أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحال لحسيني - الرواية .. تُكمل التعلم














المزيد.....

الرواية .. تُكمل التعلم


رحال لحسيني
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 4597 - 2014 / 10 / 8 - 13:42
المحور: الادب والفن
    


الرواية .. تُكمل التعلم *

تلقت الروائية المغربية الزهرة رميج رسالة هاتفية من إحدى قارئاتها تبدي فيها إعجابها بطريقة الكتابة الروائية لدى الأستاذة رميج وتعتبرها بدون ألغاز، غير أن ما يشبه ” اللغز ” الحقيقي المحيط بهذه الرسالة هو المستوى التعليمي لصاحبتها حينما تحدثَتْ إليها، فاكتشفت أن القارئة الشابة البالغة من العمر 18 سنة لايتجاوز مستواها الدراسي السادسة ابتدائي، مما جعل هذه الرسالة تحظى باهتمام استثنائي، وتستحق التداول لأنها أعادت فتح باب الآسئلة حول الدور الذي يمكن أن تقوم به الرواية حاليا خصوصا بالنسبة للأجيال الصاعدة ؟

فبعدما ظلت الرواية تقوم بتوحيد وتكثيف الوعي الجماعي وتساهم في صناعة وتطوير وتحفيز المثقفين والمناضلين أكثر من الكتب النظرية (المرجعية) ذاتها، لأنها استطاعت أن تنقل النظرية والمعرفة والصراع والتجربة الإنسانية العميقة بشكل غير مباشر.. وتوصلها بشكل سلس وتراكمي .. مما ساهم في صناعة وتقوية وجدان المقبلين عليها؛

كما أنها ظلت ولاتزال بمثابة حصص للتكوين المستمر في الحياة، والحياة ذاتها لأن ” الحياة الحقيقية توجد في الكتب.. ” – كما قال رجل في طنجة لمحمد شكري- وأنها إحدى المدارس الحقيقية لإكتمال تعلم الأجيال وصناعة مثقفيها بمن فيهم روائيين ومثقفين ” لم يكملوا تعليمهم !”.. وكذلك لأن التعليم الرسمي لم يوجه بشكل عام لصناعة المثقفين، لأساب ليس المجال للخوض فيها هنا؛

هل يمكن تجاوز الدور المهم الذي لعبته روايات حنا مينة، محمد شكري، عبد الرحمان منيف، صنع الله ابراهيم،…. مكسيم جوركي، ليو تولستوي، غابرييل غارسيا ماركيز… والآخرون، الآخرون وباقي مجالات الإبداع والفنون: الشعر، التشكيل، الكاريتاتير، المسرح والسينما… في صناعة المثقفين والمبدعين….

لقد أصبح الإهتمام بالرواية والتعريف بها وبدورها أقل مما سبق، مما نتج وينتج عنه عدم استفادة أوسع المستهدفين المفترضين بالرواية من مخزونها الثقافي والمعرفي العميق.

الروائية الكبيرة فعلا الزهرة رميج أثارت الإنتباه مجددا.. بتعميمها نص هذه الرسالة والحوار الذي تم بينها وبين قارئتها، لهذه القضية، لأن ” الرواية …تكمل التعلم ” فعلا.


----------------------------------------------------------------
- نص الرسالة والمكالمة كما قامت بتعميمهما الروائية الزهرة رميج
----------------------------------------------------------------

هذ االمساء… رن هاتف مجهول رنة واحدة، وتوقف… عادي… يحدث هذا غالبا… أحدهم ( أو إحداهن ) اتصل بالرقم خطأ، وتدارك الأمر بسرعة. لا داعي إذن، للاهتمام! …

تمر الدقائق … يرن الهاتف، ولكن ليعلن هذه المرة، عن وصول رسالة.

أفتح الرسالة، وأقرأ:
” الأستاذة والكاتبة الكبيرة الزهرة رميح، كنت أنوي مكالمتك لكني خشيت إزعاجك. أنا فتاة في الثامنة عشرة من عمري. لم أكن أحب المطالعة كثيرا، لكن بفضلك أصبحت المطالعة من أفصل هواياتي… أعجبتني طريقتك في الكتابة. تروين بوضوح وبدون ألغاز، يستطيع القارئ فهم الرواية بسهولة. أول رواية قرأتها هي عزوزة. لن تتصوري كم أعجبتني. قرأتها عدة مرات. وكلما قرأتها أشعر بالرغبة في إعادة قراءتها. وأعجبتني أيضا رواية الغول الذي يلتهم نفسه والمجموعة القصصية “أريج الليل”. لا يمكنني التعبير عن مدى أعجابي. أنت زهرة الكتابة، يا زهرة ”.
azoza
اعترتني فرحة طفولية. قلت غالبا تكون هذه الفتاة تلميذة في الباكلوريا. علي أن أشكرها وأشجعها. ضغطت على الرقم المجهول، فجاءني صوت عذب، تلعثمت من شدة الخجل… أو الفرح كما قالت… منذ مدة، وهي ترغب في مكالمتي، لكنها لم تتجرأ… اسمها بشرى. سألتها:

- كيف توصلت إلى عزوزة؟
- أخي من نصحني بقراءتها…
- أين تدرسين، يا بشرى؟
- أنا منقطعة عن الدراسة
- لماذا؟ قلت مصدومة.
- لأننا نسكن بالبادية، والمركز بعيد عنا، ولا توجد مواصلات… كما أني لم أحصل على منحة لمتابعة دراستي في الداخلية.
- وما هو مستواك الدراسي؟
- القسم السادس ابتدائي.
- يا إلهي! قلت وقد أحسست بغصة في حلقي.
- في أي بادية تسكنين؟
- بادية آسفي…

أحسست من نبرة صوتها بالحرج الذي تسببت لها فيه أسئلتي المتلاحقة…. فغيرت الموضوع:
- ما قرأته في عزوزة من عادات وتقاليد، هل يوجد في باديتكم؟
- لم تعد موجودة كلها… قليل منها فقط.

أردت أن أنهي المكالمة، لكني وجدت نفسي ترغب في طرح سؤال ألح علي:
- هل كنت تحبين الدراسة؟
- نعم.
- ألا يمكنك الآن متابعة الدراسة بشكل حر؟
- لا. لا… فات الأوان!

ودعتها وفي القلب حرقة على هذه الفتاة التي حرمت من التعليم بسبب بعد المساقة وغياب المواصلات…
ودعتها وكلي أسف على واقع البادية المغربية الذي لم يغيره نصف قرن من الزمن مر على الاستقلال، وعلى سياسة التعليم التي لا تضمن لسكان هذه البادية نفس حظوظ سكان المدينة.

ملحوظة: نقلت الرسالة الهاتفية كما هي حفاظا على الأمانة، ولم أحذف عبارة “ الكاتبة الكبيرة ” رغم عدم حبي لهذه الصفة.


----------------------------------------------

* تم إعداد هذا الموضوع لموقع ” موازين بريس ”



#رحال_لحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل الاعتراف بخصوصية قطاع الصحة وإقرارها من خلال تدابير ق ...
- الاعتداءات على الأطر الصحية تزيد من تأزيم أوضاع قطاع الصحة
- يموت الروائي العظيم .. تعيش الرواية ( شذرات في وفاة غابرييل ...
- المغرب: اعتصام القيادة الوطنية للجامعة الوطنية للصحة ( إ م ش ...
- المغرب: في اليوم العالمي لحقوق الإنسان
- وداعا أحمد فؤاد نجم
- المغرب: المطالبة بإعادة المبالغ المقتطعة من أجور المضربين من ...
- وزارة الصحة تواصل الاستخفاف بمعاناة الآلاف من نساء ورجال الص ...
- المغرب: خصوصية قطاع الصحة ضرورة مجتمعية ومطلب للعاملين في ال ...
- المغرب: بخصوص الإضراب الوطني الإحتجاجي في قطاع الصحة ليومي ا ...
- المغرب: احتجاجا على أكبر عملية تلاعب بمصير مهني جماعي لموظفي ...
- تصريح صحفي: بمناسبة اقتراب المعركة النضالية المفتوحة التي تخ ...
- المغرب: اللجنة الوطنية للتقنيين العاملين بقطاع الصحة CNTS تش ...
- في انتظار أن يصبح يوم 8 مارس يوم عطلة مدفوعة الأجر كتحية واع ...
- المغرب: من أجل الاعتراف بخصوصية قطاع الصحة والنهوض به وتحسين ...
- التشبث بمبادئ وهوية الاتحاد للتصدي لتسريح العمال والإجهاز عل ...
- المغرب: وزارة الصحة على صفيح ساخن
- الجامعة الوطنية للصحة – إ م ش تستنكر ارتفاع وثيرة الاعتداءات ...
- اللجنة الوطنية للتقنيين العاملين بقطاع الصحة تندد بالخروقات ...
- تظاهرة حاشدة ورائعة للإتحاد المغربي للشغل بوادي زم لفاتح ماي ...


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحال لحسيني - الرواية .. تُكمل التعلم