محمد طلال
الحوار المتمدن-العدد: 4617 - 2014 / 10 / 28 - 03:04
المحور:
الادب والفن
أصبحت المدينة على حال من الهلع والاضطراب ! الخبر اليقين هو قدوم " الفلسفي" المزعج، ذلك المرض المزمن.
تفشى الخبر في كل أركان المدينة، في تخومها كما في قلبها، الأوكار، الإدارات، المساجد، الشوارع والأسواق ! وزعت في أرجاء المدينة منشورات تقول : احذروا المجنون !
قالوا : إنه جَدي ينطح ويصيح ! يكاد يتكلم ويقول، يكاد يفهم ويفكر...وقالوا : إنه غراب أسود، ينفض بين جناحيه النحس والشؤم.
"الفلسفي" ألف صورة وصورة، خراب الروح ودمارها، لؤم ونحس ونفاق.
إنقبر في شبه قهوة غارقة في غبار الصحراء، يخال نفسه سيدها ! يتحلق حوله أنفار واهمين... ينكرون النقص ويشحذون العظمة.
"الفلسفي" البليد..."الفلسفي" الأشعت، أقنى الأنف، يدمدم فتبرز سنه كالسنجاب.
أسود من الرعيان وهو يخال نفسه من الفرسان. هاهو قام يخاطب الحشود !
ـ قال أحد جلسائه : ماذا تقول في السياسة ؟ ! أحرفة هي ؟ أم أدب وفن؟
ـ أجاب سيد العارفين :السياسة هي حذاقة الخطاب وفذلكاته. أنا أصنع الخطاب. أنا نبراس العلم والمعرفة. تفوه بذلك في سذاجة وجهل مقزز. وكأن المدينة لا تسمع بنعيقه "ونصحه الشيطاني وتحريضه الملائكي" جهل عدوه العمل والإبداع. هذائي... ينسى هذا الفصامي أن الحشود تنكت بأخطائه وفضائحه اللغوية... وخواطره النيرة... المبتورة والمضطربة، وأفكاره المشوشة.
ـ قلت : ما رأيك في الأخلاق ؟ تبجح وابتلع سيجارة ! أغمض عينا وفتح أخرى. بدت خبيثة وبؤرة شر مستطير. فقال : الجود الصدق والنفع كله عندي ! أنت الشمس ! أنت القمر ! دوني، بخل وشح ! قبح ! كره وعدوان ....عدائي. غارق في أوحال استيهاماته، يشبع لذته الشاذة في الاحتقار والجحود و الدسيسة.
يكد عبثا في مداراة غبائه الفلسفي وخوائه المعرفي وفقره الإنساني... جهله وقبحه... بالإنكار والإعتراض وشهوة الإنحراف ولذته.
ـ تناقلت وسائل الإعلام خبرا عاجلا: قتل "الفلسفي" المنبوذ صاحب الرأس المستطيلة. "الفلسفي" ماء وهن غدا مراسيم دفنه.
#محمد_طلال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟