أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد احمد الغريب عبدربه - السلطة والخوف














المزيد.....

السلطة والخوف


محمد احمد الغريب عبدربه

الحوار المتمدن-العدد: 4610 - 2014 / 10 / 21 - 10:56
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


عادةَ ما يفهم أن الاغلبية التي تنخدع أمام السلطة الحاكمة والإعلام، بأنها جاهلة ولا تعلم شيئاً، وهذا تقييم مطلق للموقف، ولكن اذا ذهبنا تشريحياً لذلك، سنجد أن الجهل ظاهري، ولا يحدد الموقف العام للأغلبية الباطن والحقيقي، فمصطلحات جاهلة، مؤيدة، منسحقة، هي تعبيرات ظاهرية، من أجل عدم الاعتراف بما هو باطن وحقيقي من جانب الاغلبية التي تخجل الاعتراف به دائما، حتي لا تفقد قيمتها الوجودية، وذاتيتها المتحققة في علمها وعدم جهلها. وهو ما يعني أنهم الادراك الحسي الذي توغل في لاوعي الجماهير هو الحقيقة النائمة التي لايرد الشخص ان تستيقظ، وفقد بعده المعرفي والظاهر.. ومن هنا يظهر التناقض بين اللاوعي الذي يحمل الحقيقة والوعي الذي يحمل الزيف، مما يحمله الي الخوف والحفاظ علي وجوده وعدم شعوره بالأمان الا في حضن السلطة..
اما الفئة العاقلة التي تعرف الحقيقة بأن السلطة غاشمة ويجب أن تواجه، هي فئة الاقلية التي ليس لديها تناقض بين الوعي واللاوعي، فبعدها المعرفة حول السلطة والامان اصبح مكشوف ويتم مواجهته بوجودية الفرد بروحه وجسده، ولذا هو لا يسعي لطلب الأمان والاستقرار من السلطة.
فما هو الباطن، والحقيقي لدي الاغلبية الذي شكل الموقف العام للانخداع والتأييد، صفة الخوف وعدم الامان محرك اساسي لمواقف الاغلبية، فهي تريد ازاحة الرعب لديها، وعدم التغيير الجذري الذي قد يسبب لها متاعب واحلام هي ليست قادرة عليه، هذا الخوف كامن بالاساس لدي الاغلبية، وما تفعله السلطة هو الاستفادة منه واثارته دائما من أجل مصلحتها.
عادة الخوف يكون مع السلطة، والخوف ليس شئ مثالي، هو واقعي لأنه نفسي مؤلم، لذا السلطة تفهمه جيداً، وتجيد التعامل معه وتستغله بدون ادوات عنف، وفي المقابل الفعل الثوري المضاد للسلطة، هو مثالي غير عقلاني تحتار السلطة في التعامل ولا تعرف تستغله لصالحه، حتي لو بدي الامر أنه لا تقضي عليه وتحاول استغلاله، ولكن هي في باطنها تقضي عليه، لأنه لا تطيق أن تتعامل معه بمنهج الند بالند، لأنها ستخسر حتما أمامه، أو تظل تحاول التعامل معه والتعايش معه، دون انسجام، كما يحدث للخوف الذي يعتبر منطلق موقف الاغلبية.
اساس الخوف
السلطة واقعية دائما، لا تجيد فهم المثالي في بينته أو تحتويه، فهي تسعي دائما الي الواقعي في بنيته، وثنائية الصراع هذه هي طبيعة الانسان المعتادة، والي يميل دائما الي الواقعية، فاذا انتباته افكار مثالية وخيالات في هذا الاطار يشعر بهواجس وخوف، رغم الفوائد من الخيالات والمثالية التي تحدث تغييرات هامة، ولكنها تقترب من باطن الانسان في الفهم والتغيير، لذا هو دائما يخاف منها، رغم رغبته فيه.
بهذا التفسير السابق للمثالي والواقعي، نري ان المثالي والثوري لا يمكن فنائه وعدمه مع الاغلبية ومع الانسان العادي، ولكن يزاح ويرفض وقتياً، او يمارس ثم يرفض بعد ذلك، ونري أن الانسان في باطنه، نسب رغباته وافعاله تميل الي الواقعية حتي يتناغم مع الواقع ويشعر بالراحة والاطمئنان، لذا الاغلبية رغم أنها قد تكون مع الثورة، بل تصنعها، قد تذهب الي رفضها، لأنها تريد الرحة فما هو واقعي، وما تستغله السلطة وتثيره لمصلحتها، وتقف أمام الفعل الثوري دائما.
فالخط الرئيسي للتفسير هنا، هو ثنائية المثالي والواقعي، والذي يعتبر واعياً ومحقق ذهنيا لدي السلطة، وتسعي لادارة الصراع، لأنها في منطلق تهديد وفناء، كما لديه اسرار السلطة والحكم، ولكنه يوجد في لاوعي الطرف المواجه، وهما الحالمين الثوريين، والاغلبية التي تؤيد السلطة، فكلا منهما لا يريد أن يعي الحقيقة، فدائما يشكل موقفه وفقا للحقيقة التي تريحه وتشعر بالامان وليس لباطنه الحقيقي أو الاعتراف به.
هذا التناقض الخفي الذي يميز الاغلبية الواقعية والثورية المثالية، فالاولي تسعي للامان والواقع ولكنه تظل في حالة للتغير والتقدم، والاخري تميل الثورة والتغير، وايضا لديه رغبة في الراحة والأمان، هو تناقض دائم يضعف كلا الطرفين أمام السلطة، تستغله السلطة بادواتها المتعددة من اعلام وسياسة وعنف لترويج وتحقيق اهدافه.
هذا التناقض لا يطال السلطة، فهي عقلانية واقعية دائما، لا تحمل مشاعر وهشاشة كما لدي الاغلبية والمثاليون، يصعب التأثير عليها، كما أنها في حالة تهديد دائم بفقدان السلطة لذا هي واقعية في تصرفاتها، بعكس الافراد فهم سلبيون السلطة والقوة والمعرفة، لذا دئما يتطلعون ويحلمون بأشياء معنوية، قد تجلعهم في موقف ضعف واستغلال من جانب السلطة.
السلطة تتحاشي تناقض الافراد بين ما هو مثالي وواقعي، وتواجه المثالية والثورية كهدف أقصي دائما.

مصر الثورة
الشعب يريد الأمان اكثر من السلطة لأنه عاني من عنف الثورة وخطرها عليهم ثم عنف الاخوان وخطرهم عليهم، وكان الخطر الأخير هو الأقوي والأشد وطأة، ولذا ظهر التأييد الضخم للسلطة، فهو كن خوفاً تدريجيا من تأمل ودهشة ورغبة عابرة للاستقرار وهذا حدث في 25 يناير 2011، ومع الوقت وانسحاب الاخوان من العمل الثوري والاتجاه الي العمل السياسي وظهور مظاهرات ضد المجلس العسكري زاد هاجس البحث عن الأمان والتخلص من حالة الخوف والرعب. ومع الوقت وسنة حكم الأخوان حدث الاعنف الأكبر، الذي أهل الجيش ليستدعي الشعب لتأييده ليتخلص من العنف العام منذ ثورة يناير حتي انهيار نظام حكم الأخوان، فكانت الاخوان القشة التي قسمت ظهر البعير، وجعلت فرائس الاغلبية الغير الواعية بالبعد الثوري أن تؤيد السلطة.
قتلى انصار الاخوان يوم 6 اكتوبر 2013 اكبر من قتلى محمد محمود.. وقتلاهم يوم مذبحة رمسيس وحدها اكبر ممن قتلوا فى عهد المجلس العسكرى كله.. سقوط قتلى للاخوان لا يغير اى شيء.. لسبب بسيط.. عشرات الملايين ترى ان الخطر الاكبر ليس عنف الشرطة ولكن عنف الاخوان وبالتالى فكلما زاد رقم القتلى اطمئن هؤلاء ان الدوله تواجه من كانوا يصفونهم فى مؤتمرات مرسي بالكافرين والمنافقين.



#محمد_احمد_الغريب_عبدربه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطاب التوافقي لحزب النهضة التونسية.. بين الواقع والمآمول
- تاريخ الشفقة لدي نيتشة والثورات العربية


المزيد.....




- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد احمد الغريب عبدربه - السلطة والخوف