أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - أحمد زكي - منتدى الفلاحين الموازي للمنتدى الاجتماعي المتوسطي،















المزيد.....



منتدى الفلاحين الموازي للمنتدى الاجتماعي المتوسطي،


أحمد زكي

الحوار المتمدن-العدد: 1297 - 2005 / 8 / 25 - 11:54
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


برشلونة 16 – 19 يونيو 2005

برشلونة مدينة ساحلية تطل على البحر المتوسط، جميلة ككل مدن المتوسط. ولكن لبرشلونة جمالها الخاص الذي يعشقه قلب مواطني الشرق من أمثالي.

المدينة جغرافيا هي آخر مدينة كبرى في أسبانيا قبل الولوج إلى أوروبا الغربية، حيث تقف إلى الشمال منها جبال البرانس (البايرينيز) الشامخة التي تفصل ما بين عالمين، عالم الشرق وعالم الغرب. هذا الموقع كان سببا في خلق توليفة تجمع برشلونة بها ما بين الشرق والغرب في تناغم هادئ يسمح للمرء منا أن يلتقي فيها بعالم أوروبا المختلف دون الشعور بالغربة، ففيها أيضا ما يصلك ببلادك.

فكما أن برشلونة هي مدينة أوروبية الطابع، من ناحية المعمار وأسلوب إدارة الحياة، إلا أن طبيعة البشر وحياتهم اليومية تشبه في نواح كثيرة منها طابع الحياة اليومية في مدينة متوسطية شرقية!!

الشوارع لا تخلو من المارة صباحا ولا مساءا ولا ليلا، ولكن بلا زحام. صيفها مثل صيف القاهرة ساخن ولكن بلا رطوبة. مثلا، المرور في الشوارع هادئ والسيارات لا تتشاحن مع المارة مثل الحال في شوارع بلادي، مصر. ولكن المارة لا يلتزمون تماما بقيود قواعد المرور كما الحال في مدن شمال وغرب أوروبا، رغم وجود إشارات مرور المشاة الكهربائية في كل ركن وكلها تعمل بانتظام تام!

يمكنك عبور الشارع كباقي أهل برشلونة إذا ما وجدت الفرصة مواتية حتى ولو من منتصفه، والسيارة العابرة سوف تتمهل حتى تسمح لك بهذا القدر اللطيف من الفوضى ولن يطل سائقها من شباك السيارة ليلعن أبوك!

كانت هذه انطباعات اللقاء الأولى والتي استمرت طوال أربعة أيام الإقامة بها. في النهاية اختيار مدينة برشلونة كمكان لعقد المنتدى الاجتماعي المتوسطي كان اختيارا موفقا حتى ولو من هذا الجانب فقط!

المنتدى الاجتماعي المتوسطي

يأتي المنتدى الاجتماعي المتوسطي ضمن خطة لعقد سلسلة منتديات اجتماعية إقليمية في مختلف أنحاء قارات وأقاليم المعمورة، طوال ما بقى من عام 2005، وطوال عام 2006، تمهيدا لعقد المنتدى الاجتماعي العالمي السادس في أحد العواصم الإفريقية في يناير عام 2007. كان هذا ما اتفق عليه في آخر منتدى اجتماعي عالمي (بورتو اليجري؛ 2005). وهي سنة جديدة لانعقاد منتدى اجتماعي عالمي كل عامين وليس كل عام كما كانت تجري عليه العادة في المنتديات الاجتماعية العالمية الخمسة السابقة.

يشرح المنتدى الاجتماعي المتوسطي اسمه. فهو منتدى للحركات الاجتماعية والمنظمات الغير حكومية للبلاد التي تشرف سواحلها على حوض البحر المتوسط؛ لذلك فهو يضم بلاد تطل على شمال المتوسط - بلاد جنوب القارة الأوروبية - وأخرى تطل على جنوب المتوسط - بلاد العالم العربي في شمال القارة الإفريقية شمال الصحراء الكبرى.

ولكن للمتوسط شواطئ شرقية أيضا! تشرف عليها بلاد من العالم العربي (فلسطين ولبنان وسوريا)، وبلد آخر مختلف اسمه إسرائيل!!

المنتدى الاجتماعي المتوسطي في منطقتنا وبين مثقفينا التقدميين وأهل المنظمات الغير حكومية في بلداننا، لا يحظى بشهرة المنتدى الاجتماعي العالمي أو على الأقل المنتدى الاجتماعي الأوروبي مثلا؛ وذلك رغم ما تحمله المدلولات الجغرافية للاسم من أهمية. فمن المعروف أن تاريخ شعوب منطقتنا العربية ما زالت ترسمه تلك العلاقة العميقة بشعوب بلاد شمال المتوسط سلما كانت أو حربا ومنذ أكثر من ألفية. فضلا عن أن قضية قضايانا تقع في شرق المتوسط حاليا، وهي القضية التي تتمحور حولها الحركة التقدمية في معظم بلدان عالمنا العربي – فلسطين، هي نتاج هجرة طائفة دينية/عرقية كانت تعيش هناك لقرون بين شعوب شمال المتوسط ودفعتها الرأسمالية الأوروبية [صاحبة الفكرة القومية العنصرية للدولة الأمة] دفعا للتوطن في شرق المتوسط حلا لمشكلاتهم على حساب ضياع الهوية الوطنية لشعب فلسطين.

إلا أن تلك الأسباب التي كانت تستوجب اهتمام مثقفينا ونشطاء المنظمات الغير حكومية في بلداننا بالمنتدى المتوسطي اهتماما جما، كانت هي نفسها الأسباب التي ابتعدت بهم عنه، منعا لشر القيل والقال. فالأمر كما نعلم جميعا أن الحاضرين سوف يجتمعون في المنتدى الاجتماعي المتوسطي بالأصالة عن أنفسهم مع مثقفين ونشطاء يساريين وتقدميين من إسرائيل كأعضاء متساويين، وليسوا كمراقبين أو مشاركين من بين آخرين كما في حالة المنتدى الاجتماعي الأوروبي مثلا!! وربما حلا لهذه العقدة المحيرة تستطيع عند مراجعتك لبرنامج لقاءات وفعاليات المنتدى أن تلحظ تناولا ماهرا لمنع حدوث هذا اللقاء الذي لا يرغب فيه أطرافه!!

المنتدى الاجتماعي المتوسطي في برشلونة هذا العام، 2005، ليس اللقاء الأول، بل سبقته عدة لقاءات تحضيرية كثيرة بلغت ستة لقاءات ناقشت فيها وضع محاور المنتدى الرئيسية أو ما يمكن تسميته الموضوعات الكبرى التي تشكل قضايا البحر المتوسط والعلاقة بين ضفتيه، وأمور تنظيمية كثيرة! وننقل عن وثائق المنتدى في موقعه بالانترنت جدول اجتماعات هذه اللقاءات:

"عقدت مجموعة لقاءات باسم المجلس الدولي لمنتدى المتوسط الاجتماعي:

الأول: في الرباط من 3-4 مايو 2003

الثاني: في نابولي بإيطاليا من 4-6 يوليو 2003

الثالث: في قبرص من 26-28 مارس 2004.

الرابع في ملقا أسبانيا من 24 إلى 26 سبتمبر 2004

الخامس في مرسيليا فرنسا من 14 -16 يناير 2005.

السادس في استنبول بتركيا من 14 إلى 17 ابريل 2005

عقد المنتدى المتوسطي في أسبانيا من 16 إلى 19 يونيو 2005.

وبتأمل هذا البيان نلاحظ الآتي:

طبعا ما يثار عن اللجنة الدولية المنظمة للمنتدى الاجتماعي العالمي ينطبق تماما على هذا المجلس الدولي للمنتدى المتوسطي. من هم أعضاء المجلس الدولي هذا؟ وما هي آلية اختيارهم؟ وما هي واجباتهم ومسئولياتهم؟ أسئلة كثيرة ملغزة ومحيرة، طبعا. ولكن الملاحظة الأشد غرابة في نظري هو اسم المجلس؟ لماذا يسمى بالمجلس الدولي في حين أنه مجلس لمنتدى إقليمي؟ هل لأن أعضاء المجلس يشرفون على العالم بنظره دولية؟!! أم أن المجلس الدولي للمتوسطي هو المجلس الدولي للمنتدى الاجتماعي العالمي؟ أم أن هذا في الأخير هو خطأ من قاموا بالترجمة للغة العربية؟!

على أننا نعني عند ذكر هذه التفصيلات حقيقة هامة هي أن هذه اللقاءات تمت وانتهت دون نشر كاف لتفاصيلها وما انتهت إليه، على الأقل بين نشطاء المنظمات الغير حكومية في مصر المرتبطة بعلاقات بمنظمات مانحة أوروبية، أو بين الحركات التقدمية.

وتزداد الدهشة مرتين:

الأولى إذا ما عرفت أن أحد وثائق هذه اللقاءات من أجل تفعيل دور الحركات الاجتماعية في بلدان جنوب المتوسط كان واضعها هو طبيب وأديب يساري من المناضلين المصريين المخضرمين!!

والثانية عندما جمعتني جلسة بأحد الرؤساء الدائمين لأحد المنظمات الغير حكومية المصرية المهتمة بالفلاح والزراعة والأرض في مصر. المفاجأة أنه كان يظن أن منظمي منتدى الفلاحين الموازي والذين هم أيضا قد قاموا بدعوته للمشاركة في أحد فعالياتهم، كان يظن هذا الناشط أن الداعي هم منظمة الفلاحين بلا أرض وهي المنظمة البرازيلية الفلاحية المعروفة على نطاق المناضلين في العالم، في حين أن الداعي كان منظمة فيا كمبنسينا التي هي أيضا من الحركات العالمية المعروفة جيدا للمناضلين في العالم، تلك التي سيأتي ذكرها بالتفصيل لاحقا.

باختصار لا توجد آلية للحوار بين الحركات والقوى التقدمية والاجتماعية على شواطئ المتوسط، اللهم إلا ثلاثة أو أربع أيام من اللقاءات التي تضم مئات الأفكار مرة أو اثنتان في العام بين كلما اتفق من أشخاص من هنا وهناك! إنها مساحة مهمة بالطبع، ولكن هل هي وحدها كافية؟ ألا تحتاج الحركة الاجتماعية لشعوب المتوسط إلى أداة متعددة اللغات لتواصل الحوار وتفهم المواقف بين مختلف التيارات والحركات ما دامت الحركة الاجتماعية العولمية كلها اتفقت على احترام التعددية بل والحفاظ عليها وتنميتها؟ لم نسمع إجابة واضحة على هذا السؤال طوال الرحلة!! أو أن هذا السؤال لم يصبح ملحا على الحركة الاجتماعية الأوروبية التي لا تزال تستقي معرفتها بما يجري في جنوب المتوسط على آليات تعود لأيام الحرب الباردة!

يقول موقع المنتدى المتوسطي على الانترنت أنه قد "تحددت سبعة محاور موضوعية اثر جلسات الرباط و نابلي وبيرفولي (اعتقد إن لم تخني الذاكرة أن جلسة نابولي كان يمثلها من مصر أحد مناضلي الجيل الأوسط من اليسار الماركسي وقد اصطحبته شخصية ناصرية قيادية - عضو في البرلمان المصري ورئيس لأحد فصائل التيار الناصري التي تسعى لاكتساب الشرعية من السلطة المصرية كحزب سياسي – إلا إنهما لم يحضرا منتدى برشلونة).

هذه المحاور كانت:

الديمقراطية والمواطنة وحقوق الإنسان: هذا المحور يشمل الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية، الحقوق الجماعية للشعوب، الحق في الحكم الذاتي و الدفاع عن الحريات، مقاومة كل أشكال التميز العنصري و العزل عن المجتمع ثم أخيرا، تمهيد خلق الظروف الملائمة لبناء ديمقراطية تشاركية.
نزاعات الاحتلالات العسكرية. التسلح أو الســـــــــلام: حقوق الشعب الفلسطيني، والوضع المعقد للمغرب [الصحراويين]، مأساة البلقان و كذلك ما يخص مسألة الشعوب العديدة الغير معترف بحقوقها [الأمازيغ من المغرب والجزائر حتى حدود مصر!!، ولكني لم ألتق بصوت للأكراد في سوريا مثلا!].
حقوق اقتصادية و اجتماعية و ثقافية و نماذج للتنمية: المطالبة بإلغاء ديون بلدان الجنوب
الهجـــــــــــرات: مبادئ حرية التنقل، و مقاومة أسباب الهجرة والعزل عن المجتمع ثم الاعتراف بكامل تساوي حقوق المهاجرين كمواطني بلدهم الأصلي و بلدهم الجديد معا، و احترام حق اللجوء و حقوق اللاجئيـــــــن [نظرة أوروبية خالصة لمسألة الهجرة، لا تتحدث عن تولي منظمات الجريمة المنظمة الأوروبية لملف المهاجرين بموافقة صامتة من الاتحاد الأوروبي وحكام الدول جنوب المتوسط، حيث يموت غرقا عدد لا بأس به كل عام من الشباب المهاجر من مصر وبلاد المغرب العربي في سفن العبيد الرديئة بعيدا عن شواطئ المتوسط أمام ايطاليا وأسبانيا].
تـعـدديـة الثـقـافــــات، و الحــــوار بينــــــها: يجب احترام و تقويم غنى هذا التنوع و تناوله بمفهموم التطور و اللا هيمنة، بالأخص على صعيد الوصول إلى الإعلام والاتصالات.
نموذج التنميـــــة والتوعية بالبـيــــئــة: مسألة التلوث في المتوسط، التصحير وتقلص الأمن الغذائي كإنتاج الطاقة القابلة للتجديد.
المرأة و المتوســــــــــط: ما بين التقاليد الذكورية و"الأبوية"، تعاني النساء بشكل خاص من انعكاسات سياسات الليبرالية الجديدة المعادية للمجتمع المتوسـطي. وسوف تساعد نساء المتوسـطي في إعداد المنتدى الاجتماعي لنسج علاقات متوازية بين شمال و جنوب المتوســــــــط.
محاور طيبة نعم؛ ولكن اليد العليا في تحديد أطرها طبعا كانت لحركات شمال المتوسط الاجتماعية ومنظماته الغير حكومية العالمية النفوذ، وهذا من الممكن فهمه من زاوية أن هذه التنظيمات أكثر تنظيما ومواردا وتمتلك حريات وخبرات وأدوات نضالية اكتسبتها عبر نجاحات حققها نضال شعوبها الديموقراطي والاجتماعي عبر سنوات طوال، على عكس الحال في جنوب وشرق المتوسط.

جسدت هذه المحاور السبعة مئات من ورش العمل والندوات وعدد من المؤتمرات الموسعة، حضرها عدة آلاف من النشطاء من عدد كبير من بلدان المتوسط، على مدى ثلاثة أيام. وقد سهلت أعمالها كتيبة من المتطوعين الشباب من المترجمين والمترجمات على قدر استطاعتهم.

عملية الترجمة عملية شاقة تصادفها كثير من المشاكل الإجرائية التي لم تحل حتى الآن، وربما تسمية مقر إدارة فرق الترجمة الفورية "ببرج بابل" يوضح مدى إحساس القائمين على تنظيم مثل هذه اللقاءات بقدر وحجم المشكلة التي تقف أحيانا عائقا أمام كفاءة تفاعل الحاضرين في الندوات على اختلاف لغاتهم. مثلا، كان هناك مؤتمرا للمفكر المصري المعروف سمير أمين مع مجموعة من المفكرين الأوروبيين، وكانت الترجمة الفورية المتوفرة في هذه الجلسة للغات الأسبانية والقطالونية [لغة أهل برشلونة] والفرنسية فقط. وبالطبع حضرنا الحصة الأخيرة من المؤتمر فقط لتحية مفكرنا المصري الذي يحظى بجماهيرية واسعة بين المشاركين في هذا المنتدى، وفي كل المنتديات. ولكننا حتى لم نعرف في ماذا كانت هذه الندوة؟

على أن حضوري للمنتدى مرافقا لاثنين من أعلام المناضلين المصريين في تيار كفاح الفلاحين في مصر، شاهندة مقلد وبشير صقر، كان مركزا أكثر ما يكون على فعاليات الحركة الفلاحية في حوض المتوسط والتي كانت تمثلها منظمات فيا كمبنسينا الفلاحية في أوروبا عموما وايطاليا وأسبانيا والباسك على نحو أخص، واتحادات وروابط ومناضلي الحركة الفلاحية في جنوب وشرق المتوسط: مصر وفلسطين والمغرب وربما أماكن أخرى.

منظمة طريق الفلاحين (فيا كامبنسينا)
تعرف منظمة فيا كمبنسينا نفسها في موقعها المتعدد اللغات الأوروبية على الانترنت بالتالي:
"فيا كمبنسينا حركة عالمية تنسق بين منظمات الفلاحين الصغار والمتوسطين والعمال الزراعيين والمرأة الريفية ومجتمعات السكان الأصليين من آسيا وأفريقيا والأمريكتين وأوروبا.
فيا كمبنسينا حركة تعددية من منظمات تتمتع بالاستقلال الذاتي ومستقلة عن كل الأحزاب والمؤسسات الاقتصادية وكل الأشكال الأخرى من الهيمنة. فيا كمبنسينا تتكامل مع المنظمات القومية والإقليمية مع احترام كامل لإرادتها الذاتية.
فيا كمبنسينا لها منظماتها في ثمان مناطق كالتالي: أوروبا، شمال شرق وجنوب شرق آسيا، وجنوب آسيا، وشمال أمريكا، والكاريبي، وأمريكا الوسطى، وجنوب أمريكا وأفريقيا".
أعضاء فيا كمبنسينا ملايين!
كانت المفاجأة لنا كوفد من مصر أن فلاحي أوروبا خصوصا في جنوبها [وهم من التقينا بهم في المنتدى] يواجهون قضية حياة أو موت، قضية تتهدد بقائهم كفلاحين صغار بالمقياس الأوروبي. نظام الزراعة العائلية الصغيرة في أوروبا يتلقى ضربات موجعة وعلى شفا الانهيار! والمفاجأة الأكبر أن التهديد الساحق لهذا النظام يأتي من الفلاحين في جنوب العالم! وبعد أحاديث مطولة أخذت تتضح معالم الصورة شيئا فشيئا على النحو التالي:

إنها التجارة الحرة، لعن الله المتاجرين!

لماذا تزرع طعامك بثمن مرتفع ما دمت تستطيع استيراده بثمن أقل؟ قالها عندنا يوسف والي وزير الزراعة السابق منذ السبعينات! وأصبح الفلاح المصري يزرع الفراولة والكنتالوب والبطاطس للتصدير [تحرير الزراعة]! وبفلوس التصدير كانوا يقولون أنهم يشترون لنا القمح والزيت الخ. ماذا حدث! ارتفع سعر رغيف العيش أضعافا مضاعفة منذ السبعينات حتى الآن، وتوفر زيت الطعام الاصطناعي المستورد من كل صنف أيضا بأسعار تعود على شركات زيت الطعام بأرباح فاحشة، الخ! وزير الزراعة الحالي يقول إنه تخلى عن هذه السياسة! ولكن الرأسمال العالمي لم يتخل عنها.

الفلاح الأوروبي عبر نضاله الطويل، بواسطة منظماته المستقلة وأحزابه يتلقى دعما ماليا من المجتمع ليزرع له طعامه. حتى عندما تشكل الاتحاد الأوروبي الذي هو اتحاد الرأسمالية في كل أوروبا، استمر بند الدعم الزراعي في ميزانية الاتحاد حتى بلغ ما يقرب من 40% من هذه الميزانية.

اليوم ينتقل الرأسمال العالمي إلى نسج شباكه على الزراعة في بلدان جنوب العالم من أجل استنزافها حيث يفتقر الفلاحون هناك إلى أي منظمات تحميهم وتعبر عن مصالحهم، ويزرعون دون أي دعم مالي أو حقوق من دولهم، بل ربما تقوم أجهزة هذه الدول المعنية بالمشاركة في المؤامرة على فلاحيها أنفسهم.

في جنوب العالم، عمالة رخيصة، ومساحات هائلة من الأراضي الخصبة. ومع فرض نظم الزراعة الحديثة على الفلاح التقليدي في تلك المناطق الزراعية جنوب العالم، تربح شركات البزنس الزراعي المتعدية الجنسية العملاقة أنهارا من الأموال نتيجة بيع البذور المهجنة، والمعدلة وراثيا، والكيماويات والمبيدات ولوازم الزراعة الحديثة الأخرى...

ثم باتوا يربحون أيضا من بيع المحاصيل والمنتجات الزراعية في سوق كوكب الأرض كله بعد أن حطمت الشركات المتعدية الجنسية كل أشكال الحماية للفلاح المحلي داخل بلده بواسطة اتفاقيات منظمة التجارة العالمية (الجاتس)، واتفاقيات مناطق التجارة الحرة مع الولايات المتحدة واتفاقيات الشراكة مع الاتحاد الأوروبي. هذا ما بات يعرف بالإغراق، فتلك قضية يشكو منها كل فلاح في أرضه على كوكبنا، المنتج المستورد يباع بأقل من تكلفة إنتاجه في بلاده.

وهناك قضية أخرى خادعة: إلغاء الدعم المالي للزراعة في أوروبا وأمريكا حتى يسمح بتجارة عادلة (!؟): تجارة عادلة بين فلاح بلا حقوق في الجنوب وفلاح حصل عبر نضالات طويلة على بعض الحقوق في الشمال. العدل يقتضي إذا، سلب حقوق من له حقوق (إلغاء الدعم) وإبقاء فلاح الجنوب بلا حقوق أصلا. هكذا تتساوى الكفتان! هذه هي التجارة الحرة والعدل في منطق الشركات الرأسمالية المتعدية الجنسيات.

كان الدعم يعطى أوليا لتشجيع التصدير في أوروبا ولكنه تحول في التسعينات إلى دعم مالي مباشر للفلاح المنتج نفسه، هذا التحول لم يكن منحة ولكنه كان نتيجة نضال منظمات الفلاح الصغير في بلدان العالم المتقدم.

قضية تماثل قضية مهاجر الجنوب الذي يسمح له بالدخول عبر الحدود إلى بلدان العالم المتقدم بشكل غير قانوني عبر عصابات الجريمة المنظمة لينافس العامل الأوروبي. مهاجر بلا حقوق في بلاده ولا حقوق في بلاد المهجر ينافس عامل حصل على بعض حقوقه عبر نضالات وتضحيات لعقود طويلة من السنين. منطق الرأسمال بالطبع سيكون مع منافسة عادلة بين المهاجر والعامل الوطني عن طريق إلغاء حقوق من له حقوق ليتساوى الطرفان – أي أن يصبح كلاهما بلا أي حقوق.

أما منطق العدالة والإنصاف الكوكبي، منطق الحركات الاجتماعية الجديدة، منطق نشطاء مناهضة العولمة الرأسمالية، فهو انتزاع حقوقهما كاملة، حقوق كلا من فلاح الجنوب وفلاح الشمال؛ حقوق عمال الجنوب وعمال الشمال، طبيعة العمل الواحد لها نفس السعر في جميع أنحاء العالم – عولمة الكادحين بالأجر!

إذا ما نجحوا في هزيمة نضال الفلاحين واستطاعوا إلغاء الدعم عن الفلاح الأوروبي [مهمة بلير التي أعلنها تحت غطاء إعادة هيكلة ميزانية الاتحاد الأوروبي خلال الستة شهور القادمة بعد تولي بريطانيا لرئاسة الاتحاد الأوروبي منذ مايو الماضي]، سيكون الرابح طبعا ليس فلاح الجنوب المهضوم الحقوق، ولكن الرابح هم شركات التجارة المتعددة الجنسية التي تعمل في البزنس الزراعي.

والدليل، المفاجأة الأعظم التي سمعناها هناك من أكثر من مناضل فلاحي أوروبي، أن الفلاح الصغير في جنوب إيطاليا، بالمقياس الأوروبي طبعا، يفلس بسبب إغراق المنتجات الزراعية المصرية! هل سمعتم هذا، هل رأيتم الفلاح المصري اليوم يتابع أخبار صعود وهبوط اليورو في بورصة العملات نتيجة مكاسبه الطائلة من التصدير إلى السوق الإيطالي؟ أو هل حتى سمع أحدنا بوزير الزراعة المصري يقف تحت قبة البرلمان متحدثا عن نجاحات منقطعة النظير تطبيقا لسياسة الدولة في تشجيع التصدير مدللا عما فعله بغزو الفلاح المصري للسوق الإيطالي والإيرادات الهائلة من العملة الصعبة الداخلة إلى خزينة الدولة المصرية؟

حقيقة الأمر، خزينة الدولة علمها عند الله ورئيس الدولة يقول إنها لا تكفي السكان في مصر إلا بالكاد. وحقيقة الأمر أن الفلاح المصري ينتج الطعام ويبيعه ولا يكاد يشعر بأن شيئا جوهريا في حياته قد تغير، محصول جيد بعد تعب وكد وديون وسلف، يبيعه ليسد ما عليه ويبقى القليل، ولم يتغير شيئ. ولكن منتجات مصر الزراعية تغرق ايطاليا بأسعار دون مستوى السعر الذي ينتج به الفلاح الصغير في إيطاليا (رغم الدعم المالي الذي يحصل الفلاح الإيطالي عليه من حكومته أو من الاتحاد الأوروبي!!) حتى أن المزارع العائلية الصغيرة في ايطاليا تفلس؟!

الفلاح المصري كغيره من الفلاحين يزرع وهو يظن أن إخوانه في البلدة المجاورة أو في وطنه سوف يأكلون ما صنعت يداه، ولكن المفاجأة أن ما ينتجه الفلاح المصري مثل غيره من الفلاحين سوف تنتهي علاقته به فور حصاده وبيعه في السوق المحلي، في حين أن من سوف يأكله قد يكون أي كائن بشري على سطح الأرض.

ولن تكون هناك مشكلة في ذلك لو أن الكل شبعان. ولكن الوضع على الكوكب غير ذلك تماما! الفقر والجوع يضرب الملايين! والنتيجة المستفيد الرابح فقط هو الشركة المتعدية الجنسية العملاقة بفروعها المصدرة والناقلة والبائعة. الربح للرأسمال المعولم، صناعة البذور، صناعة الكيماويات الزراعية، الأسمدة والهرمونات والمبيدات، مكتب تصدير الحاصلات، شركات النقل الجوي والبحري، وسلاسل السوبر ماركت العملاقة.

هذه القضية كانت الشغل الشاغل لمنظمة فيا كمبنسينا والتي رفعت لمواجهتها شعار "سيادة الغذاء".

سيادة الغذاء

حدد بيان المؤتمر الدولي الرابع لفيا كامبسينا المقام في ساو باولو بالبرازيل (يونيو 2004) أن: "قضية السيادة على الطعام هي من الأهمية العظمى بمكان من أجل فهم العملية التنظيمية لفلاحي العالم. السيادة على الطعام هو الحق الذي بموجبه تحدد كل الشعوب سياساتها الزراعية وسياسات الغذاء الخاصة بهم دون "إغراق من البلاد الأخرى".

ويقترب البيان أكثر من تحديد القضية بهذه العبارة: " وهكذا، سيادة الطعام تعني المشاركة النشيطة من الحركات الفلاحية في عملية تحديد سياسات الزراعة والطعام حيث تكون طاقات إنتاج الطعام هي الأساس من أجل نظم إنتاجية متنوعة تضمن الاستقلال وسيادة الطعام لكل شعوب العالم".

ثم يعرض البيان مظاهر المشكلة بالوصف التالي:

" في الواقع العملي، هذه القضية الصعبة تصبح يوما بعد يوم أكثر إشكالية مع تزايد حدة بعض تناقضات مثل تلك التي تخلقها اتفاقيات التجارة الحرة (اتفاقيات بين رجال الأعمال)، وعملية الخصخصة الجارية التي تؤثر على كل أنواع الثروات الطبيعية، وينتج عنها سياسات "الإغراق".
"لقد حان الوقت لتتوقف هذه الحكومات عن التفاوض سرا تحت حصانة التواطؤ مع "القوى الرأسمالية العظمى".
"تحرير الأسواق متوازيا مع حقيقة أن كل مصادر الإنتاج توجه نحو نموذج تصدير المنتجات الزراعية، كل ذلك يتسبب في خلق هذا الوضع من التجاوزات الزائدة عن الحد وبشكل شامل".
ثم ينتقل البيان إلى تفصيل المشكلة بتعبيرات أكثر تحديدا، المشكلة كما يراها البيان هي:

تجارة تعتمد على الإغراق، لدرجة أن اليوم في جميع أنحاء العالم منتجات المزارع تباع بأسعار أقل من تكلفة إنتاجها. هذا هو واحد من أسباب أزمة الزراعة العائلية في كل أنحاء العالم. وهكذا، الوصول إلى الأسواق والاختفاء المحتمل للدعم المالي للفلاح يقوم بتسريع وتعميق الأزمة فقط.
وتشق فيا كمبنسينا طريق النضال واضعة استراتيجية كفاحها:

لقد أصبح من المهم أكثر فأكثر أن نسيطر على بذورنا، ونتحرر من الأسمدة والمبيدات الكيماوية، حتى نستعيد أسواقنا ونعيد وجود أماكن التبادل التجاري المحلية، وحتى نعمل بكل قوة من أجل السيادة على الطعام، وخلق روابط التضامن.
مرة أخرى، كانت تلك هي الأرضية التي دارت عليها وقائع منتدى الفلاحين المتوسطي:

الوقائع التي شاركنا فيها:

مؤتمر سيادة الطعام:
التاريخ: 17 يونيو 2005. الساعة 12 حتى 2 بعد الظهر.

المتحدثين: خوسيه بوفيه (فرنسا – فدرالية الفلاحين)، ليديا سينرا (غاليسيا)، مصطفى مفهود (جمعية الصيادين المغرب)ـ شاهندة مقلد (مصر):

تحدث مصطفى مفهود عن نضالات مجتمعات الصيادين المحليين في الشاطئ الشمالي بالمغرب المطل على البحر المتوسط من أجل الحفاظ على مجتمعاتهم المحلية ضد قرصنة أساطيل الصيد الأوروبية [والأسبانية بالأخص] التي تغزو المياه الإقليمية المغربية للصيد بإمكانياتهم التكنولوجية العالية، مما يعرض وجود هذه المجتمعات للخطر بتدمير الثروة السمكية وبالتالي سبل حياتهم. [قلبي معه ومع الصيادين في المغرب بعد أن باعتهم حكومة الملك للاتحاد الأوروبي نظير 80 مليون يورو في أربع سنوات وسمحت للأساطيل الأوروبية بالصيد بمنتهى الراحة في مياة المغرب الإقليمية على المتوسط والأطلنطي. كم من ملايين اليورو تلك سوف يستثمر في البنية التحية المدمرة للمنطقة التي أسهب مفهود في وصف معاناة الصيادين المغاربة منها!]

شاهندة مقلد (باسيونيرا الحركة الفلاحية المصرية المخضرمة) وصفت الوضع في مصر فيما يخص سيادة الغذاء بذكر الحقائق التالية:

منذ منتصف السبعينات، تعرضت الزراعة المصرية والفلاحون المصريون لهجمة شرسة ومتواصلة، كانت نتائجها الرئيسية:
· اتساع نطاق البطالة الدائمة والموسمية بين الفلاحين واتساع معدلات الفقر والفقر المدقع إلى أكثر من 60% منهم.
· فقد مصر من أرضها الزراعية الخصبة في الدلتا والوادي- المحدودة أصلا- حوالي مليون ونصف مليون فدان من أجود الأراضى لحساب مافيات بناء الفلل والأبراج والمنتجعات السياحية.
· تدهور الناتج المحصولى بدرجة كبيرة لصالح الاستيراد من الخارج وتربحات المستثمرين.
· أصبحت مصر الدولة الثانية في العالم- وفق تقديرات مجلس القمح الأمريكى والدولي- في حجم استيرادها للقمح.
· أصبحت قيمة استيرادنا للزيوت النباتية تبلغ 3 مليار جنيه فى العام الواحد.
· وصلت نسبة الاعتماد على الخارج في توفير السلع الغذائية الشعبية كالفول والعدس إلى أكثر من 70%.
· انهارت الثروة الحيوانية والسمكية والداجنة بدرجة كبيرة ولم يعد أمام الشعب المصري سوى تحمل أمراض اللحوم الهندية أو مهانة اللحوم السودانية، إن وجدها أصلا.
.... كل هذا قليل من كثير من صور الدمار الزراعى والغذائى التى لحقت بمصر مخترعة الزراعة منذ آلاف السنين والتي سميت فى العصور القديمة "سلة غذاء العالم".
ورصدت شاهندة السياسات التي أدت إلى هذا الوضع المزري في مصر بقولها:

واتخذت عملية إهدار الزراعة- وفقا لسياسات التبعية وتحت شعار التكيف الهيكلى- الكثير من الوسائل والآليات ومن أخطرها:
· تصفية الحركة التعاونية الزراعية وشل فعاليتها بالقانونين 117 لسنة 1976، 122 لسنة 1980.
· إلغاء الدعم- تماما ونهائيا- عن مستلزمات الإنتاج الزراعى (باستراتيجية بنك التنمية والائتمان عام 1992).
· إباحة ملكية واستغلال الأجانب للأراضي المصرية بأى مساحة وبالمجان أو بإيجار رمزي (بالقانون 5 لسنة 1996).
· وضع مقدمات البحث والفكر الزراعى المصري فى أيدي المؤسسات الأمريكية (كالفاو)
· تقنين حق الملاك الزراعيين فى طرد المستأجرين من الأرض مجال عملهم ومصدر دخلهم الوحيد بالقانون 96 لسنة 1992.
· الارتفاع الكبير والمتوالي لسعر الفائدة على القروض المالية التى يقدمها بنك التنمية والائتمان للفلاحين لتمكينهم من الإنتاج الزراعى.
· تمكين القوى الاحتكارية ومافيات التصدير والاستيراد من الهيمنة على مقدرات العملية الزراعية فى كل مراحلها من البذور حتى التسويق.
· غض الطرف عن تدهور أحوال عمال الزراعة والتراحيل وأغلبهم الآن من الأطفال والفتيات واستغلالهم تحت أسوأ ظروف عمل كثيرا ما تودى بحياتهم نفسها.
· تصفية الشركات الزراعية العامة والمشروعات الكبرى لاستصلاح واستزراع الأراضى التى تأسست فى الخمسينات والستينات.
· التحايل من أجل حرمان صغار الملاك من الإعفاء الضريبي المقرر لهم بالقانون رقم 2 لسنة 1977.
· تولية عناصر أثبت القضاء فسادها غير المسبوق أعلى مناصب وزارة الزراعة.
ومما سبق خلصت شاهندة إلى وضع استراتيجية المواجهة لإيقاف هذا التدهور لأوضاع ملايين الفلاحين الصغار في مصر وضياع السيادة على الغذاء لأكثر من سبعين مليون مصري، وتمثلت هذه الاستراتيجية في تشكيل لجان التضامن مع النضال الفلاحي من أجل:

· تطبيق شعار الأرض لمن يزرعها.
· إقامة المزراع التعاونية الاختيارية.
· إعلان الحزب الثورى للفلاحين
في كلمته التي اختتم بها المؤتمر، ضرب خوسيه بوفيه مثلا مرتين بالنضالات الفلاحية العنيفة في مصر ضد سياسات هدم الزراعة العائلية وسلبهم من حقهم في الأرض، من ضمن الحركات الأخرى للفلاحين الصغار في العالم إجمالا. هذه النضالات المتعددة على مستوى العالم ضد سياسات العولمة الليبرالية الجديدة في الزراعة من أجل التصدير والإغراق وهدم نظام الزراعة العائلية ونظام الزراعة من أجل الوفاء باحتياجات المجتمع المحلي والقومي والإقليمي والعالمي من خلال نظام تجارة عادل. دعا بوفيه لتنظيم الجهود من أجل إفشال المؤتمر الوزاري السادس لمنظمة التجارة العالمية الذي سوف يقام في هونج كونج بالصين الشعبية في ديسمبر 2005، وإنزال الهزيمة به مثل ما حدث مع مؤتمر كانكون بالمكسيك في 2004.

ندوة كفاح الفلاحين في مصر:
التاريخ: 17 يونيو 2005. الساعة 4 حتى 6 مساءا.

جياني فابريز (الزراعة البديلة ايطاليا) – بول نيكلسون (فيا كامبسينا أوروبا) – فيتوريو انجيلينو (نائب في البرلمان الأوروبي) – شاهندا مقلد (مصر) بشير صقر (مصر) كرم صابر (مركز الأرض مصر)

بشير صقر (المناضل اليساري المصري، رمز كبير لقيادات حركة النضال القاعدي في مصر، وقد نفاه نظام الحكم في الستينات والسبعينات من قريته كمشيس بالدلتا - بؤرة الكفاح الفلاحي في مصر – إلى الصعيد، ليتواصل نفيه من محافظة إلى أخرى لنشاطه الراديكالي ضد النظام في مصر)، تناول علاقة الفلاحين في مصر بالأرض، متتبعا قوانين الإصلاح الزراعي الفوقية (قوانين أصدرتها الدولة عام 1952، 1961، 1969 التي قلصت الحد الأقصى للملكية الزراعية من 200 إلى 100 إلى 50 فدان – نصف هكتار تقريبا).

وانتقد هذه القوانين بقوله:

تم تنفيذ القانون الأول بواسطة بيروقراطية الدولة التي كانت في أغلبيتها أجهزة رجعية فاسدة ومتواطئة مع كبار الملاك المصريين وقتها... ولذلك تمكن العديد من كبار الملاك من تهريب مساحات كبيرة من الأرض.. وعلى سبيل المثال فقط، كانت هناك أسرة من قرية بمحافظة المنوفية أسمها كمشيش، تملك عدة آلاف من الأفدنة، تمكنت من التهرب من القانون لمدة 9 سنوات (1952 إلى 1961).
علاوة على أن القانون الأول هذا كان يتضمن مادة "4" تسمح لهؤلاء الملاك الكبار بالتصرف القانوني بالبيع أو التبرع أو الهبة في المساحة الزائدة عن 200 فدان، وأمهلتهم خمس سنوات منذ بدء سريان القانون، استغلها العديد في التهرب من القانون.
بالإضافة إلى أن كثير من القرارات التي كانت تصدر من مجلس قيادة "الثورة"، الهيئة العسكرية الحاكمة وقتها، كانت تصل أخبارها إلى كبار الملاك مما سهل عليهم تهريب الأموال والمجوهرات والمواشي والأبنية والسيارات وغيرها.. وهذه في مجموعها تزيد قيمتها عن قيمة الأراضي التي كانوا يملكونها..
ورغم أن بشير لخص تلك القوانين بأنها كانت قوانين " لم يفرضها الفلاحون من خلال معارك نضالية سياسية بل منحها لهم نظام حكم جديد جمهوري معادي للملك والقوى الاجتماعية التي كانت يستند عليها"... وليس معنى ذلك التصور أنه لم يكن هناك في زمن الحكم الملكي صراع طبقي في ريف مصر بل كان هناك نضال ونضال وصلت حدته إلى معارك مسلحة... مثل التي حدثت في قرى عديدة مثل كمشيش، وبهوت، وكفور نجم.. وغيرها....

وبلغ نضال الفلاحين إبان حكم عبد الناصر ذروته في الصدام بين نضال الفلاحين في كمشيش وكبار ملاك الأرض [الإقطاعيين] الذي انتهى باغتيال المناضل الفلاحي صلاح حسين في ابريل عام 1964.

لخص بشير صقر قضية الأرض والفلاح في شكل حديث بين جد فلاح وحفيده الشاب:

"عندما قام عبد الناصر بتوزيع الأرض علينا منذ أكثر من 45 عام.. كنا ندفع إيجارا عن الأرض للدولة كل عام... وكانت الدولة تعطي جزءا من هذا الإيجار للإقطاعيين على سبيل التعويض.. ولم يسمح عبد الناصر لنا بتملك الأرض (بل احتفظ بملكيتها لنفسه – الدولة؛ هيئة الإصلاح الزراعي)... وبعد وفاته قام رئيس الدولة الذي خلفه، أنور السادات، بإصدار قرارات تساعد الإقطاعيين على استرداد الجزء الأعظم من هذه الأرض.. ولكن قوانين الإيجارات في السبعينات لم تكن تمكن الإقطاعيين من طرد الفلاحين من الأرض... ولذلك عندما ألغيت قوانين الإيجارات القديمة، في عهد الرئيس الحالي حسني مبارك، وحل محلها القانون 96 الذي صدر عام 1992... أباح ذلك القانون فرصة طرد المستأجرين من الأرض وقام الإقطاعيين برفع قضايا أمام المحاكم وتمكنوا من الحصول على أحكام بطرد بعض الفلاحين... وكانت تلك الأرض هي الأرض المدونة في سجلات رسمية بإدارة المساحة، أما الأراضي التي لم يستطع ورثة الإقطاعيين إثبات ملكيتهم لها.. فقد لجأوا إلى حيلة وحيل... ساعدتهم على إتمامها وتنفيذها أجهزة الدولة البيروقراطية بسطوتها الشديدة... مثل هيئة الإصلاح الزراعي التي كانت تنفذ القانون فيما سبق.. والجمعيات التعاونية الزراعية التي هي أجهزة بيروقراطية حكومية تحمل اسم التعاونية فقط.. من خلال المديرين الذين يرأسونها.. "

وهكذا فهم الحاضرون سبب خروج التقارير عن الأحداث الدامية المتتابعة التي يشهدها الريف المصري حاليا. قال بشير:

وهذا معناه أن هؤلاء الفلاحين في مأزق حقيقي خصوصا وأن توجهات الدولة السياسية منذ تولى السادات الرئاسة وحتى الآن تسير في اتجاه معادي لمصالح الفلاحين والفقراء، وفي صالح ورثة كبار الملاك القدامى.
لقد حدثت مصادمات دامية حقيقية في الخمس سنوات الأخيرة، في قرى كمشيش، بخاتي، ميت شهالا بالمنوفية، بهوت بالدقهلية، سراندو بالبحيرة، [بعد عودتنا من المنتدى وقعت خلال الشهر الماضي فقط أحداث دامية وصدامات في حوش عيسى بالبحيرة، وقام الإقطاعيين بالاستيلاء على أرض الإصلاح في دكرنس بالدقهلية، وطرد الفلاحين منها].
[كلمة كرم صابر، رئيس المنظمة الغير حكومية باسم "مركز الأرض"]

كان لكرم ورشة في اليوم السابق مع منظمة غير حكومية أخرى تسمى "مركز الحق في السكن"، وكان موضوعها "تأثير السياسات العولمية النيوليبرالية على الريف في مصر!! أو شيء قريب من هذا. وفي عجالة سريعة استعار كرم بعض عبارات من الكلمة التي ألقاها في ورشة اليوم السابق، وإن ركز بشكل أوضح على إحصائية بعدد حالات الموت والسجن والقضايا في ريف مصر منذ عام 1998 حتى عام 2004، وقد كانت بيانات إحصائية صادمة لكل الحاضرين. ولكن عند عودتي إلى مصر راجعت الملزمة التي أصدرها مركز الأرض وفوجئت أن الملزمة جمعت بيانات احصائياتها من محاضر أقسام الشرطة وبالتالي فهي لم تكون مؤشرا على احتدام الصراع الطبقي في الريف المصري ولكنها أقرب لإحصائية عن العنف الجنائي في الريف المصري لأنها تضمنت نزاعات على حدود الأرض بين أفراد العائلة الواحدة (!) ومشاكل اجتماعية اخرى.....

مشاهدات:

فلسطين: فلسطينيو الضفة والقطاع، فلسطينيو 48، ونشطاء الحركة الاجتماعية الإسرائيليون:

فلسطين هي تميمة المنتدى، وكل المنتديات. بالطبع تركز هذا المعنى بأوضح صورة في المنتدى المتوسطي لغياب العراق. يحتفل كل الناس في المنتدى بالفلسطينيين وبفلسطين. ونشطاء المنظمات الفلسطينية يعرفون ذلك جيدا وهم يستثمرونه أيضا بشكل جيد. تراهم في قاعات المنتدى تمتلئ نظراتهم بالثقة وحركتهم تألف المكان وتتميز بالخبرة والذكاء. ودليلي على ما أقول هو تنظيمهم لمظاهرة فلسطين في آخر أيام المؤتمر بالعلم الفلسطيني الهائل الحجم الذي تشارك العشرات في حمله - فلسطينيون وغير فلسطينيين - وتشاركوا أيضا في الهتاف له. وحملته أيضا شاهندة مقلد، وهتفت له معهم، والدموع تسيل على وجنتيها! مظاهرة فلسطين لاقت تشجيعا وحماسا من كل الحضور، وكانت أشدهم حماسا منظمات الحركة الاجتماعية اليونانية التي حضرت المنتدى بأعداد كبيرة.

في اليوم الأول لذهابنا إلى مقر المنتدى، فوجئنا بإغلاق الأبواب وقد جلس المشاركون على سلالم المقر الخارجية في ميدان أسبانيا الجميل، انتظارا لفتح الأبواب. وعلى السلم كان وقوفنا أمام سيدة جميلة تجلس على السلالم الخارجية لبوابة المقر الكبيرة. تبادل صديقنا بشير معها بضع كلمات قليلة؛ إنجليزية من جانبه وفرنسية أو أسبانية من جانبها، بانت أنها استفسار عن سبب غلق الأبواب والتأخير في فتح المكان للجمهور. وعندما التفتت شاهندة لهما بدرت من السيدة الجميلة كلمة أو كلمات عربية بلكنة شامية. وتعارفنا! كانت المفاجأة أنها من عرب 48. إنه الأرق الملازم لنا ولوفود مصر؛ وأتيقن أنه أيضا هاجس كل الوفود العربية. إسرائيل، عفريت العلبة الذي قفز فجأة! وأسقط بين أيدي شاهندة. وضحكت مهللا: "أول الغيث قطرة يا شاهندة". ثم صحت بجدية محرضا إياها على التقدم: عرب يا شاهندة فيها إيه؟ وتشجعت شاهندة وجلست جوارها والتف حولها عدد من السيدات والفتيات من باقي وفد منظمة فلسطينية من المجتمع الأهلي لعرب 48 يحضرن المنتدى للمشاركة بندوة من الندوات الرسمية. وصار تعارف وتبادلنا التصوير!

في كافيتريا المنتدى الممتدة، وبين الجلسات، كان يجلس ثلاثتنا عندما مر بنا شاب صغير السن مريح الطلعة ممتلئ نشاطا وترتسم ملامح وجهه الأوروبية بجدية مسئولة، وزع علينا منشورا باللغة الأسبانية أو ربما القطالونية. لم نفهم إلى ماذا يدعونا بهذا المنشور، وسألناه ببضع كلمات إنجليزية عما يريده، بينما تبادلنا الحيرة فيما بيننا بالعربية. ويبدو أن الشاب ساعتها فهم أننا عرب فبدأ في صعوبة يسيرة يرد علينا بالعربية، وشرح أنه يدعو لندوة تنظمها جماعته ضد عنصرية إسرائيل المستترة وراء كلمات مثل معاداة السامية، واضطهاد اليهود. فرحت شاهندة به طبعا وسألته عن بلده. فأجابها إسرائيل. ولكن شاهندة وما زالت أساريرها منبسطة أعادت عليه السؤال باعتبار أنها تعرفت توا على عرب 48، وقالت: آه تقصد من عرب 48؟ فرد الشاب بمنتهى الأدب لا أنا إسرائيلي، ثم انتقل سريعا إلى موضوع الندوة. وهنا ران صمت مطبق على ثلاثتنا، ومضى الشاب في طريقه يوزع منشور جماعته على الجالسين بلا كلل!

الأمازيغ ومصر:

ليست حبكة درامية، ولكنه تقرير لما حدث. عندما تعبنا من السير والوقوف طويلا في ندوات المنتدى في ثالث أيامه، ألقيت بجسمي على كرسي في قاعة هادئة يحضرها عدد قليل من المشاركين لا يزيد عن الخمسة عشر شخصا إلا قليلا، ويتحدثون بلا زعيق. كنت مع شاهندة، وكان بشير يتابع ندوات أخرى بشكل منفرد. هنا مكان نموذجي للراحة!! وبعد التقاط الأنفاس والشعور ببعض النشاط، أخذنا نتابع ما يدور من حوار. كان على المنصة ثلاثة أشخاص، أوروبي يوحي منظره بأنه أكاديمي، ورجل على يساره توحي ملامحه بأنه عربي مشرقي، وسيدة على يمينه بان من لهجتها أنها عربية مغاربية. وظهر أن الرجل هو مدير المنظمة الحقوقية الفلسطينية لعرب 48 [على ما أتذكر كان اسمها ’مساواة‘]، وأن الحضور القليل هم السيدات من عرب 48 اللائي لاقيناهن من قبل، بالإضافة إلى عدد من الآخرين قليل ربما هم أعضاء عند منظمة السيدة المغاربية. تحدث الشاب عن مشكلة يعانيها عرب فلسطين في عدم اعتراف الدولة الإسرائيلية باللغة العربية كلغة من لغات الأقليات التي يجب أن تلقى الرعاية من الحكومة. واستعرض جهود المجتمع العربي الذاتية في الحفاظ على لغتهم الخاصة، وطالب الاتحاد الأوروبي بالتدخل لدى إسرائيل والضغط عليها من أجل الاعتراف بحقوق الأقلية العربية في إسرائيل للحفاظ على لغتهم الأصلية وتنميتها. كان الشاب واسع الإطلاع بمجريات مفاوضات اتفاقية الشراكة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي، ولأنه ابن آليات ديموقراطية غربية مثل تلك التي تدير الحياة السياسية في إسرائيل، فقد طالب بذكاء مساواة رعاية حكومة إسرائيل لللغة العربية باللغة اليديشية (لغة أقلية من اليهود الأوروبيين التي امتزجت فيها العبرية بالألمانية - اللغة الرسمية لدولة إسرائيل هي اللغة العبرية)؛ تلك الرعاية التي وضعها الاتحاد الأوروبي شرطا من ضمن شروط أخرى تلتزم بها حكومة إسرائيل من أجل تمرير اتفاقية الشراكة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي!!

وبان على البروفسور الأوروبي أنه لا يوافق على منطق الناشط الفلسطيني الواضح؛ وبان أن المنطق المستتر وراء كلمات البروفسور الأكاديمية، أنه لا يوافق على إقحام مشكلة أقلية ليست أوروبية في اتفاقية استراتيجية بين الاتحاد الأوروبي ودولة من دول الجوار. فاليديشية رغم أي شيء هي تراث لمنتوج أوروبي، والعربية على كل حال ليست كذلك.

ورغم الاعتراف بكل قيم التضامن الأممي والإنساني بحقوق الأقليات، التي هم منظروها، إلا أنه - على ما بدا - عندما يصطدم التيار السائد عند السياسيين التقدميين والأكاديميين التقدميين في أوروبا باستراتيجيات الاتحاد الأوروبي خصوصا الاتفاقيات الاقتصادية فإنهم يضعون مصالح الاتحاد الأوروبي ككيان فوق كل اعتبار. واستمر الناشط الفلسطيني في محاولات ومناورات رائعة أن تتدخل الحركة الاجتماعية الأوروبية في هذا الموضوع بمستويات تدخل أخرى أو أدنى، ولكن يبدو أن كل محاولاته قابلها البروفسور بستار من الكلمات الأكاديمية لم تلاحق الترجمة الفورية نقلها لنا، ولكنها أكدت لي هذا المنطق المستغرب!

بدأ التعب يزول وبدأ يستولى على شاهندة وعلي الاهتمام لمتابعة الحوار الساخن. أخذت الأخت الجزائرية الميكروفون، ولا أعرف لماذا أحسست أنها أكاديمية وتعيش في المهجر بأوروبا، لأنها أخذت تلق باللوم على حكومة الجزائر والحكومات العربية وشعوبنا قاطبة، وأبدت اليأس منهم لإهمالهم وتجاهلهم لقضية الأمازيغ (سكان المغرب ’العربي!!‘ بل قل الصحراء الكبرى الأصليين وتعدادهم يقدر بالملايين). وكان معها كل الحق، صمت مطبق رسمي وشعبي! ولكن مقارنة دفاعها عن ثقافة وحقوق شعبها لم يتضح فيه أفق ورؤية وأهداف ملموسة وخبرات نضال مثل تلك التي قدمها الناشط الفلسطيني من عرب 48عن قومه. لعلها الغربة ولعله أيضا إفلاس الحياة السياسية في مجتمعاتنا جنوب المتوسط، نتيجة الاستبداد الطويل لحكوماتنا القومية "العربية".

وحين أخذها الحماس في الشكوى من الظلم الواقع على قومها، راحت تتحدث عن الرقعة الجغرافية المتسعة التي يقطنها الأمازيغ حتى أنهم موجودين في مصر ولكن شعوب المنطقة "العربية" وعلى رأسهم المصريين لا يلقون بالا لقضية الأمازيغ، ولا يرون سوى الفلسطينيين. طبعا كانت مفاجأة عندما طلبت شاهندة الكلمة وقالت أنها مصرية [لم يتوقع أحد من الحضور القليل أنه سيوجد مصريون أو قل عرب عموما بينهم]، وسألت في سماحة أنها تحترم القومية الأمازيغية وتحب أن تعرف أين يوجد في بلادها الأمازيغ حتى تلتقي بهم وتتعرف على قضيتهم؟ لم تقصد شاهندة بالقطع إحراج المتحدثة الأمازيغية ولكنه كان استفسار من أجل توخي الدقة والتضامن. استطاعت المتحدثة بلباقة أن تتحدث عن أبحاث أنثروبولوجية عن بعض قبائل أطراف الصحراء الغربية في مصر اكتشفت لديهم بعض مفردات اللغة الأمازيغية مما يدل على التقاء حدث واختلاط في وقت ما من الزمن الماضي. طبعا رحبنا أن يكون بيننا أمازيغ وأن يختلط بكلامنا حلو كلامهم.

ولكن القضية لم تنته [ولن] حتى تعترف شعوب المنطقة بأن الوعاء القومي العربي في صورته الحالية التي سادت وحكمت بفضل ترتيبات ما بعد الحرب العالمية الثانية لم يعد هذا الوعاء صالحا للنهوض بأي مشروع للمستقبل!!



#أحمد_زكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوضى تحت الرعاية
- خرجت قاطرة منظمة التجارة العالمية عن قضبانها فى -محطة سياتل ...
- المنتدى الاجتماعي العالمي, و-أم الحركات


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - أحمد زكي - منتدى الفلاحين الموازي للمنتدى الاجتماعي المتوسطي،