رشدي الخراز
الحوار المتمدن-العدد: 4591 - 2014 / 10 / 2 - 12:40
المحور:
الادب والفن
(عذراً إن لم أقل للكل عذراً)
عذراً أيها الماضي فقد تركت في كل يومٍ فيك سراً...
كَتَمْتَهُ وكأني كنت أقدفه لأعماق الارض وكنت بأراً...
عذراً أيتها الحياة إن أحببت الموت جهراً....
لأني لطالما سقيت من أقداحكي سماً ومراً....
عذراً يادنياي وإن احترقت من كثر مادقت منكي مراً....
فصوطكي الزمان الذي قتلع السعادة من قلبي وما ترك صدري صدراً..
عذراً أيتها الأزقة والدروب فقد جتحتني ليلاً نهاراً....
فأنتي سجني المتسع وإن كنت في خطايا حراً...
عذراً أيتها سماء فقد وصفت الفتاة قمراً...
فهل للفتاة أن تنشر في الظلام نوراً...
عذراً أيتها الورود فقد وصفت الأجسام زهراً...
وهل للجسم أن يترك في الجو عطراً...
عذراً جميلتي فقد خلتكي ملاكً وماأنتي سوى بشراً..
وما كنت أناذاك العازف الذي يحمل بيده أوثاراً...
عذراً صديقي فقد خلت أني أكن لك مكراً...
وما أنا بماكر بل هو ذاك الكتاب الذي يسمى قدراً...
عذراً قلمي فلطالما نسال منك فوق الأوراق حبراً...
تلك دموعك التي تضرفها على صاحبك الذي عان من الكل قهراً...
عذراً عيوني فمن كثر جراحي ضرفت من الدمع مطراً...
ورأيتي في الكون مايلهمني لأصنع منه شعراً...
عذراً لساني إن لم أتركك تقول للكل عذراً....
فعل الكل أن يقول عذراً فالبشر من يصنع شراً....
وإن طلبت حقاً العذر والغفران....
فسأطلب من الله خالق الكون و الإنسان...
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟