وائل رضوان الناصر
الحوار المتمدن-العدد: 4604 - 2014 / 10 / 15 - 03:02
المحور:
الادب والفن
يدٌ غريبةٌ تلوِّحُ
أضحكُ كما لو كنتُ طفلاً
يرى في كلِّ يدٍ
مهرِّجاً يصفعُ أحزان الآخرين
بتلويحةٍ تُقشِّرُ قلباً
لغريبٍ تلوِّحُ به يدٌ.
*****
بعد رحيل الغبار
ما وقع أمامي
لم يكن حادث سير
ليس مصيبةً
و لا كارثة.
طفلٌ يُخبرُ حذاءهُ
عن جهة البيت
دون أن يجدَ لهُ قدم.
****
لستُ أستجديكَ لتبكي
و أنتَ تنمو في وعائك
طالما أنَّ الدموع التي ترويك
لم تجفَّ بعد
و أنت في نموِّكَ
خذْ حذر الوردة
لأنَّ من سيقطفكَ
لن يرويكَ
إلَّا بدموعك.
*****
حين يصفعكَ بابٌ غريب
تقفُ لوهلةٍ
تتحسَّسُ مكان الصفعة
دون أن تجرؤ على ردِّها
و تمضي
تحملُ خيبة الغريب فيك
يتكرَّرُ المشهد
و مع كلِّ صفعةٍ
ستقفُ لوهلةٍ تتحسَّسُ مكانها
و تمضي إلى بابٍ آخر
و صفعةٍ أخرى
هكذا....
إلى أن يحتويكَ وطنٌ
أبوابه لا تصفعُ الغرباء.
*****
أيُّ بابٍ يدخلهُ الغريب
لن يحملَ صفة الباب
لن يأخذ حضوره
سيبقى باباً غريباً.
*****
في كلِّ شارعٍ
ثمَّة فسحةٌ
لغريبٍ في قلبه
فسحةٌ لكلِّ شارع.
*****
و أنتَ ترتدي هواء المدينة
لا تنظر خلفك
ثمَّة من يراك
من يعيشُ معك
من يحتسي قهوتك
و من يخطو خطوتكَ الحائرة
صوب ما لا تراه.
*****
يُحدِّقُ كثيراً في خيام الآخرين
قلبي المشبعُ جدَّاً
بكلمة"لاجئ".
*****
كغريقٍ أضاعَ قشَّته
أمدُّ يدي
منجلاً يحصدُ سنابل الهواء
دون أن أهتدي للقشَّة الضائعة
أعودُ بيدي إلى غرقها
كي أقنعها
أنْ لا قشَّةَ تمدُّ يدها
لغريبٍ يغرق.
#وائل_رضوان_الناصر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟