أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قاسم عماري - دولة علمانيّة وممانعة أم دولة دينيّة علويّة؟ / ما حدث بسوريا















المزيد.....

دولة علمانيّة وممانعة أم دولة دينيّة علويّة؟ / ما حدث بسوريا


قاسم عماري

الحوار المتمدن-العدد: 4589 - 2014 / 9 / 30 - 08:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


#هل سوريا دولة علمانيّة ممانعة؟
لنعرّف الدولة العلمانية والممانعة بدايةً

الدولة العلمانية تفصل الدين عن الدولة تماماً ولا تميز بين طوائف بلادها والدينية تميز

الحكومة الممانعة تعادي كل اعداء الدولة لأسباب سياسية لا لأسباب دينية فلا تعادي معتدي وتصادق آخر

وسأبيّن فيما يأتي كون الحكومة السورية حكومة دينيّة تسير وفق المذهب العلوي - البعيد عن التشدّد - لكن لا علاقة لها بالممانعة او العلمنة


# السبب بتدمير سوريا و وصولها الى ما هي عليه
سوريا بعهد الأسدين قامت بالتميّيز الطائفي بين فئات الشعب بتسليم ابناء الطائفة (العلويّة) زمام المراكز السياسية والاقتصادية العليا بالدولة ونبذ اليهود والتضيّيق عليهم ومعاملتهم معاملة عنصريّة كوضع شارة ببطاقات هوياتهم لتمييزهم عن بقية افراد الشعب كما كان يفعل النازيون ببداية حكمهم
فأصبحت تجد اشخاصا اتوا من قرى نائية يستصعب بعضهم - ربما - حل ابسط العمليات الحسابية ، ليأت ويستلم قيادة مكان مرموق بالدولة لا لكفاءته بل لأنه من طائفة الدولة الدينية العلوية تلك التي اسسها حافظ وهذه السياسة تدمّر الدولة تماماً ولا تبنيها



#ممانعة ضد المعتدين على الارض السورية ام حقد طائفي ذو منبع ديني؟

لنقارن بين اسرائيل التي عادتها الدولة السورية بعهد الأسدين وتركيا التي صادقتها وفتحت لها سفارات وتعاونت معها اقتصادياً وثقافياً
ونرى من اعتدى على سوريا اكثر تركيا الإسلامية ام اسرائيل -الدولة اليهودية-؟
تركيا الدولة العثمانية احتلت سوريا اربعة قرون احتلالاً كاملاً للأرض - ما لم تفعله اسرائيل - ممارسةً باحتلالها السافر ابشع صنوف القهر والذلّ والتعذيب والاستغلال للشعب السوري كاملاً
ملايين القتلى خلّفهم احتلالها لأرضنا - وهذا العدد اقل بكثير من قتلى السوريين على يد اسرائيل ، ملايين المهجرين بسبب احتلالها ، نشرت التخلّف والجهل وثقافة التديّن وعادت العلم
الوقت الحالي وافعال تركيا : على الرغم من اعتبار حكومة دولتنا العلوية الدينيّة المدعية العلمنة تركيا صديقة مقربة لها قامت الاخيرة بدعم الثورة ضد تلك الحكومة منذ بدء نشوءها وقامت بإدخال الجهاديين والتكفيريين القادمين من انحاء العالم الى سوريا عبر اراضيها وهي نفسها من منع الاكراد الاتراك مؤخراً من التوجّه لنصرة اكراد سوريا الذين يواجهون حرب إبادة حقيقية على ايدي العصابات التكفيرية التي كانت سبباً رئيساً بادخالهم الى سوريا وهي من كانت تداوي بمستشفياتها آلاف المقاتلين المجاهدين خلال الازمة السورية الاخيرة
تركيا اغتصبت ارض لواء الاسكندرون السوري والذي هو أغنى طبيعيّاً واكبر بنحو ثلاثة اضعاف من هضبة الجولان الذي اغتصبته اسرائيل فلم يكفي احتلالها القذر لأرضنا طيلة اربعة قرون بل واقتسمت اجزاء منها
وكلا الاعتدائين حديثين ولم يدم على اعتداء كل منهما اكثر من مائة عام حتى الآن!

فبأي منطق صادق اولئك المعاتيه الحمقى تركيّا وعادوا اسرائيل إن لم يكن بوازع ديني بحت
فتلك حكومة دينية حمقاء سافلة بتوجّه ديني وابعد ما تكون عن العلمانية والممانعة


#حماقة الإدارة السورية الدينية العلوية وانعدام ابسط معايير المنطق والذكاء
لا يمكن بأي شكل من الاشكال كما ذكرت اعتبار الحكومة السورية علمانيّة ممانعة فتحالفها مع القوى الشيعيّة بالمنطقة وكرهها لكل ما له علاقة باليهوديّة حتى بعض الطوائف المسيحيّة لا يمكن اعتباره حكم علماني بل حكم ديني علوي وغبي جداً جداً مع الأسف


#عداء اسرائيل هل كان صائبا؟ وأصل الازمة بسوريا
"القط الذي يتحدى نمراً شرساً ليحاربه هو بالتأكيد من يتسبّب بقضاء النمر عليه!"

قام مؤسس الدولة الدينية العلوية السورية الحديثة "حافط" بسياسة العداء لإسرائيل باعتماد سياسات تحاول تدميرها (بغباء طبعاً) أو التوهّم بذلك وذلك بدعم الميليشيات الإسلاميّة الفلسطينيّة والشيعيّة المقاتلة بلبنان وفلسطين
لكن يحارب من؟ وهل تلك نباهة أم سفالة اودت البلد للهاوية وقلة تدبير وانعدام حنكة وذكاء
اسرائيل دولة نووية وتمتلك صواريخ هيدروجينية ونووية موجّهة قادرة على محو سورية بضغط بضعة ازرار بالإضافة إلى أنها تملك ادهى سياسيّي العالم واقتصاداً متيناً ومن الدول المتقدمة علميّاً وذات قوة عسكرية دفاعيّة هائلة لا يمكن مقارنتها اصلاً بالأسلحة السورية التي احدثها الميغ-29 الذي يعود تاريخ صناعته الى سبعينيات القرن المنصرم والتي تمتلكها سوريا بكميات ضئيلة جدا بعكس اسرائيل

أليس هذا العداء الطائفي المزدوج المعايير لإسرائيل يعطيها دافعاً ومبرراً لاستمرار محاربتنا والتأمر علينا كما حاولت الحكومة السورية العلوية الغبيّة محاولة بسذاجة شديدة تدميرها بدلاً من كف اذاها وعقد سلام معها لدرء شرّها ، الجواب هو: نعم
هي دولة معتدية على سوريا نعم وتركيا أيضا دولة معتدية على سوريا وامريكا ايضا دولة معتدية على سوريا ولها اكبر يد بتدميرها مؤخراً لكن لماذا الاستمرار بعداء اسرائيل وحدها
الجواب: لأنها دولة لليهود!! مع انها فعلياً لا تمت لليهودية بصلة اذ نسبة اللادينيين اكبر من 30% فيها وتدّعي اليهودية لجذب اليهود او ذوي الاصول اليهودية اليها فقط

اذا نظرنا الى المنطقة عن بعد فنجد ان الدول الوحيدة التي لا زالت محافظة على أمنها بشكل او بآخر هي الدول التي عقدت سلاماً مع اسرائيل كمصر والأردن وهذه السياسة هي قمة النباهة لدرء خطرها لأن بعض سياسيّي تلك الدول أدركوا ان لا مجال بدولهم الضعيفة اليوم عداء دولة تمتلك صواريخ نووية خطرة كإسرائيل وذلك لحماية شعبها وحدودها لا حباً بقذارتها وسفالتها بل درءاً لخطرها بعكس من ادعوا عداءها وممانعتها كالعرراق وليبيا.. باستثناء لبنان لأنه يحاذي اسرائيل وليس من مصلحة اسرائيل جعل الإرهابيين التكفيريين على حدودها

اخيراً اضيف ان حماقات سياسيّي الدولة العلوية السورية هي من دمّرت سوريا من دون شك وجنود الجيش السوري والشعب السوري ليسوا إلا احجار شطرنج تقودها حكومة حمقاء نحو الهلاك

لو ارادت الحكومة السورية حماية الشعب ومصلحته
كانت فرضت التعليم للثانويّة بدلاً من ان تحارب المفكّرين وتغلق الجامعات بوجه الراغبين بالتعلّم
كان عليها ان تبني دور ثقافة وفنون اكثر بدلا من ترخيصها بناء مساجد او مفرخات ارهاب كل مائة متر بأرضها

كان عليها ان تلغي التعليم الديني العنصري بالمدارس وتحارب فكريا العقيدة الاسلامية التكفيرية التي ينتمي اليها اغلبية الشعب فتعلّمهم تاريخ الكون والانسان والتطور وأصل الحياة علميّا وتاريخ بعض الاساطير الدينية و رأي علماء النفس الحديث بالأديان وبعض اراء نقّاده كما فعلت ايرلندا مؤخرا بدلا من ان تبني بيئة حاضنة للإرهاب بغباء شديد وهي تعادي دولة جوارها كإسرائيل مما يجعل الدولة السورية اكثر هشاشة لتضع سوريا على حافة هاوية امام شعب شجّعته لأن يؤمن ويتشدّد بمعتقد ارهابي تدميري كفيل بتدميرها امام ابسط بلبلة وتحريض له او مؤامرة عليها

الأسد دمّر البلد وحماقة سياسة الأسدين وقلة حنكتهم هي من أوصلت سوريا إلى ما هي عليه اليوم فلم تنفع سياسة القمع والترهيب التي كان يمارسها الأسد الأول ومن بعده خليفته بهذا العصر مع تدخل القوى الكبرى بالمنطقة وضغط عامة الجماهير التي ساهم بانفجارها وتغيّيبها دينيّاً وصناعة الإرهابيين فيها فغباء دينهم واشراكه بالسياسة لا ينفع ببناء دولة قوية!

حتى روسيا تنتفع على حساب الأزمة بسوريا في حين كونها تتخلص من سلاحها القديم الذي نشط بيعه مؤخرا بالمنطقة العربية الملتهبة تستعد حالياً لتسليح جيشها بالأسلحة الحديثة محقّقةً بذلك اقل قدر من الخسائر!



____________________
هوامش:

روسيا ستسلح جيشها بأسلحة حديثة
tishreen.news.sy/tishreen/public/read/298066

تركيا تمنع الاكراد الاتراك من الذهاب الى سوريا لقتال داعش وتمنع السوريين الاكراد من الدخول اليها /إبادة ممنهجة/
alalam.ir/news/1635927

ايرلندا تدرِّس الإلحاد
arabic.bayynat.org.lb/KhabarPage.aspx?id=4652







#قاسم_عماري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يدمّر سوريا الحبيبة


المزيد.....




- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قاسم عماري - دولة علمانيّة وممانعة أم دولة دينيّة علويّة؟ / ما حدث بسوريا