|
اللاانتماء المُأطر بالانتماء المزيف لانتماء ما
جسام وحيد مكطوف
الحوار المتمدن-العدد: 4552 - 2014 / 8 / 23 - 23:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لعلي لا ابالغ إذا قلتُ اني لم ارَ مثل كتابات المثقفين العراقيين في مجال الوحده والسلام والتعاون ، مع ما فيه من روح وطنيه عاليه تشيء عن نزعة الكاتب الفئويه وتعنصره لبلدهِ _اغلبهم_ ليس هذا حسب ، فقد غدا الشعب العراقي بشتى قومياتهِ واديانهِ داعية وحده وسلام . الحق ، اني اراهم مجبورين قسراً على ذلك ، فيكونوا ميالين إلى ان يكتبوا مثل هذي الكتابات ، ليحظوا بمقبوليه عريضه من قبل المتلقين ، من حيث لا يشعرون . ولكن مذ متى وكان للقول قيمته الوجوديه دون معناه الجمالي _دون العمل _ هذا إذا كان القول فيه نوع من الجبر والقسر _مكلفين_ ، فكيف العمل إذن ؟ هذا مع ان في القدوات الايدولوجيه هي ليست ما عليه في القدوات الجماليه .. فالقدوه الايدولوجيه ؛ تشيء الى عنصرية وفئوية لشلة ما وارض ما وحتى يمكن ان تكون لزمان ما _على غرار انها تنتهي لا محال_ ، على العكس مما تشيء إليه القدوات الجماليه ، على حد توضيح وشرح عبد الرزاق الجبران بالاضافه الى ان هذه المسميات يجب ان تحتوي ، ليس فقط اقوال الايدولوجي او الجمالي ، بل وعملهِ _ بالأولى _ ناهيك عن الاخلاص والايمان بالعمل . فالقول يجيء متأخراً بعد العمل ، هذا ما اراهُ . ولاني ارى الايدولوجيات خطراً خطيراً على العالم باسره ، كونها تتحيز لفريقٍ دون آخر ، وهذا ما وقعت فيه شتى الجماعات الاسلاميه الرسميه وانشغالهم بالبحث عن الفرقه الناجيه وو.. فأقول لمعشر كثير من المثقفين العراقيين ؛ انهم مطروحون لايدولوجيات ، يظنون انها اتجاههم الحقيقي . اي انهم منقادون او متأدلوجون لايدولوجيات اجنبيه تحت مسميات ذات معاني جماليه ، كحالها مع الفرقه الناجيه من حيث لا يشعرون . تكاد تكون مثل هذي الحالات ، سرقات من النوع الحديث على غير طراز السرقات الكلاسيكيه التي طالما تحدث عنها الجبران او انها تدخل معنى الاستحمار الحقيقي والابعد عمقاً من الاستحمار الذي تحدث واشار اليه علي شريعتي . اي ملخص القول هنا ؛ اذا ما كانوا مستحمرين لايدولوجيات اجنبيه فانهم ايدولوجيون بالمعنى الحقيقي ، واشعر بالاسى حين ارى في نصوصهم التاكيد على ضروريات المثاليه والجماليه مختصرينها ومختزلينها تحت اسم او ايدولوجيا معينه . ناهيك عن كتّاب "الهوبزه" ، وكتّاب الوطنيات ، الذين لا يدرون ولا يعلمون اصلا علام يكتبون ؟؟!!
فبدأ الحديث يذكرنا بقول الله في القران (لم تقولون ما لا تفعلون) طبعاً ، اقتصصت النص لتأخذ اللغه حرارتها ليس الا ، والا لكانوا مؤمنين.. بنص الايه الصريح (يا ايها الذين امنوا ....) ، وان كانوا كذلك ، فهم مؤمنين بقضية ما على غير شاكلة الايمان الذي تحدث عنه الله في هذي الايه نفسها ، اي انهم مؤمنين بايدولوجيا معينه على معنى الايمان الجمالي المزور لديّ . اي هناك نوعين من المثقفين ؛ مثقف قول ومثقف جمال (عمل) وما يهمني الثاني لا الاول .
وآخر الحديث يذكرني بكلمتي ؛ (اللاانتماء المُأطر بالانتماء المزيف لانتماء ما) ، فهي كل شاكلة الاستحمار لديّ التي غدت الاكثر حداثه ، والاكثر شمولاً من سابقتها لدى شريعتي ، بل وان سابقتها قد اصبحت احدى مضمامين مفهوم الاستحمار الحداثوي . كالسني الذي يتحدث باسم عروبته العراقيه متمسكا بها وهي بالاصل (صهيوعربيه) خالصه لاسرائيل . والشيعي الذي يتحدث باسم حسينيتهِ العراقيه متمسكا بها وهي بالاصل (عيرانيه) خالصه لخامنئي . وغيرهم الكثير .
#جسام_وحيد_مكطوف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خلال احتفال اليوبيل.. العاهل الأردني يستل سيفه تحية للأجهزة
...
-
الصين تؤكد استعدادها للتعاون مع روسيا لمواجهة قوى الاحتواء ا
...
-
مصر.. ارتفاع كبير في أسعار البن والشاي والكاكاو
-
إدانة تاريخية.. السجن 8 أشهر لمشجعين وجهوا إهانات عنصرية ضد
...
-
بلينكن من القاهرة: اضغطوا على حماس
-
شاهد: نازحون ينصبون مزيداً من الخيام في مخيم ساحلي بدير البل
...
-
الانتخابات الأوروبية - في أي الدول تصدّر اليمينُ المتطرف؟
-
بلينكن يعود إلى الشرق الأوسط للترويج لهدنة في قطاع غزة
-
اللجنة البرلمانية لجرائم نظام كييف ضد الأطفال: على الجنائية
...
-
لافروف لنظيره البرازيلي: راضون عن تطور علاقاتنا الثنائية ونن
...
المزيد.....
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|