أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - أحمد حاج داود - المثقّف العربي والخطر الكوردي














المزيد.....

المثقّف العربي والخطر الكوردي


أحمد حاج داود

الحوار المتمدن-العدد: 4610 - 2014 / 10 / 21 - 08:22
المحور: القضية الكردية
    


لم تكن نظرة المثقّف العربي السوري، للكوردي السوري، في يومٍ من الأيام مستقلّة عن نظرة نظام الحكم في دمشق لمواطنيها الكورد، وبغضّ النظر عن معارضة هذا المثقف للحاكم، أو تأييده له، إلا أنه غالباً ما كان يتبنّى خطاب الحكومة فيما يتّصل بالقضية الكوردية.
التهويل من الخطر الكوردي، والتشكيك بنوايا الكورد وطموحاتهم السياسيّة، كانت مطيّة جميع الحكومات التي تداولت السلطة منذ قيام الدولة السورية، لانتهاج سياسة تهدف إلى تهميش دور الكورد وابعادهم عن المشهد السياسي، مثل هذه المحاولات من الحكومات السورية المختلفة لم تكن مجرد سياسة تنتهجها الحكومة، وإنما كان لها جذورها ووجودها في المجتمع العربي السوري، وبخاصةٍ ذاك المحيط بمناطق وجود الكورد.
فالقيود المفروضة على الثقافة الكوردية، واللغة الكوردية، وجميع سياسات التمييز والإقصاء التي جرت بحق الكورد لم يقابله موقف معارض لها من الشارع العربي في سوريا، ولا حتّى من المثقّفين منهم، باستثناء أصواتٍ خجولة قليلة، وحتى هذه الأصوات وعلى قلّتها كانت تعود لتبنّى نظرة الحكومة إذا ما تعلّق الأمر بالحقوق السياسيّة.
لم يتوقّف الأمر عند هذا الحدّ، إذ أنّ المثقّف العربي بطبيعة الحال كان يقوم بدور القامع لكلّ تطلّع كورديّ، العشرات من الكتّاب العرب السوريين شكّكوا بالوجود الكوردي في سوريا، وبأصالة اللغة الكوردية، وبتاريخ الكورد في سوريا، هذا كلّه عزّز من فرضيّة الخطر الكوردي في ذهنية الشارع العربي، إلى جانب وجود جيشٍ من كتبة التقارير والمتعايشين مع الكورد في المدارس والجامعات والدوائر الحكومية...إلخ.
العربيّ السوريّ، والمثقّف بالأخص لم يشأ أن يكون أميناً لمبادئ ثقافته، ولم يكن حيادياً وموضوعيّاً تجاه شريكه الكوردي، بل لجأ للعمل على اعتبار الكوردي السوريّ خصماً له، وهذا ما كشفته الثورة السوريّة، فهو يصرّ على أن الكورد لم يشاركوا في الثورة بالشكل المطلوب، وذهب بعضهم للقول بأن الكورد استغلّوا الثورة لتنفيذ أجنداتهم، أي ما يعني أن التهويل للخطر الكوردي والتشكيك بالنوايا قد استمرّ، وهذه المرة من قبل مثقّفي الثورة، رغم أن المدن الكوردية كانت سبّاقة للمشاركة في الحراك الثوري، ورغم تأكيد الحركة الكورية على مبادئها الوطنية والأخوّة الكوردية العربيّة.
ومع بروز الدور السياسي الكوردي في سوريا، وظهور التنافس السياسي الكوردي في سوريا، متمثّلاً بالمجلسين الكورديين، فإن المثقّف العربي اعتمد على تأييد طروحات طرف لمحاربة الطرف الآخر، رغم أنه في النهاية لا يتّفق مع الطرفين على طروحاتها فيما يتعلّق بالحقّ الكوردي، وحلّ القضيّة الكوردية في سوريا، أي طرح أنصاف الحقائق فقط، وعدم مناقشة أنصاف الحقائق الأخرى التي لا تعجبها.
الخلل في الموقف – نظرة الشارع العربي والمثقف العربي للكورد وقضيتهم في سوريا- يجب أن يفسّر دائماً في سياقه التاريخي، وقراءته على هذا الأساس، وعلى هذا الأساس أيضاً تُفسّر أمورٌ كثيرة، كتحوّل المناطق المحيطة بالاقليم الكوردي إلى خزان بشري للجماعات التي تحارب الكورد (داعش مثلاً)، وأيضاً تُفسّر الاستغراب والانزعاج العربي السوري من التركيز الإعلامي والعالمي على كوباني في محنتها!



#أحمد_حاج_داود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الأونروا تحذر من تصاعد العنف في خربة أم الخير ومسافر يطا جنو ...
- الأونروا: لدينا خطة طوارئ جاهزة للعمل في غزة فور إعلان الهدن ...
- يورو نيوز: الاتحاد الأوروبي يدرس 5 خيارات للرد على انتهاكات ...
- محام وبرلماني إسباني للجزيرة نت: هدفنا تثبيت جرائم الحرب الإ ...
- اعتقالات جديدة تطال 3 رؤساء بلديات في تركيا
- إصابة عاملي إغاثة أميركيين في خان يونس
- الأونروا تحذر من تصاعد العنف وخطر التهجير القسري في الخليل
- تركيا: السلطات تنفّذ جولة جديدة من الاعتقالات بحق رؤساء بلدي ...
- اعتقال 3 رؤساء بلديات في تركيا مع توسع حملة على المعارضة
- محام وبرلماني إسباني للجزيرة نت: هدفنا تثبيت جرائم الحرب الإ ...


المزيد.....

- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - أحمد حاج داود - المثقّف العربي والخطر الكوردي