رحلة مع الازدواجية

داليا نصير السعودي

الحوار المتمدن-العدد: 4585 - 2014 / 9 / 25 - 12:09
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

احب تعمقي بالمجتمع الذي أعيش فيه و به و أحب المجتمع الذي ولدت فيه و ولدت معي قيم و صفات باتت جزء من شخصيتي اليوم. هذه الازدواجية صعبة، مربكة و رحلة سفر مزدحمة بأفكار جديدة، تحديات ليس لها نهاية أشخاص يمرون و يذهبون من جانب زوايا حياتي، يلوحون بيد القدر و ابتسامة الربيع و نظرات الخريفية، و في كل محطة نلتقي معا مع الثقافات المتعددة.
احدى رحلاتي الحياتية هذه، حيث الازدواجية كانت رفيقة الرئيسية في رحلة اللقاء .. هي زيارتي الاولى لبلدي بعد سنين أطالت وقتاّ في ركوب قطار التحديات و الصعوبات الشقية.

عندما زرت المجتمع الذي تربيت و ترعرعت ب أدركت على الفور ان نسبة فرحتي لفرحتهم كانت غير متساوية، شغفي و فضولي كان هامشياََ، و مطر تعليقات الأقارب و الأصدقاء علي كأنما شخص لبس ثوب النسيان و التمرد. بقي الصمت يصاحبني طول زيارتي . و هذا صمتي ليس استسلام بل كتابة صامتة عنهم و عن تقاليد التي باتت القائد في تهذيب و تعديل البشر هناك، و ان خربشة و خلط صورة الحرية المزيفة مع تلك التقاليد مع المرض السياسة المزمن، ولد جيل لا يعرف ان الوقوف ضروريا عند ضوء الأحمر و ان الوقوف على هاوية التخلف هو انتحار مجتمعي محزن.. و انا واقفة أتفرح و اسأل نفسي: هل انا سعيدة ؟ هل انا غاضبة؟ هل انا كارهة؟؟؟ ...... لا و لا و لا.
فقد أصابتني الخيبة، خيبة كبيرة.
و هنا أدركت كم صعب و مربك ان ترتدي قميص اخضر اوربي مع سروال رملي صحراوي.
و هنا فهمت كم صعب و مربك ان تعزف العود و البيانو معا في صالة واحدة.
و لكن لأكون إيجابية و أقول ان نتيجة فراقي لهذا المجتمع و تعايشي في مجتمع اخر و نتيجة ازدواج الثقافتين معاّ، ولد لقاء دفء الشرق و أشجار النارنج و قصص جدي أمين في قلبي و رقيِ الغرب و حريته الفكرية في عقلي. و فوق كل هذا لقاء خيبتي، خيبة وطني الكبيرة.

لعل ما كتبته ممل، خيالي، بعيدا عن حدث سياسي ساخن و خالي من تحليلات الدينية، و وصفات الطبخ و اسماء ماركات لمساحيق التجميل و نصائح جويل . و لكنه زاوية من احدى تلك الزوايا العمياء التي لا نراها الا اذا أدرنا رأسنا 180درجة يميناً او يسارا حتى نستطيع ان نرى اما آمالنا، او خيباتنا او...................

بقلم داليا نصير السعودي

#داليا_نصير_السعودي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات