أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جليل ابراهيم الزهيري - معالجة الاثار الاجتماعية وقضايا النازحين وعمليات التغيير الديمغرافي















المزيد.....

معالجة الاثار الاجتماعية وقضايا النازحين وعمليات التغيير الديمغرافي


جليل ابراهيم الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 4571 - 2014 / 9 / 11 - 01:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد جرت خلال الاعوام التي تقع بين 2006 و2014 اكبر عمليات تغيير ديمغرافي متعددة الاغراض في عموم مناطق العراق من زاخو الى البصرة. اي انه على مدى ثمان اعوام حصلت عمليات تغيير باهداف طائفية او قومية او دينية في عموم مناطق العراق من اجل اعادة فرز هذه المناطق واعادة تشكيلها لتكون عملية تشكيل الاقاليم لاحقا عملية اكثر سلاسة ولا تترك مجالا كبيرا لاعادة انتاج مناطق متنازع عليها بين الاقليم الجديدة وخصوصا اقليمي السنة والشيعة حيث يتداخل فيهما التواجد السني والشيعي بشكل واضح مناطقيا.. فالنزوح المسيحي الذي حصل في البصرة خلال هذه الفترة وبالاخص الفترة الاخيرة ربما يكون اكبر من النزوح المسيحي من الموصل الذي حصل بعد سيطرة داعش على المدينة.
وكذلك فان النزوح الشيعي من مناطق في ديالى وكركوك والموصل بما فيهم الشيعة التركمان في تلعفر كان واضح المعالم مثلما كان واضحا عمليات النزوح التي حصلت في البصرة وبعض المناطق الجنوبية الاخرى للسنة في هذه المحافظات.
وقد استخدمت على مدى هذه السنين اساليب مختلفة سواء من قبل الميلشيات الشيعية ممثل بدر والمهدي وعصائب اهل الحق وحزب الله العراقي وغيرهم او من قبل الميليشيات السنية امثال النقشبندية وابناء ثورة العشرين وانصار السنة اضافة الى القاعدة واخيرا تنظيم داعش.
وقد اخذ تنفيذ هذه العمليات اساليب مختلفة ايضا حيث بدأ بالحرب الطائفية القذرة والقتل على الهوية للفترة بين 2006 و2008 والتي دفعت بالسنة والشيعة المتواجدين في مناطق بعضهما البعض في بغداد وعدد من المحافظات المختلطة الى النزوح الى مدن الاقليم والجنوب تخلصا من الضغوط والتهديدات والمخاطر. وبذلك اصبحت موجات النزوح هذه اولى الموجات التي ادت الى استقرار وجبات النازحين واندماجهم في المناطق التي انتقلوا اليها حيث على سبيل المثال اصبح وجود الاف العوائل العربية الشيعية والسنية في مدن الاقليم الاساسية ظاهرة جديدة في المجتمع الكردستاني ولكنها سرعان ما تلاشت رويدا رويدا واخذت هذه العوائل وابناؤها يندمجون في المجتمع الجديد ويقبلون على تعلم اللغة وخصوصا بالنسبة للابناء ويتطبعون بطابع المدن التي يعيشون فيها وبذلك خلقت فئة عربية الاصل ولكن كردية النشأة لم تكن موجودة في سابق التأريخ العراق وعلى غرار الحالة العكسية التي كانت قائمة في زمن الانظمة السابقة وهي العوائل الكردية في المناطق العربية المختلفة في العراق وبالاخص بغداد والانبار، والذين لعبوا دورا مهما في نهضة حركة التحرر الكردية.
وبعد توقف الحرب الطائفية انتقل العراق الى مراحل متفرقة ومتقطعة من الصراعات التي كان الهدف منها بالاساس هو تسريع عمليات النزوح واعادة تنظيم المناطق على اساس طائفي ربما لا يتسع المجال لها في هذه المقالة، ولكن اكبر دفعة للنزوح جرت على يد تنظيم داعش وعبر الحرب بين داعش والجيش العراقي وقوات البيشمركة. ولكن هذه الدفعة لم تصل بعد الى الصورة النهائية للخارطة القومية والطائفية في العراق، بل خلقت مناطق متنازع عليها جديدة بين السنة والشيعة تتمثل في سامراء وامرلي والعظيم ومناطق اخرى من ديالى اضافة الى المناطق المسيحية في سهل نينوى وتلعفر اضافة الى بغداد التي لم يحسم ملفها.
المشكلة التي تواجه مرحلة ما بعد داعش وستبرز الى الواجهة هي مشكلة النازحين والتي تتحدد بعدة نقاط:
1- الضغط الاقتصادي الذي تسلطه على المناطق التي يتواجدون فيها من ناحية توفير السكن والماكل والمعيشة والتعليم والوقود وغيرها. وهي مسألة لا يمكن الاسهانة بها اذا ما عرفنا ان الاعداد التي نزحت وصلت في بعض مناطق اقليم كردستان الى تشكيل نسبة تتراوح بين 20- 80% من سكان المنطقة، واذا ما اخذنا بنظر الاعتبار الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الاقليم وحتى المناطق الجنوبية الفقيرة التي استقبلت نازحي تلعفر ومناطق تكريت وديالى رغم ان حجم النزوح الى الجنوب لا يمكن مقارنته بالنزوح الى اقليم كردستان.
2- التأثيرات والضغوط الاجتماعية الناجمة عن اختلاف الثقافات والبيئة الاجتماعية والعادات والتقاليد والملبس والمأكل والمشاكل التي تنجم عن تعايش هذا الاختلاف في هذه البيئة والبؤر السكانية التي سوف يخلقونها عبر المخيمات والمجمعات وغيرها.
3- التأثيرات السياسية الناجمة عن وجود خلفيات غير متجانسة بل وعدائية احيانا بين النازحين والسكان الاصليين وخصوصا في اقليم كردستان حيث ان اثار السياسات البعثية السابقة وعمليات الجينوسايد التي تعرضوا لها لا تزال تشكل جزء من مشاعر وثقافة الكرد في الاقليم بل وجزء هام في وقت ان اثار الثقافة البعثية العدائية والاستعلائية لا تزال تعيش في الوعي الجمعي للنازحين من المناطق الوسطى وحتى الجنوبية مما قد يؤدي الى نشوب مشاكل في مناطق تواجد النازحين خصوصا المنتشرين منهم داخل مدن الاقليم.
4- المشكلة الاخرى التي تتعلق بالنازحين هي عدم وجود احصاءات دقيقة لهم وهذا يشكل عائق امام وضع ستراتيجية لمساعدتهم ويوفر مناخا للفساد المالي والاداري على حساب اللاجئين.
وازاء كل هذا فان من الضروري اتخاذ بعض الاجراءات والخطوات لحين الانتهاء من الحرب مع داعش وهي :
1-القيام باجراء احصاءات وتوفير داتا دقيقة وتفصيلية لللاجئين من ناحية الجنس والتعليم والوضع المالي ومناطق السكن الاصلية وغيها بما فيها اجراء الاستبيانات حول اوضاعهم وطموحاتهم ورغباتهم في العودة وغيرها لتوفير المزيد من البيانات لاية خطط تتعلق بمصيرهم.
2-الانتقال الى المرحلة الاخرى وهي تحويل ملف النازحين الى الجهات المعنية في الامم المتحدة والمنظمات الدولية ووزارة الهجرة والمهجرين والتخطيط في الاقليم وبغداد لتولي مسؤولية النهوض باحتياجاتهم.
3-توفير اماكن لبناء المخيمات قبيل حلول فصل الشتاء وتحول وجودهم الى مشكلة حقيقية في المدن وعبأ على منظومة الكهرباء والماء والخدمات والحركة الاقتصادية وجمعهم في هذه المخيمات وتوفير الاحياجات الضرورية لهم من رعاية صحية وتغذية وتعليم.. خصوصا ان الكثير منهم يشغلون الان ابنية المدارس في المناطق المختلفة وموسم الدراسة على الابواب.
4-دراسة موضوع عودة آمنة لللاجئين الى مناطقهم او توفير مناطق بديلة وحل المشكلة وفق اطار صريح بين الكتل السياسية المتصارعة والاطراف الدولية المتصارعة في العراق، وذلك في اطار برنامج واضح ومتفق عليه ويجري التمهيد له بين النازحين لتوفير قناعات جديدة واخراجهم من حالة عدم الاستقرار الدمرة لحياتهم وطاقاتهم وللاجيال الجديدة من اطفالهم.



#جليل_ابراهيم_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملامح لمرحلة ما بعد داعش


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جليل ابراهيم الزهيري - معالجة الاثار الاجتماعية وقضايا النازحين وعمليات التغيير الديمغرافي