أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خولة سالم العواودة - -أميرة- السلحوت رواية النكبة بامتياز














المزيد.....

-أميرة- السلحوت رواية النكبة بامتياز


خولة سالم العواودة

الحوار المتمدن-العدد: 4603 - 2014 / 10 / 14 - 04:03
المحور: الادب والفن
    


خولة سالم العواودة:
أميرة السلحوت رواية النكبة بامتياز
رغم متابعتي اليومية لما يكتبه الأديب جميل السلحوت على الشاشة الزرقاء ومواقع التواصل الاجتماعي، الا انني لم أحظ طوال الفترة السابقة بقراءة رواية كاملة له، وهذا تقصير مني بحق قلم أنتمي اليه فكرا وروحا ،الى أن حصلت على رواية "أميرة" من اصدارات دار الجندي لهذا العام 2014، بواقع 222 صفحة من القطع المتوسط وبتصميم غلاف للفنانة الفلسطينية "لطيفة يوسف" .
فالرواية تجسد حكاية الفلسطيني أينما حل وارتحل ، أحداث متلاحقة لنكبة عام ثمانية واربعين ، وتهجير سكان يافا ،الرملة ، حيفا ، وقرى حول القدس منها بيت دجن ،عمواس ، وادي النسناس ، مرج بن عامر ، وقرى محيطة بالقدس .
يجسد الكاتب النكبة في شخصية الرواية الرئيسية "أميرة" ابنة "عباس طاهر المحمود" من عائلة عريقة تسكن بيت دجن، معروفة بجاهها وحسبها ونسبها وكيف أن الأميرة الصغيرة منذ أن أتت للدنيا، وهي تصارع نكبات عدة يعرج فيها الشيخ على كونها مولود أنثى لعائلة تنتظر ابنا ذكرا يرث ويحمل اسم العائلة، ثم معاناتها من جراء كونها أنثى وما تسمعه من كلمات تشعرها بالدونية منذ صغر سنها ، ويحدث مرة أن تحاول-من باب غيرة الأطفال- خنق شقيقها "محمد عيسى" ويتم اكتشاف أمرها، ويتم انقاذ الطفل بآخر لحظة، يتنبه الأهل لضرورة الانتياه لها أكثر، والعناية بها كي لا تقوى مشاعر سلبية بداخلها تجاه أخيها، وتشاء الأقدار وينزح الاهل قسرا بل يهجرون ويكون نصيب الأميرة الصغيرة ان تغادر فلسطين الى بيروت مع من رُحّلوا من عائلتها عبر سفن في ميناء حيفا، أعدّت خصيصا لتهجير الفلسطينيين بعد قتل بعضهم وارهابهم ، وتحظى برعاية جدتها ، يستشهد الجد قبل مغادرة الميناء بطلقة من سلاح الانجليز ، وتبقى في رعاية عائلة مسيحية صديقة للأسرة ، ثم تشاء الأقدار ان تفارق الجدة الحياة فتبقى الطفلة تحت رعاية أسرة المحامي حنا اندراوس صديق العائلة، فرعاها هو وزوجته كابنهم "اميل".
يكابد والدا "أميرة" غيابها، ولوعة وشوقا لعناقها وعودتها ، ويعيشون لوعة الفقد كونهم لا يعرفون ان كانت على قيد الحياة أم هي من ضمن من قتلوا في مجازر تكررت في أكثر من قرية ، فمجزرة دير ياسين شاهد على فقد الكثيرين جراء مجازر تقشعر لها الأبدان .
تتطور احداث الرواية فيعرج المؤلف على معاناة اللجوء والفقر والحرمان، حيث الحرب افقدت الاهل كل ما يملكون فبعد ان كانو اصحاب الارض أصبحوا يسكنون الخيام ويستجدون ماء وتمرا للبقاء على قيد الحياة ، كما يعرج على صفحات مشرقة من النضال لاسترداد الارض بشتى الوسائل المتاحة ، والجهاد المقدس ومحاولاته لاسترجاع البلاد من قبضة المحتل ، تتوالى الاحداث بوتيرة وتسارع موجعين للروح .
يعرج الكاتب على أحياء القدس ويصفها بدقة، وأسلوب مشوق جذاب، فهي القدس مهجة القلب وقبلة الروح ،وما ان تهدأ الاوضاع بعد حرب 1948 حتى يعلم الأب بمكان وجود ابنته، وانها لا تزال على قيد الحياة فيبادر بالسفر لاحضارها من بيروت الى القدس لتقيم مع عائلتها في بيت اخر في القدس – غير بيت العائلة الذي هجرت منه – حيث تم استئجاره عبر الاوقاف الاسلامية للاقامة فيه لحين العودة لبيت دجن، وكحال أيّ طفل يُبعد عن أسرته ويعيش مع أسرة أخرى لعائلة، يتربى في اجواء مختلفة تعاني، الأميرة الصغيرة من فراق العائلة المربية والحاضنة، والعودة لأحضان أسرتها التي فارقتها رغما عنها، وأصبحت لا تنتمي اليها الا في الاوراق الرسمية والجينات الوراثية .
يمكن اعتبار الرواية توثيقية لفترة زمنية معينة ففيها من التواريخ والمواقع واسماء القادة ما يعتبر تاريخا حقيقياً ، كما ان فيها من الاهازيج الشعبية ما تطرب له الآذان وتستحضره الذاكرة بفرح وشموخ ، وفيها من النصوص الدينية ما يربط قضية فلسطين بالسماء فتشعر وانت تقرأها انك امام واقع فلسطيني بامتياز.



#خولة_سالم_العواودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خولة سالم العواودة - -أميرة- السلحوت رواية النكبة بامتياز