أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لويزا توسكان - العراق وسوريا: الدولة الاسلامية - داعش، دولة مميتة














المزيد.....

العراق وسوريا: الدولة الاسلامية - داعش، دولة مميتة


لويزا توسكان

الحوار المتمدن-العدد: 4563 - 2014 / 9 / 3 - 09:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يعود أصل داعش إلى تشكل نواة عراقية لتنظيم القاعدة بعد الغزو الأمريكي. انضم الخليفة ابو بكر البغدادي إلى هذا الأخير الذي كان حينئذ بقيادة الأردني الزرقاوي. في العام 2006 أعلن المجلس شورى المجاهدين بالعراق قيام الدولة الإسلامية بالعراق. وبالانخراط في الثورة السورية، بمحاربة الجيش الحر أكثر من محاربة نظام الأسد، لا سيما بدءا من العام2013 ، تمكنت الدولة الإسلامية بالعراق و الشام من التطور، في تنافس مع تنظيم القاعدة و فرعها السوري ، جبهة النصرة.






وقد غضت أنظمة عديدة الطرف، بتناوب، عن أنشطة الدولة الإسلامية، باعتبارات قصيرة المدى. وقد كان النظام السوري في بداية الثورة قد أطلق عن قصد سراح جهاديين معتقلين و امتنع حتى فترة أخيرة عن مقاتلة الدولة الإسلامية، معتبرا إياها ظرفيا حليفا مضادا للثورة. واستفادت الدولة الإسلامية من تسهيلات منحتها تركيا بهدف إضعاف القوات الكردية. وطبعا جرى تمويل جيش الدولة الإسلامية من قبل مانحين خواص من بلدان الخليج. وبصفته سيد حرب ، بات بوسعه التخلص من أوصيائه الدوليين بعد أن سيطر على آبار نفط، و صوامع حبوب في سوريا وودائع بنكية في العراق وآثار في سوريا والعراق وحقوق مرور مع نقاط تفتيش، وفديات و بيع النساء. كما انه يقتطع رسوما على تجارة البترول ومشتقاته (لا سيما المعاد بيعه للنظام السوري) او التبغ (سوريا). وقد يكون استعاد البنية الجبائية العراقية القديمة وحتى سن ضرائب جديدة تستهدف المسيحيين. مهما يحصل من أمر، أمنت الدولة الإسلامية لنفسها، منذ البداية ، ضربا من الاستقلال إزاء السكان المخضعين.

تقدم داعش نفسها اليوم بما هي دولة بازغة على اقتصاد حرب، دولة ممركزة وريعية، ساعية الى الربح على المدى القصير، مؤممة لغنائم نهبها ، ومعيدة توزيع الثروات كي لا تفقد تعاطف السكان الفقراء بالمناطق المحتلة الذين لم تقرر القضاء عليهم: مجانية الكهرباء وخفض أسعار الكراء بنسبة50% في الموصل للمحرومين، و توزيع مواد غذائية في رمضان في سوريا. وقد ساعدها في هذا التدبير تحالفها مع قدماء اطر حزب البعث.

وتسير داعش إلى التحكم بمنطقة من حجم بلجيكا، غنية بالموارد ويقطنها زهاء 9 ملايين نسمة . وهذه المناطق نسيج عنكبوث أكثر مما هي منطقة متجانسة، بيد أنها أمنت في اغسطس السيطرة على مدن: الموصل، سنجار، الرقة، تكريت... و لا تجازف في المناطق غير المؤيدة لها (الشيعية). أما الأقليات التي تزعجها فإنها تضطهدها (المسيحيين) أو تبيدها (اليزيديون، الشيعة التركمان، السنة الذين يرفضون مبايعتها، الخ)

وتدفعها قلة الجند [1] قياسا بمساحة الأراضي المسيطر عليها إلى إعدام الرجال و بيع النساء بدل المحاكمة و السجن أو إجبارهم على الهجرة، إذ لا تتوافر لدها كل البنيات التحتية في المناطق المسيطر عليها حديثا.

جيش متراتب قائم على وحدات "دائرة" تتكون أقلية من من أجانب ذوي تجربة ، كلها عوامل تعزز المظهر المتراتب و تقلل خطر عدم الامتثال، ناهيك عن تجنيد أطفال. وتسند للنساء مهام مثل استقطاب نساء لتزويجهن للقادة العسكريين، وتفتيش وسرقة الأسيرات قبل بيعهن، الخ.

و تتوفر داعش اليوم على معدات عسكرية غنمت من الجيش السوري، كما سيطرت على مخزون الجيش العراقي (صواريخ و أسلحة ثقيلة أخرى ...) معظمها من صنع أمريكي تخلى عنها الجيش العراقي العرمرم في الموصل، ما يجعلها دولة قوية. وقد تتجاوز عددا، وعتادا، قوات منطقة كردستان.

تؤمن داعش عيش مقاتليها، وهم شباب معظمهم منفصل طبقيا ، أو مرتزقة قادمين من العالم قاطبة. وتوحي مسامية استقطابها بتسلل مخابراتي كبير.

أصبحت الإمارة خلافة، ملكية حق الهي. الخليفة زعيم ديني و دنيوي. وقد كشف خطاب الناطق باسمه، ابومحمد العدناني، طابعه الرجعي المفرط:" أيها المسلمون، انبذوا الديمقراطية، و العلمانية، و القومية، وغيرها من غائط الغرب وعودوا إلى دينكم". ولداعش تطلعات عالمية وتسمي نفسها الدولة الإسلامية داعية كل المجموعات الجهادية إلى مبايعتها.

العوامل المادية لا تفسر وحدها جرائم داعش. لم تعمم بعد المحاكم و السجون و المقابر و"لا وقت" لديها لقتل المدنيين قبل دفنهم، لكن لديها وقت اغتصاب النساء و قطع رؤوس القتلى بعد إعدامهم بالرصاص، وعرض الرؤوس المقطوعة، و التمثيل بالأطفال في مشاهد مرعبة وتصويرها ونشرها بانترنت. يستجيب هذا لمنطق إرهاب أكثر مما لمنطق اقتصادي محض، وتعوض نتائج المنطق الأول نواقص الثاني.

الميثاق المنظم للحياة في الموصل جملة ممنوعات و ليس مشروعا اجتماعيا. ومن ينتهكها يقع تحت طائلة "الإعدام، الصلب، قطع الأطراف او النفي". و لا تفتح البنوك في الموصل سوى للخواص غير المنتمين لجهاز الدولة القديم ولا لأي من الأقليات.

تنكرت دول الخليج لداعش رسميا، واعترفت بها حركة بوكو حرام. وهي منافس للإمارة الإسلامية في أفغانستان، وإمارة القوقاز او القاعدة بالمغرب الإسلامي او القاعدة بالجزيرة العربية. داعش غير منغرسة في العراق و سوريا. وقد جرت مظاهرات تأييد متكررة في الأردن في الأشهر الثلاث الأخيرة ( معان، الزرقاء، المجاز). ولم يتحقق المأمول من تأييد سني داخلي (قبائل شيتات في سوريا ، أو قبائل الأنبار بالعراق التي تحارب داعش)

ذات جوهر برجوازي وطفيلي، فائقة الطابع الرجعي ومضادة للثورة عمليا، داعش هي في أخر التحليل، وكذا في أوله، "عصابة رجال مسلحين" أي تعريف الدولة المقترح من لينين وانجلز [2]

لويزا توسكان

المصدر : http://www.lcr-lagauche.org/ei-letat-letal/

تعريب : المناضل-ة

[1] 50 ألف حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان في منتصف أغسطس 2014-

[2] صيغة استعملها انجلز في كتابه ضد دوهرينغ ، واستعادها لينين في كتابه الدولة والثورة.



#لويزا_توسكان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لويزا توسكان - العراق وسوريا: الدولة الاسلامية - داعش، دولة مميتة