أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد بنطاهر - أنا كافر














المزيد.....

أنا كافر


محمد بنطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 4566 - 2014 / 9 / 6 - 02:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"العقلية الداعشية" ليست وليدة تنظيم داعش، لأنها إن كانت كذلك فهي زائلة مادامت مستجدة. كما أنها في نظري مجرد تنظيم "مفبرك" أو هي على الأقل كذلك وإن كان لا يهمني منشؤها أو أصلها بل الشروط التي جعلتها قابلة للنشوء والانتشار، وهذا هو المهم في أي ظاهرة لفهمها سواء بغرض دعمها أو الرغبة في استئصالها. لكن حقيقة الأمر العقلية الداعشية في نظرنا توجد لدى كثير من المسلمين تؤطر سلوكهم اليومي، ولعل مجموعة من التنظيمات الفاعلة في الأقطار الإسلامية تغذيها نفس العقلية، فقط تخفيها تحت مجموعات من التمظهرات والانتظارات والتغليفات أو ما يصطلح عليه "بالتقية" قناعة منها أنها تهيء النفوس وتربيها للحظة الحسم، لحظة توفر الشروط الموضوعية لإزالة الطاغوت والكفر، وبما أن ذلك لم يحن بعد، والكفار أقوياء، وجب مهادنتهم وعدم مواجهتهم. حتى يشتد بأسهم ويتقوى عددهم وعتادهم حسب زعهم. أظن أن هذا ما تنجزه العقلية الداعشية الآن، ومن يرى عكس ذلك ويتبرؤ من داعش، فهو واهم ومدع ومخادع، وليسائل نفسه، من له مصلحة في داعش، هل يستطيع استنباتها في أروبا أو أمريكا أو الصين أو اليابان.... ؟ لا يمكن، لأن روح هذه المجتمعات وعقليتها، تنأى عن ذلك، كما أن شعوبها واعية ومثقفة، ولا يمكن أن تصدق داعش أو أن تترك أي فكر يفعل بها ذلك، ولو كان الدين نفسه. لأنها عقول تربت على العقل. إن داعش ليست في الحقيقة إلا عقلية ثاوية في سيكولوجية المسلم المعتقد في تميزه وطهارته ونقاوته، وصحة دينه وامتلاكه الحقيقة، وخطأ وزور باقي الأديان. عقلية تدفعه إلى الوثوقية والإقصاء ودونية من لا يتبعه، ومن يريد الرد على الكلامي فليقم باستقصاء الواقع، أو فقط حيزه المكاني الضيق، وسيرى كيف أن أغلب الناس من العامة والخاصة ومنهم من لا يفقه في الدين شيء، ومع ذلك تجدهم يكفرون غيرهم ويحكمون على سلوك ما بحلاله أو حرامه، وقد تمر فتاة قبالة أحد فينزل فيها فتوى.... وكم سمعنا هذا يكفر ذاك، الكل يدخل الناس إلى الجنة ويخرجهم منها. من هذا المنطلق ابتدأت داعش أو لنقل استفرغت واستغلت داعش أو من فبركها، هذا الواقع الظلامي الانتقامي ألقصاصي التكفيري الدفين والمكبوت في سيكولوجية غالبية المسلمين، أو على الأقل الحاضر في الثقافة الإسلامية، لتقود غزواتها وفتوحاتها، وكل من تلمست فيه الكفر، المحدد مفهوميا في وعيها، بالتمركز حول الذات الإسلامية والعقلية الأحادية السلفية الظلامية في فهم الدين، اقتصت منه. وأنا بدوري أقول إن كان هذا هو الدين عندكم فأنا كافر فأسرعوا للقصاص مني، وكلامي غير موجه لتنظيم داعش فقط، بل من يحمل العقلية المغذية لداعش وفي بلدي كثير منهم هاجر ليناصر داعش، تعالوا لتنصروا دينكم، تعالوا لتأخذوا تأشيرة إلى الجنة ببساطة بلا عبادة ولا محن. اقتص مني أو انفجر وستفوز بالآخرة، هلموا إلي أو إلى أمثالي، فنحن فرصة خلاصكم، وبإزالتنا ستصنعون حضارتكم عفوا خلافتكم الدامية هلموا.



#محمد_بنطاهر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قُرْ قُرْ قُرْ قُرْ
- أنا جائع
- آخر الكلام
- خبزا وصمتا


المزيد.....




- الكنيست يصوت على تعديل مصطلح -الضفة الغربية- إلى -يهودا والس ...
- حرب غزة وتداعياتها.. هل أثرت على الأقلية اليهودية في تونس؟
- الاضطرابات تجتاح أكبر دولة إسلامية في العالم.. فما الذي يجب ...
- الموصل تستعيد رموزها التاريخية: افتتاح الجامع النوري والحدبا ...
- استنكار واسع في بلجيكا بعد إدراج طبيب كلمة -يهودية- ضمن قائم ...
- السوداني يفتتح رمز مدينة الموصل الجامع النوري ومنارته الحدبا ...
- بين الخلاف المحمود والمذموم.. كيف عالج الإسلام الاختلافات؟
- شاهد كيف استقبل مسيحيو سوريا افتتاح كنيسة القديسة آنا بإدلب ...
- السوداني يفتتح الجامع النوري والمئذنة الحدباء وسط مدينة المو ...
- أكسيوس: السفير الأمريكي للاحتلال يتبنى مصطلح -يهودا والسامرة ...


المزيد.....

- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد بنطاهر - أنا كافر