أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رهان القيمري - إشكالية الإقصاء_ الإدماج القسري في الجانب التعليمي للاجئين الفلسطينيين في لبنان















المزيد.....

إشكالية الإقصاء_ الإدماج القسري في الجانب التعليمي للاجئين الفلسطينيين في لبنان


رهان القيمري

الحوار المتمدن-العدد: 4568 - 2014 / 9 / 8 - 23:21
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كتب فرانز فانون بأسلوبه البلاغي الجميل ونثره اللاذع في كتابه معذبو الأرض، عن قيام المستعمِر بتفريغ الزمن وتجميده عند المستعمَر، والتساؤل هنا هل تُمثل دولة لبنان مع كل سياسات التضييق التي تقوم بها فيما يتعلق بحقوق اللاجئين الفلسطينيين، عنجهية المستعمِر والتي تدفعه إلى الإدعاء بأنه يعرف، وبالتالي يسمح بنفسه بتحويل الأمور حسب مصالحه وأهدافه، والاستدلال على ذلك اعتبار التوطين الفزاعة التي كثيراً ماستخدمتها الحكومة اللبنانية لتبرير هذه السياسات، باعتبار اللاجئين كتلة سياسية مؤقتة تنتظر العودة.
فعلى الرغم من أن المستعمَر(الفلسطينيين اللاجئين في لبنان) يشعر بسبب شروط حياته اليومية، أن أقصى مايتمناه بأن يتوافر له فرصة للتعليم والعمل وبشكل طبيعي دون تمييز، الا أنه لايزالون يعانون من التهميش والعزلة تارة، والادماج القسري تارة أخرى.
ولقد حاولت في هذه الدراسة التركيز على ثنائية واضحة (الإقصاء_ الادماج القسري) في الجانب التعليمي باعتبارها مرتبطة بذلك الكائن(الطالب الفلسطيني) الذي يُعتبر جزء لايتجزأ من حالة الإقصاء– الإدماج القسري في لبنان المهمش والمدمج قسرياً، باعتبار تلك الحالة تؤكد على وجود نوع من التراجع الكارثي والتفكك المتنامي للمستوى التعليمي والذي أدت إلى تثاقف دراسي سلبي، فالمتعلم الفلسطيني لم يعد له الرغبة في الاستمرار في الجو المدرسي نتيجة مايجبر عليه من عوائق وتضييقات تحد من من طموحه التعليمي وتطلعاته التربوي وبالتالي يحد من ثقفته بنفسه، ففي الوقت الذي يُجبر المتعلمون الفلسطينيون في لبنان على تلقي المنهاج اللبناني- المبني على فكرة خصوصية الهوية اللبنانية مقابل التغاضي هوية هؤلاء المتعلمون- فإنهم يقصون اجتماعيا واقتصادياعن سوق العمل.
واعتمدت تلك الورقة، إلى إبراز إشكالية أيدولوجية سوسيولوجية، تمثل حالة استثنائية خاصة بتعليم اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وذلك من خلال مفارقتان (حدين) الأولى: تركز على معايير التدامج القسرية بين الفئة الوافدة والمجتمع المضيف، والتي تتعلق بإدماجهم القسري في الجانب التعليمي، والثانية: اعتبارهم مؤقتي الإقامة، مرفوضين مهمشين، تصل لدرجة افتقارهم إلى حقوقهم وإقصاءهم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، فوضع اللاجئين في لبنان يتسم بالحرمان والتجريد من حقوقهم الأساسية.
وفي ذلك الجانب تكشف تلك الإشكالية عن اللاتكافؤ الواضح في الفرص والانتهاكات الحقوقية التي شرعتها الدساتير/القوانين اللبنانية، والتي جعلت الكثير من الطلاب فقدوا الدافع والحافز للتعليم. فالتثاقف القسري من المشكلات الحقيقية التي تظهرجلياً داخل مدارس الأنروا والتي تؤثر على الحافز لاستكمال التعليم للطلاب الفلسطينيين في لبنان، فهي تمثل ثقافة السيد (لبنان) بالعبد (اللاجئين الفلسطينيين)، والتي تظهر جليا من خلال المقاربات التالية: المقاربة الأولى : تصور قومي ضيق للانتماء الوطني الفلسطيني في المقرر الدراسي اللبناني والتي تقتصرفقط على ورقتان يتيمتان تختزلان وطن_ حسب ماوصفها الباحث راجانا حمبة_ في كتاب تاريخ الصفين التاسع الأساسي والثانوي الأخير. حيث لا تتعدى المعلومات داخلها التعريف بالحركة الصهيونية وأساليبها في احتلال فلسطين، إضافة إلى نبذة عن الحروب العربية الإسرائيلية وبضع فقرات تتحدث عن اتفاقية سايكس بيكو و وعد بلفور.وهما على ضآلتها، غير مطلوبتين للامتحانات الرسمية، والسبب، أن الأونروا ليست حرة بالتصرف كما تشاء_ فهي تلتزم بما تفرضه وزارة التربية اللبنانية_ لكونها تتبع المنهاج اللبناني بموجب اتفاقيات تبرمها مع البلد المضيف. أما المقاربة الثانية فهي: محدودية تمكن اللاجئين الفلسطينيين من الحق في تقلد الوظائف في لبنان، والتي أدت بدورها إلى تنامي ظاهرة النفور من محيط المؤسسة التعليمية وفقدان المعنى للتعليم حيث أن النظام التربوي داخلها ظل بعيدا عن الاهداف المنشودة بإعداد الأفراد للالتحاق بسوق العمل، كونه يُعتبر مفصولاً عن الحياة اليومية، نظرا لغياب التطبيق من الحق في تقلد الوظائف بحكم قوانين العمل والتوظيف التمييزية للسلطات الرسمية اتجاههم، فإغلاق مختلف المهن أمام اللاجئين الفلسطينيين قلّل كثيرا من إيمانهم بالجدوى الاقتصادية للتعليم. أما بالنسبة المعيقات / المثبطات التي يواجهها الطلاب الفلسطينيون في لبنان في الميدان التربوي والبيداغوجي، والتي تعود إلى : أ- خلفيات الطلاب الإقصائية الإجتماعية الإقتصادية، مما يجعل الطلاب يتعثرون في حياتهم الأكاديمية والتي تدفعهم إلى ترك مقاعد المدرسة من أجل الحصول على عمل مأجور/ مهنة لإعالة أسرهم في سن مبكرة وفي الورش غير الآمنة وغير المضمونة صحياً، ب- تراجع في مستويات التعليم لدى مدارس الأنروا بلبنان التي تقوم بتأمين الخدمات التعليمية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان فالمؤسسة التعليميةأصبحت فضاء عائق يفقد الكثير من خصائصها ووظائفها التربوي المؤسسة، وذلك بوجودعدة تعقيدات كازدحام الصفوف/ القاعات التي تضم الواحدة منها مابين 50-55% طالباً في كثير من المدارس، الترفيع الآلي، ارتفاع في معدلات الرسوب العبء التدريسي و انتشار ظاهرة إساءة معاملة التلاميذ من قبل المعلمين والعلاقة الضعيفة بينهما، غياب وضعف الأنشطة اللامهجية والنشاطات الإبداعية، عدم صلاحية العديد من مباني المدارس وسوء تجهيزتها، النقص الشديد في الوسائل التعليمية الحديثة (المكتبة، أجهزة حاسوب، مختبرات وملاعب)، تقليص خدمات الأنروا في المجال التعليمي بسبب العجز المالي لديها، تتبع الأنروا نظام الفترتين بسبب قلة عدد المدارس مقارنة بعدد الطلاب، عدم توفر دورات تأهيلية للمعلمين، عدم توفر التقنيات الحديثة لمواكبة المناهج الجديدة وقلة عدد مدارس التعليم الثانوية(مثلا يوجد ثانوية واحدة لأربعة مخيمات في منطقة صور) ... الخ ، ج- الطلبة الفلسطينيين في لبنان يواجهون مشكلة متابعة دراستهم الجامعية، حيث أن الأنروا لاتتدخل في التعليم مابعد الثانوي للفلسطينيين وبالتالي فإن الجامعات اللبنانية_ التي هي تعتبر متاحة لجميع الطلبة المقيمين في لبنان_ تصنف الفلسطينيون في خانة الأجانب الأمر الذي يلحق بهم الضرر من ناحيتين : الأولى ، عدم تمكن عددا كبيرا منهم من الالتحاق بالجامعات اللبنانية الحكومية(كالجامعة اللبنانية مثلا) لأن حصة جميع الأجانب الغير اللبنانيين من إجمالي عدد الطلبة هي 5% فقط. والثانية، عدم قبولهم في كليات العلوم والطب والهندسة والصيدلة والزراعة والصحة العامة والتربية التي يقتصر الالتحاق بها على المواطنين اللبنانيين. وبهذا تبقى الجامعات الخاصة الباب الوحيد أمامهم ولكن هذا الباب مكلف حيث تصل الاقساط أحيانا إلى 1500/ 2000 دولار امريكي سنويا بحسب الجامعة والكلية الجامعية، إضافة إلى محدودية المنح والقروض التي تقدمها المؤسسات لدعم للطلبة المقبولين في الجامعات الخاصة.
وتبقى المفارقة هنا فإنه على الرغم من تلك المعوقات والحالات (الإقصائية– الادماجية) التي أدت إلى تدهور العملية التربوية في مدارس الأنروا في لبنان، إلا أن هنالك بقعة ضوء تسهم إلى حد بعيد بوجود نوع من التحدي الإيجابي لدى الطلاب الفلسطينيون واستبصارهم لأهمية التعليم _ باعتباره رأسمال ثقافي_ في حياتهم وارتباطها في تحديد نوعية الحياة التي سيحظى بها هؤلاء مستقبلا، خصوصا في مجتمع لاجئ لا تشكل فيه الملكية أو رأس المال من مكونات حياته الإقتصادية.
وبالتالي رفض فكرة الإقصاء من خلال أيدولوجية البيو سياسية(bio- politics) والتي تعتبر الفلسطينيين أجساداً لابد من إطعامها وإيوائها دون أن يكون لها دور/ حضور، وبأنهم يمثلون كتلة سياسية مؤقتة تنتظر العودة ولذلك فإن اللاجئون يعتبرون التعليم هو عامل أساسي يساهم في ضحد تلك الأيدولوجية.



#رهان_القيمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رهان القيمري - إشكالية الإقصاء_ الإدماج القسري في الجانب التعليمي للاجئين الفلسطينيين في لبنان