أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر جمعة العابدي - اشكالية المعاير في القصة القصيرة جداً














المزيد.....

اشكالية المعاير في القصة القصيرة جداً


حيدر جمعة العابدي

الحوار المتمدن-العدد: 4593 - 2014 / 10 / 4 - 14:18
المحور: الادب والفن
    


اشكالية المعاير في القصة القصيرة جداً
قراءة في المجموعة القصصية ( خَلِيْط متجانس) للكاتب علاء مشذوب.
في ظل التحولات الكبيرة التي يشهدها عالم السرد بكل أجناسه بات من الضرورة العلمية وُضِع بعض المعير الفنيّة والتقنية التي تحفظ لهذ الأجناس خصوصيتها الأدبيّة والثقافية ، مما خلق جدل واسع في الأوسط النقدية والأدبية في الرواية والقصة والقصة القصيرة والقصيرة جدا ،رغم ذلك ظل المشهد الأدبي يعاني من حالة من الضبابية والتداخل مابين هذه الأجناس أفقدها خصوصيتا وجمالياتها الفنية والبنائية ، لذلك تعالت الأصوات النقدية والأدبية بضرورة وضع معاير ادبية و فنية وعلمية عامة تحفظ للأجناس الأدبية خصوصيتها الغوية والتقنية التي تميزها عن باقي الأجناس الغير ادبية .لذلك ان اي جنس ادبي لا تتوفر فيه سمات التوجه والاثارة ،الفعل ،وردالفعل،النص القارء ، لايمكن ان نطلق علية أدب جيد وناجح ، فالإبداع والتوهج في العمل الأدبي او النص يعتمد بالدرجة الأساس على هذه السمات الأصيلة في الأجناس الأدبية ، وهي خاصية ناجمة من التجربة الصادقة والبناء المرصوص والمكثف في النص ،وأي نص ادبي يفقد هذه الخاصية لا يمكن ان يدخل ضمن جنس الأدب ، وبالتالي تعتبر هذه المعاير جزء مهم يجب توفرها في تقنيات الكتابة الأدبية ،ومن هذه الأجناس القصة القصيرة جدا .
التي ستكون محور اهتمامنا في هذا الموضوع النقدي ، حيث تبداء القصة القصيرة جدا ، بالمفارقة وتنتهي بالخاتمة مرورا بالحدث والإحالة فضلا عن ذلك اشتراكها مع باقي الأجناس السردية بحركتي الداخل والخارج ، فبناء القصة القصيرة جدا مثل باقي الأجناس يعتمد على علاقات داخلية نفسية انفعالية يقابلها الخارج المؤسس لموضوع القصة والحدث والعلاقات التبادلية بين اللغة القائمة على الإيجاز والتكثيف فتفاعل الداخل مع الخارج او نفورهما يشكل عامل أساسي في استنهاض النص الأدبي ومركز الفعل في بنية القصة القصيرة جدا .ومن الافت جدا في السرد،ان هناك مستويان من النصوص القصصية التي تشكل السرد :المستوى السطحي الهش والمستوى العميق الإبداعي .
مانقصده بالمستوى الهش : اي السرد العادي والذي يشبه في الكثير منه فن الخاطرة او المقال النثري ،اما المستوى العميق الإبداعي :اي السرد الذي يعتمد المعاير الفنية لغة وبناء يضاف لها تمتع القاص بذائقه فنية عالية تساعده على الانفعال في الموضوع الحدث او يوغل في تلافيف النص للكشف عن ماهيته ، وكي لا نقع في فخ التنضير او إسقاط التهم دون دليل واضح
او اجراء عملي لذلك عمدنا الى تطبيق هذه المعايرعلى المجموعة القصصية للكاتب الدكتور علاء مشذوب ( خليط متجانس) والتي صدرت سنة 2012في طبعتها الاولى عن دار فضاءات -عمان .تحتوي على 117 أقصوصة مختلفة ففي صفحة( 31) أقصوصه بعنوان ( حقيقة) نقراء(سافر احمد الى دول الجوار ضمن دائرته التي يعمل فيها وبعد ان استأجر شقة لم تكن الكهرباء تنطفئ هناك أبدا فاتفق مع البواب أن يطفئ الكهرباء على شقته كل اربع ساعات مقابل ساعة كذلك الماء الصاعد لشقته فما كان من البواب الا أن اتصل بمستشفى المجانين يخبرهم عن شخص يمثل خطرا على سكان العمارة ) وفق هذا المستوى من السرد العادي للحداث لايمكن ان يقدم لنا قصة قصيرة جدا لانه ببساطة لايملك غير لغة نثرية تحاكي اطياف القصة القصيرة كما انها لاتحتوي اي المعير المهمة التي سبق ذكرها ، حيث نجد ان الواقعية الإخبارية تطغى على النص اكثر من جوانبه الفنية والجمالية حتى لغة السرد لغة عادية جدا . في مقابل ذلك نجد ان هناك مستوى عميق في البناء والطرح في نفس هذه المجموعة استوفى شروط القصة القصيرة جداً ففي أقاصيص رقم (4) (علق باقة الثوم في باحة البيت الخلفية لاعتقاده انها تطرد الجن ، في الليل عادت الكوابيس اكثر ، أيقن ان الخوف هو الترياق الوحيد الذي يجعلنا نحرص على الحياة ) كذلك في أقاصيص حاسوبية ص 26( أرسل سقراط مسجا يخبر الآخرين بتجرعة للسم فرد عليه البو عزيزي بحرق نفسه ، بعد ان سبقها بديباجة ان في وقته ضيق العقل وفي وقتنا ضيق الدين )في هذه النصوص تتضح العناصر الفنية والتقنية للقصة القصيرة جدا فحركة الداخل تتفاعل مع حركة الخارج فالقاص تمكن عبر لغة السرد من الوعي بجزئيات الأحداث على مستوى الداخل النفسي وحركة تحول الفعل على المستوى الخارجي اضافة اعتماد نسق قصصي مشبع بالإيحاءات الفكرية والفنية تثير في المتلقي حالة إدهاش تنهض بها لغة خاطفة تحمل ابعاد إنسانية وفنية ونفسية تنسجم مع معاير القصة القصيرة جدا . ان اي عمل ادبي لايخلوا من القوة والضعف في بعض أجزائه وهذا ليس تبرير للقاص او الكاتب بقدر ماهو كشف عن بعض الاختلالات في بناء القصة القصيرة جدا وما نود التاكيد عليه او لفت الانتباه صوبه هو ان بعض كتاب القصة القصيرة جدا يكتب دون وعي او فهم حقيقي بهذا الجنس الأدبي وهذا راجع الى استسهال وتسرع الكاتب في هذا المجال الأدبي متناسيا في الوقت نفسة ان هناك أسس ومعاير يجب مراعاتها لاتختلف عن باقي الأجناس الأدبية لذلك نجد ان البعض يكتفي بتحقيق مستويات هشه وسطحية تدخل في حقل السرد العادي لا اكثر .



#حيدر_جمعة_العابدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بداويتنا تسترد مفاتنها على يد داعش
- اغتراب الذات في القصة القصيرة قراءة في مجموعة( أنا وكلبي وال ...
- النقد الثقافي : قراءة في الانسياق القافية المضمرة في رواية ا ...


المزيد.....




- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر جمعة العابدي - اشكالية المعاير في القصة القصيرة جداً