أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أريج الفرج - سرجون الأكدي ، العراق و داعش















المزيد.....

سرجون الأكدي ، العراق و داعش


أريج الفرج

الحوار المتمدن-العدد: 4566 - 2014 / 9 / 6 - 19:09
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


“أنا سرجون، الملك العظيم، ملك أكد ، كانت أمي كاهنة عليا، مدينتي هي آزوفيرانو حملت أمي بي ووضعتني سراً وأخفتني في سلة،وغطتني ورمتني في الماء، فلم يغرقني النهر بل حملني الى آكي سقاء الماء فانتشلني آكي بدلوه وربّاني واتخذني ولداً وعينني بستانياً عنده وبينما كنت أعمل بستانياً أحبتني الآلهة عشتار فتوليت الملوكية .”

سرجون الأكدي إمبراطور من أعظم ما أنتجته البشرية إن كنا سنتحدث عن التوسع التي وصلت إليها إمبراطوريته حينها و قيل بأنه وصل نحو غرب العالم ، و كما قرأت في أحد المقالات : “”إلى مناجم القصدير البريطانية ما وراء البحر المتوسط ووجدت نقوشاته وأختامه هناك وبعض كتاباته مرة باسم سرجون ومرة باسم ملك الأرض”” ، و بغض النظر الان عن كثير من الجرائم التي قامت في عهده ،فسرجون يعتبر موحداً للعراق و قد إمتد بإمبراطوريته لما وراءها و تغلب على
الإسكندر المقدوني في ترامي أطراف إمبراطوريته ( و هذه معلومة لا أعتقد يعرفها الكثيرون)، و هو نفسه يعتبر الأب الأكبر للسلالة الفرعونية ( حيث يكون والد ال منس ، فرعون مصر الأول و الذي سمى نفسه ” ملك أربع جهات العالم ” .
فما حكايته مع داعش ؟و هما البعيدين زمنيا عن بعضيهما ..!

نعلم جميعاً بأن داعش فرضت سيطرتها على الموصل و وراء هذه السيطرة لم يسلم لا حجر أو بشر ، و من أهم ماتعرضت له الموصل من سرقة تاريخها ، حفر قبر النبي يونس الذي استمر 40 يوماً و هذا كله حقيقة للوصول ل ” سرجون الأكدي” ، نعم أقصده هو كرمزية تاريخية لبلاد الرافدين ،”سرجون يهرب من داعش ” ، هذا عنوان مرحلة مفصلية في العراق . وصلت داعش لقصر سرجون الأكدي و سرقوا مافيه من أثار لأكمل قراءة الخبر بأن الأثار هذه قد هربت للخارج ، أي خارج هذا؟ لا أعلم .! ، الغريب بالموضوع بأن ما يتواتر من أخبار عن داعش و معاداتها لكل ماهو تاريخي من أثار سواء كانت مرتبطة بشخصيات امتهنت الشعر أو السياسة أو غير ذلك ، أن الفكر وراء ذلك معاداتها للتماثيل أو ما يسمونها أصنام ، فيحشدون قواهم لتدمير كل ما يخالف ما يدعون أنه شرع الله . حسناً لنفترض هذه الرواية ، ما قصة تهريب الأثار للخارج ؟ ، إن كانت هذه الأصنام كفر بحت ، كيف تهرب عبر الحدود ؟ . إذن ليست المسألة فقط فكر ظلامي متحجر همجي قادم من غياهب الظلمات فقط ، المسألة تتعدى هذا النموذج الذي يتصدر الشاشات بقطع الرؤوس و كلام مشايخ يؤيدون هذه البشاعة مستدلين بقصة خالد بن الوليد و مالك بن نويرة .! ، هذا الإرهاب متزامن مع مسخ الكيان العراقي و تصدير الإرث الحضاري لأماكن لا نعلم أين هي ، و بعد عامين ثلاثة قل أربعة قد تتضح الصورة أكثر عن مقرها الأخير ، و أي متحف أوروبي سيحكي عن قصة هجرة سرجون الأكدي لأوروبا خائفاً من إرهاب داعش .

في هذا السياق أريد أن أستعرض تاريخاً حديثاً تعرض له العراق من سرقة أثاره و هذا كان قد بدأ قبل الغزو الأمريكي بسنة ، يقول الدكتور دوني جورج و هو الرئيس السابق للهيئة العامة للآِثار و التراث في العراق في حديث قرأته له عن سرقة أثار المتاحف العراقية ، يقول : ” قبل عام مما حصل في المتحف وفي تاريخ 10 نيسان 2002 تماماً وصلتني معلومة من إحدى الزميلات في جامعة كامبردج عن حديث جرى في جلسة متخصصين بالآثار حيث قال أحدهم أن العراقيين لا يستحقون ما لديهم من آثار ولا يعرفون كيف يتعاملون معها لذلك يجب أن نشجع السارقين أن يسرقوها ويخرجوها خارج العراق… وقال آخر في ذات الجلسة أنه ينتظر اليوم الذي ستدخل فيه القوات الأمريكية لبغداد ليكون معها ويأخذ ما يريد من المتحف العراقي.”
و يتابع :
في يوم 10 نيسان 2003 شاهد أحد الموظفين الساكنين في مجمع المتحف مجموعة من 400 شخص مسلحين بمختلف أنواع الأسلحة ينوون دخول المتحف فذهب لدبابة أميركية تبعد 70 متراً عن مدخل المتحف وتوسل بهم كي يقوموا بحماية المتحف، لكن آمر الدبابة وبعد اتصال أجراه مع رؤسائه قال لا أمر لدينا لحماية المتحف، وأنا تأكدت من ذلك حين التقيت ذلك الرقيب…
كان لدينا معلومات أن قائمة صدرت للجيش الأميركي لحماية 16 موقع في بغداد وكان الموقع رقم واحد هو البنك المركزي والموقع رقم 2 هو المتحف العراقي والموقع الأخير رقم 16 كان وزارة النفط… لكن أول ما تمت حمايته هو وزارة النفط العراقية لدرجة أن فكاهة انتشرت تقول أن الجنود الأمريكان قرؤوا القائمة مقلوبة…ومالم يستطيعون قراءته دمروه
بين الدكتور دوني جورج أن التحقيقات التي أجراها وزملاؤه المختصون بعمل الآثار في 13 نيسان 2003 أي بعد يومين من السرقة، أثبتت أن السرقة كانت عملية منظمة وليست عشوائية أو نتيجة أعمال شغب وأن من قام بها مافيا كبيرة. وأن هناك تحضير وترتيب مسبق خصوصاً أن هناك قطع أثرية عديدة وصلت بعد أقل من أسبوعين من السرقة إلى أميركا وأوربا وهي فترة قياسية تدل أن من قام بذلك مافيا منظمة وكبيرة جداً.”
و يذكر جورج دون عن أرقام هائلة عن حجم المسروقات الأثرية التي هربت خارج العراق حيث يقول بأنه عدد القطع التي سرقت و أعيدت بعد الحرب هو 17000 قطعة أثرية و يتسأءل إذا كان هذا حجم العائد فكم هو حجم الأثار المسروقة ! ” – هذه المعلومات مصدرها محاضرة ألقاها دوني جورج في المتحف الوطني بدمشق (عام 2006 )

أذكر هذا الحديث و هذه الأرقام لأقارب في بعض العناصر بين داعش و الإحتلال الأمريكي للعراق في أهداف معينة . فهذه السرقة وليس فقط التدمير ، السرقة و التهريب يخدم أجندات واضحة لسلخ العراق من عراقيته ، تغيير الكيان العراقي تماماً ، فحينما يهرب التاريخ من المتاحف العراقية ليسكن مكاناً آخر ، هذا بحد ذاته سرقة متعمدة وقذرة لإعادة تشكيل عراق جديد صحراوي قاحل لا يشبه ذاته . هذا التهجير للبشر و الحجر ،الإبادة الجماعية للتنوع ، للمستقبل ، للتاريخ ، التهريب القسري ل الأكدي من حاضنته الطبيعية و من رمزيته ينبئ بعراق غير موحد بالتأكيد وليس ذلك فقط بل ينبئ ب اللاعراق ، أعتقد نحن في مواجهة هذا المصطلح اليوم ، فما معنى هذه البقعة الجغرافية إن أُغتيلت تضاريسها الحضارية و البشرية ، و أصبحت مجرد أرض يحكمها بعض الهمج الذين يهدمون كل ماهو ” عراقي” ما عدا أبار النفط ، ليبيعوا براميله بالدولار ، لا أعلم لمن ، قد نسمع دعاية قريباً ، بأنهم لا يبيعون النفط لغير الله ، يشتغلون التجارة مع الله و يقبضون منه حق النفط بالدولار .
عٍراق أو عُراق كما يقول الجواهري دائماً ، يضم عراقه لأنه لا يحب كسره، في هذا الزمن يا شاعرنا الكبير أخاف حتى ان العراق المكسور لن يسعنا رؤيته .

أحيانا حينما ندقق في التاريخ ، نتعجب من صدفه ، فحينما يصبح قصر سرجون هدفاً ، تشعر بأنك في حكاية جديدة و رسالة معينة و هي هزيمة سرجون الأكدي أمام داعش ، هذا الرجل الذي إقتحم الدنيا ، يسقط اليوم أمامهم . هذه بحد ذاتها إيحاء للكثير عن المستقبل .

داعش كما عهد التتار حيث شُيدت المنارات و المباني بجماجم الناس ، و بُقرت بطون البشر و تلون نهر الفرات تارة بالدم و تارة بالحبر ، هكذا هو المستعمر يرهب و يقضي على البشر ، و يسلخ المدن من ثقافتها . و داعش مستعمرنا الجديد الأكثر شراسة على مر التاريخ بالنسبة لي و الذي لا يكتفي بمجرد تغيير أنظمة بل بقلب جغرافيا و تاريخ ..تغلب أيضا على التتار ، بدو الصين ،في عنفه ، فأن يستعمرك من يتكلم العربية و من يدعي الإنتماء لدين ألأغلبية التي يقتلها ، فهذا بحد ذاته أول عنف ضد الثقافة .



#أريج_الفرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أريج الفرج - سرجون الأكدي ، العراق و داعش