أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد ممدوح العزي - الشراكة الفلسطينية في خطر، وحماس تنقلب عليها؟؟؟















المزيد.....

الشراكة الفلسطينية في خطر، وحماس تنقلب عليها؟؟؟


خالد ممدوح العزي

الحوار المتمدن-العدد: 4585 - 2014 / 9 / 25 - 20:46
المحور: القضية الفلسطينية
    


السلطة الفلسطينية: المشاكل الثانوية والمصالح الضيقة فوق المصالح الوطنية ...

لم يكن موقف الرئيس ابو مازن" محمود عباس" المهدد لحركة حماس بإنهاء الشراكة معها، زوبعه في فنجان . فالعلاقة أصبحت حرجة جداً لقد تفجر الخلاف بين الحركة والرئيس محمد عباس مؤخراً بعد ان تصالحا في "نيسان /ابريل الماضي واختلافا في أيلول /سبتمبر "الحالي.
لقد تم الاتفاق بين الطرفين على إنهاء الخلافات وتشكيل حكومة اتفاق وطني تنهي الهوة بين الأشقاء المتخاصمين لمصلحة الشعب والقضية ، مما ساعد على وضع اتفاق القاهرة في "نيسان "الماضي والذي يعتبر الخطوة الإيجابية بظل المتغيرات التي تفرض نفسها على العالم العربي والتي وضعت القضية الفلسطينية في المرتبة الثانية.
اطلق الرئيس عباس بتاريخ 7 أيلول الحالي موقفا نقديا حادا لحركة حماس يحمل فيه مسؤولية العرقلة في تنفيذ اتفاق بنود المصالحة ، مهددا أيها بإنهاء عقد الشراكة معها، بحال استمرت الاخيرة في التعطيل والهروب الى الامام لحل مشاكلها المتراكمة ، والتي تحاول فرضها على الشعب الفلسطيني والاختباء وراءها.
تحاول الحركة منذ فترة ان تفرض أمرا واقعا من خلال ابقاء سيطرتها على قطاع غزة للتعويض عن الخسارة التي لحقت بهيكليتها التنظيمية مؤخراً، وتحديدا بعد الحرب الاخيرة على غزة ، وانهيار سيطرة الاخوان في العديد من دول المنطقة.
فالإصرار على دفع الرواتب من قبلها للموظفين والاختباء وراء مشكلة ثانوية تربطتها بمسيرة الشراكة ، يعني هذا بكل بساطة الالتفاف على الاتفاق وأخذه الى حيث هي تريد. فالحركة منذ بداية الاتفاق كانت تحاول ابقاء القطاع بيدها وتحميل السلطة المسؤولية المالية.
فالمشكلة التي تحاول حركة حماس التحرك من خلالها هي إجبار السلطة الفلسطينية على تأمين ميزانية مالية لرواتب موظفيها في غزة والبالغ عددهم حوالي ستون الف موظف تم تعينهم من قبل سلطة حماس اثناء السيطرة على القطاع او انقلاب عام 2007.
وبالرغم من اتفاق القاهرة بين (حركة حماس وحركة فتح ) لم يتضمن هذا الاتفاق اي بند ينص على ان السلطة تتولى دفع مرتبات العاملين او الموظفين فيها . وبحسب رأي عزام الأحمد الذي وقع على اتفاق الشراكة بين الحركتين يقول :"لقد تم تشكيل لجنة من وزارة المالية والعدل وديوان المحاسبة مهمتها دراسة الحالات المختلفة، ووضع تقرير خاص بهذه المشكلة، ينفذ نصوصه بعد خمسة شهور لكي يتم حل هذه المشكلة والعمل على تأمين ميزانية مالية لتسوية أوضاع الجميع بعد ان تدمج الوزارات كلها في القطاع والضفة،ولكننا لا نعرف لماذا هذا الاصرار اليوم على دفع الرواتب .
تعاني السلطة الفلسطينية من أزمة مالية بعد المصالحة بسب الحصار الاسرائيلي المفروض على أموالها المحجوزة في بنوك الاحتلال وكذلك تهديد الدول الغربية بعدم دفع أية مساعدات للسلطة بحال غياب سيطرة الحكومة الفلسطينية على المشهد السياسي العام في غزة ، وعدم سيطرتها على مفاصل الخدمات العامة والحياتية .
مما لا شك فيه بان" ابو مازن " ذهب بالمصالحة بعيدا بالرغم من التهديد الامريكي والغربي والإسرائيلي والنصيحة له بعدم السير في مشروع المصالحة مع حركة حماس لكن ابو مازن تحدى الجميع مفضلا مصلحة الشعب والقضية الفلسطينية على الجميع بعد ان نال الانقسام من كل شرائح المجتمع الفلسطيني والذي سيطر عليه الانقسام العامودي والأفقي.
ولابد من التذكير هنا بموقف رئيس الوزراء الاسرائيلي" بنيامين نتانياهو " عندما وضع ابو مازن بين خيارين :"اما المصالحة مع حماس او الاستمرار بالمفاوضات معه" ، لكن ابو مازن اختار المصالحة، اختار الوحدة الفلسطينية، اختار فلسطين لكي يعيد الحياة من جديد الى القضية الفلسطينية والشعب بالرغم من كل الضغوط السياسية والاقتصادية التي وضعت أمامه .
الوحدة بنظر حماس هي ابقاء سيطرتها غير المباشرة على قطاع غزة بغطاء السلطة نظرا لمشاكل حركة الاخوان المسلمين التي تعانيه الاخيرة من حصار عربي ودولي وحركة حماس هي جزء من الحركة الام، فالاستقالة الشكلية لحكومة حماس لم تتوج بخطوات عملية في اعادة الهيكلة والدمج كما ينص اتفاق القاهرة للشراكة الوطنية، وهذا الوضع قد دفع الرئيس محمود عباس القول في تصريحه:" في غزة حكومة ظل من خلال سيطرة 27 وكيل وزارة اي 27( مدير عام).
حماس تريد من السلطة تأمين أموال لموظفيها وعناصرها التي فرضتهم في السلطة وخاصة بعد شح الأموال في القطاع وتشديد الحصار على مصادر أموال الحركة الخارجية ،وخاصة بان حماس تعاني من حصار سياسي واقتصادي ودبلوماسي لم تستفيد من اجواء الحرب الاخيرة واستثمارها في إطار الوحدة الوطنية الحامية لها،وبحسب التقارير الاقتصادية "حماس تحتاج شهريا الى 500 مليون دولار لتغطية نفقاتها المالية والتي تصر على ان السلطة مسئولة عن تأمين هذه المبالغ التي تعجز حماس عن تأمينها حاليا.
حماس تمنع دخول رئيس الوزراء" د. رامي الحمدالله" الى غزة اذا لم يؤمن أموال الموظفين في القطاع ،وحماس تعترض طريق وزير الصحة دكتور "جواد عواد "من خلال مجموعة من الشباب الذين تعرضوا له عند معبر رفح اثناء توجهه الى غزة خلال فترة الحرب الاخيرة، مما دفع بالأهالي للوقوف بوجه هذه المجموعةّ ،وتعيق عمله كدكتور ووزير للصحة في مشفى الأمل في غزة اثناء الحرب مما اجبره للعودة الى رام الله .
فالقضية الثانوية أصبحت لحركة حماس هي الاساسية والمركزية ،فالحرب الاخيرة لم تمسح غبار وخلافات الماضي وتعزز الوحدة من خلال الألم والمآسي الفلسطينية التي عززها الشعب الفلسطيني بصموده ، و أجبرت العدو على التراجع لصالح انتصارات الشعب الصامد ، لكن حركة حماس المأزومة كانت تحاول استثمار الحرب لصالحها والخروج منها بانتصار الهي لكن التضامن الفلسطيني في الحرب أفقدها هذا النصر وتضامن الحلفاء معها لم يستطيعوا تعويم دورها مجددا كوكيل حصري للحرب والسلم كما كانت الحالة في المرات السابقة بالرغم من إطالة عمر الحرب لكنها وافقت على المبادرة المصرية كأي فصيل فلسطيني اخر .
وبظل هذا العرض ترى حركة حماس نفسها في حالة حصار مجددا بعد هذه الحرب التي أفقدتها سيطرتها على المعابر والإنفاق ذات التجارة الضخمة والعائدات المالية ،التي كانت ترتكز عليها ثروة حماس وقيادتها الى جانب الدعم الخارجي المحاصر.
فالفشل الذي فرض على حماس سياسيا وعسكريا ودبلوماسيا وتراجع في عائداتها المالية يفرض عليها الخروج من اتفاق الشراكة الوطنية وإبقاء سيطرتها على القطاع من خلال خلق خلافات مع السلطة وخاصة في الجانب المالي الذي يشد قدراتها مع مناصريها الذين تتطابق حقوقهم مع مشاريعها.
طبعا الازمة بالأساس مع السلطة أزمة ثقة وعلاقة غير جدية تحاول حماس وضع كل العراقيل التي تفشل دور السلطة القادم والذي سيكون ملف اعمار القطاع من اهم المشاكل التي ستضع الوحدة امام امتحان ،فمثلا منذ بداية حرب غزة التي شنتها اسرائيل ضد الحركة والحركة تقول بان عملية خطف المستوطنين، ليس للحركة أية علاقة بها ،وهذا الحديث اعتمده الرئيس ابو مازن في كل المحافل الدولية وفي زيارته الى امريكا ، لكن أسلوب المراوغة والنفي والتذاكي لدى حماس يدل على عدم الثقة والجدية مع السلطة ،بالوقت الذي كان العديد من القيادات الحمساوية كانت تعلن مسؤوليتها عن العملية.
فان رصاصة الرحمة الذي إطلاقها الرئيس ابو مازن على تصرفات حركة حماس بمثابة الانذار الاخير والذي يضع الحكومة الوطنية امام حائط مسدود ، وربما تصرفات حماس نتيجة خوف الحركة من مستقبل غير واعد ، والخوف من إقصائها شعبيا بحال تمت انتخابات شعبية برلمانية في غزة ، فالميزان لن يميل باتجاهها من جديد ، وهذا ما تعرفه حركة حماس جيدا ،وغزة لن تكون من نصيبها بل من نصيب التطرف الديني الذي سيكون أمرا واقعا نتيجة اعمال وتصرفات حماس.
لذلك حماس تمارس التعطيل والتضليل من خلال التلاعب بأمور عامة وحياتيه محاولة استعطاف الشعب الفلسطيني الذي يعيش المأساة، والمعاناة ، وخصوصا اليوم بعد انتهاء الحرب وظهور المشاكل ،وبظل انتشار لون الموت ، والتدمير ، وبقاء الحصار على غزة.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل ستبقى حماس متمسكة بموقفها:" لا حل قبل صرف مرتبات ألموظفين من اجل حل مشكلة خاصة تعاني منها الحركة في محاولة للهروب الى الامام وتصدير مشاكل الى الجوار ، لان مشكلة فض الشراكة هي أزمة فعلية سوف تعرض الشعب الفلسطيني كله لازمة بالوقت التي لا تزال حركة حماس بحاجة الى الوحدة الوطنية للخروج من الازمة التي تفرض نفسها عليها .فالحركة بحاجة اليوم للوحدة اكثر من اي وقت مضى (فتح المعابر ، تأمين الأموال ، تأمين الأمن ،تنسيق العلاقات مع اسرائيل ، رعاية الهدنة والعمل على بحث بنود اخرى من اتفاق الهدنة ، عقد مؤتمر للمانحين لمساعدة اهل غزة) ، فكل هذه المسال لا يمكن ان تتم دون وجود السلطة الفلسطينية لان الجميع يسر على وجود سلطة شرعية وقوية منتشرة في غزة ففي العام 2009 اثناء الحرب الثانية، عقد في شرم الشيخ في مصر اجتماع للدول المانحة ، والتي أقرت منحة لغزة بحوالي خمس مليارات "دولار"، ولكن هذه المساعدات لم ترسل الى السلطة بسبب عدم وجود سلطة شرعية في غزة ، فهل تكرر حماس نفس الحالة ،وتعطل المنحة التي ستعطى لغزة مجددا بسبب تسلطها على السلطة.
وبالرغم من رؤية حماس للمصالحة الاضطرارية التي ذهبت اليها والتي لا ترى فيها إلا تكريسا لسلطتها على غزة عبر حكومة الظل كحل لمشكلتها المالية المتفاقمة إلا ان هناك مسؤولية رسمية اولا ووطنية وإنسانية تقع على عاتق السلطة الفلسطينية بإيجاد حلول سريعة لمشكلة الموظفين في غزة بعيدا عن انتمائهم الحزبية ومن ساهم بتوظيفهم في السلطة .
دكتور خالد ممدوح العزي .
كاتب اعلامي وباحث بالعلاقات الدولية .



#خالد_ممدوح_العزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقوبات الاقتصادية : حرب باردة جديدة
- هجرة الشباب الفلسطيني : تنهي القضية والأمل بالعودة .....
- الحوثيون :مشكلة اليمن المتجددة . الدولة المركزية او الفدرالي ...
- روسيا والغرب: عقوبات اقتصادية متبادلة على حساب المواطن؟؟؟
- روسيا والعقوبات الاقتصادية ؟
- البطاقات والخدمات المصرفية .
- اوكرانيا : صراع التاريخ والجغرافيا والاقتصاد
- صلاح اليوسف : نتمنى للبنان الشقيق ان يخرج من أزمته و يتعافى ...
- صبحي ابو عرب : لا مشاريع للسلطة الوطنية الفلسطينية في مخيمات ...
- صلاح المختار : لا حل في العراق إلا بإنهاء السلطة الحالية بال ...
- ايفلين المصطفى: محاولة من الغير لمعالجة ازمات اقتصادية ...؟؟ ...
- البرامج الحوارية : قدرة المعد وتنسيقه مع مقدمه
- الخطاب السياسي واجتزائه في لبنان...
- اللينو : عدم السماح بتدمير فتح ،لان المؤتمر هو الحكم الفيصل ...
- روسيا : التشدد والطرف لحل الازمة وفك العزلة ...
- -الانابيب الحمراء- تحدد شكل الشرق الاوسط
- العراق: ثورة شعبية تقاوم كل اشكال الاحتلال، والطوائف العابرة ...
- ليبيا نموذجا جديدا لحسم معركة مؤجلة...
- ارمان عساف يبحث في تاريخ لبنان منذ النشأة
- الانتخابات الافغانية صراع على السلطة ... ام ديموقراطية جديدة


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد ممدوح العزي - الشراكة الفلسطينية في خطر، وحماس تنقلب عليها؟؟؟