراساته الابتدائية والثانوية ( أعدادية بعقوبة المركزية ) ، ثم أكمل الأولية والمتقدمة في بغداد .
ترجع بدايات أهتماماته بالشأن السياسي والفكري المغاربي إلى منتصف الثمانينات من القرن العشرين حيث عمل بوظيفة نائب مدير المركز الثقافي العراقي في الرباط / المملكة المغربية ، إذ تمكن من خلال تواجده في المغرب أن يقيم علاقات مع شخصيات سياسية وصحفية وثقافية واكاديمية ، ذلك ما أشارت اليه جريدة رسالة الأمة المغربية بعددها 1279 في 12 / 5 / 1987 ص 8 بعنوان " محمود الكروي على طريق السلامة " بالقول : ( فقد عرفت الاوساط الثقافية والصحفية في الأخ الكروي ذلك الشاب النشيط المتوقد حماسا وحيوية من خلال عمله الرسمي وعلاقاته الأجتماعية العريضة التي أقتحم أبوابها بدماثة خلقه وطيب معشره ) (1) . حفزه هذا الجو والمناخ الفكري في زيادة القراءة بالشان السياسي - التاريخي المغربي في توسيع مداركه وصقل حواسه وذوقه الفني والموسيقي والأدبي لابل والسياسي ، مما دفعه ذلك ان يختار عنوانا لرسالته في الماجستير في العلوم السياسية الموسومة : ( الفكر السياسي لحزب الاستقلال المغربي – دراسة سياسية تحليلية ) عام 1989. دفعه ذلك أيضا لاجراء لقاءات حوار مع عدد من الشخصيات البارزة في الحقل الوطني والسياسي المغربي من بينهم - الأستاذ عبد الكريم غلاب متعه الله بالصحة، ومع الراحل أحمد مكوار رحمه الله، ومع المجاهد أبو بكر القادري أطال الله عمره وهولاء الشخصيات الثلاث من قيادات الحركة الوطنية المغربية التي قاومت الاحتلال الفرنسي للمغرب -، ومع شخصيات سياسية أخرى . استمر في هذا التوجه نحو الشأن السياسي المغربي بأختيار عنوان أطروحته للدكتوراه في العلوم السياسية / جامعة بغداد الموسومة : ( التجربة البرلمانية في المغرب 1963 – 1997) عام 1999 ؛ والتي كانت بحق أطروحة علمية متميزة كان لها صداها حتى داخل المغرب ووثقت بتحليل علمي دقيق تطور النظام السياسي المغربي والتحديات التي واجهته في ضوء معطيات تجربته الديمقراطية والدور الكبير الذي لعبته أحزاب المعارضة المغربية في هذا الشأن .
عززهذا الأهتمام بنشر دراسات ومقالات عن المغرب العربي كان من بينها دراسة بعنوان ( أبعاد المضمون القومي العربي في فكر علال الفاسي ) نشرت في : مجلة المستقبل العربي " مجلة فكرية محكمة " تصدر في بيروت وكانت دراسته هذه محط أهتمام وأعجاب الشخصيات الفكرية في المغرب ومنهم المؤرخ والكاتب والاعلامي المغربي عبدالقادر الأدريسي الذي بادر إلى نشر مقال ضمنه أهم ما جاء بهذه الدراسة من رؤى وأفكار في جريدة العلم المغربية بعددها . 21350 في 8/5 /2009 .
وقد أثنى الأدريسي في مقالته على الدكتور الكروي بالقول : -
( وللباحث دراسات معمقة بالغة الأهمية في موضوعات مغربية، قرأت منها الدراسة التي نشرها في المجلة العربية للعلوم السياسية (بيروت صيف 2008) حول (مكانة الدين في النظام الملكي المغربي) ، ففوجئت (أقول فوجئت) بمفكر عربي عراقي يكتب عن المغرب بهذا العمق،
وبهذه المصداقية، وبهذه النزاهة الفكرية والأمانة العلمية.
لقد كان علال الفاسي وسيلة لي للتعرف على باحث عربي متألق من البلد الشقيق العريق ) (2) . ومن الجدير بالذكر أن رؤيا الدكتور الكروي فيما يخص استثناء المغرب من الربيع العربي جاءت متطابقة مع الواقع بحكم عوامل وخصائص أشرها الدكتور الكروي في كتاباته وتحليلاته ومحاضراته (3) .

في وسط هذا الحضور العلمي المتميز للدكتور الكروي أشاد الاستاذ المتمرس الدكتور ابراهيم العلاف رئيس اتحاد كتاب الانترنت العراقيين بالقول :
( عرفته أستاذا دؤبا يذكرني بالآباء المؤسسين لمدرسة العلوم السياسية في العراق المعاصر .
مواكب للعصر ، ويستخدم التقنيات المعلوماتية الجديدة بكفاءة ... ) (4 ) .
. له من الآثار العلمية والبحثية والمقالية ما يعكس الضوء عن غنى فكري بمعطياته ورحابة مساحاتها وتطابق مسبباتها مع نتائجها منها : -
1 - التجربة البرلمانية في المغرب 1963- 1997 ، ط1 ،مطبعة البريق ، بغداد 2010 م .
- 2علال الفاسي المضمون القومي في فكره السياسي ، مجلة آفاق عربية ، بغداد ، العدد 9 - 10لسنة1994 .
- 3 التعددية الحزبية في المغرب ، مجلة آفاق عربية ، بغداد ، العدد 3 – 4 لسنة 1996 .
- 4 مشروع النظام الشرق أوسطي : المخاطر و التحديات ، مجلة آفاق عربية ، العدد 5 لسنة 1997 .
5 - تقاليد الحكم في المغرب ، مجلة الآداب ،( علمية فصلية محكمة )، العدد 59 لسنة 2002 ، تصدر عن كلية الآداب ، جامعة بغداد .
6 - لبنان : بين تداعيات الانسحاب السوري والانتخابات التشريعية ، مجلة المستقبل العربي ، بيروت ، العدد 316 حزيران / يونيو 2005 .
7 - الحركة الإسلامية في المغرب : النشأة ، التطور ، الآفاق ، مجلة المستقبل العربي ، بيروت ، العدد 343 أيلول /سبتمبر 2007 .
- 8 أزمة سبته و مليلية بين المغرب وأسبانيا..الدوافع والأبعاد ، المجلة السياسية والدولية ،(علمية فصلية محكمة )العدد 7 لسنة 2007 – 2008 ، تصد ر عن كلية العلوم السياسية ، الجامعة المستنصرية .
- 9 المغرب وحركة العدل والإحسان .. مرحلة فك الاشتباك ؟ ، مجلة المستقبل العربي ، بيروت ، العدد 351 مايو 2008 .
- 10 مكانة الدين في النظام الملكي بالمغرب ، المجلة العربية للعلوم السياسية ، بيروت ، العدد 19 صيف 2008 .
11 - من أجل خطاب ثقافي عقلاني تجاه قضايا المنطقة العربية ،المجلة السياسية والدولية ، ( علمية فصلية محكمة ) العدد 12 لسنة2009 ، تصدر عن كلية العلوم السياسية – الجامعة المستنصرية .
12 - أبعاد المضمون القومي العربي في فكر علال الفاسي ، مجلة المستقبل العربي ، بيروت ، العدد 362 ابريل 2009 .
13 - النظام السياسي .. بين جدلية الثقافة الديمقراطية وبناء الشخصية ، مجلة دراسات دولية ، (علمية فصلية محكمة ) ، العدد 39 لسنة 2009 ، تصدر عن مركز الدراسات الدولية ، جامعة بغداد .
14 - موريتانيا بين تداعيات الانقلاب العسكري والانتخابات الرئاسية ، مجلة الأستاذ ( علمية


فصلية محكمة ) العدد 95 أكتوبر 2009 ، تصدر عن كلية التربية أبن رشد – جامعة بغداد .
- 15 التنشئة السياسية في المؤسسات التعليمية ، المجلة السياسية والدولية ،(علمية فصلية محكمة ) العدد 15 صيف 2010 ، تصدر عن كلية العلوم السياسية – الجامعة المستنصرية .
16- العلاقات الموريتانية - الإسرائيلية : من التطبيع إلى التجميد إلى القطع ، مجلة المستقبل العربي ، بيروت ،العدد 379 أيلول / سبتمبر 2010.
17-Mauritanian–Israeli relations: from normalization to freeze to
suspension ontemporary Arab Affairs Volume 4, Issue 1, 2011
pages 30-50 نشر البحث باللغة الانكليزية
- 18 إدارة الأزمة الدولية .. المفهوم والأبعاد ، مجلة المعهد ،مجلة علمية فصلية تصدر عن معهد العلمين للدراسات العليا ، النجف ، العدد الخامس ربيع 2011
- 19 ذاكرة الانقلابات العسكرية في موريتانيــا : الصراع على السلطة ،المجلة العربية للعلوم السياسية ، بيروت ، العدد 31 صيف 2011 .

20 - المغرب ...دوافع وأبعاد الانقلاب العسكري 1971 وتداعياته عام 1972، مجلة وجهة نظر، 0( دورية محكمة ) ، المغرب / الرباط ، العدد 53 صيف 2012 .
21- أفكار في مهمات الأستاذ الجامعي ، مجلة دراسات فلسفية - بيت الحكمة ، بغداد ، العدد 30 لسنة 2012 .

فضلا عن نشره عشرات المقالات والدراسات في الصحف العراقية والعربية والدولية ومواقع الأنترنت ، وقد تميزت دراساته وبحوثه العلمية بغناها الفكري وأستشراف المستقبل ، وبتنوع النشر في مجلات علمية محكمة مقروءة على صعيد أقليمي ودولي حيث نشر في مجلات علمية في تونس (المجلة التاريخية المغاربية ) وفي بيروت ( مجلة المستقبل العربي ) و ( المجلة العربية للعلوم السياسية ) وفي لندن ( مجلة شؤون عربية معاصرة – بالانكليزية )وفي المغرب ( مجلة وجهة نظر ) وفي موريتانيا ( المجلة الموريتانية للعلوم السياسية ) وفي العراق مجلات أكاديمية متنوعة في العلوم السياسية .هذا التنوع في النشرالعلمي يؤكد سعة خيال وغنى فكري لدى الدكتور الكروي يعزز ذلك قبول هذه المجلات العلمية الرصينة بنشر ابحاثه ودراساته . فضلا عن ذلك أشرف على أكثر من عشرة رسائل وأطاريح جامعية ذات صلة بالشأن السياسي المغاربي وناقش العديد من الرسائل والأطاريح الجامعية في جامعات : بغداد ، النهرين ، المستنصرية ، الموصل ، تكريت ، بابل ، معهد التاريخ العربي للدراسات العليا والمعهد الدبلوماسي في وزارة الخارجية .
كما أسهم الدكتور الكروي بالمشاركة في مؤتمرات علمية خارج وداخل العراق كان آخرها مؤتمر السليمانية للعلوم السياسية في نيسان 2013 ببحثه الموسوم : ( النظام السياسي في العراق بعد عام 2003 : الواقع والتحديات ) . ونشر في كتاب أعمال المؤتمر العلمي السنوي الرابع لسكول العلوم السياسية – جمجمال في جامعة السليمانية بتاريخ 10 – 11 / 4 / 2013 . ولأهمية حضوره العلمي فقد أختير البروفيسور الكروي عضوا في هيئات أستشارية علمية لمجلات علمية محكمة في بغداد وبيروت والجزائر.
وبذلك فقد كانت مرحلة المحاكاة والصدى والمسارات التقليدية في المبنى والمعنى هي بعض مؤشرات الكتابة السياسية التقليدية ، الا أن الدكتور الكروي تمكن من تخليق المفهوم عبر تأطيره لإنسيابية الحياة الحضارية ومعطياتها بحكم التطور الزمني والمعرفي والتحول السياسي العميق في المشاهد المعبرة عنه الى الارتقاء الى الكتابة السياسية الحداثوية .
وعليه يمكن القول : أن أدراك العلاقات وتفاعلها إنما يستند في جانب من جوانب أصوله إلى بعض من ملامح الوعي المعبأ بالثقافة الجادة والمؤثرة . إضافة إلى أن قوة إدراك العلاقات وتفاعلاتها تستلزم دقة في ضبط المعايير المهنية والخلقية وحيوية الرؤى التي تؤكد واقعيتها عبر عمليتي التأثر والتأثير من جانب والمفارقة والمقابلة من جانب آخر .
وحيث أن هدف النظام السياسي هو تعزيز العلاقات الإيجابية ، فأن الأمر يستلزم اعتماد أساليب
مختلفة تجعله في كل خطوة أكثر قدرة وحركة وفاعلية في مواكبة سير الأحداث ، وهذا ما يجعل من هذا الأمر واحدا من الأسس اللازمة لديمومة العلاقات وتجنب الشللية وإختلال قواعد المشهد السياسي الآني والمستقبلي .
من هنا نجد أن طروحات المفكر الدكتور محمود الكروي توازي حيوية الفكر بإبداع وليس بإتباع
من خلال استشعارها لضرورة الاختلاف وما تنادي عليه مفاهيم مواكبة التطور الديمقراطي الفكري والسياسي إزاء الأزمات التي تتصل بثقافة الاختلاف والتباين في المنظور والوسائل تبعا لذلك .
و بين الثوابت والمتغيرات يقدم الدكتور الكروي معالجات تتعلق بطبيعة التعاطي وطرق التفكير وترصين الرؤى المستقبلية لإعادة أنتاج النمط السياسي الإيجابي في إطاره التاريخي وحواره الجاد عبر منظور نقدي واع ، وفي هذا الصدد جاء بحثه الموسوم " ذاكرة الأتقلابات العسكرية في موريتانيا : الصراع على السلطة " . الذي الذي نشر في المجلة العربية للعلوم السياسية ، بيروت ، العدد 31 صيف 2011 ليقدم معالجة يدعو فيها الأحزاب السياسية الموريتانية موالاة ومعارضة الى : ( وضع ميثاق وطني توافقي بين مختلف الفاعلين السياسيين ، موالاة ومعارضة يحدد ثوابت توافق وطنية ، يمنع بموجبه تكرار الانقلابات يتم التثقيف عليه ، بحيث يصبح من الثوابت الوطنية التي لا يمكن الخروج عليها ... ) (5) .
وقد حظيت هذه الفكرة بأهتمام الحكومة الموريتانية وأحزاب المعارضة ، وقد تم مناقشتها في البرلمان الموريتاني وأقرارها في 5 / 1 / 2013 . وجاء التعديل الدستوري الموريتاني وفقا لذلك بفقرة صريحة بتجريم الانقلابات العسكرية . وقد أثنى الكاتب الموريتاني أحمد سالم في مقال له بالجهود العلمية التي يبذلها الدكتور الكروي في بحوثه ودراساته عن المغرب العربي ، وفي هذا المقال دعا الحكومة الموريتانية الى تنفيذ الشق الثاني من مقترح البروفيسور الكروي وهو ضرورة العمل على قيامها بحملة وطنية للتثقيف على قرار تجريم الانقلابات لكي يكون جزء من الثوابت الوطنية للشخصية الموريتانية ، وفي ذلك يطرح احمد سالم سؤالآ :( ثم ماهو الفرق بين ما نصحنا به الدكتور الكروي وهو ميثاق يتم التثقيف عليه، وما ضمناه في الدستور..؟ ) (6).

هذا الأهتمام بآراء المفكر الدكتور محمود الكروي يشير إلى ثراء العطاء الفكري والسياسي له واستشرافه لمستقبل النظام السياسي الموريتاني . لذلك نجده ينتهج في مسارات رؤاه ومقارباته ما يوصله إلى أحكام واستنتاجات منطلقة من فضاءه كبيئة حركية توافق دينامية المشهد السياسي وارهاصاته .
وعلى ضوء ذلك ، فقد اتسمت كتاباته بالواقعية والرصانة العلمية والنقدية وبالتالي فانها تقودنا إلى حقيقة مؤداها أن المفكر الكروي يعرض مفاهيمه ورؤاه على معيار الاستنتاج المنطقي إزاء مفارقات التناقضات المتعددة الجوانب سيما تلك التي تتناول مشكلات الحكم والسياسات الخاصة بها .
وفي تحليلاته يمضي إلى مستقبل يستشرف أبعاد التحديات ضمن مدى خارج أفرازات ماكنة القوة المستحكمة وهيمنتها من خلال تصويب معادلة التوازن وتنقيتها من الابتزاز والاخضاع لذلك فقد ( أختار مركز حمورابي للبحوث والدراسات الستراتيجية بحث الاستاذ الدكتور محمود صالح الكروي " مشترك" الموسوم : – تونس : أنتفاضة التغيير ومعضلات النظام السياسي – لإصداره ضمن سلسة تهتم بما هو متميز من الدراسات والابحاث العلمية العراقية ، وبما يقدم
رؤية عراقية في أحداث ومعطيات داخل وخارج العراق وتحمل السلسلة أسم – كراسة ستراتيجية - 4) تشرين الثاني / نوفمبر 2013 (7). وقد طبعت الكراسة في بيروت ، مطبعة شركة صبح للطباعة ، والتوزيع دار المحجة البيضاء للنشر . وقد تضمنت الدراسة كما يذكر الاستاذ رزاق ابراهيم حسن في مقاله الواسع بجريدة الزمان تحليلا عميقا لتطورات الاحداث في تونس بعد 2011 ، واستشراف مستقبلي لما ستكون عليه الاوضاع بعد تعليق أعمال المجلس الوطني التأسيسي ومنها إستقالة حكومة النهضة وتشكيل حكومة كفاءات . وجاءت توقعات الدكتورالكروي مطابقة ليعطي صورة عن التأصيل وعمق فكره السياسي في قراءة المشهد السياسي التونسي (8) .
وتأسيسا على ذلك فان كتاباته بمحتواها وجوهرها تتجه نحو التأصيل وتحليل العناصر التي تصحب تفاعلاته السياسية والفكرية بعيدا عن السكولائية ، وبذلك فانها في هذا تتجاوز الرؤية الزمنية الآنية إلى رؤى وآفاق مستقبلية نلمس جدليتها وصيرورتها ، مثلما تؤكد مغايرتها لنمطية النظرة الإستاتيكية الرتيبة .
أن النتاج العلمي والفكري والاعلامي للدكتور محمود صالح الكروي تكشف عن جوهر الاحساس العميق بأزمات الانسان وتحولات السياسة والحكم ومهام ورسالة الكتابة العلمية الحقة بأستشراف المستقبل ، وتؤكد بحق وفخر أن البروفيسور محمود صالح الكروي يستحق وبجدارة ان يكون في صفوف مفكري الحداثة السياسية من العراقيين والعرب في المرحلة الراهنة .






هوامش :
---------
( 1) – محمود الكروي على طريق السلامة ، جريدة رسالة الامة ، المغرب ، الدارالبيضاء ، العدد 1279 في 12 / 5 / 1987 ، ص8.
( 2 )- عبدالقادر الأدريسي . علال الفاسي من رموزنا العربية الإسلامية التي نعتز ونفتخر بها ، جريدة العلم المغربية ، المغرب ، الرباط ، العدد 21350 في 8/5 /2009 ، ينظر الرابط : http://www.maghress.com/alalam/13395

(3)– لمزيد من الاطلاع ينظر الرابط : http://www.fadaate.com/ar/news_view_5026.html

(4) أ . د . ابراهيم العلاف ، الدكتور محمود صالح الكروي والتوجه المغاربي في
الدراسات السياسية في العراق . الحوار المتمدن ، العدد 3993 في 4 – 2 – 2014 ينظر الرابط : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=344159




(5) أحمد سالم ولد يب خوي . الانقلابات في موريتانيا – ذاكرة دولة وسلوك قادة جيش .في
4 – 1 – 2014 .ينظر الرابط :
http://www.alqualima.net/index.php/2012-07-14-12-25-45/2012-07-14-13-50-11/3268-2014-01-04-21-46-14

(6) – المصدر نفسه .

(7) رزاق ابراهيم حسن . رؤية عراقية لأحداث مفتوحة على التداعيات في تونس.
جريدة الزمان، الطبعة الدولية ، لندن ،العدد 4723 في31/ 1 / 2014، ص15 . ينظر الرابط : http://www.azzaman.com/2014/01/31/%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%B3-%D8%A5%D9%86%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%B6%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D9%8A%D8%B1-%D9%88%D9%85%D8%B9%D8%B6%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7/

(8) - المصدر نفسه .

#هشام_محمد_القيسي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات