أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فيليب فكري - قرد فاطمة ناعوت














المزيد.....

قرد فاطمة ناعوت


فيليب فكري

الحوار المتمدن-العدد: 4594 - 2014 / 10 / 5 - 13:03
المحور: حقوق الانسان
    



لحسن حظنا شاءت الظروف أن نرافق الأستاذة فاطمة أنا وأسرتي الصغيرة (زوجتي وابني توني) في رحلة لأحد المنتجعات السياحية.. وفي أثناء الرحلة لفت توني إلى أصوات بعض الحيوانات، ليكتشف وجود محل لبيع الحيوانات والطيور لينجذب نحوه ويدخله ليكتشف عما بداخله وبالطبع نحن وراءه.. بعد دخولنا المحل المليء بالكلاب والقطط والقرود والزواحف والتماسيح، جذبنا صوت أحد القرود، لنتوجه إليه ونداعبه ونتصور معاه سيلفي (حسب رغبة توني) لاعتقادنا أن القرد حر، فهو يجلس فوق القفص المائل.

والى الآن تبدو الأمور لطيفة.. إلى أن تكتشف الأستاذة فاطمة ناعوت مفاجئة تخرجها عن هدوءها وسعادتها، حيث أن القرد مربوط بسلسلة قصيرة جدا موصولة بسقف القفص الجالس فوقه مما يجعله محني إلى الأمام وعموده الفقري مائل وعنقه مشدود لأسفل، مما كان سببا في الأصوات التي يصدرها والتي جذبتنا إليه.
بالطبع أنا ومن رأى القرد وطريقة ربطه تعاطفوا معه بتعبير امتعاض بالوجه ليس أكثر فهو بالنسبة لنا قرد.. أما بالنسبة للأستاذة فاطمة ناعوت فهو أكثر من ذلك، فهي تراه مخلوقا، لذا نادت على البائع وهي متماسكة بعد أن تغير وجهها لتطلب منه أن يفك كرب هذا القرد من المعاناة التي يلاقيها نتيجة هذه الربطة القاسية، فما كان من البائع إلا الاندهاش لما تطلبه الأستاذة فاطمة ناعوت معلنا لها أن ده شغلنا وبالنسبة للقرد فهو شغله هو الآخر ويتقاضى عنه أجر فهو يأكل ويشرب.. حاولت الأستاذة فاطمة ناعوت أن تؤكد له أنه لو أطلقه سيرعاه الله وسيأكل ويشرب أيضا وأضافت أننا كلنا مخلوقات وخلقنا الله على هيئتنا وكان ممكن تتخلق قرد، وقبل أن يقذفها البائع بكلمات لا تليق بمكانتها قالت له وكان ممكن أتخلق أنا صرصار، فكلنا مخلوقات صنيعة يد الله فلا يجوز أن نمارس عمليات التعذيب في حق بعض.. ثم سألته أن كان يرضى أن يربطه أحد بهذه الطريقة الأليمة؟.. بالطبع البائع لم يستوعب هذا السجال وبدأ الاحتدام بينهم يشتد إلى أن تركنا البائع بعد أن أشار إلى أننا غير مرغوب وجودنا داخل المحل.. وكان رد الأستاذة فاطمة ناعوت أنها لن تخرج قبل أن تنقذ القرد من آلامه.. بينما لم ينقذنا من معاناتنا سوى صاحب المحل (الله يِكرمه) الذي حضر نتيجة احتدام الموقف ليتعرف على الأستاذة فاطمة ويمتثل لطلبها ويفك ربطة القرد القصيرة ويعطي مساحة في السلسلة كي يستطع القرد أن يتحرك.. وفوجئنا بابتسامة لم نعهدها من أيام ما دخلنا المحل تظهر على وجه القرد كاشفة عن طقم أسنانه يرفقها بنظرة امتنان إلى الأستاذة فاطمة ناعوت وكأنه إنسان ميمون أقصد ممنون من شخص أنقذه من آلامه.

لم تنته قصة الأستاذة فاطمة مع القرد ولا معي، فبعد أن وعدها صاحب المحل أن لا يفعل بالقرد ما كان وأنه سيترك السلسلة كما هي، كان طلب الأستاذة فاطمة ناعوت في اليوم التالي أن ترى القرد.. وبعد فشل كل محاولاتنا أنا وزوجتي في إلهائها عن الموضوع، انتصرت رغبتها بتأييد من توني وذهبنا لنرى القرد، لنفاجأ فور دخولنا المحل متجهين نحوه بقفزه مباغته منه في أحضان الأستاذة فاطمة ناعوت مصدرا أصوات تنم عن سعادته كاشفا أسنانه.. مش ناقص غير أن يتكلم ويقبل أيديها.. وعرفنا أنه نوع من أذكى القرود في العالم.

لم تقنع الأستاذة فاطمة ناعوت بانجازها تجاه القرد فيبدو أن السعادة الظاهرة على وجه القرد أغرتها لتطمع في المزيد.. فطلبت على استحياء من صاحب المحل أن يفك السلسلة نهائيا ليتحرر القرد ولو لفترة قصيرة، وحاول البائع أن يوضح لها استحالة حدوث ذلك حيث أن هذا القرد شقي جدا، فاستعطفته الأستاذة فاطمة ناعوت ليرضخ البائع على مضض إرضاءً للأستاذة.. لنفاجأ بقفزات القرد في كل اتجاه يعقبها بفتح أغلب الأقفاص الموجودة بالمحل محررا أقرانه من البائسين، لتمتلئ أرض المحل بالسحالي والسلاحف والتماسيح، على شوية سمك ثار مع الهوجة، بينما الطيور تعلن عن تحررها والنسانيس تخرج من كبوتها وكأنها ثورة قام بها القرد بعد أن فتح الهاويس، ليخرج جميع من بالمحل مهرولين ونحن معهم ويبدأ العاملون في محاولة اصطياد حيواناتهم التي تفرقت ومعهم صاحب المحل وهو يصب لعناته ودعواته علينا وعلى القرد.
هذه هي الأستاذة فاطمة ناعوت ناعوت بتركيبتها النفسية والعصبية وموقفها تجاه إيذاء الآخر أيا كان فصيلته..



#فيليب_فكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فيليب فكري - قرد فاطمة ناعوت