أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نعمت خلات حجي - دراما الاقصاء














المزيد.....

دراما الاقصاء


نعمت خلات حجي

الحوار المتمدن-العدد: 4572 - 2014 / 9 / 12 - 00:33
المحور: حقوق الانسان
    


وطني يضطهدني ليس بوطني وشعب يحتقرني ليس بشعبي والجار الذي كنت احسبه جاري والذي ينقلب علي ويفتك بي وبعائلتي وينفث سموم حقد لاتفهما قواميسي ولا تفقهها لغتي ليس بجاري , نعم يااخوتي في الالم ان مسلسل اضطهادي وتراجيديا تعنيفي أعي جيدا متى بدأ ولا اعرف متى سينتهي رغم يقني انه لن ينتهي الا بفناء ايزيديتي واقتلاع جذوري وسحق هويتي وابتلاع شخصيتي وتسويف تميزي وتعويم تفردي .ساحكي لكم مقاطع مقتضبة مسلسل اضطهادي ولكم الحكم. لن انسى ذلك اليوم الخريفي الجميل حين امسكني ابي من يدي الناعمتين وادخلني الى بناية كبيرة وقال لي هذه هي المدرسة ياولدي واريدك ان تكون متفوقا في الاخلاق قبل الدراسة.. كانت فرحتي لا توصف ببدلتي الجديدة وكتبي ودفاتري واقلامي وحقيبتي المدرسية وزملاء صفي , لكن فرحتي العظمى وانبهاري الاكبر كانا قد تجليا بمعلمي الذي نصبته براءة طفولتي قدوة لي ومثلا اعلى بل رفعته سذاجة مشاعري الى مقام الالوهية وكم تمنيت ان يرتدي والدي واحدة من بدلاته الانيقة والجميلة المكوية بدقة متناهية ولو ليوم واحد وخاصة اذا كان يوم العيد , معلمي هذا يااخوتي بالالم وجه اول صفعة لبراءتي حين قام بسلب تفوقي ومنحه لطالب اخر فقط لانهما ينتميان لنفس المعتقد ويختلف مع معتقدي , ولن تعرفوا كم الحزن وهول الصدمة التي زلزلت كياني ليس لانني لم انال حقي كنجاح اول وحسب بل ايضا بسبب بالانهيار المخيب والمرعب لاهم قدوة لاي طالب في المراحل دراسته المبكرة.. هذه الصفعة لن انساها ماحييت لانها حفرت شرخا لن ينمحي وجرحا لن يلتئم في غضاضة طفولتي وطراوة برائتي , بعدها يا سادتي توالت الضربات وتتاليت الصفعات حتى باتت جزء من طبيعي من حياتي اليومية ومراحل عمري الى دخلت عالم الجامعة المبهر الذي بنيت عليه احلاما وردية وامالا بنفسجية للتخلص من حالة العنصرية التي لازمتني .. وحين دخلت كليتي أسبشرت خيرا علني أجد ضالتي في عدالة منشودة ومساواة مرجوة بين شريحة تعتبر الارقى بين شرائح المجتمع ولكن للأسف اين المفر من حليمة وعادتها القديمة فقد لقيت من(زملائي) المفترضين الامرّين فحالما افتضح امر عقيدتي بين(صفوة ومثقفي) المجتمع اصبحت مثل (ET) ذلك المخلوق الفضائي في فلم سبلييرغ الشهير, فكل مكان كنت احاول الدخول اليه كان يتكهرب وكل محادثة كنت احاول مشاركتهم بها كان موضوعها يتغير وتتحول في غضون ثواني الى كلام مقتضب وبقدرة قادر, حتى وصل الامر بي الى اعتقادي بانني اضع على ملابسي منفر للذباب. كنت أقرأ في نظراتهم لي اختلافي وعيونهم كانت تعكس البون العقائدي الشاسع الذي يفصلني واياهم وبعد شهور من عامي الدراسي الاول ونتيجة للحواجز والتابوات التي زرعوها بيتي وبينهم اصبح معقدي في الصف الاخير من قاعة المحاضرات واصبح موقعي في قاعة العملي هو المايكروسكوب الاخير على المنضدة الاخيرة في زاوية القاعة .. وهكذا يا سادتي قررت الانعزال والانكفاء على ذاتي والتقوقع على نفسي وأصبحت بعدها في موقع دفاع ابدي ..
واخيرا وليس اخرا في الجيش لم يكن الحال افضل منه في مراحل العمر السابقة واستمرت المعاناة وكانت الجملة الاكثر طرقا لمسمعي وهي ( والله انت خوش ولد بس حرامات انت ايزيدي) هذة الجملة العنصرية الاقصائية الشوفينية الالغائية المقيتة القذرة , واليوم يا اخواتي في الالم نعيش حلقة اخرى من حلقات دراما الاقصاء القسري والتهجير الممنهج والنزوح الجماعي والقتل العنصري والتطهير العرقي والسلب والنهب ومصادرة الممتلكات والذبح والسبي وووو بقية مشاهد الرعب الذي طال ملتي منذ يوم اغتصاب سنجار والغدر باهلها البسطاء , لكل هذه الاسباب يااخوتي في الالم لم اشعر يوما انني مواطن على ارض هذا البلد الذي نبذني ولفظني وحرمني من ابسط حقوقي .
واخيرا لكل هؤلاء ابتداءا من معلمي في الابتدائية ومرورا بكل كل شخص حاول بشكل او باخر الانتقاص من قيمي والمساس بمعتقداتي وانتهاءا بخليفتهم البغدادي احب ان اقول ... سجل عندك انا ايزيدي وابن ايزيدي وحفيد ايزيدي وساورث ايزيدتي لابناءي وهم سيورثونها لاحفادي ونفتخر بنقاوة دمنا وطهارة جنسنا وسمو عرقنا ونبل اصولنا الموغلة في عمق التأريخ والجغرافيا وسنحافظ عليها كحفاظنا على اولادنا وسنرعاها مثلما نرعى امهاتنا واباءنا وشعارنا الانسانية ومنهجنا الاخوة ورايتنا البيضاء ولن نتخلى عنها لانها هويتنا ورمز تميزنا وعنوان تفردنا وكل محاولاتكم البائسة في النيل من وجودي والاستخفاف بكياني والانتقاص من معتقدي اتأف ان امسحها في موخرة حمار جاري ابو خلف , وانكم بعملكم هذا لم تزيدوني سوى اصرارا وعزيمة على التمسك بقيمي ومعتقدي وديني وانتماءي, والضربات القوية تهشم الزجاج لكنها تصقل الحديد فما بالكم ان كان معدننا ذهبا.



#نعمت_خلات_حجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- السعودية تأسف لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع عضوية فلسطين ا ...
- فيتو أمريكي يمنع عضوية فلسطين في الأمم المتحدة وتنديد فلسطين ...
- الرياض -تأسف- لعدم قبول عضوية فلسطينية كاملة في الأمم المتحد ...
- السعودية تعلق على تداعيات الفيتو الأمريكي بشأن عضوية فلسطين ...
- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي ...
- حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا
- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نعمت خلات حجي - دراما الاقصاء