أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية بيروك - كتاب - شجرة الصفصاف -، تأليف د. نادية بيروك














المزيد.....

كتاب - شجرة الصفصاف -، تأليف د. نادية بيروك


نادية بيروك
(Nadia Birouk)


الحوار المتمدن-العدد: 4590 - 2014 / 10 / 1 - 17:26
المحور: الادب والفن
    


كتاب " شجرة الصفصاف " ، تأليف نادية بيروك ، نقرأ من أجواء الكتاب :

شجرة الصفصاف

جلست تحت شجرة الصفصاف، فتذكرت لتوها ابنها الذي لم تره منذ عشرين عاما، لقد ألهبها الشوق، وشدها الحنين. لازالت رنات صوته الحلوة تطارد مسامعها، أمسكت بطرف لحافها وهي تمسح دموعها المنهمرة. إنه قلب الأم، لكنها لم تكن في يوم من الأيام تفهم معنى الأمومة، كتب عليها أن تنتقل من يد ليد، وأن تغادر هذه الحانة لترقص في الأخرى. كانت الكأس تلف رأسها وكان النبيذ الحار يأخذها إلى عالم آخر، عالم أسود، لا مكان فيه للقيم ولا للمبادئ... كان جمالها هو رأس مالها وكانت حاجتها وفاقتها جريمتها الأولى، قبل أن تكون أمومتها المنسية جريمتها الثانية.

تنقضي أيام الشباب سريعا، فيطاردها المرض والألم، يعاندها السهر ويخذلها الشرب، فتنفضها الأيادي كما ينفض الغبار. ومن قرية إلى قرية تجرها قدماها إلى هذه القرية، فتشدها شجرة الصفصاف، تلك الشجرة التي أظلت مولودا صغيرا، تلك الشجرة التي رأت أما يافعة تتسلل في جنح الليل لتترك قطعة من أحشائها للكلاب الضالة والذئاب المفترسة. هذه الأم اليوم تتمسح بنفس الشجرة وتبكي في طهر ورجاء...لا تبغي منها إلا شيئا واحدا، أن تنطق أن تخبرها عما حل برضيعها الحبيب، لكن هيهات أن ينطق الأصم أو يرى الأعمى. فالشجرة صامتة، جامدة، لم تتغير رغم تغير الزمن وغدر السنين. نهضت حليمة مبتعدة عن تلك الشجرة التي أضحت عذابها الوحيد، وفي تلك الأثناء سمعت وقع أقدام قريبة، فانزوت وراء الحشائش، لترى منظرا حلوا زاد مواجعها، كانت على بعد متر من موقعها عجوز تتكئ على كتف ابنها الشاب، تسامره وتحادثه وعيناهما تشعان بالحب والمودة الصادقة. انسابت دمعتان حزينتان من عينيها وخنقتها الحسرة والألم. لكن كلام العجوز استحوذ على قلبها وعقلها حين سمعتها تقول لابنها الشاب أن شجرة الصفصاف منحتها منذ عشرين عاما هدية لم تكن في الحسبان، وأنها تأتي كل مساء إلى هذا المكان لتشذب ما يعلق بها من حشائش ضارة، ولتسقيها بنفسها امتنانا وشكرا لله تعالى. أدركت حليمة أن ابنها عاش في حضن أم طاهرة، تمنت لو أنها تحضنه لكن قدميها تسمرتا في مكانها، وقلبها وإن طاوعها على حبه، لم يطاوعها على القضاء على سعادته. لم يكن لها عزاء إلا شجرة الصفصاف تنزوي وراءها كل مساء حتى ترى طلعة العجوز وابنها الحبيب فتعود أدراجها من حيث أتت.
لقراءة المزيد أو لشراء المجموعة القصصية الكاملة، انقر الرابط التالي:
http://www.ektab.com/%D8%B4%D8%AC%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%81%D8%B5%D8%A7%D9%81/



#نادية_بيروك (هاشتاغ)       Nadia_Birouk#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف؟
- لا تأسف على حالك
- تجاوزهم التاريخ
- جديد الدكتورة نادية بيروك
- حري بنا
- حرب في كوب ماء
- لا تحدثني...
- الورقة
- وجعي
- أعياني ظلمهم
- سأحمل قلبي وأرحل
- علم لا ينفع
- وللحديث بقية.
- حلم
- حوار من خشب
- آهات الموتى
- حال وأحوال
- وتزعمون أنكم مسلمون؟؟؟
- أسوأ شيء!!
- سئمت هذا العالم


المزيد.....




- مسرحية تل أبيب.. حين يغيب العلم وتنكشف النوايا
- فيلم -جمعة أغرب-.. محاولة ليندسي لوهان لإعادة تعريف ذاتها
- جدل لوحة عزل ترامب يفتح ملف -الحرب الثقافية- على متاحف واشنط ...
- عودة الثنائيات إلى السينما المصرية بحجم إنتاج ضخم وتنافس إقل ...
- الدورة الثانية من -مدن القصائد- تحتفي بسمرقند عاصمة للثقافة ...
- رئيس الشركة القابضة للسينما يعلن عن شراكة مع القطاع الخاص لت ...
- أدب إيطالي يكشف فظائع غزة: من شرف القتال إلى صمت الإبادة
- -بعد أزمة قُبلة المعجبة-.. راغب علامة يكشف مضمون اتصاله مع ن ...
- حماس تنفي نيتها إلقاء السلاح وتصف زيارة المبعوث الأميركي بأن ...
- صدر حديثا ؛ إشراقات في اللغة والتراث والأدب ، للباحث والأديب ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية بيروك - كتاب - شجرة الصفصاف -، تأليف د. نادية بيروك