أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أفنان ناهض يونس - الشجاعية .. جرح نازف ، وسيول جارفة














المزيد.....

الشجاعية .. جرح نازف ، وسيول جارفة


أفنان ناهض يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4609 - 2014 / 10 / 20 - 12:16
المحور: القضية الفلسطينية
    


وكأن الوجع صديق حميم للفلسطيني يأبى أن يفارقه دون أن يترك آلاف الآهات والدمعات والحسرات لتجتمع بعيني طفلة فقدت والداها وبعض أطرافها وكل أحلامها ، فيأتي المطر سابقا الإعمار بعد أن دق الفلسطيني كل أبواب وجدران الخزان ، ولكن ما من مجيب ، وها قد جاء الوجع المنتظر،فلم يكن حال الشجاعية أفضل من خزاعة وشرقي رفح وبيت حانون ،فجميع المدن الغزية أكدت اليوم ومع هطول بشائر الخير الرباني صحة التوقعات منذ أن أعلنت نشرة الأرصاد الجوية قدوم منخفض جوي للبلاد، فجاء المنخفض محملا بمآسي وأوجاع مضاعفة حطت على أكتاف عائلات لم يبرأ جرحها بفقدان أبنائها بعد ، لم تعثر على مستقر لها حتى هذا اليوم، فالمطر الذي يعني كل شي جميل عند باقي الدول ويرتبط بلم الشمل في حلقة عائلية مع براد الشاي على الحطب وبعض الزعتر الجبلي ،المطر الذي يكتب له وعنه الشعراء، يأتي على أهالي الشجاعية كنكبة من نوع آخر، لم يتوقوا إليه كما كل عام فسارعوا إلى حماية ما تبقى لهم من مستلزمات بقطع من النايلون المقوى على أمل حماية الشيء القليل المتبقي ، الطفل والمسن والمرأة والشباب كلهم تعاضدوا اليوم في سبيل إحكام إغلاق ما يمكن إغلاقه قبل أن تحل مأساة الليل حيث لا فضاء ولا راحة ، والجدير بالذكر أن الأمطار اليوم اختلطت بمياه الصرف الصحي مما زاد الطين بلة ، وتدمير عدد من شبكات المياه في المنطقة ،هذا وفي ظل تعهدات مؤتمر الإعمار يقف الفلسطيني في حالة ممزوجة بالتشاؤم فتقول المواطنة "هالة ضاهر":" أن من حق الفلسطيني أمام كل الجرائم التي حطت به ألا يرفع سقف آماله حتى يبدأ التنفيذ بالإعمار على أرض الواقع" ، بينما عبرت المواطنة "رنيم شعبان" عن استيائها وفقدان أملها حتى بمؤتمر الإعمار نفسه وأضافت :"لا أحد يستحق أن نناشده فليس للفلسطيني إلا الله ، وأن الشعب قد أصابه الخذلان من المسؤولين"، وتسائل المواطن "محمود إبراهيم" عن دور الحكومة وسرعة تلبيتها لاحتياجاتهم مضيفا" احنا لازم نموت علشان يعرفوا انو في مآساة حقيقية بدأت مع أول هطول للمطر" ، وحتى المواطن "أحمد جميل" يقول :"لا نريد كابونات ومعلبات وبطانيات ، فنحن كنا بالأمس نمتلك بيتا يأوينا ونراقب المطر من الشباك واليوم بتنا نحتمي منه في خيام وبقايا بيوت لمن يمتلك حيطة أو اثنتين"، فيما أعربت المواطنة "مرام حسنين عن قمة التشاؤم الذي يجتاحها مكتفية بعبارة" كله كذب" بخصوص ما ورد عن جلسات مؤتمر الإعمار ،هذا وقد أبلغت البلديات في وقت مضى الأهالي بالحفاظ قدر الإمكان على كل شيء معرض للتطاير أو السقوط وماشابه ولكن هيهات هيهات أن تعرف الرياح أن هذا يسقط وهذا لا فتأتي وتأخذ معها كل ما تلقاه في طريقها ، ولأن الشتاء لا زال يتبختر ولم يعقد قرانه الجدي مع الأرض يفرض السؤال نفسه وبإلحاح عن دور البلديات والمؤسسات الوطنية قبل حكومة التوافق نفسها ، وعن دور مؤسسات حقوق الإنسان والمؤسسات الأهلية ، بل ويستمر السؤال ليطال المهجرين أنفسهم عن دورهم الضاغط لتلبية احتياجاتهم أو على الأقل توفير حياة كريمة لهم بالحد الأدنى تحميهم من الصقيع القادم بقوة هذا العام حسب الأرصاد الجوية المتوقعة. الشجاعية العنوان الأكبر غرقت في شبر ماء اليوم ، فهل سيتحرك القادة والحكومة والبلديات بعد أن يغرق الوطن؟.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد.. كيف تبدو تايوان لحظة ورود تنبيه رئاسي تدريبي عن غزو ص ...
- مصر.. بيان لمرشح رئاسي سابق بعد ضجة قوله إن -اسم حزب الوفد ذ ...
- ما الذي يدور في ذهن طفلك عند بلوغه سن السادسة، وكيف يتغير دم ...
- للمرة الأولى: نتفليكس تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي في مس ...
- نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي: التطبيع مع السعودية ممكن من ...
- إردوغان يصف إسرائيل بـ-دولة إرهابية بلا قانون ولا انضباط ولا ...
- السويداء في زمن النار والثأر.. تجدد الاشتباكات الدامية والعش ...
- الولايات المتحدة تدرس إعادة النظر في العلاجات الهرمونية لانق ...
- مخيم اليرموك: ماذا بعد الأسد؟
- مجلس النواب الأمريكي يوافق على خطة ترامب لخفض تمويل المساعدا ...


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أفنان ناهض يونس - الشجاعية .. جرح نازف ، وسيول جارفة