أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى القريشي - رساله من تل ابيب الى دمشق بساعي بريد امريكي !!














المزيد.....

رساله من تل ابيب الى دمشق بساعي بريد امريكي !!


مصطفى القريشي

الحوار المتمدن-العدد: 4589 - 2014 / 9 / 30 - 20:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وانتصار الولايات المتحدة في "الحرب الباردة" اعتمد أكثر صناع القرار الأمريكي الترويج لفكرة "نهاية التاريخ" . وبعد احتلال الولايات المتحدة أفغانستان، ،2001 ثم العراق، ،2003 هيمن"المحافظون الجدد"، رأس السلطة الأمريكية آنذاك، لدرجة الاعتقاد أن استخدام القوة العسكرية كفيل بتحقيق أحلامهم الإمبراطورية في عولمة سياسة الاقتصاد الليبرالي الجديد، وإحكام السيطرة الأمريكية على خيرات العالم وموارده، وعلى النظام الدولي ومؤسساته السياسية والاقتصادية والأمنية . لكن هذا الغرور الفكري والسياسي اصطدم بحدود القوة العسكرية التي، مهما بلغت عظمتها، لا تقوى على هزيمة الشعوب صانعة التاريخ الذي لا نهاية له . هنا أدرك صناع القرار الأمريكي أن اعتماد القوة العسكرية لتكريس نظام "القطب الواحد" وعقلية شرطي الكون المُطاع، لم يحصد - في الواقع - سوى كراهية شعوب المنطقة والعالم وتأجيج مقاومتها بأشكال متنوعة، ونهوض أقطاب دولية وإقليمية جديدة استفادت من مغامرة احتلال الولايات المتحدة لأفغانستان والعراق بخسائرها البشرية الجسيمة، وكلفتها المالية الباهظة التي أسهمت في تسريع انفجار أزمة رأس المال الأمريكي، وإدخال العالم برمته في أزمة اقتصادية جديدة . أدى ذلك إجراء تغييرات ذات مغزى في السياسة الخارجية الأمريكية، رسمت معالمها الأولية في العام 2007 توصيات لجنة "بيكر- هاملتون" المشتركة بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وتحولت إلى سياسة رسمية معتمدة بعد خسارة "المحافظين الجدد" في دورتين انتخابيتين متتاليتين لمصلحة الحزب الديمقراطي بقيادة أوباما الذي قاد سياسة الانسحاب العسكري المبكر من العراق، وفتح قناة تفاوض معلنة مع حركة طالبان، وأحجم عن خوض حروب برية جديدة، وقصر التدخلات العسكرية الأمريكية على الضربات الجوية، كما حصل في ليبيا .
لكن الطابع الاستقطابي العنيف لنظام الاستعمار والسيطرة الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة، بوصفه المقرر في نهاية المطاف لحدود ومجالات الثابت والمتحول في السياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة والعالم، هو ما منع تطوير جديد سياسة إدارة أوباما الأولى والثانية إلى خيار سياسي استراتيجي، سواء لناحية رفض التسليم بانتهاء حقبة السيطرة الأمريكية المنفردة على العالم لمصلحة بناء نظام دولي أكثر توازناً، أو لناحية رفض إحداث أي تغيير على السياسة والمواقف الأمريكية الراعية ل"إسرائيل" والداعمة بلا حدود لحروبها العدوانية وإرهابها الموصوف وصلف شروطها الصهيونية التعجيزية لإنهاء الصراع، وجوهره القضية الفلسطينية . ما يعني أن جديد سياسة إدارة أوباما الخارجية لم يكن سوى تغيير اضطراري مفروض، أو استدارة تكتيكية تهيئة لتجديد الهجوم، وإدخال المنطقة والعالم من جديد في "حروب باردة جديده" التي لا يضمن أحد استمرار السيطرة عليها، ومنع تصعيد بعضها إلى مستوى حرب إقليمية واسعة ساخنة ومتعددة الأطراف، خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط، وقلبها الوطن العربي الذي يلفه حريق كبير وغير مسبوق، وتعمل على إذكاء نيرانه في السر والعلن، دول غربية عظمى تقودها الولايات المتحدة، ودولتان إقليميتان نافذتان هما "إسرائيل" عدو العرب الأول، وتركيا عضو حلف الناتو بتطلعاتها العثمانية الجديدة .
الوارد أعلاه بشأن حدود الثابت والمتحول في السياسة الخارجية الأمريكية خلال ولايتي إدارة أوباما ليس وليد فكر مسكون بنظرية المؤامرة، بل يزكيه التحليل المنطقي لمجريات الوقائع على الأرض، خاصة الهجوم الأمريكي المفاجئ والمفتعل على روسيا من بوابة أوكرانيا بذريعة الدفاع عن الديمقراطية، والاستفاقة الأمريكية المتأخرة سنوات والمفاجئة أيضاً على ما يمثله تنظيم "داعش"، إنما دون سواه من التنظيمات التكفيرية الإرهابية، من خطر فعلي وكبير على دول المنطقة، والعربية منها خصوصاً، واتخاذه غطاء لاسترداد ما خسرته الولايات المتحدة من نفوذ في العراق، وربما، بل على الأرجح، لتحقيق أهداف مضمرة ضد سوريا الدولة والجيش والنسيج الوطني والمجتمعي، من خلال إطالة أمد استنزافها وتأخير حل الصراع العسكري الجاري فيها وعليها حلاً سياسياً . وهو الأمر الذي لا يخدم، ولا يلبي، مطالب الشعب السوري . إذ كيف لعاقل ألا يرى، (حتى من دون الاتعاظ من سيناريو تدمير الدولة والجيش والنسيج الوطني في العراق وليبيا)، أن إطالة أمد أزمة سوريا الدولة واستمرار استنزافها لا يخدم الشعب السوري، إنما يصب الحب في طاحونة أطماع "إسرائيل" ورؤيتها وشروطها الصهيونية لإنهاء الصراع العربي - الصهيوني، وجوهره القضية الفلسطينية .
ماذا عن إرهاب الدولة المنظم الذي تمارسه "إسرائيل" منذ 66 عاماً تحت سمع العالم وبصره وامتداداً لإرهاب عصابات الحركة الصهيونية؟ وما الذي يرتكبه تنظيم "داعش" وغيره من التنظيمات الإسلاموية التكفيرية الإرهابية من مجازر وتهجير وتدمير، ولم ترتكب وما هو أفظع منه، "إسرائيل" وأصلها عصابات الحركة الصهيونية؟ وما الفرق بين عنصرية تكفير التنظيمات الإرهابية لكل مُختلف معها وبين عنصرية اتهام "إسرائيل" لكل مختلف معها، بل لكل ضحاياها، ب"اللاسامية"؟ وما الفرق بين هدف التنظيمات الإسلاموية التكفيرية الإرهابية في إقامة "دولة الإسلام" بحد السيف وبين هدف "إسرائيل" الصهيونية في إقامة "دولة اليهود" على أرض الشعب العربي الفلسطيني عبر ارتكاب ما لا يحصى من جرائم الحرب الموصوفة والتطهير العرقي المخطط والإبادة الجماعية الممنهجة؟



#مصطفى_القريشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرسال وبدايه الصعود الى الهاويه!!
- من الرياض الى دمشق
- القاره السمراء وتكالب القوى العظمى عليها
- المتغيرات في العلاقات الدوليه العراقيه _ الكويت انموذجا
- الخلفيات الاستراتجيه لسقوط مطار الطبقه العسكري


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى القريشي - رساله من تل ابيب الى دمشق بساعي بريد امريكي !!