الموقف التركي في إنشاء (منطقة عازلة – آمنة ) في شمال سوريا يفضح الموقف الأمريكي ونواياه !!!

عبد الرزاق عيد

الحوار المتمدن-العدد: 4620 - 2014 / 10 / 31 - 07:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الموقف التركي في إنشاء منطقة عازلة في شمال سوريا ، أو ما وضحه رئيس الوزراء التركي مدققا الصيغة، أنهم يريدون (منطقة آمنة ) لحماية ملايين السوريين المهجرين خارج سوريا هروبا من حروب الإبادة الأسدية –الإيرانية- الروسية ضد الشعب السوري ...وذلك في شريط حدودي على أراضيهم الوطنية السورية ( عربا وأكرادا ) بطبيعة الحال ، حيث بين المليونين سوري في تركيا حوالي نصف مليون كردي سوري لاجيء...

هذا المطلب : إقامة منطقة عازلة آمنة وحظر جوي، وحماية دولية ...كانت المطالب الثلاثة التي عبرت عنها (يوميات مظاهرات الجمعة الأسبوعية ) للشعب السوري منذ بدايات الثورة ...لكن (المجلس الوطني) المشكل في استانبول –يومها - كان يرفض ان يتبناها، لأنها كانت مرفوضة عالميا، وكانت الدول الغربية وأمريكا ، تريد من معارضة المجلس هذا الموقف ، لكي لا يقال أن الغرب وأمريكا ترفض التدخل لحماية الشعب السوري الأعزل .. بل المعارضة هي التي ترفض التدخل الخارجي !!!!

لكن الخارج الدولي والأممي عندما طالب تركيا شريكته في الحلف الأطلسي أن تتدخل في سوريا عسكريا لمحاربة الارهاب ، وجدتها تركية مناسبة لتذكير المجتمع الدولي بالصانع الأول للإرهاب ، وهو نظام العصابات الأسدية ، ولهذا اعتبرت ان المعركة ضد الارهاب واحدة ، وليس وفق تغيرات الذوق والمزاج والمصالح الآنية الأمريكية –الأسرائيلية التي تصنعها اللوبيات الأمريكية المتصارعة على توجيه السياسة الأمريكية ..
.
ولهذا رفضت تركيا بكرامة واعتزاز الدولة الديموقراطية التي تعكس إرادة الأكثرية الديموقراطية الشعبية المنتخبة لقيادتها الشرعية ...أن تخوض حربا جزئية وفق المصالح الآنية الأمريكية ضد داعش، بغض النظر عن منتج داعش وصانعها الحليف الأسدي الإيراني، بل والمعلم والمثل الأعلى (الأسدي) لداعش قتلا وتدميرا وذبحا، حيث لم تبلغ داعش درجة وحشية العصابات الأسدية في الذبح الطائفي الأسدي...فلقد سمعنا الكثير عن مذابح داعش الإرهابية ضد الجميع عربا وأكرادا وسنة، وقليلا من الشيعة والعلويين ...لكن لم نسمع عن ذبح داعش للأطفال كما تفعل الأسدية متفوقة عليهم بالهمجية الوحشية ...


رفضت تركيا أن تدخل الحرب ضد (إرهاب داعش) بمعزل عن إرهاب النظام الأسدي المولد والصانع للإرهاب، بل والصانع لداعش ذاتها مع شريكه الإيراني، في ظل صمت وتأييد مضمر أمريكي -إسرائيلي ..أو بتأييد أمريكي لقوى فاشية بعثية كردية (البككية) لا تختلف نوعيا عن بنية البعث الأسدي الطائفي الفاشي، حيث لا تخجل القيادة الأمريكية –بغطرستها وفوقيتها العنجهية - أن تطالب تركيا بتسليح العدو الارهابي لها منذ أكثر من ثلاثة عقود، وهو (الب كيكي).تحت عنوان محاربة الإرهاب !!!

(البي كيكي) الذي لا يختلف عن داعش المتعدد الجنسيات الإسلامية سوى بالهوية القومية ( كونها داعش كردية ، لكن مغطاة بالشرعية الأمريكية (الكاذبة والزائفة ) بحقيقة نواياها... حيث الأمريكان يريدون أن يستخدموا الورقة (البككية ) ليس حبا بالأكراد، بل نكاية وانتقاما إسرائيليا من السياسة الشعبية الديموقراطية التركية المنحازة لقضايا العرب والفلسطينيين ..

ولعل ذلك يفسر لنا الموقف الأمريكي الذي لم يعد محرجا من دماء الشعب السوري ومجازره وتضحياته، وذلك عندما يرفض مشروع المنطقة الآمنة المحمية دوليا ، ويطالب تركيا بحرب داعش فقط ، من أجل الدفاع عن جزء من السوريين، وهم الأخوة الأكراد في عين العرب (كوباني)، وهذا مما لا نختلف عليه بأننا مع حماية كل أبناء شعبنا السوري (أكرادا أم عربا) ، لكن ما لا يمكن السكوت عنه وعليه، هو إطلاق يد الإرهاب الأسدي طيرانا وصواريخا وبراميلا فوق باقي المدن السورية ،ورفض الاقتراح التركي الذي سماه الأمريكان أنه مشروع قديم!! وأن الأتراك لم يأتوا بشيء جديد في اقتراحهم لإقامة المنطقة الآمنة ...!!؟؟

صحيح أن الاقتراح التركي في إقامة المنطقة الآمنة ليس جديدا ...لكن السؤال هو عن الجديد الأمريكي ...هل هو في تنفيذ تركيا للأجندة الأمريكية المؤقتة بالتحالف مع الجماعات الإرهابية (البككية ) وحمايتها من داعش ، ومن ثم ترك الشعب السوري للإرهاب الأسدي –الإيراني الطائفي،على طريق الإبادة العنصرية الطائفية ...

بينما الأمريكيون ساهموا مع العديد من أصدقائهم في الشرق الأوسط ، بتسليم أو جلان لتركيا، والسماح لجنرالات تركيا حلفائهم في الحلف الأطلسي حينها، ان يهددوا الجيفة الأسدي المتفسخ الأب (حافظ أسد ..أنهم سيقلعون عينيه بعد احتلال القرداحة... إذا لم يسلم (اوجلان ) ...فخاف من قلع عينيه جديا ...وسلم أوجلان الذي يخونه اليوم تلاميذه في الحزب بتعاملهم بل وعمالتهم للأسدية العميلة بدورها لإيران الفارسية التي لا تقل ظلامية عن داعش ....!!

ليس هناك جديد إذن حسب السؤال الأمريكي .....سوى أن الأمريكان كانوا في زمان الحكم العسكري اليميني (يلماظ) ، حريصين على كسب رضى حلفائهم العسكريين اليمينيين في الأطلسي وداعمين ومؤيدين لهم ....بينما هم اليوم تجاه نظام الحكم المدني الشعبي الديموقراطي المنتخب، يتناسون أن تركيا حليف لهم في الحلف الأطلسي ....حيث يريد الأمريكان ان تكون تركيا عميلا لتنفيذ اجنداتهم السياسية، وليس حليفا له مصالحه وأجنداته السياسية والاقليمية والدولية الوطنية الخاصة .........

#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات