أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشاد الغربي - الثورة والامبريالية















المزيد.....

الثورة والامبريالية


رشاد الغربي

الحوار المتمدن-العدد: 4572 - 2014 / 9 / 12 - 16:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الثورة والامبريالية
اذكر اننا منذ عشرية من الزمن طرحنا نقطة للجدل انذاك رايت من الواجب اعادة طرحها لما لها من اهمية في الفرز السياسي خاصة بين القوى التي تدعي اليسارية .لقد تمثلت نقطة الجدل انذاك في افتراض نجاح ثورة شعبية حقيقية ينتج عنها نظام وطني يقطع مع التبعية الاقتصادية والسياسية ويحفظ للثقافة الشعبية مقامها . ماهو رد فعل القوى الامبريالية وعلى راسها راعية النظام العالمي الجديد الولايات المتحدة الامريكية ,هل ستقف مكتوفة الايدي؟ الن تتدخل عسكريا او تحرك طوابيرها الخامسة لاعادة الاوضاع لنصابها ؟
اذا القينا نظرة على التاريخ سنجد الاجابة من خلال امثلة عديدة جدا فمثلا بعد نجاح الثورة البلشفية في الامساك بالسلطة السياسية قامت فرنسا وبريطانيا بانزال قواتها العسكرية على الاراضي الروسية وفرضت حالة من الحصار الخانق الى جانب دعمها اللا متناهي لقوات الجيش الابيض المضادة للثورة .لم تنتهي المعركة الا بانخراط الشعب في عملية مقاومة كانت مكلفة للغاية ورغم ذلك استمرت القوى الاستعمارية في حبك المؤامرات وتجنيد العملاء من اجل اسقاط النظام الوليد بالشرق
لم تكن التجربة الروسية الوحيدة فقد تلتها الفيتنام وكوريا وامريكا اللاتينية وافريقيا السوداء والعراق ولبنان وليبيا فالجيوش الامبريالية لم تتوقف سنة واحدة عن الحرب وسفك الدماء بل واللافت في الامر ان القوى الاستعمارية لم تتورع عن التدخل حتى زمن صعود الامبريالية الاشتراكية والتي خلق صعودها نوعا من التوازن الدولي فتح المجال لقوى التحرر لتكون في مواقع افضل .ولولا وجود الاتحاد السوفياتي رغم انحرافه وتحوله الى دولة استعمارية ومن منطلق دفاعه عن مصالحه لسقط نظام عبد الناصر مثلا ابان تاميم قناة السويس
فاذا كانت هاته ممارسات الامبريالية زمن تعدد الاقطاب فكيف يكون الحال زمن استفراد الولايات المتحدة الامريكية بزمام الامور وقيادتها للنظام العالمي الجديد و الذي دشنته باعلان الحرب على العراق كتجربة لمدى سيطرتها على العالم ونجحت في ذلك
لذلك ارى ان السؤال المطروح اعلاه مهم جدا وان الاجابة عنه محددة في الفرز بين مختلف القوى السياسية .قديجيب البعض من منطلق اليائس امام هول الامكانيات الامبريالية وقدراتها الجبارة وضخامة التها العسكرية و الاعلامية بان الانتصار محض هراء والمقاومة لن تخرج عن عملية انتحار حقيقية
وقد يجيبنا البعض مستدلا بنجاح المقاومة العراقية واللبنانية في عرقلة مشروع الشرق الاوسط الجديد او في نجاح قوى اليسار البوليفاري في الوصول الى السلطة في امريكا اللاتينية اي الحديقة الخلفية للولايات المتحدة الامريكية
وان كان نجاح او فشل بعض التجارب المناهضة للامبريالية تحتاج الى دراسة معمقة حتى لانقع في عملية استنساخ مشوهة وحتى لاتكون هاته التجارب امثلة استشهاد تساق هنا او هناك للتبرير فان الحقيقة المؤكدة ان الانتصار سيكون رهين العامل الذاتي بالاساس ومدى تطابقه مع المعطيات الموضوعية في الواقع
ولكي نعود لاصل الموضوع حتى لا نغرق في التهويمات النظرية فاننا نجد انفسنا اليوم امام مايسمى الربيع العربي و بداية لا بد ان نقف على بعض المعطيات فالمنطقة العربية محكومة بانظمة عميلة تمارس ابشع انواع الديكتاتورية والشعوب تعيش معها صراعا من اجل الحق في الخبز والحرية وبمقابل ذلك فان القوى الامبريالية تدعم هاته الانظمة في ذات الوقت الذي تحتضن فيه معارضاتها وتدافع عنها وتحميها
وسط هاته المعطيات الاساسية يحدث ربيع الثورات العربية التي نجحت في اسقاط الرؤساء دون الانظمة وبشكل جعل من كل تجربة حالة فريدة ونموذجا خاصا فان تشابهت التجربة المصرية والتونسية فلقد شكلت التجربة الليبية صفارة الانذار ليراجع كثير من المطبلين والمهللين حساباتهم
وقد يفهم من حديثي انني من هواة نظرية المؤامرة ومن الرافظين لما يحدث بمنطقتنا وجوابي هو القطع بالنفي لان المطلوب فعلا هو ثورات حقيقية تطيح بالانظمة بشكل كامل ونهائي
اما اسقاط رؤساء ليتولى عملاءجدد فهذا يعني استمرار التبعية والعبودية واستمرار الازمات مما قد يخلق حالة ياس من التغيير قد يتواصل لعقود وهو ما لانرتضيه ابدا
بالعودة اذن الى ليبيا ورغم اقرارنا بان نظام العقيد اجرم في حق الشعب الليبي لسنوات فان استبدال الديكتاتورية بالعمالة لا يغير في الحال شيئا على اعتبارهما وجهان لعملة واحدة فالتغيير الوحيد سيكون من نظام عميل الى نظام اكثر عمالة
في التجربة الليبية تدخلت القوى الامبريالية بشكل سافر لتستنزف الاطراف المتحاربة ولتطيل امد الحرب كي تنتهي باطباقها الكامل على البلاد سياسيا واقتصاديا
كما ان سوريا تقترب من نفس السيناريوا بعد ان اطلقت يد تركيا لضرب حزب العمال الكردستاني مقابل ان تكون المنفذ الى الداخل لاشعال حرب اهلية طويلة الامد
اي معنى اذن لثورات لم تصطدم مع الامبريالية ولم تشعر خلالها الشعوب ان صراعها مع الديكتاتورية هو في الاصل صراع مع عرابيها من الضواري العالمية
اي معنى لثورة تطبل فيها النخب السياسية لانتقال ديمقراطي (المثال التونسي)يشرف عليه فرنسي الجنسية وينفق على تكاليف حملاته الانتخابية ومعداته اللوجيستسة الاتحاد الاوروبي الذي يعيش ازمة مالية
كيف لنا ان نتحدث عن ثورة والاحزاب تنظر لموقع الشريك المتميز مع اوروبا والتحالف الاستراتيجي مع الو.م.ا وهو ماكان يكرره على مسامعنا بن علي نفسه صباحا مساءا ويوم الاحد
لماذا لم يسقط علي عبد الله صالح رغم سلمية الثورة وصمود الشعب اليمني لاكثر من ثماني اشهر ولم تتحرك الامور نحو التغيير الا عند رفع اليد عن حكم هذا الاخير بما يعني ان ضمانات قد وجدت للحفاظ على المصالح الامريكية
لماذا يتم التعتيم على المحتجين في البحرين وتدفع دول الخليج بقواتها لقمع المتظاهرين ذلك ان التغيير لن يخدم مصالح النظام العالمي الجديد
اي يسار هذا الذي يناهض الامبريالية ثم ينخرط في عملية انتقال تشرف عليها الدوائر العالمية وتنظمها اياديهم في الداخل.هل يتغابى يسارنا ام انه تعب فاخذ يبحث عن شيخوخة مريحة؟
لماذا لاتزال شعوبنا تشعر ان ما انجزته منقوص جدا وان لاتغيير في الاوضاع فهل كانت مشكلتنا حقا حرية التعبير فقط خذوا اذن مثال الجزائر حيث تستطيع لا ان تنتقد بل ان تشتم رئيس الجمهورية نفسه علنا ورغم ذلك يستمر جنرالات السكر والاسمنت والحليب في الحكم
لقد وجدت لحظة ثورية ولكن مسارها حرف لنعود من حيث اتينا ببعض المغانم التي لاتغني ولا تسمن من جوع
لقد كانت تبعيتنا سبب هزيمتنا في الجولة الاولى وكانت نخبنا ذلك الجمهور الذي صفق لاعدائنا تشجيعا لهم
ان الثورة الحقيقية لاتكون الا باستلام القوى الثورية للسلطة وهذا لن يكون دون صراع مرير مع القوى الاستعمارية وحلفائها في الداخل ولن يكون سلميا كما نظر لنا البعض
ان البوصلة الحقيقية للثورات تكمن في الكلمة المفتاح وهي ملكية الشعب للسيادة اي الحرية الكاملة للجماهير وحسم المسالة الوطنية بالقطع مع التبعية الاقتصادية والاقتداء الحضاري اي قضية الولاء الوطني
فاين نحن من هذا اليوم وثوراتنا رسخت التبعية بارتفاع حجم الديون وحالة المراوحة السياسية
الم ترتكب الطبقة السياسية جريمة بحق الشعب الذي كان اكثر وعيا بالمطلوب حين استولت على شعاراته وحرفتها لتختزل كل الدماء والعذابات في لحظة انتخاب ووضع علامة الم تدفع نخبنا المهزومة الشعب الى الاستقالة السياسية مجددا بعد ان تراجع عنها .اي استكمال لمهام ثورة لم تنجز مهمتها الاولى واي راسمال وطني تحرر في ظل راس المال المعولم
الا يدفعنا الواجب اليوم للعودة للجدل حول اصل الموضوع وجوهره اي الثورة في مواجهة الامبريالية



#رشاد_الغربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة جديدة حول المسألة السورية


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشاد الغربي - الثورة والامبريالية