أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي زغير - حكومة مترهلة لدولة عرقطائفية














المزيد.....

حكومة مترهلة لدولة عرقطائفية


علي زغير

الحوار المتمدن-العدد: 4567 - 2014 / 9 / 7 - 13:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشكيل حكومة وحدة وطنية متوازنة , ترشيق وزاري , حكومة تكنوقراط , هي اكثر العبارات تداولآ على الألسنة مع البدء في تشكيل كل حكومة من الحكومات العراقية التي اعقبت سقوط النظام السابق , على المستوى الشعبي والتخصصي تمثل هذة العبارات
مطلباً عملياً وتوصيفاً علمياً للأسس الموضوعية الواجب توفرها في كل تشكيلة وزارية يراد لها ان تجمع بين الحيادية والترشيد والكفاءة ,اما على مستوى الادعاء السياسي فان هذة التوصيفات الثلاثة غالباً ما تتراوح بين موقفين أحدهما حماسي اندفاعي والآخر تمويهي مخاتل , وبالرغم من شرعية المطالبات الشعبية والتخصصية والحماسية ألا ان الموقف المخاتل يبدو هو الاكثر تصالحاً وتوافقاً مع جوهر النموذج المتحكم والمحدد لمجمل مدخلات ومخرجات النظام السياسي في العراق والمتمثل بنموذج الدولة العرقطائفية .
ان كل من يتمعن في الشروط المقدمة من قبل التحالفات الكبرى الثلاثة , يدرك ان هذة الشروط تتمأسس وتعمل بالضد من اطروحة الدولة الوطنية الواحدة , وذلك بالأعتماد على ثلاث رؤى سياسية كردية ,سنية , شيعية , تتباين من حيث غاياتها ووسائلها الجيوسياسية , فبينما يتفانى الكرد وبكل جد لتثبيت دعائم دولة الأمر الواقع , نرى ان السنة يتعلقون وبكل قوة بمقولة الحق التاريخي في حكم العراق , اما الشيعة وذاكرتهم المحفزة بصور المقابر وتجارب التهميش فانهم عاجزون عن تطوير اي بديل تجاوزي آخر غير المنافحة الجماعية عن حق الأغلبية في تولي زمام السلطة , من رحم هذة الموجهات المتنافسة تتوالد زعامات ديماغوجية وتنسج مرويات ادلوجية تنتج بدورها سياسات غائية وتكتيكات آنية لا ترى في كيان الدولة اكثر من فريسة لا وظيفة لها ولا معنى لوجدها ألا بتقاسم اقليمها وتوزيع سلطتها بين سدنة المعابد الطائفية وحراس القلاع الاثنية .
على مثل هذة الأرضية الخلافية والاختلافية تغدو اجتماعات تشكيل الحكومة بين الكتل والتحالفات أقرب الى جولات صراع بين ارادات خارجية منها الى جلسات تفاوضية تدور بين أطراف محلية , حيث تتوالى مشاهد لي الأذرع والضرب تحت الأحزمة وقلب الطاولات التي عادة ما تكون مصحوبة ببيانات وتصريحات اعلامية تعج بسقوف المطالب الشاهقة وشروط القبول الملغمة , كل هذة الطقوس التدافعية تقصد من أجل تعظيم الربح العرقطائفي عبر اتباع تكتيك الأستثمار في أضاعة الزمن الوطني هذا التكتيك الذي غالباً ما يتمخض عن انتاج اتفاقات اللحظات الأخيرة المتبوعة بتشكيل حكومات حافة الهاوية .
في مثل هذة الحالة من غياب الحس القيمي وانتفاء الشعور الأخلاقي بين ممثلي الجماعات المختلفة وبالتزامن مع أولوية التطلعات الخاصة لكل منها تكون عملية تعطيل الدولة وشل قدرتها على المبادرة هي الضامن الوحيد للتخفيف من حدة شكوكها والاطمئنان على سلامة مخططاتها الجنينية , ولضمان تحقيق هذة العطالة الوظيفية يتم ترهيل جسد الدولة وتمديد اوصاله بغية افساح المجال لحلول الأرواح الطائفية والأشباح العرقية فية , وبهذا تتعدد الوزاراة وتتضخم المؤسسات وتتسع التشكيلات وتنفجر الهياكل التنظيمية منتجة بيروقراطوية (1) زبائنية تابعة لقادة الأحزاب وزعماء الكتل بوصفهم أصحاب الفضل وأرباب النعمة الوزارية التي باتت تتقلب فيها .
كيف يمكن والحال هذة ان نرى حكومة رشيقة لا تجسد لها ولا حضور لفاعليتها بغير شيوع الاعتقاد والعمل بمبدأ النصل الليبرالي liberal razor اذ لايتوجب على الدولة ان تضاعف سلطاتها وتشطر هيئاتها الى ابعد مما هو ضروري وبخلاف ذلك وكما هو متحقق في الواقع السياسي العراقي من عقلية قومية انتهازية ونزعة طائفية تكسبية لا وجود لسوى حكومة مترهلة لدولة عرقطائفية عاجزة .
ان أية قراءة متأنية لملابسات ومفارقات تشكيل الحكومة العبادية تكشف وبما لا يقبل الشك "بان المطروح اليوم وبأقصى درجات الجدية التأريخية ليس مجرد أزمة تأليف حكومات وحدة وطنية بل أزمة تكوين الدولة الوطنية ذاتها " (2)لذلك يصبح التعلق بفكرة تشكيل حكومة موحدة قادرة على الاضطلاع بدور المخلص من كل هذا الخراب , ضرباً من الشطح الذي يوفر عبر التشبث بوهم حكومة الوحدة الوطنية تعويضاً نفسياً جمعياً مهمتة التخفيف من مرارة الضياع الحقيقي لوحدة الدولة المتعينة .
(1)البيروقراطوية :هي انحراف البيروقراطية عندما تعود لا تستجيب لرغبات الناس ولا تحفزهم على الأنتاج , حين ذاك لم تعد نواة عقلنة المجتمع , بل تعود رمزاللاعقلانية والتحجر .(مفهوم الدولة /عبدالله العروي /ط8 ) .
(2)الدولة الوطنية العربية /رفعت رستم الضيقة /ط 1 /2013/بيروت .



#علي_زغير (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العولمة وثورات العرب


المزيد.....




- فيديو لدخان يتصاعد من طائرة ركاب أمريكية بعد إقلاعها من لاس ...
- ترامب من قمة الناتو: قد نتحدث مع إيران الأسبوع المقبل وبوتين ...
- بلغاريا: الفهد الأسود لا يزال طليقًا بعد ستة أيام من البحث ا ...
- إسرائيل وإيران تحتفيان بـ-النصر-.. فمن هو الخاسر إذن؟
- -يوم صعب وحزين- لإسرائيل ـ مقتل سبعة جنود بعبوة ناسفة في غزة ...
- من الانقلاب إلى العقوبات.. محطات العداء بين طهران وواشنطن
- ماذا نعرف عن مصير اليورانيوم المخصب لدى إيران بعد الضربات ال ...
- مخزية ودنيئة.. إيران ترد على إشادة أمين عام الناتو بالضربات ...
- خسائر الاحتلال بغزة تزيد الضغوط على نتنياهو لوقف الحرب
- هل انتهت حرب الـ12 يوما بين إسرائيل وإيران؟ وما مكاسب كل طرف ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي زغير - حكومة مترهلة لدولة عرقطائفية