أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمدمحمد الزبيدي - النوم اللذيذ














المزيد.....

النوم اللذيذ


احمدمحمد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4566 - 2014 / 9 / 6 - 20:04
المحور: كتابات ساخرة
    


مدت زوجتي يديها نحو قدمي لتسحبهما كعادتها حين توقظني من النوم،فموعد الاستيقاظ قد أزف،ولم يبق على بدء يوم العمل سوى ساعة واحدة ،وهو اليوم الاول في الاسبوع ،أثقل يوم على الاطلاق،سألتقي فيه مع المدير الجاهل الذي لا يفقه شيئاً الا شيئا واحداً ،وهو السرقة ،فهو حرامي متمرس بامتياز يسرق لنفسه ولرؤسائه بخفة وشطارة يحسد عليها،وانا مرغم ايضاً على مواجهة (الزملاء والزميلات) وهم ايضاً لا هم لهم سوى الحصول على الاموال ان كان عن طريق الرشوة او غيرها من الطرق،ثم الغيبة والنميمة،اجمل ما يملكون للتسلية وقتل الوقت وتفريغ شحنات الحقد والحسد والغيرة فيما بينهم،يتطلب الامر مني الصبر الجميل والتحمل الكبير في سبيل ان ينتهي يوم عملي (على خير)
الان اعتقد انكم عرفتم سر رغبتي بالبقاء نائماً ،فالنوم وحده هو الذي يمنحني الفرصة لان اجد عالما غير العالم الذي اعيش،فعندما انام وابدأ احلم، تكون الشوارع في بلدتي نظيفة ،والحدائق الغناء تحيط بها ،والناس فرحين مسرورين بما ينعموا به من امان وسعادة،وعيشة هنية ،فلا مشاكل ولا انفجارات ولا تهديدات ولا تعديات،الجميع مرتاح ومسرور،ويتمنى ان تطول حياته حتى يمكنه العبور،نحو المنة عام بكل ثقة وحبور،الاطفال يذهبون الى مدارسهم بملابس انيقة نظيفة ،والنساء يذهبن الى عملهن ،بوجوه بهيجة،والرجال يندفعون الى العمل بسواعد شديدة،التوم لذيذ جدا عندي ،فلا ابواق السيارات تصم آذناي ،ولا دخان العادم يملأ رئتاي ،ولا اتربة الشارع غير المبلط تعمي عيناي،في نومي ارى زملائي في العمل فرحين بمساعدتي ،يهبون لنجدتي ،وينشطون لمناصرتي ،يدافعون عن حقوقي ،ويحزنون لما يكدرني ،وحين اخرج من العمل تهب عليّ نسائم رقيقة من الهواء اللطيف ،المشبع بروائح الورد العطرة المزروع على جانبي الطريق ،فانسى تعب اليوم كله ،واذهب الى بيتي جذلان وفرحان ،كأني سلطان هذاالزمان ،تتلقاني زوجتها بابتسامتها الساحرة ،وتأسرني بلطافتها الفائقة ،وتتحدث معي بلهجتها الرائعة ،فتمد امامي مائدة الطعام ،بما لذ وطاب ،من اللحوم والفواكه والمقبلات ،فأحسد على هذه اللقمة الهنية ،وهذه العيشة الرضية،وحين تمتد يدي الى قدح الشاي الساخن ،وارتشف منه ،يملوني الاحساس بالزهو والعظمة ،الى الحد الاخير،ولا يدانيني في شعوري هذا لا سفير ولاوزير ،ولا حتى امير،اذهب الى غرفة نومي لاخذ القيلولة ،فاجدها باردة كالثلج في عز الصيف ،فاجهزة التبريد شغالة ،والكهرباء لا تنقطع عنها ولو لساعة، فاتممد على فراشي ، وكأني هارون الرشيد في زماني ،وتأخذني الغفوة ،وانا مطمئن مرتاح ،خالي البال من الهموم والاتراح
حينما انام احلم بيومي كما ارغب واتمنى ،لا كما هو موجود ،فاصبح عندي عشق غريب للنوم ،جعل الاخرين يعتقدون باني كسول او (تنبل) مع ان الحقيقة ان النوم وحده هو من يجعلني اعيش الحياة التي اتمنى ،ورغم ان احد الاصدقاء كثيرا ما كا ن يحاول اقناعي بالسهر على اساس ان النوم لو كانت له فائدة ، لكان (من في القبور)قد استفاد منه ،ولكني لا اقتنع بكلامه واهرع الى فراشي ،لانام وابدأ(يومي) على طريقتي الخاصة ،ساعة بساعة ،منذ ساعات الصباح الاولى حتى منتصف الليل ،اعتقد هذه نعمة كبيرة وقد ترددت كثيرا حينما قررت ان افشي سرها ،فانا بصراحة اخاف من الحسد ،وقد فكرت في انكم ربما تحسدوني على ما انا فيه،لكن مهلاً.... فالنوم يجافيني احياناً كثيرة ،وتكون اوضاعي عندئذ عسيرة ،فلا نساء جميلة ،ولا شوارع نظيفة،ولا حدائق لطيفة ، بلدتي تحيط بها الاسوار،ولا اسمع سوى صوت الانفجار ،وهذا ذبح وذاك مات ،وجاري مفقود ولا توجد عنه افادات، وصديقي هاجر الى بلاد الغربة تملؤه الحسرات ،والذئب كما اخبرنا عمنا (اوباما) خلف الباب ،ينتظر المناسب من الاوقات ،هكذا هو يومي الذي اهرب منه بالنوم
واخيرا فانا العاشق لاغنية زكريا احمد (الورد جميل) والتي كنت ابدأ يومي بغنائها بصوتي العذب الذي يشبه صوت من وصف بالقران الكريم ...بان انكر الاصوات لصوت (.......) ابدلتها الى (النوم جميل...جميل النوم)



#احمدمحمد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...
- فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي ...
- انقاذ سيران مُتابعة مسلسل طائر الرفراف الحلقة  68 Yal? Capk? ...
- فيلم السرب 2024 بطولة احمد السقا كامل HD علي ايجي بست | EgyB ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمدمحمد الزبيدي - النوم اللذيذ