أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل عمر - داعش؛ من صراع الحضارات الى حرب الحضارات















المزيد.....

داعش؛ من صراع الحضارات الى حرب الحضارات


فاضل عمر

الحوار المتمدن-العدد: 4596 - 2014 / 10 / 7 - 15:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



قصة افغانستان و الجيش الاحمر و طلبة المدارس الدينية (طاليبان) و الدولار الخليجي و ربما بهارات ال سى آي أي و تحشيد و تجنيد المتطرفين الدينيين، معروفة للقاصي و الداني. كذالك ظهور و نمو القاعدة و رجوع من سموا بالعرب الافغان كابطال مجاهدين الى اوطانهم و ما تلتها من صعود نجوم هؤلاء المتطرفين و ربما القتلة و تجمع الجماهير العربية حولهم، قلبت كثيرا من الموازين الفكرية و السلوكية في المنطقة.. فبدل ان نسمي هؤلاء القتلة العالميين بالارهابين و الماجورين، سميناهم مجاهدين لانهم ساعدوا الافغان بطرد الروس!! و لان الهدف من طرد الروس و الوسيلة كانتا غير طبيعيتين و غير عصريتين ايضا (تهديد الماركسية للاسلام و الروس الكفرة للمسلمين). وضع الدين كهدف للنضال المسلح، مع انها احدى مهازل العقل المحلي، الى انها سببت في ظهور رموز جديدة- قديمة في الساحة السياسية، الا وهم رجال الدين، محاولين احياء امجاد العرب (و ربما المسلمين) عندما كانوا يستمتعون بخيرات و نساء نصف العالم القديم.
طرد الروس من قبل هؤلاء، شجعت الحالمين باعادة احياء ورود قوافل الخراج و الجزية من الامصار و انعاش مجالس الجواري الحسان و اسواق النخاسة. نعم، استعادة افغانستان و استقبال هؤلاء الحاربون العالميون كابطال، احيت احلام كل طلبة المدارس في العالم الاسلامي، الذين يقراون الحروب و المجازر التاريخية كنعم و امجاد و خيرات الهية للبشر! هؤلاء قاموا بما عليهم و اطاحوا بالانظمة المستسلمة و الكافرة و الجاهلة، ليستعيدوا الامجاد المكتوبة في المناهج المدرسية.
هكذا اضطربت كليا او جزئيا، كل الدول العربية التي تدعي المدنية و العصرنة (الجزائر، تونس، ليبيا، مصر، سوريا، اليمن،..) و كانت الاوضاع مضطربة اصلا في لبنان و العراق. هل هذه الخريطة تحتاج الى عبقري ليعلم بان الشارع العربي، فضل المحافظ و القديم و المحلي (الملكية و الامارة)، على كل انواع العصرنة؟
طبعاً لا نحتاج الى اي حجة او برهان لنعلم ان الشارع العربي و ربما الاسلامي، رفض و يرفض العصرنة لاسباب فكرية صرفة، مرتبطة بالتربية. و لو لم تكن كذالك لثارت الجماهير في الدول الملكية قبل الجمهوريات، لان الاوضاع في المغرب ليست احسن حالا من تونس و لا في السعودية احسن حالا من سوريا. اذن، المحرك في الثورات او الانتفاضات الجماهيرية كان ايديولوجيا قبل ان يكون ماديا و غيرت رموز عصر ب رموز الحلم المنتظر؛ رموز الجهاد في اقاصي الارض و جباية الاموال و الجواري من اوروبا و امريكا. هذا هو الحلم و الهدف.
و لان سأل سائل: كيف سنتغلب على الغرب الكافر و لكن القوي، لظهر الجواب في الكتب التراثية المجيدة؛ و هل انه اقوى من الدولة الساسانية و الرومانية مقارنة بنفر من المجاهدين المؤمنين؟
اذن، القتلة العائدون من افغانستان، كونوا نواة الامل لاستعادة الامجاد الغابرة و لبناء الجنة على الارض قبل السماء!
و لكن هؤلاء الرموز فشلوا في احياء الماضي الكتابي؛ فلم نرى جنة في تونس و لا في ليبيا و لا في مصر، و ربما كان العكس صحيحا. اذن، وصلنا الى مفترق طرق: اما الوسيلة خاطئة و غير ملائمة او ان الاشخاص غير مؤهلين للقيام بالواجب. و لان القسم الاول مرتبط بالمقدس و لايمكن ان يكون مشوبا باي طريقة كانت، القيت اللوم على الاشخاص. ولان القاعدة كانت القائدة فانها الفاشلة و الملومة و المتهمة الاولى بالفشل.. هكذا ظهرت منظمة اشرس و اكثر وحشية و اكثر غرقاً في الموروث، الا و هي الدولة الاسلامية في العراق و الشام (داعش اختصاراً).
ربما السؤال الاول التي يتبادر الى الذهن هو لماذا داعش؟ اي لماذا هذا الاسم و ليس آخر. حسب تصوري، الاسم رمزي و مرتبط بالهدف، و هو احياء لاسم معركتي القادسية و اليرموك في العراق و الشام، هذه الرمزية مهمة لتجنيد المؤمنين و الحالمين من العالم اجمع، و خاصة الذين يرون التقدم و الغنى الاوروبي و لايستطيعون ان يعيشوها.
لا يجوز ان ننظر الى داعش كمجموعة حالمين او متطرفين او دونكيشوتيين، هؤلاء متيقنون بما يحاربون من اجله و مستعدون للتضحية من اجله سواء كانت وسائلهم ملائمة او لا، او لهم مؤيدون او لا. انهم حصيلة تربية غير عصرية و غير ملائمة، انهم يستعملون الكومبيوتر و اخر التقنيات و لكنهم مؤمنون بان الغرب يخفي مسالك العالم السفلي عن العالم حتى لايهتدوا!!
المغزى، ان داعش بديلة للقاعدة و مكملة لرسالتها التي فشلت (القاعدة) في تحقيقها. الا وهو تاسيس دولة جهادية و غازية للعالم، لتعيد التوازن الى الميزان المختل و تعيد التاريخ الى بداياتها المقدسة، عن طريق الارهاب و الذبح و الغزو. ولكن داعش مختلفة عن القاعدة في شيئين على الاقل: الاول وحشيتها و شراسة مقاتليها و اعتماد الاسلوب المغولي في الغزو. ثانيا، القاعدة كانت اكثر محدودية جغرافياً و اكثر قومية من داعش. عليه، يجب ان لا نستهان بهذين الاختلافين، لانها تشوه صورة انسان المنطقة نهائيا بعد ان شوبه القاعدة، و توسع نطاق الصراع و الحرب من بقعة جغرافية ضيقة و من صراع داخلي (داخل العالم الاسلامي) الى صراع عالمي، كوني على طريقة العيش و بناء المستقبل.
ولكن ما يخيفني ليست شراسة مقاتلي داعش او دولتها التي سوف تزول، ولكنني اخاف من تكرار مشهد مابعد افغانستان في مابعد داعش. كما نعلم ان القاعدة، او العرب الافغان، كانوا احد المسببين الرئيسيين في ما سمي بالربيع العربي، و اتوقع ان مقاتلي داعش سيتسببون في اضطرابات اوسع، اذا عادوا الى اوطانهم عودة الابطال و المجاهدين- مع الاخذ بنظر الاعتبار، اختلاف الشارع الغربي عن الشارع العربي و الاسلامي. رجوع الاف المقاتلين الشرسين و المتوحشين الى اوطانهم، سيوسع مشهد ما يحدث في العراق و الشام و ربما سيسبب في ازمة عالمية منتظرة، خاصة ان بذور صراع الحضارات بادية في عدم قدرة المسلمين (ككل) التعايش مع الحضارات الاخرى و تقبلها. عدم القدرة على التعايش، تعني الرفض و من ثم العداوة و حروب الابادة. اي ان صراع الحضارات المتوقعة ستتحول الى حرب الحضارات، اذا لم تستطع المؤسسات الموجودة السيطرة على التطرف و الهمجية و التخلف و اعتماد الغزو كوسيلة للعيش، و التي اصبحت جزءا جوهريا من ثقافة المنطقة.
و لعدم ايصال الامور الى ذلك المستوى يجب ان نسأل انفسنا: هل نحن المؤهلون و المستعدون لهذا النوع من التفكير و التصرف، ام اننا و بحكم جهلنا و تخلفنا، ضحايا للمؤامرات الاستخباراتية الداخلية و الخارجية؟ لا اخفي عنكم، انا ارفض المؤامرات و عقلية تعليق الفشل في شماعات الاخرين، لانها لاتعبر عن اي شىء سوى الاعتراف بالجهل و الغباء و التخلف، و انا لست كذلك.
انا اؤمن بان تربيتنا و تعليمنا و اسلافنا هم سبب وجود القاعدة و داعش و من سيليهم، وان تقدم اوروبا و الغرب ايضاً عائدة الى طريقة ايمانهم و سلوكهم مع بعضهم و مع المختلف عنهم. انهم يشكون و ينتقدون و يجربون و يبدعون، اما نحن، فلا نشك و لا ننتقد و لانجرب و لا نبدع. المعادلة بهذه البساطة، و هي سهلة و مفهومة.



#فاضل_عمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل عمر - داعش؛ من صراع الحضارات الى حرب الحضارات