أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بقلم باسم عبدالله ابو عطايا - لماذا لا تملك حماس شجاعة المصارحة ؟















المزيد.....

لماذا لا تملك حماس شجاعة المصارحة ؟


بقلم باسم عبدالله ابو عطايا

الحوار المتمدن-العدد: 4566 - 2014 / 9 / 6 - 22:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا لا تصارح حماس ابناءها ؟ لماذا مازالت تصر على المصالحة الوطنية وهى تدرك تماما ان هذه المصالحة شكلية ؟ لماذا تبقى مصير الاف الموظفين في يد السلطة ؟ لماذا لا تفضح حكومة (الوفاق) بعد ما ثبت عجزها وطال صمتها اثناء العدوان وبعده ؟ لماذا أعطت كل الحلول المتفق عليه بعد العدوان بيد رئيس السلطة ؟ لماذا لا تعود لاستلام زمام الامور في غزة ؟ لماذا لا تفضح المتآمرين على القطاع واهله ؟
هذه الاسئلة وغيرها لا يكاد يخلوا مجلسا في غزة إلا وكانت حاضرة ، كثير من الاسئلة قليل من الاجابات ، ويمكن القول لا اجابات واضحة أو نهائية .
اكثر ما يدمى القلب السؤال الذى يطرحه موظفو حكومة غزة السابقة متى ستصرف مستحقاتنا ؟ وحتى متى سنبقى نعمل ونخدم دون ان نحصل على رواتبنا مقابل ما نقوم به من عمل ؟ اين دور نقابة الموظفين لماذا لا تتخذ إجراءات عملية من أجل المطالبة بحقوقنا كموظفين ( لسان حالهم يقول ) ؟
الإجابة على كل هذه التساؤلات صعبة ، في ظل غياب أٌفق سياسيي ، وفى ظل وجود شراكة حقيقة ، فالمصالحة الوطنية هي امنية كل فلسطينيي لكن الأمنيات شيء والواقع على الأرض شيئا آخر .
هنا أحاول من خلال هذه السطور محاولة للإجابة على بعض هذه الاسئلة ووضع رؤية و تصور للحلول التي يمكن أن تساهم في حلها ، وقبل الحديث عن الحل تعالوا نتخيل معاُ كيف تفكر قيادة السلطة في الضفة ، وكيف ترد قيادة حماس في غزة .
تخيل نفسك في موضع صانع القرار بغزة ما هي الحلول التي يمكنك ان تتخذها للإجابة على هذه التساؤلات ؟
قبل أن تجيب اليك هذا العرض السريع للأحداث ، بعد الانقلاب العسكري الذى حدث في مصر وزيادة الضغط بشكل كبير على قطاع غزة وتشديد الحصار ، وهدم الانفاق ، وإغلاق معبر رفح ، اصبح حصار غزة أكثر احكاما واصبحت أزمة قطاع غزة في ازدياد خصوصا بعد أن كانت الانفاق تمثل شريان حياة للقطاع في ظل الحصار ، حالة العداء السائدة في مصر للإخوان ، انتقلت الى قطاع غزة على اعتبار أن حماس جزء من هذا التنظيم وبالتالي اصبحت العلاقة مع مصر في أسوء حالتها ، ولم تقتصر حالة العداء للقطاع والخنق على مصر بل امتدد لتشمل كل الذين دعموا الانقلاب في مصر ابتداء من الامارات العربية مرورا بالسعودية والذين اعتبروا أن جماعة الاخوان المسلمين تنظيم إرهابي وبالتالي ما ينطبق على الجماعة ينطبق على حماس في غزة .
ولا يخفى على أحد ما يجرى في سوريا وما افرزه من سوء علاقة بين حماس والنظام السوري ، وكان الامتداد الطبيعي لهذا الخلاف اتخاذ ايران الحليف السابق لحماس موقفا منها ادى الى تجميد العلاقات بشكل شبه كامل ، اما العلاقة مع الاردن فلم تكن في يوم من الايام في احسن احوالها ،
هذه الدول تمثل المحيط الإقليمي لحماس ولقطاع غزة ، فلم يكن امام الحركة سوى ان تحاول الصمود في وجه هذا التحالف الجديد القديم والذى اعلن جهارا انه سيعمل على اسقاط الحركة حتى لو ادى ذلك الى اسقاط قطاع غزة بالكامل .
هذه الظروف المحيطة بغزة عجلت في استغلال السلطة للضغط الممارس على قطاع غزة ، للحصول على مصالحة تضمن لها انتزاع قطاع غزة من حماس دون اعطاءها شيئا على افتراض انها مأزومة وستجد في المصالحة فرصة مؤاتيه للخروج من ازمتها ، وتسليم غزة دون شروط او قيود .
حماس بمسؤولية تنازلت عن حكمها لقطاع غزة تحت ذريعة المصالحة الفلسطينية ، وفى نفس الوقت شعورا منها بالمسؤولية تجاه المواطنين في القطاع الذين يعانون الامرين بسبب الظروف الاقليمية و المناكفات السياسية الفلسطينية الفلسطينية .
جاء الاعلان عن حكومة (التوافق ) والذى كان من أهم مهامها اعادة الحياة الطبيعية للقطاع ، فتح المعبر ، والعمل على الاعداد لأجراء الانتخابات الفلسطينية ، لكن الحكومة الحديدة فاجـأت الجميع بتنصلها من دفع رواتب موظفي غزة و الاعتراف بهم .
كادت ان تحصل مواجهة داخلية داخلية في القطاع بعد أن اغلق موظفو غزة البنوك لولا تدخل العقلاء لفض الاشتباك على اعتبار ان المشكلة ليس مع موظفي رام الله المستنكفين في غزة بل مع حكومة ( التوافق) والرئيس .
ثم جاء العدوان الإسرائيلي ليكمل أضلاع المربع ، للانقضاض على غزة ومقاومتها ، غطاء أمريكي وأموال عربية ، وصمت من قبل رام الله لكن صمود المقاومة فاجئ كل من تمنوا لغزة الموت فتغيرت المواقف بعد أيام من العدوان وعاد رئيس السلطة للإعلان عن تشكيل وفد ( موحد) حتى لا يسجل هذا الصمود لغزة وحدها ولمقاومتها .
جميع من تدخلوا لوقف اطلاق النار كانوا يريدون تحقيق هدفين رئيسين :
الأول انقاض ( اسرائيل ) من ورطتها في غزة والثاني ضمان عدم تسجيل نصرا للمقاومة وعدم حصول حماس على انجاز كبير مقابل هذا الصمود .
لم يكن امام حماس خيارات سوى القبول بوقف اطلاق النار باقل الشروط المطلوبة من قبل المقاومة نظرا لغياب الداعم الحقيقي وغياب الموقف العربي الذى تخلى عن مسؤولياته تجاه غزة وشعبها .
بعد وقف اطلاق النار عادت لغة الانقسام من جيد تملئ وسائل اعلام السلطة ، لتشكك في صمود غزة تارة ، وفى هزيمة (اسرائيل) خاصة انها لم تحقيق اهدافها من العدوان ، بل امتد الامر الى ابعد من ذلك حيث خرج رئيس السلطة يتهم حماس بتشكيل (حكومة ظل) في غزة في الوقت الذى غابت فيه تماما حكومة (الوفاق).
الأخطر ما جاء في خطاب الرئيس عباس بأنه لن يسمح لأن يكون قرار السلم والحرب في يد احد غير سلطته هذا التصريح تكمن خطورته في معناه حيث انه يرمز من بعيد الى ان لا سلاح في قطاع غزة غير السلاح (الشرعي) أي سلاح السلطة ) على اعتبار ان سلاح المقاومة غير شرعي ، وبالتالي فهي دعوة صريحة لنزع سلاح المقاومة .
نفس هذا الشرط كان لـ ( اسرائيل ) التي ربطت صرف رواتب موظفي غزة ، و اعادة الاعمار بنزع سلاح المقاومة ، وهو الموقف الذى تبنته الولايات المتحدة الامريكية الى جانب عدد من الدول الأوربية في مؤتمر باريس الذى عقد أثناء العدوان على غزة من أجل المطالبة بوقف اطلاق النار .
وتأتى بعد ذلك تصريحات رئيس حكومة ( الوفاق ) في نفس السياق حين تحدث عن حل مشكلة رواتب موظفي حكومة غزة حين قال :
( ان الحل هو تبني جهة ثالثة لدفع الرواتب وتوقع ان تقوم (الأمم المتحدة) بذلك، وتمنى حل المشكلة في أقرب فرصة ..)
تبنى جهة ثالثة دفع الرواتب هذا يعنى أن الولاء سيكون لمن يدفع ويتبنى هؤلاء الموظفين ، هذا يعنى أن هذه الحكومة ليس لديها أي مسؤولية وطنية تجاه أبناء شعبها وانها لا تعتبرهم مواطنين ضمن مسؤولياتها
اقتراح او توقع ان تقوم (( الامم المتحدة )) بدفع الرواتب هو أخطر ما جاء في هذا المقترح ، لأن هذا يعني أن الأمم المتحدة ستضع شروطا صارمة لدفع هذه الرواتب ، وخصوصا بعد تصريح ( رئيس السلطة ) بوجود ( حكومة ظل ) في غزة أي ان هناك جهات خارجة عن السيطرة ، وهذا يندرج ضمن الخطة التي وضعتها ( اسرائيل) و الولايات المتحدة الامريكية و بعض الدول العربية اضافة الى السلطة بنزع سلاح المقاومة في غزة من خلال توكيل الامم المتحدة بذلك ، وربط صرف رواتب الموظفين في غزة بالأمم المتحدة في هذا الوقت يعنى ان من حق الامم المتحدة الان المساومة على سحب سلاح المقاومة او استصدار قرار أممي بذلك ، اذا ما قال رامي الحمد الله هو يندرج في سياق ما قاله رئيس السلطة من قبل ويندرج ضمن مطلب ( اسرائيل ) بسحب سلاح المقاومة مقابل الرواتب اضافة الى ( الاعمار ) بعد ذلك .
فالقضية لم تعد عرضية انما هي جزء من مخطط موضوع كل جهة تؤدى الدور المطلوب منها . وهذا هو دور حكومة ( الوفاق ) لتصبح قضية الرواتب مسالة دولية وبالتالي تدويل قضية نزع سلاح المقاومة .
هذا عرض سريع مختصر للظروف المحيطة بغرة وللإجابة الآن على السؤال لماذا لا تعلن حماس بوضوح المتآمرين ودورهم سواء رئيس السلطة , او مصر ، أو بعض الدول العربية ؟
من غير المنطق ان تخرج حماس لتفتح جبهة مع جميع الأطراف في الوقت الذى تعلم تماما أن هذا التحالف كله تشكل من أجل القضاء عليها وعلى المقاومة ومشروعها ، ليس فقط في قطاع غزة وانما في كل فلسطين ، أن فتح هذه الجبهة في كل الاتجاهات ستعجل بنهاية المقاومة في قطاع غزة .
من يعتقد ان المصارحة او اتخاذ خطوات عملية ستعجل بالحل فهو مخطئ، فلنفترض أنه ثم اغلاق البنوك وعدم السماح باستلام الرواتب هذا ما تريده رام الله من اجل وقف الحديث في قطاع غزة عن النصر الذى حققته المقاومة وسحب الجماهيرية العارمة التي تجلت بالالتفاف الشعبي حول المقاومة اثناء العدوان
هناك من سيقول اعلن الاضراب والعصيان المدني ، إذا كانت الحكومة ( حكومة الوفاق ) لا تمارس عملها في غزة فان العصيان سيكون موجه ضد المواطن سواء على حساب التعليم ، الصحة ، الخدمات العامة ، ثم سيخرج من يقول ان هذا العصيان ليس على السلطة وانما على حماس والمقاومة في غزة فهم من يحكم غزة ( بحكومة الظل ) كما قال رئيس السلطة .
اذا المطلوب لإعادة الرواتب هو رأس المقاومة و سلاح المقاومة ، والذى يمثل مصدر اعتزاز لأهل غزة ، ومصدر نصرهم وتحديهم للغطرسة الاسرائيلية .
المطلوب من حماس اذا أمام هذه الخيارات الصعبة تنازلت عن الحكم ، اعطت رفع الحصار وفتح المعبر لسيطرة الرئيس وحرسه ، اعطت الرئيس حق التفاوض على انتصار المقاومة. ماذا بعد ذلك كله ؟ المطلوب سلاحكم
ماهي الخيارات امام حماس اذا من الصعب الحديث عن خيارات كثيرة فكل خيارتها محدودة ان لم تكن معدومة
فالخيار الاول : المماطلة والصبر والدبلوماسية لإقناع الرئيس بإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية وانتخابات المجلس الوطني حينها الشعب من يقول كلمته، وهذا الخيار بالأساس هو مرتبط بيد الرئيس أولا اخيرا
اما الخيار الثاني : الصمود والصبر والمماطلة عسي ان تتغير الظروف المحيطة فتشكل رافعه لحماس ومقاومتها ومفتاح الحل هو مصر انا تسطيع حماس أن تغير من العلاقة بينها وبين النظام المصري القائم وهذا ايضا صعب لارتباطه تحالفات خارجية واقليمية أو أن يحدث هناك انقلابا آخر يعيد الامور في مصر الى نصابها الطبيعي ، أما على مستوى الحل الفلسطيني فلا أمل بتغير الرئيس اما بالانتخابات او بقدر من الله .



#بقلم_باسم_عبدالله_ابو_عطايا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بقلم باسم عبدالله ابو عطايا - لماذا لا تملك حماس شجاعة المصارحة ؟