أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الشيخ محمد الشيخ - مأزق نهضة الشعوب العربية والإسلامية--السودان أنموذجاً















المزيد.....



مأزق نهضة الشعوب العربية والإسلامية--السودان أنموذجاً


الشيخ محمد الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 4594 - 2014 / 10 / 5 - 00:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



على سطح التاريخ تطفو العقول الجوفاء متشبثة باحتكار السلطة والثروة والحقيقة..

- ما هو التحليل الفاعلي
- التحليل الفاعلي وحركة التاريخ
- صعود وسقوط الأحزاب الاشتراكية
- صعود وسقوط الحركة الإسلامية
- جذور إقصاء الآخر
- مشروع الحداثة
- مشروع الفاعلية

ما هو التحليل الفاعلي؟
من ناحية التنظير التحليل الفاعلي نظرية في طبيعة الإنسان بوصفها فاعلية. يقصد بالفاعلية الإنتاج والإثراء الشامل للحياة، تعني الفاعلية على وجه التحديد الإبداع والإيثار. من الناحية المنهجية التحليل الفاعلي منهج يعنى بفاعلية الأفراد والمجتمعات والنصوص، وذلك بالكشف عن ديناميات نمو وتفاعل بنيات العقل من خلال الاستجابة لتحديات الوجود الاجتماعي والحضاري. يقصد ببنية العقل النسق أو النواة التوليدية للوعي التي تحدد فكرة الإنسان عن نفسه ومنحى استجابته وتفاعله مع العالم. يقصد بالوعي المحتوى المعرفي السلوكي للإنسان.
الطبيعة الإنسانيّة:
الإنسان ذو طبيعة تتميميّة: داروينيّة عند تدنّي الفاعليّة طابعها الأنانية والعنف والاستبداد، وإنسانيّة عند ارتقاء الفاعليّة طابعها الحب والإبداع والعطاء الشامل. هذه الرؤية للطبيعة الإنسانية تتجاوز الدارونية التي حصرتها في الأنانية والعنف، ولم تستكنه التتميمية والفاعلية، كما تتجاوز المدارس الاجتماعية التي تلغي الفطرة الدارونية.
تركيب العقل:
أدّى تطوّر معماريّة الدماغ البشري إلى أن تتنزّل زيادة الفاعليّة من خاصيّة تتعلّق بتطوّر الشعبة إلى خاصيّة تتعلّق بتطوّر النوع البشري، ومن خاصية تتعلق بتطور الجماعة إلى خاصية تتعلق بتطور الفرد البشري. عليه تخضع الطبيعة الإنسانية لمبدأ الكفاءة التناسلية مثلما تخضع لمبدأ الفاعلية. عندئذ أصبح الإنسان ناتج فاعلية ومنتج فاعلية، الأمر الذي يفسر زيادة معدلات التطور الاجتماعي الثقافي بالقياس للتطور الجيني. كما أدّى تطوّر معماريّة الدماغ إلى أن تتجسّد الفاعليّة من خلال بنيات للعقل تدعم الغرائز والاحتياجات الأساسيّة للبقاء. فأصبح العقل البشري يتركّب من ثلاث بنيات: أ ـ بنية العقل التناسلي (القاعدي) التي تعطي الأهميّة والأولويّة للبقاء عبر التناسل، فيعي الإنسان ذاته كائنا وظيفته التناسل. ب ـ بنية العقل المادّي (البرجوازي) التي تعطي الأولويّة لإنتاج واستحواذ الخيرات الماديّة، ومن ثمّ يعي الإنسان ذاته كائنا ماديّا واقتصاديّا. ج ـ بنية العقل الخلاّق والتي يعي الإنسان من خلالها ذاته كائنا خلاقاً وظيفته الإنتاج والإثراء الشامل للحياة. تسود البنية التناسلية حينما تكون الوسيلة الوحيدة المتاحة بغية التغلب على ارتفاع معدلات الوفيات هي زيادة معدلات المواليد، وحينما تكون القوة العضلية للرجال والنساء هي مصدر الأمن الاجتماعي والغذائي. تسود البنية المادية حينما توفر البنية التناسلية البشر كمياً فينتج تحدي وهاجس جديد هو توفير المأكل والمأوى لملايين الأفواه الفاغرة، وحينما تتضامن البنية المادية والخلاقة في التصدي للتحدي. تعتبر كلاًّ من البنية التناسليّة (القاعديّة) والبنية الماديّة (البرجوازيّة) متدنّية الفاعليّة، لأنّ برامجها للعطاء مغلقة، تحصر الحب والعطاء في إطار الفرد وأسرته وربما عشيرته أو طائفته، بينما البنية المفتوحة مرتقية الفاعليّة هي بنية العقل الخلاّق. كل فرد من أفراد المجتمع يحتاز البنيات الثلاث. لكل بنية عقل مرجعيتها المعرفية والقيمية ومفهومها للذات التي تحفز لأجل تحقيق مشروع البنية. تجدر الإشارة إلىً أن أهم ما يميز بنيات العقل هو حراكها، كان ذلك على صعيد الفرد أم المجتمع. لذا فإن سيادة البنية لا تكون كلية، كما لا تكون مطلقة غير قابلة للتحول.

التحليل الفاعلي وحركة التاريخ
البناء الاجتماعي هو نسق تراكب بنيات العقل من خلال سيادة إحداهن. ينجم عن ذلك بناء اجتماعي تناسلي أو برجوازي أو خلاق. عندئذ يكون التغيّر الاجتماعي هو الانتقال من بنية سائدة إلى أخرى وفقاً لآلية نمو الفاعلية، وحينما تتوفّر القوى الاجتماعيّة الجديدة الحاملة للوعي البديل. هكذا يتحقق حراك وتاريخا نية البناء الاجتماعي.
عليه يتولد المسار العام لحركة التاريخ البشري من خلال العلاقات الديناميكية للبني الاجتماعية، وهو من ثم ليس مساراً لاطراد الحتمية بقدر ما هو مسار لتواكب الفاعلية والقصور في فضاء الاحتمال. فتنشأ عن ذلك احتمالات مختلفة لحركة المجتمع: الاستقرار والتوازن، النهضة والتطور أو الانحطاط والاضمحلال. هناك نوعان من التحولات الاجتماعية : يحدث النوع الأول حينما تفشل بنية العقل السائدة - التناسلية مثلاًـ في التصدي لبعض التحديات الأساسية فتتصدع، وكنتيجة لذلك تنبري بنية العقل الخلاق لإزالة الخطر، فتحدث النهضة الحضارية من خلال تجاوز بنية العقل الخلاق للمعوقات الاجتماعية الكائنة. وبما أن حل المشكلات قد تم في فضاء تناسلي وأن البنية السائدة لم تستكمل مهامها الحضارية بعد، فإنها تستعيد تدريجياً زمام المبادرة التاريخية. وعادة ما ينجم عن هذه العملية الانحطاط الحضاري لأن البنية التناسلية العائدة على درجة من الفاعلية أقل من بنية العقل الخلاق. هذه السمة وسمت جميع الحضارات التي نشأت في كنف الفضاء التناسلي، كما أوضح ذلك العديد من الباحثين على سبيل المثال أبن خلدون، اشبنقلر، توينبي، سوراكن.
الصيغة الثانية للتحولات الاجتماعية تنشأ حينما تستنفد بنية العقل السائدة مهامها الحضارية، وكنتيجة لذلك تنشأ تحديات جديدة تستوجب سيادة بنية بديلة وفقاً لجاهزيتها. في هذه الحالة ينتقل المجتمع من فضاء جزئي محدد إلى فضاء آخر، وهو ما حدث للمجتمعات الأوربية بانتقالها من الفضاء الجزئي التناسلي إلى الفضاء البرجوازي. في هذه الحالة تأخذ الحضارة في الصعود والازدهار حتى تتمكن البنية الصاعدة من السيادة وفرض سلطانها. وبفرض سطوتها يعم الاستقرار، وتكف عن التطور، و تنجح في توظيف بنيتي العقل الخلاق والتناسلي لمهامها وأغراضها. كما تنجح في تهميش المنظومة القيمية لبنية العقل الخلاق، التي سبق أن تظاهرت بها. نسمي المرحلة من تطور البشرية التي تسود من خلالها البنية التناسلية والبرجوازية بالطور الدارويني أو طور تدني الفاعلية لما يختص به هذا الطور من أنانية وعنف واستبداد، ونسمي الطور الذي يتجاوز طور تدني الفاعلية بطور الفاعلية. يلاحظ أن النموذج الفاعلي لحركة التاريخ يستوعب في داخله النماذج الأساسية لحركة التاريخ: النموذج الدوري والنموذج الخطى ونموذج الاستقرار والتوازن.
صعود وسقوط الأحزاب الاشتراكية
السودان وحتى السبعينيات كان يعبر عن سيادة البناء الاجتماعي التناسلي. هذا يعني أن المجتمع في الأساس مجتمع قبلي، بيد أن وجود المستعمر وضرورات الاستقلال ساهمت في تجاوز النعرة القبلية وخلق تيار وطني عام . تاريخياً تم القضاء على القبلية في أوربا من خلال السوق ومن خلال المصنع، ومن خلال التنوير، أي الوعي بكونية رسالة الحضارة الغربية.
ظل المجتمع السوداني وحتى السبعينيات بسمات اجتماعية اقتصادية جعلت من إنسانه في العموم نموذجاً للصدق والأمانة والتسامح والتضامن. فقد كان كل السودانيين تقريباً إما رعاة أو زراع، أي منتجين، ونسبة للأرض الشاسعة ووفرة الطبيعة لم يكن هناك علاقات إقطاع واستغلال، أو فوارق طبقية. كانت هناك أقلية تعمل في التجارة ولكنها كانت ضعيفة في رؤوس أموالها ومن ثم متأثرة إلى حد كبير بأخلاقيات المنتجين. كان الوجود الاجتماعي للسودانيين متساو في المأكل والمسكن والمشفى والتعليم والترحال فأصبح وجدانهم الاجتماعي أيضاً متساو فشاعت قيم التضامن والتسامح والصدق والأمانة.
هذا المجتمع رغم هذه الصورة الجميلة كان يقع تحت تحديات حضارية لا قبل للبنية التناسلية السائدة على مواجهتها، أكبر هذه التحديات الاستعمار والتنمية، فأخذت البنية التناسلية في التخلخل مفسحة المجال لقوى خلاقة وقوى برجوازية، وتعاظمت القوى البرجوازية بتأثير من الامبريالية وتوسع السوق العالمي، النمو العالمي للبرجوازية، وبمفعول الانقلابات العسكرية التي تنهب المال العام وتركزه تعزيزاً وتراكماً لرأسمال البرجوازية الطفيلية، علاوة على الانفجار السكاني.
إن القوى الاجتماعية البرجوازية والخلاقة الناهضة في حاجة لمصادر للسلطة وفي حاجة لمشروع حضاري ، ونسبة لأن هذه القوى مازالت في يفاعتها فإنه لا مفر من التحالف فيما يخص مصادر السلطة، وإنه لا مفر من استعارة المشروع فيما يخص المشروع الحضاري، على الرغم من أن المشروع الحضاري لا يستعار.
لما كانت القضية الأولى المطروحة على المجتمع السوداني هي قضية الاستقلال ولما كان الاستعمار يمثل القوى الرجعية على الصعيد الدولي، وكان الإتحاد السوفيتي يمثل القوى التقدمية الداعمة لحركة التحرر الوطني على الصعيد الدولي، ازدهرت التيارات التقدمية والاشتراكية بمختلف مسمياتها في الساحة السودانية والعربية والعالمية، وكانت تحلم أنه من خلال توظيفها للحلول الماركسية والاشتراكية تستطيع التصدي لتحديات الاستقلال والتنمية والنهضة الحضارية.
لقد تمكنت بعض هذه القوى اليسارية من الوصول إلى السلطة بعد الاستقلال في مصر والعراق وسوريا والسودان وليبيا. . الخ. وكانت النتيجة أنها فشلت في مواجهة التحديات القائمة وتحقيق برامجها التقدمية الاشتراكية، لسبب بسيط هو غياب القوى الاجتماعية التي يمكن أن تحقق هذه البرامج. لذا ارتدت هذه الأنظمة للطائفة ثم إلى القبيلة لتعزيز سلطتها بحكم سطوة البنية التناسلية التي ما زالت قائمة على حساب المواطنة والديمقراطية ومن ثم أذاقت شعوبها العسف والاستبداد وتفشى الظلم والفساد.
صعود وسقوط الحركة الإسلامية
إذن لا بد من مخرج وفي إطار نفس الضعف للقوى الاجتماعية البديلة، عليه لا بد من الاستعارة أيضاً لكن هذه المرة ستكون الاستعارة من التراث بدلاً من العصر. فنشطت الحركات الإسلامية وازدهرت خصماً على القوى الاشتراكية العلمانية واستقت من نفس المنابع الاجتماعية التي سبق أن استقت منها القوى التقدمية، على سبيل المثال ينبع بعض الإسلاميين المتشددين من نفس الشرائح الاجتماعية التي كان ينبع منها بعض الشيوعيين ، بل وفي بعض الأحيان (ارتد) بعض الشيوعيين وانخرطوا في الحركة الإسلامية.
إن أهم ما يميز البرجوازية السودانية كما يميز الكثير من برجوازيات العربية أنها طفيلية، أي غير منتجة. لذا كان على البرجوازية السودانية متلبسة جلباب الإسلام بعد أن خلعت جلباب الاشتراكية والعلمانية، أن تتحالف مع القوى التقليدية، بنية العقل التناسلي لتعزيز سلطتها. هذا على النقيض لما تم في النهضة الأوربية حينما تحالفت البرجوازية المنتجة وبحكم حاجة الإنتاج للإبداع، تحالفت مع بنية العقل الخلاق فتحققت النهضة.
إن تحالف البرجوازية السودانية الطفيلية الإسلاموية مع بنية العقل التناسلي ترتب عليه تلقائياً مناهضة بنية العقل الخلاق، أي مناهضة الإبداع والمبدعين. باختصار تم تهميش وتشريد العقل الخلاق للأمة السودانية، تحت مسمى إقصاء ومحاربة العلمانية. عليه فإن البرجوازية السودانية الطفيلية وهي في رداء الإسلام ستشرب من نفس الكأس الذي سبق أن شربت منه الحركات التقدمية: الفشل في التنمية والعدالة والحرية، ومن ثم الارتداد للطائفية و القبلية وما يترتب على ذلك من ظلم وفساد ومحسوبية وخلق فوارق طبقية لا عقلانية في مجتمع لم يعهد ذلك في تاريخه، وأخيراً تقويض المواطنة.
أدى احتكار السلطة والثروة والحقيقة من قبل الحركة الإسلامية مستخدمة القوة والعنف في إقصاء الآخر إلى انهيار المجتمع على كافة المستويات:
1- إشعال نار الحرب في معظم أرجاء الوطن وما ترتب على ذلك من ابادة جماعية ومآسي للنازحين واللاجئين والمهاجرين الذين بلغ عددهم الملايين.
2- فصل جزء عزيز من الوطن، حتى تتمكن الحركة الإسلامية من بسط سيطرتها على الشمال ذو الغالبية المسلمة، مضللة هذه الغالبية باسم الدين.
3- أدى الفساد المستشري في مفاصل الدولة تحت سياسة التمكين إلى نهب أموال الشعب، إذ يتساءل الكثيرون أين ذهبت أموال البترول قبل فصل الجنوب، علاوة على الأموال الطائلة التي تستنزفها الحروب، علاوة على شل المصانع وتدمير مشروع الجزيرة، علاوة على الضرائب الباهظة على المزارعين الأمر الذي أدى إلى افلاس بعضهم وتركه للزراعة، أدى كل ذلك إلى الانهيار الاقتصادي شبه الكامل، وأصبحت الغالبية الساحقة من السودانيين يعيشون حالة فقر مدقع.
4- أدى الانهيار الاقتصادي وسوء إدارة الدولة التي تقوم على الولاء عوضاً عن الكفاءة إلى انهيار الصحة والتعليم والأخلاق.
ها هي البرجوازية الطفيلية السودانية بفرضها للدولة الإسلامية في مجتمع متعدد الثقافات والأديان بغية إقصاء الآخر احتكاراً للسلطة والثروة والحقيقة وبإذكائها للنعرة القبلية، ومناهضتها للإبداع والمبدعين والعلم والعلماء
ها هي تجني تمزيق الدولة السودانية، وتقفل أفق التنمية أمامها وإلى الأبد. ها هي في نهاية المطاف تقتل نفسها بنفسها.
جذور إقصاء الآخر
إقصاء الآخر آلية دارونية تحقق مقاصد الأنانية والعنف والاستبداد من خلال احتكار السلطة والثروة والحقيقة. بما أن الإقصاء يتم نتيجة لتدني الفاعلية وانغلاق بنية العقل، يخول انغلاق بنية العقل استباحة واستغلال واضطهاد الآخر، لكونه خارج حدود عطاء البنية، يتم ذلك عادة بادعاء التفوق العرقي أو الديني أو الحضاري. متى ما انبرى شخص ما مدعياً أن عرقه أفضل من عرق شخص آخر، أو أن دينه أفضل من دين شخص آخر أو أن ثقافته أفضل من ثقافة شخص آخر، كان هذا الإدعاء مسوغاً لسحب بساط العدل والمساواة من تحت الآخر بغية استباحته واضطهاده. يتجسد إقصاء الآخر من خلال عدة محاور، محور نفسي أو سيكولوجي يتمثل في انغلاق بنية العقل (انسداد الأنا)، محور اجتماعي يتمثل في العصبية القبلية والطائفية، وفي سيطرة طبقة على طبقة أخرى. ومحور فكري أو فلسفي يتمثل في اعتناق النظم المعرفية والآديولوجيات الأحادية. إن النظام المعرفي أو الفلسفة ذات المرجعية المعرفية الأحادية أو الجوهرانية تكون بطبيعة الحال اقصائية وشمولية، لأن النظام المعرفي الجوهراني يعتمد مبدأ الهوية، في إطار مبدأ الهوية تكون القضية إما صائبة أو خاطئة. لذا فإن مبدأ الهوية يستبعد التنوع والاختلاف. بناء عليه نجد الفلسفات المادية الأحادية تلغي وتقصي الفلسفات المثالية، والعكس صحيح، الفلسفات الأحادية المثالية تلغي وتقصي الفلسفات المادية. نخلص إلى ضرورة لأجل أن يكون النظام المعرفي راعياً للتنوع والاختلاف من المهم أن يتأسس انطلاقاً من مبدأ التمام وليس مبدأ الهوية. بناء على مبدأ التمام تتحقق هوية الظاهرة من خلال تكامل الأضداد. على سبيل المثال تتحدد هوية الألكترون من خلال تكامل الخاصية الموجية والخاصية الجسيمة ولكن ليس آنياً، كما تتحقق الطبيعة الإنسانية من خلال تكامل الخصال الدارونية وخصال الفاعلية ولكن أيضاً ليس آنياً.

ما هو المخرج أو الحل؟
بما أن نظام الحكم انعكاس للخصائص التكوينيّة للبناء الاجتماعي، إذ ينتج البناء الاجتماعي التناسلي سلطة تناسلية تتجسد من خلال نظام القرابة كما هو الحال في النظام الملكي وما شابهه من أنظمة دكتاتورية، ينتج البناء الاجتماعي البرجوازي سلطة اقتصادية كما هو الحال في النظام الرأسمالي، وينتج البناء الاجتماعي الخلاق سلطة للفاعلية والمشاركة تتجسد من خلال نظام ديمقراطي اشتراكي. عندئذ ينبغي التمييز بين مرحلتين أو مستويين في إطار حل مأزق النهضة الحضارية للمجتمع السوداني، هما مرحلة الحداثة ومرحلة الفاعلية، أي مشروع الحداثة ومشروع الفاعلية.
مشروع الحداثة
يستهدف مشروع الحداثة تحقيق الحرية والعدالة والمساواة في الفضاء أو الطور الدارويني، طور تدني الفاعلية. مشروع الحداثة هو المشروع التأسيسي للحضارة الغربية الراهنة بنظامها الرأسمالي الذي يعتمد الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج وآليات السوق الحر. من أهم انجازات مشروع الحداثة هو تشكل المواطن، الشخص الذي يتجاوز ولاؤه للوطن ولاءه للقبيلة أو الطائفة، لذا فإن المواطن يتحلى بدرجة أعلى من الفاعلية وانفتاح الأنا بالقياس للإنسان القبلي أو الطائفي. لقد تحقق المواطن أوربياً من خلال السوق والمصنع ومشروع التنوير. المواطن هو التربة الخصبة التي تنمو فيها الديمقراطية كآلية لتحقيق الحرية والعدالة والمساواة. تتمثل الآلية في أن المواطنة هي أساس الحقوق الدستورية، التداول السلمي للسلطة، وفصل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية. بذا كان الأمل معقوداً في أن تتحقق الحرية والعدالة والمساواة، ولقد تحققت بالفعل على نحو ما دولة القانون والحريات ولكن لم تتحقق دولة العدالة. يرجع السبب إلى أنه كما أوضح ماركس والعديد من المفكرين الاقتصاديين أن الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج وآليات السوق الحر لا بد أن تؤدي بالضرورة إلى احتكار السلطة والثروة والحقيقة. فتنعم الطبقة الرأسمالية بالحرية والعدالة أكثر من غيرها. رغم ما ينطوي عليه مشروع الحداثة من سلبيات إلُا أنه يشكل مرحلة ضرورية يبنى عليها ما بعدها، لأن الحرية هي المفتاح لنمو الفاعلية على الصعيد المجتمعي. ولأن القفز إلى مجتمع الحرية والعدالة والمساواة دون فاعلية مآله السقوط ولدينا ما يكفي من التجارب في عصرنا الحديث والعصور السابقة.
إن دولة الحريات، دولة القانون، دولة المواطنة هي المخرج للأمة السودانية من هذا النفق المظلم الذي ساقت إليه الحركة الإسلامية البلاد، وكما قال حسين خوجلي: سمق الإسلاميون وسقط الوطن. إن دولة الحريات هي بالضرورة دولة علمانية أو مدنية، لأن ما يحدد الحقوق الدستورية هي المواطنة وليس الانتماء العرقي أو الديني. إنني أحيي الشعب التونسي الذي قدم أنموذجا يحتذى للشعوب العربية الإسلامية بغية تجاوزها لمأزقها التاريخي للإقصاء المتبادل بين القوى العلمانية والقوى الإسلامية.
.مشروع الفاعلية
يهدف مشروع الفاعلية إلى تجاوز إخفاقات الرأسمالية، بغية تحقيق مجتمع ما بعد الرأسمالية، مجتمع الحرية والعدالة والمساواة على أحسن صورة. مما سبق يتضح أن هذا الهدف ليس من اليسير تحقيقه في الفضاء الدارويني فضاء تدني الفاعلية، لذا يصبح من الضروري تنمية الفاعلية بغية الانتقال إلى مجتمع ما بعد الرأسمالية، سمه ما شئت مجتمع اشتراكية، مجتمع فاعلية، مجتمع سيادة بنية العقل الخلاق، مجتمع المدينة الفاضلة، إنه كل هذه المعاني مجتمعة. إن تنمية الفاعلية تقتضي في المقام الأول وعي الفاعلية، فما هي الصعوبات التي وقفت حائلاً أمام وعي الفاعلية ومن ثم تنمية الفاعلية؟
أ‌- التناقض بين البيولوجيا والعلوم الإنسانية:
تشكل نظرية دارون العمود الفقاري للعلوم البيولوجية، تزعم النظرية أن جميع الكائنات الحية على سطح الأرض بما فيها الإنسان انحدرت من أصل واحد مشترك قبل أكثر من 3 بليون سنة وأن الآلية التي حكمت هذا التطور هي الطفرات أو التحولات العشوائية والانتخاب الطبيعي. يتم الانتخاب الطبيعي بناء على مبدأ البقاء للأصلح، ومعيار الصلاحية هو القوة والعنف والاستبداد. إزاء هذا الموقف انقسمت العلوم الإنسانية إلى تلك التي تعتمد الفطرة الدارونية مثل علم النفس التطوري وعلم الاجتماع البيولوجي، وتلك التي تقوم على التعلم والاكتساب نافية أن تكون للإنسان فطرة دارونية أو طبيعة ثابتة. لقد برهن كاتب هذه السطور أنه لا يوجد تناقض بين هذين الموقفين شريطة تطوير أو توسيع نظرية دارون. اتضح من خلال النظرية البيولوجية التي اقترحها الكاتب وتم نشرها في مجلة النمذجة الأيكلوجية العالمية المتخصصة أن المعلومات البيولوجية الكاملة للحامض النووي أو الجينوم تولد مستويين للبقاء مستوى الكفاءة التناسلية الدارويني ومستوى الفاعلية. تمثل الكفاءة التناسلية معياراً لانتخاب الفرد داخل المجموعة، بينما تحقق الفاعلية معياراً لانتخاب مجموعة بالنسبة لمجموعة أخرى. كما أوضح أيضاً أن تطور الكائنات الحية ليس ظاهرة عشوائية كما تزعم نظرية دارون بل له اتجاه يتحدد وفقاً لزيادة الفاعلية كان ذلك على المستوى البيولوجي أو مستوى التطور الاجتماعي التاريخي للإنسان.
ب‌- التناقض بين العلم والدين:
يختلف العلم عن الدين من حيث المنطلق ونظرية المعرفة والمنهج والغايات أو المقاصد النهائية. فبينما ينطلق العلم من الطبيعة، أي مادية العالم، من ثم تكون طبيعة المعرفة واقعية مادية، يتخذ من الملاحظة والفرضية ثم التجربة منهجاً للصدقية واليقين النسبي، أما فيما يختص بحاجة الإنسان إلى إطار للتوجيه بغية تحقيق المعنى والقيمة لوجوده نجد العلم في صمت وحيرة. بالمقابل نجد الدين ينطلق من وراء الطبيعة ويرى أن المعرفة ذات طبيعة عقلية أو روحية وإنه يمكن الكشف عن الحقيقة بواسطة الكشف أو الإلهام أو الحدس. في واقع الأمر تنبع حاجة الإنسان للدين لأسباب تطورية تتعلق ببقائه وصيرورته لأنه وفقاً لقوانين التطور تتمتع المجموعة الإيثارية بفرص أفضل للبقاء من المجموعة الأنانية، لذا لا غرو أن نجد المبدأ الأساسي ربما لجميع الديانات "حب لأخيك ما تحب لنفسك”. يحتاج الإنسان إلى إطار للتوجيه لأن الطبيعة الإنسانية مزدوجة تتنازعها الفاعلية والقصور، الأنانية والإيثار، الحب والكراهية، العنف والرحمة، العبث والمعنى، اليأس والأمل.. بينما الحياة في جوهرها ليست ظاهرة عشوائية، بل تملك اتجاها هو تعظيم الفاعلية، بمعنى آخر تنبع حاجة الإنسان للدين من حاجته للفاعلية. وهي القضايا التي ظل العلم صامتاً حيالها واقتضت الإجابة عليها ضرورة تطوير وتوسيع نظرية التطور. عليه رغم اختلاف منطلقات ووسائل كل من العلم والدين إلَا أنه لا يوجد تناقض بين الفاعلية والمقاصد النهائية للدين.
إذا كان الأمر كذلك لماذا مارست الحركة الإسلامية الأنانية والعنف والاستبداد عوضاً عن المحبة والعطاء والإيثار وهي المقاصد النهائية للدين الإسلامي؟ السبب هو أن القرآن الكريم كما قال الإمام علي بن أبي طالب حمال أوجه وهذا يعني بلغة الفاعلية أنه نص شامل يخاطب جميع بنيات العقل.# بما أن بنية العقل سابقة للنص ومولدة لدلالته، عندئذ كل يفهم النص حسب مستوى فاعليته، عليه في الفضاء الدارويني نجد الأقلية فقط هي القادرة على تجسيد المقاصد النهائية للنص، أما الأكثرية فتكون متدنية الفاعلية، لذا فقد وظفت هذه الأكثرية تحت قيادة البرجوازية الطفيلية النص وفقاُ لمهامها وأغراضها وحينما أدركت الأقلية من خلال الممارسة أن ليس هذا هو الدين الذي يعتنقون ابتعدوا أو ابعدوا وهمشوا. طالما غالبية أفراد المجتمع ترزح تحت طائلة تدني الفاعلية فإن أي حركة إسلامية تصحيحية أو إصلاحية، لا تسعى لتنمية فاعلية المجتمع، سيكون مآلها من جديد افتراس أبنائها الصادقين ونهب أموال الشعب.

ت‌- مأزق الماركسية
تنبع أهمية الماركسية من أنها قدمت نقداً علمياً للمجتمع الرأسمالي، إذ أوضحت أن تطور المجتمع في ظل الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج وآليات السوق الحر لا بد أن تؤدي في نهاية المطاف إلى سيادة قانون الغاب: إما أن تكون ذئباً أو تأكلك الذئاب. ليس ذلك فحسب بل استشرفت البديل ألا وهو المجتمع الاشتراكي. بيد أن التطور العلمي في عصر ماركس لم يؤهله من رؤية تعقيد المشكلة التي أراد حلها، فقدم حلاً مبسطاً، بل وضع الحصان خلف العربة، رأى أن الإنسان الاشتراكي هو نتاج للمجتمع الاشتراكي بينما الصحيح هو العكس. رأى أن الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج نتاج لتطور قوى الإنتاج في المجتمع، بدورها تؤدي إلى التناقض بين قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج. من ثم يكمن الحل وتجاوز الرأسمالية بتجاوز هذا التناقض، أي تحويل علاقات الإنتاج من الملكية الخاصة إلى الملكية العامة. حسب تصور الماركسية للصراع الطبقي ليس من وسيلة لهذا الانتقال سوى العنف الثوري.
يتمثل أول إخفاق للماركسية في أنه من المستحيل تقديم تصور للتطور الاجتماعي التاريخي للبشرية بمنأى عن البيولوجيا، أي بمنأى عن نظرية التطور. وعلى الرغم من ترحيب ماركس بنظرية التطور إلَا أنه رأى في صيغتها التي تؤبد الفطرة الدارونية كبعد وحيد للطبيعة الإنسانية تبريراً للاستغلال الطبقي من ثم لا تحقق طموحات الماركسية في التغيير ورفع الظلم عن كاهل الطبقة العاملة. لكن بالمقابل يؤدي استبعاد البيولوجيا إلى عدم رؤية الملكية الخاصة كسمة من سمات الفطرة الدارونية وأنها كانت هنالك حتى قبل تطور قوى الإنتاج، في المجتمعات البدائية حيث تم احتكار النساء كوسيلة لإنتاج الذكور الذين يحققون الأمن للعائلة أو القبيلة. عليه في الفضاء الدارويني تكون على الأرجح الضحية من طبيعة الجلاد وأنه لا سبيل إلى تجاوز الرأسمالية وبناء الاشتراكية دون أن تشكل قوى الفاعلية الغالبية في المجتمع، وللتدليل على ذلك خذ أي بروليتاري بصورة عشوائية وأعطه بضعة ملايين من الدولارات، تجد على الأرجح أنه لا يمانع أن يكون رأسمالياً قحاً، هذا يعني أنه لا يختلف عن الرأسمالي من حيث الفطرة الدارونية، لهذا السبب يظل النظام الرأسمالي في البقاء رغم عيوبه.
الإخفاق الثاني للماركسية يرجع لمحدودية فيزياء عصر ماركس، التي لم تكن تدرك أن للمادة خاصيتان تتميميتان هما موجات المادة وذبذبات المعلومات البيولوجية. تنقلنا التتميمية من فلسفة مادية أحادية إقصائية إلى فلسفة مادية تتميمية ترعى التنوع والاختلاف. الإخفاق الثالث يتمثل في أن ليس للماركسية نظرية في تركيب العقل، كيف يتسنى لحركة تطور التاريخ الاجتماعي الثقافي للبشري أن تكون مستقلة عن الوعي؟ بالطبع لا يكفي مجرد الإشارة لأهمية الوعي، ينبغي أن تكون هذه الأهمية والدور مغروساً في صلب النظرية. أدى هذا الإخفاق إلى اغتراب المناضل أو الثوري فبينما هو يجسد معنى ومغزى حياته أروع وأنبل ما يكون من خلال صناعة التاريخ بمحض فاعليته وإرادته، يحسب أنه رهن للحتمية التاريخية، ومن ثم هو يضحي من أجل أجيال لم تولد بعد.
متطلبات الانتقال لمشروع الفاعلية:
من أهم متطلبات الانتقال إلى مجتمع الفاعليّة:
(أ) دال مركزي جديد: يقصد بالدال المركزي المرجعية المعرفية التي ينبغي أن تكون مفتوحة، أي نظام معرفي مفتوح يرعى التنوع والاختلاف، ويمنح الفاعل الاجتماعي وعي الفاعلية والتجاوز.
(ب) وجدان كوني: يعني الوجدان الكوني انفتاح الأنا بحيث يكون الإنسان قادرا على العطاء والمحبة لكل البشرية صرف النظر عن العرق والدين والجغرافيا. يتأتى ذلك بتنمية الفاعلية واحتياز بنية العقل الخلاق.
(ج) مشروع حضاري بديل: يتعلق المشروع الحضاري البديل بتجاوز الطور الدرويني للبشرية، طور الأنانية والعنف والاستبداد، لتحقيق مجتمع الحرية والعدالة والمساواة. وهو مشروع يتخلق وينمو ويترعرع داخل الفضاء الدارويني من خلال تقديم النموذج في المحبة والبذل والعطاء والاشتراكية.
(د) القوى الاجتماعيّة الحاملة للمشروع. لا يمكن لقوى اجتماعية تناسلية أو برجوازية أن تحقق الانتقال لمجتمع الفاعلية دون تنمية الفاعلية ويتطلب ذلك تغيير فكرة التناسلي أو البرجوازي عن نفسه كما يتطلب تجاوزه لمرجعيته المعرفية والقيمية.
(ه) هو انتقال- بالضرورة- سلمي، ديمقراطي وإنساني يعكس فاعلية الفاعلين الاجتماعيين.

مساهمات أساسية للشيخ محمد الشيخ:
- اكتشاف القانون الفيزيائي الناظم لظاهرة الحياة
- اكتشاف التحليل الفاعلي
- اقتراح أساس جديد للمعرفة الإنسانية.
بعض المصادر:
1- - الشيخ محمد الشيخ، 1989. الإنسان والتحليل الفاعلي- تحليل الشخصية السودانية من خلال موسم الهجرة إلى الشمال وعرس الزين. مطبعة الوعد. الخرطوم، السودان.
2--- 2001، التحليل الفاعلي- نحو نظرية حول الإنسان, دائرة الإعلام والثقافة، الشارقة.
3 - 2002 . التحليل الفاعلي والأدب، نحو نظرية جديدة للأدب. لم ينشر.
4 – 2011. التحليل الفاعلي وتحديات النهضة. دار مدارات، الخرطوم.
5 – عبد الرؤوف بابكر السيد،2009. النص الأدبي- الاستلاب والفاعلية. منشورات جامعة التحدي، سرت، ليبيا
(6) Elsheikh, M. 1988. Evolution of Unicellular Organisms in Terms of Vitality --function--. Trilogia (Chile), Numero especial, Junio. Santiago, Chile.
(7) Elsheikh, M. 1999. Evolution: A nonlinear irreversible quantum model. Altahadi Univ. Scientific Journal
(8)- Elsheikh, M. E. 2005. Towards a Science of Faeeliya. Consequentiality, Vol.,1, Human All Too Human. Dena Hurst(ed.), Expanding Human Consciousness, Inc., Tallahassee, Florida, U.S.A. pp.129-152
(9)- Elsheikh, M., 2010. Towards a new physical theory of biotic evolution and development. Ecological Modelling 221 pp. 1108-1118.
(10)- Elsheikh, M., 2014. Discovery of the Life-Organizing Principle. iUniverse Publisher, Bloomington, USA.
(11)- Website: http://www.lifeprinciple.com
ملحوظة:
نال أربعة طلاب الماجستير مستخدمين منهج التحليل الفاعلي في أبحاثهم، كما نالت الطالبة هدى رجب العبيدي درجة الدكتوراه من جامعة الفاتح، طرابلس، ليبيا، 2009، مستخدمة منهج التحليل الفاعلي، وكان موضوع الرسالة " شعر الرفض والتمرد – دراسة في ضوء منهج التحليل الفاعلي"، وهي الآن برفسورة بجامعة الزيتونة، طرابلس، ليبيا.



#الشيخ_محمد_الشيخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الشيخ محمد الشيخ - مأزق نهضة الشعوب العربية والإسلامية--السودان أنموذجاً