سيرة ذ ا ت ي ة

أروى المهنا

الحوار المتمدن-العدد: 4558 - 2014 / 8 / 29 - 20:43
المحور: سيرة ذاتية
    

السيرة الذاتية هاجس يقف خلف أي عمل تود أن تنجح به في حياتك مايسمى CV لاشيء يفوقه أهمية في هذه الأيام . ولن تُقبَل في أي وظيفة تُقدم عليها اذا لم تكن حاملاً لهذه الهوية بجانب إسمك . من حق أي جهة أن تطلب CV خاصّتك كي تطلع على مؤهلاتك التي ستمكنك من شُغل المكتب الذي تريد . بالذات نحن الآن في سباق سريع جدا مع الآخر هذا الآخر الذي ينظر إليك من الضفة الأخرى من العالم مختالاً بماوصل إليه وبالتأكيد هو يستحق . اذا ذهبت اليوم إلى المكتبة سأجد ركناً خاصاً بالسير الذاتية عن أُناس وصلوا ونجحوا في مجالات عدة كانوا يطمحون بالوصول إليها يوماً ما كتّاب , علماء , باحثون , أو حتى مصممين أزياء تحققت أحلامهم وبدأو يكتبون عن تجاربهم وبدأ العالم يكتب عنهم وعن طريقة الوصول نحو القمة من خلال الكفاح والمثابرة حتى بلغ الكثير منهم شهرة واسعة مادفع القارئ يبحث عنهم بالإسم عن طريق المكتبات أو حتى الانترنت ولاأخفي قارئ هذا المقال أنني أيضاً كنت ومازلت أقرأ عن هذا النوع من الكتب "السير الذاتية" لكن بمفهوم آخر قد يكون أكثر واقعية وعقلانية بدأت أفصل بين الحياة الواقعية أو حياة الفرد وبين حياته العملية التي تكون عادة خارج البيت بين أفراد لايعرفهم في الوسط الذي يعمل به والذي يجب عليه أن يكون متنبهاً دوماً لأي خطأ قد يمعنه من الترقية في يوماً ما. بين أبحاثه التي يجب أن يكون دقيق فيها كي لايفوته شيء من التجربة . بين تصاميمه والدقة التي يجب أن يُتقنها كي يصل لذائقة المشتري . سيرة حياة أحدهم ليس بالضرورة أن نجعلها صورة كربونية يعشيها داخل بيته هو أيضا له خصوصية وهو أيضا عشوائي المزاج في أوقات كثيرة يشعر الغضب وللحظة يمكن أن يرمي كل شيء وراءه ويختفي مثل مايتبادر لي ولك أحياناً . حقيقة عندما قرأت سيرة حياة أحدهم وبحثت كثيرا عنه تفاجأت جداً ببعض الأمور التي لم أكن أتوقع أنه وبهذا المكان الذي وصل إليه أن يفعل مافعل وبدأت أفكر بأنه لم يخطأ أبدا إنما هو المتلقي الذي لم يعرف كيف يقرأ هذا النوع من الكتب . وفوراً تذكرت مقولة قرأتها لبرنارد شو قال فيها ( عندما تطالع سيرة ما، تَذَكَّر أن الحقيقة دوما غير قابلة للنشر)

#أروى_المهنا (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل