أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل دي براكونتال - إيبولا. وباء بوجه أنظمة صحية ضعيفة أصلا، دمرتها سياسات «التقويم الهيكلي»















المزيد.....

إيبولا. وباء بوجه أنظمة صحية ضعيفة أصلا، دمرتها سياسات «التقويم الهيكلي»


ميشيل دي براكونتال

الحوار المتمدن-العدد: 4586 - 2014 / 9 / 27 - 10:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بينما خلف وباء إيبولا بالفعل ما يناهز 1400 قتيل في غرب إفريقيا، طالبت الدكتورة جوان ليو، رئيسة أطباء بلا حدود، بالمساعدة الدولية: «لا يمكن القضاء على الفيروس إذا لم نتوفر على المزيد من مراكز العلاج، ومن العمل المنسق، ومن الوسائل اللوجيستيكية ومن العاملين في قطاع الصحة، كتبت في مجلة التايم. هلكت عائلات بأكملها. ويموت عاملون في قطاع الصحة بالعشرات. وباء إيبولا الذي اجتاح غينيا وليبيريا وسيراليون تجاوز بالفعل عدد الأشخاص الذين قتلهم ما قتله أي وباء آخر في التاريخ، ويواصل انتشاره بلا هوادة…» (انظر في هذا الموقع المقال المنشور بتاريخ 10 آب/أغسطس عام 2014 في موقع A l’Encontre TV )

إن شفاء أمريكيَين من مقدمي الرعاية أصيبا بعدوى الوباء في ليبيريا، وهما كينت بارنتلي ونانسي بريتبول، عقب تلقيهما علاجا تجريبيا، يسمى ZMapp، والذي حظي بتغطية إعلامية مكثفة، أثار تكهنات حول أمل في إيجاد علاج معجزة قد يوقف انتشار الوباء. احتمال وُصف «بمشهد هوليودي» من قبل سيلفان بيز، مسؤول عن المركز الوطني المرجعي لأمراض الحمى النزفية الفيروسية في معهد باستور، بمدينة ليون. لم يتم إثبات فعالية ZMapp، والجزئية غير متوفرة، ولا يوجد اليوم أي دواء ولا لقاح بإمكانه إيقاف انتشار الفيروس.

ترى رئيسة منظمة أطباء بلا حدود، أن الوسيلة الوحيدة لمنع الحصيلة من أن تكون ثقيلة هي تكثيف العمل بسرعة في المناطق المتضررة من الفيروس. «لن يتم القضاء على الفيروس دون انتشار حاشد على الميدان»، على حد قولها. وتعتقد جوان ليو أن العمل الصحي يعرقله غياب إدارة منظمة ونقص الطاقات لتدبير الأزمة.

يقول سيلفان بيز: «يلزم القضاء على الوباء بالفعل إجراءات ميدانية، لكن الوسائل حاليا غير كافية على نحو مأساوي، يجب مضاعفتها عشر مرات.» نشرت منظمة أطباء بلا حدود 1000 عامل في قطاع الصحة بالمناطق المتضررة، وأنشأت مراكز صحية بسعة إجمالية تبلغ 300 سرير. يلزم توفير أكثر من ذلك. تقول جوان ليو: «كل مراكزنا مُكتظة». «لدينا مركز خاص بمرض إيبولا في ليبيريا، قرب بؤرة الوباء. كان متوقعا أن تكون طاقته الاستيعابية 20 سريرا، لكنه بات يستقبل أكثر من 125 مريض.» وفي مونروفيا، العاصمة، فتحت منظمة أطباء بلا حدود أكبر مركز لمرض إيبولا في التاريخ، بسعة 120 سرير، لكنه هو الآخر تجوز حجمه.

كما ينبغي الإشارة أنه إذا حظيت حالات نادرة من المرضى المنتمين للبلدان الغربية بتغطية إعلامية مكثفة، فإن وباء إيبولا لا يشكل تهديدا ضد البلدان المتطورة، التي تتوفر على الوسائل الصحية لاحتواء اجتياح محتمل للفيروس (نشير أن حالات فرنسية غير موجودة إلى حد الآن، عكس للإشاعات التي روجها باتريك بالكاني). واليوم، لا يشكل فيروس إيبولا خطرا محدقا بإفريقيا وحدها. والبلدان الأربعة المتضررة اليوم من الفيروس ليست كذلك بنفس الدرجة، ولكن مدى تأثرها بالوباء يثير القلق.

أثارت نيجيريا اهتماما خاصا، بسبب عدد سكانها الكبير للغاية: بالنسبة للعاصمة لاغوس وحدها، التي تضم حوالي 20 مليون نسمة، فإن عدد سكانها مساو تقريبا لعدد سكان كل من غينيا، وليبيريا وسيراليون مجتمعة. لحد الآن، يبقى تأثير الفيروس محدودا: 14 حالة مصرحة بها، ضمنها خمس وفيات. غير أن خبراء مراكز مكافحة الأمراض واتقائها في أتلانتا، بالولايات المتحدة الأمريكية، الذي يتابعون بوجه خاص الوضع في نيجريا، ينتابهم القلق من بطء رد فعل السلطات الأولي، والتي استغرقت ما يقرب من أسبوعين لإقامة مركز للعلاج في لاغوس: «منذ ذلك الحين، تحسنت نيجيريا بشكل كبير في ردها، لكن الجواب على السؤال القائم على معرفة ما إذا تصرفت في الوقت المناسب لتفادي انتشار الوباء على نطاق واسع غير واضح لحد الآن»، وفق ما كتبوا في نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين (مراكز مكافحة الأمراض واتقائها، شبكة لمراقبة الأوبئة).

غير أن مصدر الغالبية الساحقة من الحالات يكمن في ثلاثة بلدان، وهي، غينيا، التي ظهر فيها الفيروس في أواخر عام 2012، وليبيريا وسيراليون. يقول سيلفان بيز: «في غينيا، تم تقريبا القضاء على الفيروس لكن لم يتم بعد التحكم فيه، فمازالت حالات جديدة تظهر. وفي نيجيريا، هناك حالات قليلة، والوضع تحت السيطرة، لكن لا يمكن استبعاد انفجار الوضع على نحو مفاجئ. في سيراليون، الوضع مقلق للغاية. والوضع حرج في ليبيريا.»

أنظمة صحية منهارة

تلاحظ جوان ليو بأن حصيلة وباء إيبولا ظهر ليضاف لحصيلة الأمراض المألوفة التي لم تعد الأنظمة الصحية تعالجها. وتضيف: «يموت الناس بسبب أمراض من الهين الوقاية منها أو علاجها مثل حمى المستنقعات أو الإسهال، لأن المرافق الطبية أغلقت أبوابها مخافة من العدوى، مفضية إلى انهيار أنظمة صحية. لما كنت في ليبريا خلال أسبوع 11 آب/أغسطس، فقدت ست نساء حوامل أطفالهن لعدم قدرة المستشفى على استقبالهن وتدبير تعقيدات الحمل.»

ويضيف سيلفان بيز: «بعد عقود من الحرب الأهلية، فإن المرافق الصحية معدومة ولا تسمح بعلاج الأمراض المستشرية، ناهيك عن مواجهة وباء جديد.» علاوة على ذلك، على السلطات الصحية مجابهة عداء معين من السكان، كما برز من خلال الحوادث التي اندلعت في ويست بوينت، أحد الأحياء الفقيرة في مونروفيا الذي يضم 75000 نسمة. تمت مهاجمة مركز لعزل المصابين بالوباء يوم 17 آب/أغسطس، ما أدى إلى هروب 17 مريضا مصابا بالفيروس ولم يتم العثور عليهم سوى بعد ثلاثة أيام من ذلك. «في غضون ذلك، كان هؤلاء المرضى على اتصال مع أشخاص عديدين، وقد يسبب ذلك في 100 أو 150 حالة جديدة من المصابين بوباء إيبولا، يعتقد سيلفان بيز. بصرف النظر عن واقع سرقة الأفرشة الملوثة… إجمالا، قد يسبب هذا الحادث بروز بؤرة وبائية واسعة النطاق في مونروفيا.»

أحد أسباب ظهور علاقات سيئة بين السكان ومقدمي الرعاية الصحية هو واقع قلة عدد هؤلاء الأخيرين وعدم توفرهم على الوسائل الكافية. الأنظمة الصحية في ليبيريا وسيراليون منهارة، تؤكد جوان ليو: تتمثل، على التوالي، طبيبا واحدا وطبيبين لكل 100000 نسمة، بينما هناك حوالي 300 طبيب لكل 100000 نسمة في فرنسا.

ebola-map-aug14-1200px

خريطة توزيع حالات وباء إيبولا: اللون البرتقالي للحالات المؤكدة واللون الأسمر الفاتح للحالات المحتملة.
خريطة من إعداد مركز مكافحة الأمراض واتقائها

وباء تم التقليل من شأنه

وفقا لخبراء المنظمة الصحية العالمية، تم التقليل من حجم وباء إيبولا، لأسباب عديدة. لما ظهر الفيروس في غينيا، في أواخر عام 2013، لم يتم تحديد هويته فورا. لم يُتوقع انتشار وباء إيبولا في هذه المنطقة، ويمكن عدم تمييز الأعراض النموذجية تقريبا للحمى النزفية عن أعراض أمراض أخرى. تم التعرف على وباء إيبولا من قبل مجموعة سيلفان بيز يوم 21 آذار/مارس عام 2014، ما يعني أن حالات عديدة في غينيا لم يفطن لها أحد خلال ثلاثة أشهر.

علاوة على ذلك، حتى بعد التعرف على الفيروس، تمت معالجة المرضى في محل إقامتهم بواسطة عائلاتهم. غالبا ما يتم دفن الموتى دون تشخيص مرضهم.

«واليوم، في غينيا، تم إرساء النظام، والأرقام الرسمية تتطابق مع الوضع القائم، كما يعتقد سيلفان بيز. لكن الحال ليس كذلك في ليبيريا، التي لم تحظ فيها حالات كثيرة بتشخيص. ليس هناك سوى مختبر صغير في مونروفيا لإجراء التحاليل. يذهب مرضى ليبيريون إلى غينيا. وفي ليبيريا، عدد الوفيات ضئيل مقارنة مع عدد الحالات المشتبه فيها، ما يعني أن مرضى عديدون دخلوا المستشفى لأسباب أخرى غير المرض الناتج عن فيروس إيبولا. ولم يتم تسجيل عدد من بؤر الوباء.»

قدمت جوان ليو نفس التشخيص بالنسبة لسيراليون: «كان 2000 شخص على اتصال مع مرضى أصيبوا بفيروس إيبولا في كايلاهون، في سيراليون، كتبت جوان ليو. من الملح متابعتها. لكن لم نتمكن من إيجاد سوى 200 شخص منهم.»

في ليبيريا وسيراليون، لم يتم تتبع حالة نسبة هامة من أناس كانوا على اتصال مع الأشخاص المصابين بالوباء، بحيث استمر الفيروس في الانتشار. والعاقبة متمثلة في أن الوباء في تفاقم مطرد بعد ثمانية أشهر، وهذا لم يحدث بأي وجه خلال هجمات وباء إيبولا السابقة. وفي شهر آب/أغسطس وحده، تم إحصاء ما مجموعه 1022 حالة، ضمن 2475 حالة منذ بداية الوباء؛ وتم تسجيل 509 وفاة، ضمن 1350 حالة وفاة. وبعبارات أخرى، في غضون ثلاثة أسابيع، تضاعف عدد الحالات بـ 1.7 مرة وعدد الوفيات بـ 1.6 مرة. ولا يبدو أن الوتيرة في تباطؤ.

عواقب اقتصادية وخيمة

البلدان المتضررة من فيروس إيبولا فقيرة. ويشكل الوباء بالنسبة لها عناء ثانيا. إذ تعمل عواقبه الصحية على مفاقمة الآثار السلبية المنعكسة على الاقتصاد. توقفت شركات الطيران الإقليمية عن تأمين الرحلات نحو المناطق التي أصابها الفيروس، وتعمل الشركات الدولية من التخفيف من وتيرة رحلاتها. علاوة على ذلك، تقوم الشركات العالمية القائمة بالمنطقة المتضررة من الفيروس على ترحيل مستخدميها، هذا إن لم تباشر ذلك بالفعل. هكذا فإن الوباء يسبب انكماشا اقتصاديا كبيرا.

«في ظل هذه الظروف، كيف يمكن تعزيز القدرات في عين المكان؟ يتساءل سيلفان بيز. كيف يمكن ضمان تنقل المستخدمين أو إرسال المعدات واللوازم؟ كيف يمكن لمقدمي الرعاية الصحية القدوم من الخارج، إن لم يكونوا على علم بالتاريخ الذي بوسعهم العودة فيه.» إن القيود المفروضة على النقل الجوي –أو البحري- تُفاقم الوضع. وما يثير المزيد من الأسف أن الفيروس لا يشكل خطرا على طاقم الطائرة، الذين ليسوا على اتصال مع السكان المصابين بالفيروس.

قد يخلق هذا الوضع حلقة مفرغة، قد تتوفر فيها البلدان المتضررة على موارد غير كافية باطراد لمحاربة الفيروس ولتلبية حاجاتها على العموم. قال سيلفان بيز: «تنضاف المشاكل. كلما مرت الأسابيع أصبح ذلك أكثر خطورة.» (نشر في موقع Médiapart، يوم 23 آب/أغسطس عام 2014)

تعريب موقع الطلبة الثوريون-أنصار تيار المناضل-ة



#ميشيل_دي_براكونتال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل دي براكونتال - إيبولا. وباء بوجه أنظمة صحية ضعيفة أصلا، دمرتها سياسات «التقويم الهيكلي»