جبار اللعيبي
الحوار المتمدن-العدد: 4611 - 2014 / 10 / 22 - 16:50
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في الحقيقة الأيام الأخيرة تعالت الأصوات بتطبيق الشريعة و كل ما سمعته من الشريعة هو قطع يد السارق !!! و كأن بتقطيع أيادي اللصوص تنتهي السرقة - يا لها من سذاجة قل ما توصف به بالضحالة التي لا قد ينتقدها طفل بالمرحلة الابتدائية ---- و إليكم عدة طرق للسرقة , -----
واحد عنده مصنع كبير و هو مأمن عليه في شركة تامين بمبلغ من المال و المصنع مش بيحقق الأرباح - فاتفق مع كام بلطجى يحرقوله المصنع علشان يتحصل على تعويض من شركة التأمين و قد اتفق مع موظف بشركة التامين انه يغطى عليه و ح يكافئه بجزء من بوليصة التامين - قلى يمن تنادى بتطبيق الشريعة الإسلامية - حتقطع أيد مين فيهم -1 صاحب المصنع اللى سرق شركة التامين بفكرة شيطانية 2- أو الموظف اللي ساعده 3 - أو اللي قاموا بحرق المصنع
- فالسرقة سبقها تخطيط جهنمى - بصراحة نفسى أشوف ردود
-عندك كمان يا من تنادى بتطبيق الشريعة - راجل بياع و مزاجه انه يبيع السلعة باغلى من التسعيرة - قلى ده حتقطع ايده و لا حتقطع رقبته
- ---- عندك كمان يا سلفى - واحد خطط لسرقة و بعدين وقت التنفيذ اختار 3 أو 4 أشخاص للتنفيذ و دول اللى قاموا بالسرقة الفعلية - ح تقطع أيد اللي خطط و لا أيد اللي نفذوا - ممكن تطلع ذكى وتقولى اللى نفذوا هههههههه -طيب مهو اللى خطط ممكن يجيب ناس غيرهم !!!!!!1 ----- - المرة دى حاسهل لكم الاختيار و لو واحد صاحب عيلة و سرق علشان خاطر ظروف الحياة صعبة يعنى عنده زوجة و اولاد و بعدين اتظبط و هو بيسرق فهل عند تطبيق الشريعة عليه بقطع يده , حتتكفل انت مدى الحياة بالصرف على أسرته و لا حتسرحوهم ( لمؤخذة ) و ان كنتم حتتكفلوا بيهم فمن اي باب مورد للمال حيكون فيه بند الصرف على "اسر ( المقطوعين الايدى " فهل ح يكون من الضرائب و لا من الزكاة و لا من الجزية " لمؤاخذة "----- يبقى عندك تلت حالات للى حرق مصنعه و اللى خطط للسرقة و اللى غلى على التسعيرة و المشاركين للسرق و للى حرق المصنع تهربا من الضرائب -ايه رايك يا من صدعتونا بتطبيق الشريعة - ادرسوا الموضوع و ادرسوا طرق السرقة و شوفوا هل تطبيق الشريعة بقطع ايد السارق تنفع الأيام دى ولا لاء .
شوف يا من تنادى بتطبيق الشريعة!!!1 عندك نص فى القران بيقول ان الله يحب التوابون - و هنا لازم تتراجع امام هذا النص او تحزفه !!!!
و لو انه خارج سياق الموضوع ( البقرة (آية:222): ويسألونك عن المحيض قل هو اذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فاتوهن من حيث امركم الله ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ) يعنى التوبة مطلوبة و عفوا لباقى النص و لكن انا بي عايوة الجزء اللى بيتكلم عن التوبة و ده اللي أنا بتكلم عنه - يعنى اللى سرق لو عنده النية للرجوع الى طريق الله و حب يتوب عن سكة السرقة فكيف سيعيش و هو مبتور الأيدي -
عندك كمان يا من صدعتونا بتطبيق الشريعة !!!حالة إنسانية - يعنى إنسان مريض بالسرقة ( كليبتومنيا ) و ده بيلزمه علاج نفسي ليعود إنسان سوى - فهل اذا قطعت يده !!! هل سيعيش باقى حياته و هو بيحب الناس و بيحب الخير و ح يكون إنسان مسالم و لا حيكون إنسان بدلا من ان أساعده أكون قد قضيت عليه و دمرته - لانى بنفذ شرع الله - طبعا الموضوع يلزمه دراسة لأننا في القرن العشرين و الناس بطلت تشرب بول البعير علشان بقى فيه مركبات كيميائية أكثر أدمية و أكثر فاعلية و فيه ناس بتفكر تسافر المريخ و تعيش فوقه .
لكن الموضوع مانتهاش لان له شبيه فى العهد القديم
خروج 22
1 «إِذَا سَرَقَ إِنْسَانٌ ثَوْرًا أَوْ شَاةً فَذَبَحَهُ أَوْ بَاعَهُ، يُعَوِّضُ عَنِ الثَّوْرِ بِخَمْسَةِ ثِيرَانٍ، وَعَنِ الشَّاةِ بِأَرْبَعَةٍ مِنَ الْغَنَمِ. 2 إِنْ وُجِدَ السَّارِقُ وَهُوَ يَنْقُبُ، فَضُرِبَ وَمَاتَ، فَلَيْسَ لَهُ دَمٌ. 3 وَلكِنْ إِنْ أَشْرَقَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، فَلَهُ دَمٌ. إِنَّهُ يُعَوِّضُ. إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ يُبَعْ بِسَرِقَتِهِ. 4 إِنْ وُجِدَتِ السَّرِقَةُ فِي يَدِهِ حَيَّةً، ثَوْرًا كَانَتْ أَمْ حِمَارًا أَمْ شَاةً، يُعَوِّضُ بِاثْنَيْنِ.
امثال 6
30 لاَ يَسْتَخِفُّونَ بِالسَّارِقِ وَلَوْ سَرِقَ لِيُشْبعَ نَفْسَهُ وَهُوَ جَوْعَانٌ. 31 إِنْ وُجِدَ يَرُدُّ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ، وَيُعْطِي كُلَّ قِنْيَةِ بَيْتِهِ
و هنا نجد أن أسلوب التأديب هو بان يعوض الضعف لما سرقه و لكن إذا قتل و هو يسرق فليس عقوبة لمن قتله و هذا هو شرع الله و الذي أراه أكثر رحمة و أكثر رقى و أكثر إنسانية و أكثر آدمية و لكن أيضا مع القوانين المدنية و العزل للسارق هى تؤدبه و تجعله يكره ان يسرق خصوصا أن العزل له بسجنه و قضائه فترة عقوبة قد تساعده إدارة السجن فى تعليمه صنعة مناسبة يتقنها او تساعده بالبدء في مشروع صغير مع مراقبته مع الشرط الأساسي ألا و هو أن لا يجند للمباحث لإذلاله و يفرض عليه أن يكون ( مرشداً ) .
نهاية ما أريد أن أصل إليه : ان تطبيق القطع ليد السارق لا يأتى من ورائه غير كل المذلة لإنسان وقع في خطأ لظرف ما في حياته و لكن لا يحق لإنسان اى أن انكان ان يبتر له يده التي بها يأكل و يعمل و اجعله يعيش باقي حياته موصوم بخطأ ارتكبه فى فترة من فترات حياته فاجعله يعيش منبوذا إلى أن توافيه المنية - فهل هذا من إنسانية ورحمة الإسلام
أرجو أن أرى ردودا تقنع عقلي من الإخوة المؤيدين لتطبيق الشريعة الإسلامية
و إلى اللقاء مع شريعة الرجم للزاني و الزانية في المقالة القادمة إن شاء الرب و عشنا.
#جبار_اللعيبي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟