هاني عويد
الحوار المتمدن-العدد: 4571 - 2014 / 9 / 11 - 06:09
المحور:
الادب والفن
انسحبَ الشفقُ بجمرته القاتلة
ومضيتُ..
نسماتُ الهواءِ الخفيفةُ
امرأةٌ تُمسك الْمدى وقلبى بجاذبيةٍ سرّية,
أتتبعُ وقعَ النظرات..
وأملأُ صدرى بفراشاتها الحسيّةِ,
القمرُ تقريبًا يكتمل
والعربةُ التى قادتنى خارجَ نطاقِ البيت
لَم أشعر بزمنها المتعثّر طوال الطريق,
تخطّيتُ قضبانَ السكةِ الحديديةِ لشارع الحكمةِ
عبرَ الأزقّةِ والباعةِ الْمتآكلين النهمين لِمسار الرأسماليين,
صدى الموسيقى وأمُّ كلثوم يرفعَان مزاجَ العابرين أَعلى من المساحةِ الباقيةٍ
للشارع المهزوم!
كلٌّ فى رحابِ حاله..,
وأنا فى رحابتى السرّية
رائحةُ القهوةِ فى أنفاسى
نبضاتُ قلبى تَفوقُ هزَّة رَنينِ هَاتفِى,
كَأنّى أَلتمسُ مفَاجأةً مَا
أطلبُها وأسعى لهَا..,
مَرةً تمدُّ يدها
ومَرةً أرَى كلَّ الممالكِ تُفتَحْ على يدى,
ومرةً تشهقُ كَالوَميضِ وتَختفى..,
لَو مكَّنتنى من ملاحقةِ مطلقها,
أو مرّت من خلالى..!
أَبحثُ فى الوجوهِ القادمةِ من الْميدانِ
وأتوجسُ من موضعِ قدمى..,
يتعالى الضجيج..
تنكمش الصورةُ
وتذهب الرموز الأصيلة منها..,
تعالي لَنْ أتوقف عن السير
ولا عن كتابة تاريخٍ يليقُ بكِ
تعالي..
حتى تماهيتُ بين صفوف السيارات
وأدركتُ قَدمى الْمتورمتين.
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟