أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ابراهيم فيلالي - الإنسان و القضية، الإنسان قضية














المزيد.....

الإنسان و القضية، الإنسان قضية


ابراهيم فيلالي

الحوار المتمدن-العدد: 1291 - 2005 / 8 / 19 - 11:31
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كل واحد منا داخل هذا المجتمع أو ذاك و في مسار حياته الفردية الخاصة مطالب بإعطاء معنى ما لحياته و لوجوده، و إلا فانه سيتيه حتى النهاية و يصبح ملكا للآخرين بهذه الصيغة أو تلك، فينو جد و يعبر بالمعنى الذي يعطيه الآخرون للحياة. يمر في الظل و لا يملك يوما ما الجرأة الكافية لرؤية الشمس و معانقتها.

أن تعطي معنى للحياة معناه أن تطرح أسئلة فلسفية تحدد المعنى و الحياة والموت و الوجود والعشق و الحرية... فتنتفض و تفجر في داخلك، في أعماق أعماقك طبقات متراكبة و متراكمة من الثقافات( قيم و معايير و ادوار و أنماط السلوك) تركت رواسب هي بصمات في تفكيرك و أسلوب حياتك حتى أنها بديهية لا تناقش. "تتبنى" أفكار إيديولوجيات لا تعرفها، مواظب على ممارسة طقوس لا معنى لها مادامت هي جزء من إيديولوجيات لا تفهمها، مستلب حتى النخاع لا تعير أي اهتمام بما حولك و لو انه يمس في العمق كرامتك و كبرياءك كانسان. تجربة الحياة كتجربة الموت كل واحد منا يمر منها بحواسه و مشاعره و قدرته على التفكير و الصمود أو العجز و الخنوع و الموت الرمزي. قد لا تكون تجربة الموت – أي الانتقال إلى العدم- مرة و صعبة لمن مات قبل ذلك أو لم يحيا أصلا، و لكنها موت/ ميلاد لمن يعشق الحياة و يحب الإنسان باعتناقه لقضاياه التي تعطي معنى لحياته و وجوده لأنها ترتقي به و تأخذه إلى أعماقه ليجد أن القضية التي يعانقها و تحملها إلى حقيقتها في أعماقه هي الوضع المشترك، هي قضايا الإنسان، هي أن تكتشف فيك الإنسان.

ما أجمل هذا الإقليم ما أغناه !! و لكن هل من حقنا أن نعتز و نفتخر بأشياء لم نخترعها؟ هل من حقنا أن نتاجر بهذا الجمال و الغنى الطبيعي و نعلق صوره في لوحات اشهارية تجذب السواح و السينمائيين و كل من يريد أن يستمتع بهذا الجمال؟

ما أطيب إنسان هذا الإقليم الكريم، يحسن استقبال الزائرين، يفتح فمه ضاحكا حتى اذنيه كي لا يقنط الزوار، يستحضر تقاليده كل ليلة في الفنادق بضاعة لهواة الخمر و السمر و الحديث الليلي، لا يؤرق نفسه في التفكير لحظة واحدة، لا يدرك أن ما يدفعه للتملق اليومي و الضحك على نفسه هو مجرد وهم لان تحت أقدامه ما يحرره من عبودية الضحك و هو يختزن بركان غضب دفين، ما يحرر من عبودية يؤجر من خلالها بعضا منه أو كله للآخرين. الوضع المشترك/ القضية هي بؤس هذا الإقليم أحزانه، معاناته و حاجياته.

القضية هي فك التناقض بين الخزان الهائل من الثروات و الفقر الاجتماعي مع هشاشة أو انعدام البنية التحتية من طرقات و ماء صالح للشرب و كهرباء و خدمات أخرى كالتطبيب و التعليم ...

القضية هي التصدي للجهل و الأمية والخوف و العنف المادي و الرمزي و التهميش و الإقصاء، بكلمة واحدة القهر الطبقي.

القضية هي النزيف المادي و البشري.

القضية هي الأرض والحرية. فهذه الأرض لنا و لن نقبل أن نتحول إلى عبيد و منسيين و متسولين و ورثة الأعمال الطفيلية، لن نقبل أن نرى أطفالنا يلمعون أحذية المارين، لن نقبل أن تتشابه أيامنا كأننا مجرد كتلة لحم تتدحرج هنا و هنا.

و لكن ما معنى الدفاع عن قضايا مجتمع مشلول ! ؟

كيف نعيد بناء هذا المجتمع ؟

ابراهيم فيلالي



#ابراهيم_فيلالي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احنجيف -


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ابراهيم فيلالي - الإنسان و القضية، الإنسان قضية