أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال محمد تقي - الحماسة في الاهزوجة















المزيد.....

الحماسة في الاهزوجة


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 1284 - 2005 / 8 / 12 - 11:05
المحور: الادب والفن
    


الحماسة
في فن الاهزوجة والهتاف الشعري الشعبي العراقي المعاصر
جمال محمد تقي

الشعر الشعبي العراقي، متميز بأرتباطه الوثيق بقضايا التحريض والتنظيم والدعاية الاجتماعية والسياسية، وله في ذلك باع طويل ومتأصل. فالشعر هنا عبارة عن حماسةغالبة لقضاياالانسان ونزعاته النبيلة. وينطبق ذلك على اشعار واغاني الحاج زاير وعبد الامير الطويرجاوي والملا عبود الكرخي والشاعرة " فدعه" وزاهد محمد ومظفر النواب وزهير الدجيلي وغيرهم .

شعر الاهزوجة:
من الصعب بمكان متابعة الخيوط البدائية لهذا اللون من الشعر، لكننا نستطيع القول انه ارتبط بمناسبات القبيلة، كالقتال والمفاخرة عند الموت والاعراس ومسابقات الخيل وغيرها وكان مفعم بالصور الجميلة والحكمة والتحريض والامثال والموسيقى انه شديد ورقيق، مباشر تعززه التورية والمجاز. ولايغيب عنا ان المناسبات الدينية كانت تحضى
بقدر كبير من الاهتمام، في موضوعات هذا النمط من الشعر الشعبي، وخاصة مناسبة عاشوراء .

ثم جاء الاحتلال الانكليزي للعراق 1914، ليكون احد المجالات التي ينظم بها هذا الشعر، هو مجال مقاومة الاحتلال، والتحريض على قتاله. وهذا ما جعل شعر الاهزوجة يغتني بمضامين جديدة اكثرحماسة وجدة من سابقاتها، واخذت تبرز جلية في الفعاليات السنويه لشهر عاشوراء وملحمة استشهاد الامام الحسين . فهذه المهرجانات الحاشدة تعتمد
على نخبة متجددة من القارئين والنظامين، وشعراء استطاعوا بنتاجاتهم الاجادة في تحميس وتعبئة الجمهور ضد المستعمر الانكليزي , وقد اثر هذاالنمط من النظم ( النمط الحسيني ) حتىعلى طبيعة الغناء الوجداني لاغلب مناطق الفرات الاوسط والجنوب، فالردات الحسينية لها حضورها هنا وهناك، فكيف والحال ان النجف وكربلاء هي معاقل للثوار ايام ثورة العشرين، وبزعامات دينية مرموقة ( الشيرازي، الخالصي ) وغيرهم .

من منا لم يسمع بهتاف ( الطوب احسن لو مكواري ) او (مشكول الذمة على الفالة) او (متعجب صانعلة ابعيرة) او(ظل البيت لمطيرة اوطارت بيه فرد طيره) . اسماء كثيرة التي ابدعت الهتاف والاهزوجة المحرضة، والداعية ليس فقط في احداث ثورة العشرين. انما في كل محطات الزمن العراقي الحديث والمعاصر : (لاتفرح يالقطاعي اصويحب من يموت المنجل ايداعي) هذا هتاف في قصيدة هو ديوان لوحده يختزل زمنا كاملا، وهو صدى لصيحة مازالت تدوي . ( اشلون اتموت وانت من اهل العمارة، اشلون اتموت او يوميتك ثلثمية ) انه احتجاج الكادح المنهوب، وهو صيحة واضحة ضد السحق الطبقي.

بعد قيام الجمهورية كانت هتافات الفرح والاستقلال تبشر بمستقبل واعد انه زمن (حمد وسعود). زمن الشعب الذي اعلن بالفعل، ان دار السيد ليست مأمونة. هذا الزمن يتحول الى احكام عرفية واوضاع استثنائية، لحظة الفرح الاول غطاها عفن، وغبار قطاع الطرق وسراق الاحلام . لقد نهبوا العروسة ليلة الدخلة، اما العريس فتى الديرة وصاحب النخوة فيصاب بمرض الانفصام مرة يصحو وعشرة يتعثر انه يسار العراق الذي ترجل ليمينه انه كان حلم العراق الذي تعثر بسنينه .

لقد عبر الشعراء الشعبيون اروع تعبير عن هذه التراجيديا . مظفر النواب ، عريان السيد خلف، وكاظم اسماعيل الكاطع، وشاكر السماوي، وغيرهم كثير.( روح ياامن، وخبر مشيرك، لو ثار الشعب، شنهو مصيرك) هذه رده حسينيه كانت تحرض ضد السلطة البوليسية للمشير عبد السلام عارف . وهناك رده اخرى تقول :( ياشبيبة، ياشبيبة، ياشبيبة اتوحدي لاجل النضال، وابني مستقبل بلدنه، من الجنوب للشمال ، وابني من صرح البطولة، وطن لعيون الطفولة، لاحروب لاقتال، ياشبيبة اتوحدي، ياشبيبة اتوحدي، لاجل النضال . . ) وهذه كانت من اغاني الشبيبة العراقية التي تحض على النضال الجبهوي ضد الامبريالية، والدعوة للتضامن مع الشعوب، اما زاهد محمد فيقول :( هلهولة النكسون هلهولة ـ ايهددنه ابجيشة اواسطولة). وهي قصيدة تندر وتهكم، على الرئيس الامريكي الاسبق نكسون، عندما هدد بأجتياح الدول العربية، المعادية للسياسة الامريكية واسرائيل، اثناء حرب اكتوبر.

تنويعات :
ملاعبود الكرخي :
ذبيت روحي على الجرش،
ما ادري الجرش ياذيهه
ساعة واكسر المجرشة واشعل ابو راعيهه ...
الحاج زاير :
يوفاي يوفاي، مادري كعدنة بشمس يوفاي، اونارك حبيبي جوت دوفي...
حسين الجسام :
احنة اولاد عمشة بالحرب أوه، او تشهد لعند صولتنا السعلوه، ابونة ادم، او امنة صدق حوه، ياما فركعنه اوصبنه...
مظفر النواب :
وانت يالمامش ابمامش، ياميزان الذهب، اتغش واحبك ...
عريان السيد خلف :
من تهب الريح، تصيح الريح، الشجر يثبت شجر، والخاوية اطيح...
عزيز السماوي :
اكدر اسوي الفحم وردة، واكدر اسوي الجسر دمبوس. لكن مكدر اعدل راس، لو غفلة انكسر ناموس ...
الدجيلي :
تايبين، لانمر مرة بدربكم، حالفين مانرد نبقى على حبكم، والذنب هو ذنبكم...

هتافات معبرة:
هذه نماذج، من هتافات وشعارات التظاهر، والاحتجاج، والتحريض، التي قيلت في الوضع الحالي الذي يعيشه العراق، وقد يكون بعضها مأخوذ من مناسبات الماضي، ويتم اسقاطها على الحاضر، لتكون عضة وعبرة، ولا نعرف حصرا من قالها، اوكتبها، لاكننا نسمعها من اصوات المتظاهرين، والمحتجين والمحرضين، او نقلت عنهم.

ـ حرامي بغداد بالفرهود مايشبع ـ يهل ناس ، صار مايعلس بس يبلع !
ـ هاهاها انطلع من خشمة كل الرايح والي جاي ـ انطلع من خشمة.....

وفي الوقت الذي كان فيه بعض جحوش الاحزاب الكرديه تهتف لبوش وتكبر له "بحجي بوش"، كانت هناك هتافات وعراضات تصدح وتقول :
ـ هذا الاثول، يدحج بالحايط حظة ايدولب بيه , يدحج بالحايط حظة ايدولب بيه.....

ـ ما يذكر هذا "الجون" بكتلة "لجمن" تراه اصغيرـ خليه يرعش ايذب ابيوضه تراه افطير، اكلب يا جوني مانلعب وياصغارـ اكلب ياجوني.... والمقصود بجوني، جون ابي زيد قائد المنطقة الوسطى للقوات الامريكية، اما لجمن فهو قائد انكليزي، قتل اثناء معارك ثورةالعشرين .
ـ اصبر يا الرادس، وكت الزحمة، اوماتنشاف ـ انلزمك، والله انلزمك، وين اتروح...
ـ اشمالك خايف، وانت المحمي بالخضره، وعيونك تزرزر على الهبره. اشرد تره قربت، ساعة الغبرة، امسودن والله امسودن، هذا البوش، امسودن والله امسودن، هذا البوش ...
ـ يا عايل تره الوادم ماتنسه ـ او وره كل صعدة اكو طسه،
هاهاها عالو بيك، يل منك، تجي العيلة ...
ـ يالجلدك ضخين اوماتحس ـ بس خيالك مثل طنطل ما يجس،
هاهاها بايع ومخلص، هذا العص، بايع ومخلص، هذا العص....



جمال محمد تقي
كاتب عراقي مقيم في السويد



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مثقفون وسياسيون للبيع
- من يغذي الارهاب في العالم


المزيد.....




- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال محمد تقي - الحماسة في الاهزوجة