أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ابراهيم فيلالي - احنجيف -














المزيد.....

احنجيف -


ابراهيم فيلالي

الحوار المتمدن-العدد: 1286 - 2005 / 8 / 14 - 09:59
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


احنجيف"
( هدا الخيط الجدري الرابط بين سيكولوجيا الفرد و سيكولوجيا الدولة )

"احنجيف" بالامازيغية يعني أن تتمظهر بشخصية ليست هي شخصيتك الحقيقية. اذاك تكون كذابا، منافقا و متملقا. هو ايضا ان تتصرف ليس وفقا لقناعات شخصية شيدت عبر سنين قضيتها في بناء مبادئ، هي ركائز و دعائم لشخصيتك. لا، بل أن تتصرف وفق ما تنتظره من الآخرين. و المنتظر هدا يأتي غالبا عكس ما هو منتظر، لدلك فلكي تحصل على ما تريد تتلون كالحرباء و تقفز من هنا الى هناك وراء السراب في بحث دائم في كل حالة على كبرياء فارغ و منافع حسية انانية وانية. من فيه "احنجيف" يكون على الدوام قصير النظر و صغيرا بل صاغرا.

هذه في الحقيقة ورطة ؛ تكذب و تدرك جيدا انك لست أنت . و لكي يرضي وجودك الآخرين فلا يهم أن تسافر في أعماقك من اجل الإجابة على سؤال هو: كيف تربط بشكل وثيق و متين ين مستويين هما في علاقتهما اشكالية كلاسيكية في الفلسفة؛ اشكالية علاقة الفكر بالواقع ؟

التفكير الفلسفي لا يرتبط بلغة محددة فكل فرد وجب عليه التفلسف و ليست المؤسسة( المدرسة والجامعة) هي التي تستطيع لوحدها ان تجعل منك فيلسوفا. ان الفلسفة و السياسة تتماهى او يجب ان تتماهى مع الحياة اليومية أي مع الممارسة الفردية والجماعية في اطار مجتمع تؤنسنه الفلسفة و تنظمه ممارسة سياسية فعلية لا تمثيلية.

"احنجيف" هو أن تصنع كذبة عجيبة للتمويه من اجل هدف معين ، و لكن هو ورطة حقيقية لان اول من يصدق هذه الكذبة هو انت . فيجب ان تصدقها كي تعطي للاخرين صورة تعكس لهم ما يريدونه منك فكرا و ممارسة. و لكن من انت؟ الا يستحق هذا الوضع حين تتحول الى مجرد حيوان اليف مروض و مورط إلى وقفة و لو مرة واحدة لطرح هذا السؤال : من اكون ؟ ان تطرحه مشحونا بالام و شقاء و بؤس و حرمان و اذلال و اهانة عريقة تستمد جدورها في فتحك لبوابة الهزائم المتواصلة و تدفعك حيث لا تستطيع أن تقف و ترجع إلى الوراء كي تغلق بوابة الهزيمة والذل . وقفة قصيرة. حاول، قد تتعثر و لكن أليس تاريخ البشرية تاريخ إنجازات و انتصارات و اكتشافات و هزائم و تعثرات و إخفاقات ؟

هكذا" فاحنجيف" على مستوى الفرد نجد له تفسيرا في طبيعة تكوين و بناء شخصية كل واحد داخل المجتمع. ففي المجتمعات غير المتكافئة و الطبقية يلتجئ الضعيف و المهيمن عليه إلى طرق و وسائل لفرض وجوده و انتزاع الاعتراف إن لم يستطع أن يقلب الأمور ففي زمن الجزر تكون الشعوذة والسحر والدين و كل الأمراض النفسية الاجتماعية ملجأ سلوك الانبطاح و مبرر ا للوهن والضعف و التشتت.

الفرق يين" احنجيف " الفرد و" اجنجيف" الدولة هو أن الأول ليس مؤسسيا بحيث يحتاج إلى بروتوكولات و تحديد المسؤوليات ، انه سلوك يلتجئ إليه كل فرد مقهور و فاشل يريد أن يقلب الفشل نجاحا و السقوط نهوضا فيتقمص شخصيات حسب الأوضاع ." احنجيف" في هذا المستوى مرض نفسي اجتماعي، هو اثر لسيكولوجيا منهزمة تبحث في الأوهام عن تخريجة ما. المهم أن ينحرف الصراع. كثيرة هي الوسائل التي لا تعمل إلا على التمويه و التضليل و التضبيب و التحريف و الطمس و الترويج للحقيقة المزيفة. يلتقي" احنجيف" مع كل هذا لأنه يشوه ا لوعي الحقيقي بالذات و الأخر و الوجود. هو إذن استلاب . فالأشباح لا يمارسون الصراع .

"احنجيف" الدولة يمر عبر قنوات و مؤسسات و وسائل الإعلام و كل من يروج للايدولوجيا المسيطرة و المهيمنة .

احنجيف الدولة يتمثل في وجود مؤسسات رسمية و شبه رسمية و غير رسمية تروج لثقافة حقوق الإنسان و الديمقراطية و تدعي لنفسها عنوان الانتقال إلى زمن المصالحة و حرية التعبير والديمقراطية في حين نرى و نلاحظ بكل وضوح ديكتاتورية بأقنعة ويدونها .

لا يصمد مفهوم المصالحة أمام منطق الصراع الطبقي لان الزنازن التي يعرفها جيدا كل المعتقلين السابقين لا زالت الآن تؤدي نفس الوظيفة: إيواء معتقلين جدد. ولان الاعتقالات و المضايقات و المداهمات و قمع المعطلين و كل من يحتج دفاعا عن حقه في شوارع المدن والقرى لا زالت متواصلة. و لان حرية التعبير غير مضمونة و لان حقوق الإنسان تهضم وتخرق يوميا و لان الفقر رمى أسرا بأكملها في الشوارع للتسول و الدعارة والتشتت فالتيه.

إن اصل الصراع بين الطبقات هو الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج و المعرفة . لذا فان التكافؤ و التناغم داخل المجتمع لا يمر عبر الشعارات بل عبر توزيع عادل للخيرات، لان المسالة تبدأ من هنا من وسائل الانتاج من الأرض و الحرية.

فكيف يتصالح المهمش و المتسول و المتخلى عنه و الفلاح والعامل و المعتقلون السابقون واللاحقون مع الاحتقار و التهميش و الاستغلال و الاستعباد و التعذيب؟ كيف يتصالح كل هؤلاء و كل الكادحين مع إقطاع و برجوازية طفيلية لا معنى لها خارج منطق الربح السريع و الأقصى على حساب كرامة الإنسان؟ كيف نتصالح مع ديناصورات مريضة بشهوة السلطة و المال ؟

الشرط الأول لكل تناغم حقيقي و ليس مصالحة مزيفة و غير ممكنة أصلا، هو التوزيع العادل للخيرات بدون تمييز بين أفراد المجتمع و هو الحرية للجميع. فحرية الفرد لا تنتهي ببداية حرية الآخرين، بل هي تكمل، تقوي و تمدد حرية الآخرين و العكس صحيح.

نعم قد يستقطعون أن يكذبوا فلا يصدقون كدبتهم، لا يخدعون أنفسهم إنما يخدعون الآخرين، عكس الفرد قد يكذب و مع ازدحام الأحداث ينتهي إلى تصديقها، على هذا الأساس تكون المؤسسة في خدمة الكذبة. إن لم تستطع أن تهضم كذبتهم تتكلف بتلقينك دروسا في استحالة المساءلة والنقد و التمرد والعصيان، و في تعاملها معك ( أي المؤسسة) تنتقل بك في نزهة مخدرة، كي تكون مواطنا صالحا.:

من الايدولوجيا و السياسة إلى القمع و العسكرة.

إبراهيم فيلالي



#ابراهيم_فيلالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ابراهيم فيلالي - احنجيف -