أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ندى أسامة ملكاني - المرأة في لغة السياسة














المزيد.....

المرأة في لغة السياسة


ندى أسامة ملكاني

الحوار المتمدن-العدد: 4601 - 2014 / 10 / 12 - 10:41
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



غالباً ما تبدأ الأبحاث والكتابات التي تتناول قضية المرأة، بعبارة المرأة نصف المجتمع وأحياناً أخرى تصل درجة "التزام" الباحث حيال هذه القضية بأنها "كل المجتمع" ، كما أن الأبحاث الاقتصادية المعنية بقضية المرأة تزودنا بمؤشرات عن العمل المأجور للمرأة ،وعن نصيبها في الدخل القومي، عن عملها غير المأجور في البيت، والدراسات التي تختص بتناول وضع المرأة من الناحية السياسية توضح لنا نسب مشاركتها في المؤسسات السياسية، وتاريخ دخول أول امرأة في البرلمان وما إلى ذلك من المؤشرات التي هي على درجة واسعة من الأهمية، وهناك دراسات على مستوى أكبر من العمق والتي تنادي بإلغاء العنف ضد المرأة.
ولكني في هذه المقالة أود البدء بالقول إن المرأة إنسان، وتجاوز عبارة أن المرأة نصف المجتمع لأنها برأيي تحمل مضامين التحيز في الأساس. وما أشد تأثير استخدامنا لعبارات معينة على نمط أفكارنا، فإذا كانت اللغة أهم وسيلة لتواصل البشر وتعبر عن درجة رقيهم الحضاري ومخزونهم المعرفي ونمط تفكيرهم، فإن استخدام هذه اللغة وكيفيه انتقاء العبارات أيضاً تسهم بدرجة ما في تشكيل الجانب اللا واعي من تفاعلاتنا في سياق المجتمع. المرأة نصف المجتمع تشير إلى أن المرأة عنصر متمايز "ليس بمعنى الاختلاف بل بمعنى النبذ" وتعمق الفصل بين الجنسين "المرأة والرجل"، فإذا كانت الفوارق الطبيعية الجنسية ليست من صنع المجتمعات ولكن مفاهيم الجندر على الصعيدين الاجتماعي والسياسي هي من مفاعيل أفكارنا ونظرتنا وتعاطينا وحتى لغتنا.
وفي الإشارة إلى اللغة يكفي أن نقرأ أمهات الكتب السياسية منذ عهد الإغريق وحتى بروز الحركات النسوية في ستينيات القرن العشرين لنرى بأن استخدم اللغة هو ليس أنثويا بل ذكورياً صرفاً، بدءاً من سقراط وحتى أحدث نظريات العلاقات الدولية، كلها تخص الرجل بالسياسة أولاًعلى صعيد اللغة المستخدمة “MAN””STATEMAN”
الرجل، رجل الدولة، وحتى عبارة الإنسان كائن سياسي هي مذكورة في كتاب السياسات لأرسطو:
Man is a political animal
ليست الإنسان بل الرجل بتحديد الكلمة. وأرسطو يذكر أن نصر المرأة هو سكوتها. واستمرت النظرة إلى أن المكان الطبيعي للمرأة هو المنزل والقيام بالمهام وفقاً للتقسيم الطبيعي بين المرأة والرجل، فمهمة المرأة الإنجاب والعناية بالأسرة...حتى في فكر كارل ماركس الذي تقوم جل كتاباته على فكرة التغيير وحرية واستقلال الفرد حينما يكون سيد نفسه، كانت المرأة في كتاباته عن ثورة الطبقة العاملة ليست إلا في وضع التابع لفعل الرجل في عملية التغيير
لا تنفصل النظرة العامة للمرأة في سياق التاريخ عن تطور وسائل الإنتاج وأنماط الملكية وما استتبعها من فرض المسيطر لغته أي الذكر. إن الأساطير هي الوجه الآخر لوضع المرأة في لغة السياسة، فالأساطير لا تتحدث فقط عن السعي اللا متناهي للبشر إلى البحث عن قوة خارقة يركن إليها ويدرك في جبروتها سر الخلق والإبداع الكوني و أسباب الظواهر الطبيعية الخارجة عن سيطرته، بل أيضا تعبر عن التنازع التاريخي على السلطة بين المرأة والرجل. السلطة الأمومية تجسدها الآلهة إنانا في الأسطورة السومرية حيث كانت المجتمعات الأمومية تسود الأرض. ومع قدوم السلطة الأبوية حوالي الألف الثالثة قبل الميلاد عملت السلطة الجديدة الذكورية على تسجيل المعطيات بلغة ذكورية، فإذا نظرنا إلى تحويل استخدام الحيوانات من وظائفها السلمية إلى تسخيرها للعنف والحروب نستطيع فهم لماذا الرجل يقرن دوره في شن الحروب لأنه احتكر بالبداية الوسائل المادية المحيطة به مستثمراُ قوته العضلية وبالتالي قام بتدوين التاريخ الذي هو ذكوري بامتياز.
مع مجيء الحركات النسوية في ستينيات القرن العشرين بدأت الإشارة إلى اللغة الذكورية وإلى الصلة الوثيقة بين وضع المرأة في البيت ودورها في الجانب السياسي. والموضوع الأساسي الذي تركز عليه هو أسباب اللا مساوة بين المرأة والرجل في ظللا الهيمنة الذكورية على المرأة. بالإضافة للحركة النسوية الماركسية التي تفسر صراع المرأة والرجل في إطار الصراع ضد الرأسمالية التي عمقت وزادت من أعباء المرأة داخل البيت وخارجه دون تقاضي الأجر المستحق عن عملها في المنزل ووصلت إلى دعوة النساء إيطاليا في سبعينيات القرن العشرين إلى إدراك مقدراتهم وملكاتهم كبشر قبل أن يكن نساء وأن يكن جنبا إلى جنب مع الرجل في الثورة ضد الرأسمالية ولسن تابعات في هذا النضال. وأشهر رائدات "وليس رواد!" هذه الحركة "دالا كوستا". دالا كوستا عالجت حتى العلاقة الجنسية في عصر الرأسمالية في إطار استغلال الطبقة العاملة في بيئة العمل، فالرجل ينفث نقصه في علاقاته الجنسية. ونظرت إلى المدرسة والإعلام كجزء من البنية الفوقية التي هي من إنتاج السلطة الرأسمالية وعاملة لصالحها.
لا أريد تجاوز الواقع العربي في التعاطي مع المرأة والنظرة الاجتماعية وثقل الأعباء والتقاليد الاجتماعية والمفاهيم الدينية ... بما أن الواقع العربي محتجز بالنص وغير قادر على ما يبدو على إعمال فكرة التجاوز التي هي أهم فكرة في التغيير.سيبقى دور النهوض بالمرأة في هذا الواقع هو المرأة نفسها...رفضها وفضيلتها في اللا صمت وليس السكوت بالمفهوم الأرسطي أو القوامة بالمفهوم الديني أو أن يكون السكوت زينة جنسها حسب رأي هوميروس في الألياذة.....بل تبدأ بالفعل من نظرتها لنفسها وأعول على الإنتاج الفكري قبل أي شيء..ثم الوصول إلى شريحة النساء القانعات والرافضات من دواخلهم للتغيير....فلتبق واقفة في الباص وما الضير في ذلك؟؟؟ ولا تسب انتقاص رجولة الذكر إذا لم يفسح لها دوره في الوقوف عند أحد المحال وما لضير في ذلك أليست هي وهو إنسان؟؟؟ فلا هي ولا هو نصف المجتمع...هي وهو المجتمع.....



#ندى_أسامة_ملكاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين الإقصاء والتطرف...استلاب المواطن العربي


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ندى أسامة ملكاني - المرأة في لغة السياسة