سوق الأقنعة

محمد محمود الصديقي

الحوار المتمدن-العدد: 4632 - 2014 / 11 / 13 - 12:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

نعيش في زمننا هذا زمن الاقنعة فهو السوق اللذي يعرض أكثر السلع شراء حيث الأصناف المتعددة وسهولة إقتناء هذه السلع , يوجد كثير من الأقنعة في هذا السوق مثل قناع الكرم وقناع الوفاء وقناع الإلتزام وهذا اكثر السلع اقتناء حيث يظهر مقتني هذه السلعة أمام المجتمع بصورة الرجل الصالح ذو اللحية الطويلة والثوب القصير اللذي يؤدي كل فروضه في المسجد ويقرء القران بعد كل فريضة ويأمر الناس بالمعروف وينهاهم عن المنكر فقط أمام المجتمع لكي لايضطجر منه اصحابه ولكن عندما يعود هذا المقتني إلى بيته ويبات بعيدا عن هذا المجتمع يصبح رجلا آخر ويخلع قناع الإلتزام عنه .
إن كثير من الناس يزورون هذا السوق سوق الاقنعة فمنهم من يقتني سلعة واحدة ومنهم من يقتني سلعتين ومنهم من يقتني أكثر من ذلك , إن هؤلاء المقتنون لابسوا الأقنعة هم يريدون في الاساس لفت النظر إليهم وإبراز ذاتهم من خلال هذا الفعل القبيح لشعورهم بالنقص الداخلي .
إن كثير من الناس باتوا ضحية هذا السوق فمنهم من اصابته حالات نفسيه عندما علموا أن اصحابهم لابسي أقنعة فهذا القناع البلاستيكي المرصع بالاخلاق الفاضلة يستطيع مرتديه أن يخدع مجتمع بالكامل لذلك يجب على الانسان أن يعلم إن جوهر الانسان ليس في مظهره بل في داخل قلبه إن الانسان لاتعرف معدنه إلا بعد أن تتعامل معه .
ونصيحه لكل مرتدي قناع في هذه الحياة تذكر هذه الحكمة قبل أن تفكر في لبس هذه الاقنعة (يا من ترتدي هذه الاقنعة إنك إذا كنت ترتدي قناع فإنه من السهل أن يحترمك الناس ولكن من الصعب أن تحترم نفسك ).

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل