نص
أنا هنا مزروعُنْ
ولنْ أُغادرْ
الدكتور حسن ميّ النوراني
غزة - فلسطين
************************************************************
جَيْشُ الخَرِيْفْ
يَجْتاحُ طِفْليْ
فِي حَلْقِ الرَبِيْعْ
يَغْرُزُ الطُوفانُ شَوْكَهْ
يَسْحَقُ الوَرْدَ فيْ
وَجْهِ القَمرْ
يَنْشُرُ المُرَّ في الحقلِ إذا
نَامَ إذا
قَام:
ــ أُحِبُّ أبيْ؟
ــ كلاّ!
عَلِيُّ يَزْعَمُ أَنَّهُ لا
يُحبُّ أبَنْ
تَركَ البَيْتَ وعادْ
إلى شَيئِنْ
مِنْ
وَطَنْ
الطَرِيُّ اْبْنِلْ
مُنادِيْ
بَهْجَةُ الحُبِّ صَلاتِيْ
يَفِرُّ مِنْ هاتِفِيْ
عافَ أباً كانَ يَعْرِفُ أنَّهُ كانَ لهُ الـْ
مَلاذَ لَهُ وَلـْ
مَسَرَّهْ
يَبْغَضُ النَّاسَ وَيَبْغَضْ
عَلِيُّ الذَكِيُّ الزاكِيْ
أَنْدَادَهُ وَمَدْرَسَتَهْ
والأهْلَ والحارهْ
ويَزْعُمُ أنَّهُ لا
يُحِبُّ يَزَنْ
أخاهُ ولا
سَنابِلَ أخْتَهْ
ويَحْنِقْ
ويَصْرُخْ
خَلَعْتُكُما
أمِّيْ
و"ذاك"
لا يَقُوْلُ أَبِيْ
ويُهَدِّدْ
لأنْتَحِرَنْ
فَلِمَ لا يَعُوْدْ؟!
"هُوَ" لا يُرِيْد!!ْ
ولا أَنْتِ أُمِّيْ
ولا الحَياةُ حَياهْ
وعَيْناكَ عَلِيُّ ما
أَجْمَلَها
وتَخْزِنْ
ما عِنْدَ الُأمَّةِ مِنْ إحْباطْ
وحِقْدَ الشَيْطانِ الطِفْلْ
وَكُلَّ شَقاءِ الإنْسانْ
كانَ عَلِيُّ ابْنَ لَيالٍ مَعْدُوْدَهْ
تَرَكَتْهُ الأُمْ
مُكْرَهَةً فيْ
إرْبِدْ
ركَبْتُ الرِيْحَ حَمَلـْ
تُهْ
فَوْقَ الْجَوْرِِ العَرَبِيّْ
قانُوْنُ الكُفْرْ
أكرَهَ أمَّاً أنْ تَتْرُكْ
طِفْلاً ظامِىءْ
يَبْحَثُ عَنْ ثَدْيِنْ
بِكْرْ
فَيَجُوحُ الثَدْيُ مِنَ "العَينِ"
ويَظَلُّ الْكُفْرْ
أصَمَّ يَظَلُّ وأعـْ
مَى
الأمُّ اليَوْمْ
مُكْرَهَةً أيضاً تَتْرُكْ
أكْمامَ الوَرْدْ
تَمْضِيْ
تَنْبِشْ
أرضَ الصَحْراءِ العَرَبِيِّهْ
تَبْحَثُ عَنْ
كِسْوَهْ
لِلأطْفالِ وعَنْ
لُقْمهْ
يَمْضُغُها الجُوْعُ وتَنْهَشْ
أَحْلاماً عَطْشَى
لِلدِفءْ
في الحَضْنِ الغائِبْ
نِصْفاً فيْ
سِجْنٍ ضيِّقْ
إسْمُهْ
غَزَّهْ
نِصْفاً فِيْ
لَهَبٍ فِيْ
آخِرِ ماءِ الشَرْقِ العرَبيّْ
طِفْلٌ يَحْمِلْ
وجْهُهْ
قلْبَ مُهاجِرْ
يرسمُ في كُرَّاسةِ بُؤْسِهْ
إسْمَ فِلِسْطِيْنْ
مَمْنُوْعٌ أنْ يَصْحَبْ
أُمَّاً تَشْقَى
في صَحْراءٍ لا تَعْبأ
بِبُكاءِ الطِفْلْ
لا تَعْبأ
بِالأُمِّ وبِالْحُبْ
لا تَعْبأ
بِحُقُوْقِ الإنْسانْ
والأبْ
بُرْجُهُ الأسَدْ
وَيَقُوْلْ
لا يَدْخُلْ
أَسَدٌ فِيْ
مِصْيَدَةِ الفِئْرانْ
قَضَى في غَياهِبِ الْعُرْبِ
جُلَّ عُمْرِهْ
يَتَدحْرَجُ نَحْوَ السِتِّيْنْ
ونَحْوَ النَقْلةِ الكُبْرى
وَأْوْصَى
هُنا
في بَيْتِ أمِّي العَتِيْقِ ادْفِنُوْنِيْ
في القَبْرِ الذِيْ
يَضُمُّ رُفاتَ أَبِيْ
لَعَلِّيْ
إذا قُمْتُ بَعْدَ المَوتِ أنْجُوْ
مِنْ عَذاباتٍ طَارَدَتْنِيْ
كُلَّما تَخَلَفَتْ
حُكُوْماتٌ عَنْ الإذْنِ لِيْ
بِالإقامَةْ
في بِلادٍ تُقاسِمُنا اللُغَهْ
تُشارِكُنا الدِّينَ لا
تُقاسِمُنا الأَمْنَ لا
نُشُارِكُها الرَّخاءْ
عِطافُ يَا ابْنَة أُمْ
هاذا
بَيانٌ يَقِيْنْ
أَنا
هُنا مَزْرُوْعٌ وَلَنْ
أُغادِرْ
وَتَعالَ بُنَيَّ وَهاتْ
أَحِبَّتِيْ
وافْتَرِشُوْا مَعِيْ
فَقْرِيْ
فَإنِّيْ
لَمْ
أبِعْ
وَفِيْ قَانُونِ الْجَوْرْ
فِيْ السوقِ الأَمْرِيْكِيِّ العاهرْ
مَنْ باعَ التاريخَ وباعَ الحَقْ
أَوْ
يَصْمِتْ
يَقْبِضْ
عَنْ بَيْعِهْ
أَوْ يَقْبِضْ
ثَمَنَ الصَمْتْ
والنُّورُ الأَسَدْ
يَمْلِكْ
قَلْباً لا
يَقْبِضْ
لا أمْلِكُ حَقَّ الْبَيْعْ
لِمَسْقَطِ رأَسِيْ
يَافَا
وَكُلُّ فَلِسْطِيْنَ لَنا
وَأَبُوْكَ عَلَيٌّ لا
يُتْقِنْ
فَنَّ الصَمْتْ
لا يُدَجِّلْ
لا يُدَجَّنْ
لَنْ أُغادِرْ
غَزَةَ إنَّ هُنا
مَرْبَضُ الأَسَدِ الحَقِّ لا
هُناكْ
فِيْ العاصِمَةِ القَدِيْمَهْ
لَعَلِّيْ
إذا قُمْتُ دُوْنَ الْمَوْتِ أُجاهِرْ
يَا عَدُوَّ النَّاسِ يَا
ظَلامْ
لَنْ يَغْفِرْ
أَنْبِيائيْ
لَكُمْ
جَرِيْمَتَكَمْ
سَأُطَارِدْ
قَوْميْ
غَفْلَتَكُمْ
سَنُطارِدْ
عَارَ الإنْسانْ
كُلَّ خَطِيْئَهْ
إسْرَائِيْلَ ومَنْ مَعَكَمْ
يَا عَيْبَ الأرْضْ
خَطِيِئُةُ كُلِّ الأزْمانْ
لَنْ أُغادِرْ
أَنَا الْحَقُّ أكْبَرُ مِنْ
صَغَارَ العُرُوبَهْ
واكْبَرُ مِنْ
صَدْرِ امْرَأةٍ يَخْنُقْ
ثَوْرَةَ عَقْلِيْ
يَخْنُقْ
فَلَتانَ الرُّوْحِ مِنَ كَذِبٍ لا زَالَ يَطْغَى
ولا زَالْ
يُصادِرُ حَقَّ بَهْجَتِنا
أَلجَّهْلُ يَا
وَلَدِيْ
ألظُّلْمُ يَا
ولَدِيْ
بَنُوْ يَعْرُبْ
وبَنُوْ اليَهُوْدْ
وأَشْياعُ الجَرِيْمَةِ مِنْ كُلِّ الأُمَمْ
يَذْبَحونَ مَعاً طُفولَتَنا
والْحُبَّ وحَقَّ بَهْجَتِنا
فَيَا اللهُ يَا
بَهْجَهْ
تَقَبَّلْ
صَلاةَ النُوُرِ تَنَزَّلْ
بَهْجَةَ حُبٍّ يَا
كَريْمُ يَا
قَادِرْ
وَهَبْ
عَلِيَّاً والخَلْقَ كُلَّهُمُوْ
سَلاماً وبَهْجَةَ النُوْرِ وهَبْنا
حُرِّيَّةً أنْتَ
هِيْ
فَنَغْدُوْ
ضِيْاءً ونَهْزِمْ
بَغْيَ الدُجَى
أُصَلِّيْ
إليْكَ رَبَّنا
بِالحُبِّ تَوَلَّ عَلِيَّاً وامْلأْ
بِالحُبِّ قَلْبَهْ
وَقَلْبَ الأَنامْ
رَبَّنا
إنَّ العَظِيَمَ إذا دَعَوْتُهْ
زادَ عَطُاؤُهُ وَعَمَّ فَاسْتَجِبْ
رَبَّ بَهْجَتِنا اْسْتَجِبْ