أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد م.الحوراني - أمراض صغيرة جدا















المزيد.....

أمراض صغيرة جدا


أحمد م.الحوراني

الحوار المتمدن-العدد: 1297 - 2005 / 8 / 25 - 09:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هناك أمراض صغيرة ومخيفة بنفس الوقت، صغيرة وعادية عندما تكون فردية، ومخيفة عند انتشارها بتكاثر الفطر في المجتمع حيث تشكل إعاقة لتقدمه ونموه.
من أهم هذه الأمراض مرض يدعى الأنانية:
الأنانية تضخم الشعور بالذات هو واحد من الأمراض النفسية المسيئة للمجتمع وهو ظاهرة مرضَية قديمة متأصلة في المجتمعات المتخلفة أكثر من غيرها.
وهذه الظاهرة بحد ذاتها تدفع بصاحب هذا المرض لسلوك بشري غير سوي واضح يسهل التعرف عليه.
و بنفس الوقت إن هذا المرض صعب الشفاء إذا لم يتم اكتشافه وعلاجه بشكل مبكر وقد يتحول لجائحة ووباء اجتماعي وهنا الكارثة الكبرى.
فإذا أصاب هذا المرض إنسان ما صاحبه من طفولته حتى مماته وأكسبه صفات مسيئة بكل بساطة تنعكس على المحيط القريب وتنتشر مع الزمن للمحيط الأبعد.
وهي ستتحول لرديف للتسلط إذا كان لهذا الأناني مركز أو سلطة كبيرة أم صغيرة
وخطره الأساسي على المجتمع حين يفكك النسيج الاجتماعي ويحوله إلى وحدات صغيرة غير متماسكة وغير متفاعلة للنهوض معا والتقدم في هذا الزمن العولمي.
دعونا نتتبع طفل أناني كيف يكبر ويكبر معه مرضه الأناني الذي سيسئ حتما له
أو لمحيطه أو لمجتمعه حسب مقدار هذا المرض وحسب حظه في التسلق والتملق
الضروري للوصول لأواخر الظاهرة المرضية وهو الاستبداد والقهر للآخرين ليس بغرض القهر ولكن بسبب حب ألذات ومصالحها الشخصية دون غيرها مترافقا مع
ظروف وأمراض أخرى.
فهاهو صاحبنا منذ الولادة ترضعه أمه حليب التمايز عن الأخوة والمحيط وتزرع في نفسه أنه المتميز والمتفوق بذا ته عن الآخرين وأنه ليس هناك أصدقاء أو أخوة أو أنداد وأنه لا يوجد مجتمع يهم ولكن المهم الوحيد هو نفسك وأنه لا يهم التعاون الاجتماعي مع أحد إلا للظهور أو الفائدة الشخصية وإن الحصول على ما للآخرين هو غاية وعندما يكبر يتعلم الغش في الامتحان وربما قليل من السرقة والكثير من التقرب من الموجه أو الطلاب الذين لهم آباء في مراكز اجتماعية هامة(وهنا نجد أن الأناني متعاون مع آخر أقوى منه ليس احتراما للتراتبية التي يتطلبها المرض فحسب ولكن للصعود وصولا للنهاية المطلوبة حسب الشخص وحسب المرض.وليس بالضرورة أن يكون مشاكسا .)وليس هناك موانع أخلاقية لاقتراف أي خطيئة حسب حالة هذا المرض ومدى تطوره ومدى خطورته وبترافقه مع ظروف وعناصر وأمراض أخرى قد يصل بصاحبه لإنسان مسيء أكثر وخطر أكثر وأحيانا بدون قصد فهو لا يرى إلا مصالحه إلا نفسه ومطامحه، وخطر هذه الحالة في انتشارها بكثرة وسط المجتمع بشكل كبير وبدون علاج أو رادع لا من المدرسة والمناهج التربوية ولا من المجتمع الأهلي لعدم وجوده ولا من الرأي العام المهمش الجريح والمغلوب على أمره لدرجة أنه أصبح بدون رأي وبقي منه العام فقط.
( وهنا نشير أن هناك حالات من حب الظهور والطموح هي أقرب لحالة التنافس وليس فيها من المرض شيء وليس فيها ما يخيف ولكن على العكس ربما تكون فيها فائدة للمجتمع ومثال لتقديم الأفضل.)
إن اشتراك هذا المرض مع عناصر أخرى وأمراض أخرى سيؤدي لحالات غير مرغوبة ومسيئة وهنا المشكلة فعندما يصل هذا المريض لسن متقدمة فإذا كان هذا الشخص تاجرا فسيسارع للغش والاحتكار وتجاوز القانون بغرض الربح الفاحش وربما بعدها للتر شح لغرفة التجارة ليس لخدمة الغرفة ولكن للبحث عن مزيد من الظهور وهنا يسيء لأخوته التجار بعدما أساء لمجتمعه وإذا كان صناعيا يتوجه لصنبعة أخرى وأيضا للتلاعب بالمقاييس وبالاستهتار بالعمال وبالبيئة والغرض شخصي طبعا وإذا كان في سلك الجيش والأمن فهدفه الوصول على حساب زملاءه ومجتمعه وأهله بأي ثمن.
وهنا لا ننسى أن بعض المرضى سيطمحون لشراء الشهادات وتزعم النقابات وغيرها وإذا كان موظفا فالفساد صديق حميم للوصول والتواصل.
وإذا كان مسؤولا فهو بلا شك عدو للبيئة.
و هنا نؤكد بشكل جازم أن هذا ليس تعميما لأن العكس غير صحيح، إلا بحالة العداء للبيئة فالعكس صحيح فكل قاطع لشجرة وكل ملوث وكل ناشر للغازات السامة
وللضجيج هو إنسان بمنتهى الأنانية وربما الغباء إذا اعتبرنا أنه يضر نفسه وأطفاله مع الآخرين.
إن هدف المصابين بهكذا أمراض بحالاتها الخطيرة هو التسلق والوصول الشخصي فقط ليس هناك أي اعتبار اجتماعي أو أخلاقي مهما صغر.
وهكذا نجد مدى خطورة هذا المرض على بساطة أعراضه في منع تقدم المجتمعات وإبقائها بعيدة عن روح التطور ألا وهو التعاون والتكافل واحترام الآخر من خلال احترام القوانين وسيادتها وفسح المجال أمام الجميع لتتنافس مقدمة أفضل ما عندها للوصول بالمجتمع للرفاهية والوصول بالمجتمعات للحقيقة.
وهنا نجد أن من أسوء صور هذا المرض وليس أسوأها هو تعر بش بعض الأنانيين
على أعمال الخير وجمعياتها بقصد الظهور وليس تقديم المساعدات الاجتماعية فهذه
الجمعيات جزء من وسائل الوصول والصنبعة وعدة الشغل ونجد الجمعيات تفرغ من مضمونها الاجتماعي الجماعي وتتحول لطريق للوصول ممنوع على الآخرين لأقرب الأجلين.
وهنا نلاحظ أن الأشخاص المصابين بهذا المرض يجدون في معاداة كل ناقدلآراءهم موضوع أساسي و يجب على الجميع أن يعرفه مهما كان نقده أو الهدف منه فهو غير مقصود منه إلا الإساءة حسب رأيه، فلا رأي إلا رأيه، ويمنع كل أشكال الحوار، وهنا يجد أنه لا يأتي من الأصدقاء والموالاة إلا المديح والإعجاب، ولا يأتي النقد إلا من الأعداء، وأي رأي غير رأي هذا المريض هو من صف الأعداء الطامعين، وهنا نجد أن العالم سوف يقسم لفسطاطين، فسطاط المؤيدين وفسطاط الأعداء، ولا يوجد بينها أي خيار آخر، هذا إذا وصل الموضوع لشأن عالمي ما.
وهنا نجد أن مواجهة هذا المرض وتبعاته مسؤولية اجتماعية ووطنية هامة. إن البديل الواضح بكل بساطة هو نشر الوعي واحترام الرأي الآخر والقبول به ونشر روح التعاون والتنافس لرفع المجتمع والبشرية ولا شك أنه في النهاية لن يصح إلا الصحيح.
كيف يمكن التخلص من هذا المرض ؟
إن سيادة القانون ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب تبعا للكفاءة وليس تبعاللمحسوبية سيشكل ضربة قاسية لانتشار هكذا أمراض، كما أن من أهم وسائل العلاج
نشر ثقافة الحوار والقبول بالآخر وتداول المناصب والاحتكام لصندوق الاقتراع .
و أن القيام بحملات توعية إعلامية وتربوية مدروسة سيخفف من انتشار هكذا أمراض.
إن التنافس البشري هو من أهم دوافع التقدم البشري وهو العدو الرئيسي لهذا المرض وليس الوجه الآخر منه.حماكم الله من هذا المرض وحمى مجتمعنا من تبعات انتشاره وهذا ما دفعني قاصدا التنبيه لخطورة أمراض فردية غير واضحة على مجتمع بأكمله إلا إذا كان الموضوع معروفا ولا يوجد من يحاول التصدي و العلاج فلا شك أن المصيبة ستكون أعظم حينها.



#أحمد_م.الحوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وردة مني لكل نساء الأرض النساء فقط
- قراءة في كتاب الدكتور برهان غليون نقد السياسة الدولة والدين
- الأمية في سورية


المزيد.....




- مصر.. صورة دبابة ميركافا إسرائيلية بزيارة السيسي الكلية العس ...
- ماذا سيناقش بلينكن في السعودية خلال زيارته الاثنين؟.. الخارج ...
- الدفاعات الروسية تسقط 17 مسيرة أوكرانية جنوب غربي روسيا
- مسؤولون في الخارجية الأمريكية يقولون إن إسرائيل قد تكون انته ...
- صحيفة هندية تلقي الضوء على انسحاب -أبرامز- الأمريكية من أمام ...
- غارات إسرائيلية ليلا على بلدتي الزوايدة والمغراقة وسط قطاع غ ...
- قتلى وجرحى جراء إعصار عنيف اجتاح جنوب الصين وتساقط حبات برد ...
- نصيحة من ذهب: إغلاق -البلوتوث- و-الواي فاي- أحيانا يجنبك الو ...
- 2024.. عام مزدحم بالانتخابات في أفريقيا
- الأردن.. عيد ميلاد الأميرة رجوة وكم بلغت من العمر يثير تفاعل ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد م.الحوراني - أمراض صغيرة جدا