أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى البوبلي - لوحات جيسلاف بيكسينسكي: الكوابيس المدهشة














المزيد.....

لوحات جيسلاف بيكسينسكي: الكوابيس المدهشة


يحيى البوبلي

الحوار المتمدن-العدد: 4589 - 2014 / 9 / 30 - 08:54
المحور: الادب والفن
    


إذا خطر على بالك يوماً أن تتمعن في لوحات بيكسينسكي، فإنك ستلاحظ أمرين يصيبانك بالذهول. الأول، الرعب الذي تستشعره وأنت تتأمل في اللوحات، لدرجة إحساسك باقتراب الموت وأن الجحيم قادم لا محالة. والثاني، عناية الرسام الكبيرة بأدق التفاصيل، لا بد أنه كان شغوفاً جداً بالرسم لتكون لوحاته بكل هذا الإتقان. لكن، ما الذي يقوله بيكسينسكي عن لوحاته؟

جييسلاف بيكسينسكي (24 شباط 1929 – 21 شباط 2005) هو رسام بولندي مشهور، وهو مصوّر ونحات أيضاً. نفذ بيكسينسكي لوحاته بنمطين مختلفين: الباروكي (أسلوب فني يتميز بالحركية الشديدة وبوضوح التفاصيل لإحداث الدراما والشعور بغنى العمل الفني وعظمته) والقوطي. ساد النمط الأول في أعماله الأولى، من خلال الأمثلة المشهورة من لوحاته المعبرة عن فترة "الواقعية الخيالية"، عندما رسم لوحات مربكة في طبيعتها السريالية الكابوسية. النمط الثاني أكثر تجريدية، سيطر عليه الشكل، وهو معبر عنه في أعمال بيكسينسكي المتأخرة.

الواقعية الخيالية
كان نجاح بيكسينسكي الأول في معرض مرموق أقيم في وارسو عام 1964، حيث بيعت كل لوحاته. انكب بيكسينسكي على لوحاته بشغف، وعمل بشكل متواصل (دائماً وهو يستمع للموسيقى الكلاسيكية). أصبح بفترة قصيرة أهم علم في الفن البولندي المعاصر. في أواخر الستينات، دخل بيكسينسكي بما سماه هو بفترته المدهشة، التي امتدت لأواسط الثمانينات. كانت هذه أكثر فترات حياته شهرة، وفيها صمم لوحاته المربكة، التي خلق من خلالها بيئة سريالية مروعة للغاية، بمشاهد مفصلة جداً عن الموت، والاضمحلال، والطبيعة المليئة بالهياكل العظمية، والأشكال المشوهة، والصحارى. بدا واضحاً في هذه اللوحات الاهتمام الشديد بالتفاصيل، وهذه علامة مميزة للوحات بيكسينسكي. يقول بيكسينسكي عن هذه الفترة: "كنت أرجو أن أرسم بطريقة أشبه ما تكون بالتقاط صور للأحلام".
بالرغم من التجهم الواضح في اللوحات، يزعم بيكسينسكي أن بعض أعماله لم يفهم بالشكل الصحيح؛ في رأيه، لقد كانت هذه الأعمال متفائلة، بل فكاهية أحياناً. وفي معظم الوقت، كان بيكسينسكي يجادل بعناد أن المعنى في أعماله غائب حتى عنه هو، وأنه غير مهتم بأي تأويل ممكن. ولتأكيد هذا الكلام، رفض بيكسينسكي أن يعطي أسماء للوحاته. قبل أن ينتقل للعيش في وارسو عام 1977، أحرق مجموعة من أعماله في فناء منزله، دون أن يترك أي معلومات عنها. أخبر لاحقاً أن بعض هذه اللوحات كانت شديدة الخصوصية، بينما كان بعضها الآخر غير مرضٍ، ولم يشأ أن يراها الناس.

الأعمال المتأخرة
مثلت الثمانينات فترة التحول بالنسبة لبيكسينسكي. خلال هذه الفترة، أصبحت أعماله أكثر شهرة في فرنسا بسبب مساعي بيوتر موكوسكي، وقد حقق شهرة مهمة في أوروبا الغربية وأمريكا واليابان. ركز فنّه في نهاية الثمانينات وأوائل التسعينات على الرسومات الضخمة الشبيهة بالمنحوتات، والتي قُدمت بلوحات مقيدة (وغالباً باهتة) مشتملة على سلسلة من الصلبان. الرسومات بهذا النمط، والتي ظهر غالباً أنها صممت عن طريق خطوط ملونة بغزارة، كانت أقل وفرة من لوحات الفترة المدهشة، لكنها كانت بنفس قوتها. وضح بيكسينسكي عام 1994 قائلاً: "أنا متجه نحو المزيد من التبسيط للخلفيات، وفي نفس الوقت تشويه بدرجة معتبرة للأشكال، والتي ترسم دون ما يعرف بالضوء والظل الطبيعي. ما أطمح له هو أن يكون واضحاً من اللحظة الأولى أن اللوحة لي".
في آخر التسعينات، تعرف بيكسينسكي على عالم الحواسيب والانترنت والتصوير الرقمي والتلاعب بالصورة، وهذا ما ركز عليه حتى وفاته.



#يحيى_البوبلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل تصدق ان فيلم الرعب يفيد صحتك؟
- العمود الثامن: لجنة الثقافة البرلمانية ونظرية «المادون»
- في الذكرى العشرين للأندلسيات… الصويرة تحلم أن تكون -زرياب ال ...
- أَصْدَاءٌ فِي صَحْرَاءْ
- من أجل قاعة رقص ترامب.. هدم دار السينما التاريخية في البيت ا ...
- شاهد/ذهبية ثالثة لإيران في فنون القتال المختلطة للسيدات
- معرض النيابة العامة الدولي للكتائب بطرابلس يناقش الثقافة كجس ...
- شاهد.. فيلم نادر عن -أبو البرنامج الصاروخي الإيراني-
- تمثال من الخبز طوله متران.. فنان يحوّل ظاهرةً على الإنترنت إ ...
- مسك الختام.. أناقة المشاهير في حفل اختتام مهرجان الجونة السي ...


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى البوبلي - لوحات جيسلاف بيكسينسكي: الكوابيس المدهشة