دعوة للاباء لمتابعة افلام الكارتون

وضاح طالب دعج

الحوار المتمدن-العدد: 4580 - 2014 / 9 / 20 - 00:17
المحور: المجتمع المدني
    

دعوة للاباء لمتابعة افلام الكارتون
قد يبدوا العنوان اعلاه للوهلة الاولى غريبا لكن عن تلبية الدعوة هذه سيعرف اغلب الاباء والامهات انهم يسلمون ابنائهم إلى عدو يكسبهم سلوكيات اقل ما يمكن وصفها انها سخيفة , بالوقت الذي نحن جميعا نعيش من اجل ان نعلم ابنائنا قيم ومفاهيم اجتماعية عليا , لكن وعن دون قصد منا ولكثرة مشاغل الحياة نسلمهم الى من يفسدهم ويزرع فيهم سلوكيات سيئة بطريقة ذكية ومحببة لهم ,وهذا من خلال متابعتهم الى بعض افلام الكارتون في القنوات المخصصة للاطفال , لاحظت بطريقة الصدفة بعض هذه الافلام من خلال اصرار ولدي (محمد) بأن اشاهد معه حلقة من فلم كارتوني يحبه فصعقني ما شاهدت من عرض لسلوكيات لاخلاقية من خلال الشخصية الرئيسة والتي يحبها الاطفال من قبيل (اكل القاذورات) وامور اخرى اكثر سوء اترفع عن ذكرها ستعرفونها عند تلبية الدعوة لمتابعة فلم (جاودر), مما لفت انتباهي ودعاني لتعرف على بقية الافلام التي يشاهدها ابنائي واطفال اخرين كثر فوجدت ان فلم اخر يظهر الاب بطريقة تافة تشجع ابنه على التجاوز عليه والسخرية منه (وهو فلم كامبل) الذي يستخف بأبيه ويتجاوز عليه في كل موقف , واعمال اخرى تدس السم في الدسم , لا يدركها الاطفال لكن يحبون هذه الحالات السلبية تحديدا لانها وضعت بطريقة دقيقة تكون محببه وتضحكهم , ونحن فرحين بان ابنائنا لا يخرجون في الشارع حرصا منا عليهم عما يحمله الشارع من امور وخطورة وبانهم جالسون بالبيت يشاهدون افلام كارتون , بينما نلاحظ عليهم تغير في سلوكهم نحو الاسوء مع انهم لم يختلطوا باطفال اخرين , بل والاكثر سوء في الامر ان غلب علماء النفس يشيرون الى أهمية السنوات الخمس الاولى في عمر الطفل في تشكيل شخصية حتى قالوا (ان الطفل هو ابو الرجل) بمعنى ان مايظهر من سلوكياتنا الان ماهي الا نتاج ما خزن في عقولنا منذ طفولتنا , فلقد اشار فرويد إلى اهمية مرحلة الطفولة في تكوين وبناء شخصية الطفل وعد ما يتعلمه الطفل في سنواته الاول هي مفتاح حل تركيبة شخصيته عند الكبر , فلوعدنا بالذاكرة الى افلام الكارتون التي لاتزال محفورة في ذاكرة اغلبنا لوجدنا انها تحمل قيم وخلاقيات عليا تحث على فعل الخير والرحمة بالحيوان كما هو حال ذلك الطفل المشاكس ( نيلز) والذي دفع ثمن مشاكساته وتحول الى قزم ليأخذنا معه الى احداث تعلم الاطفال معنى الصداقة من خلال ما ينشاء بينه وبين طيور الاوز ومعنى ان يتعاون الجميع لمواجهة الاخطار , بل كانت بعض الافلام تحرص على ان تكون الشخصيات الشريرة منهزمة دائما وقبيحة مع الحفاظ على عدم اثارة الخوف لى الاطفال كما في افلام (كريندايزر) مثلا , اما اليوم فنحن نجد تراجع لكل هذه الحسابات على الرغم من ان الشريحة المستهدفة هي ذاتها (الاطفال ) لذى فلابد الانتباه ايها الاباء . 19/9/2014

#وضاح_طالب_دعج (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات